هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة مريم توركان
  3. حوار مع مُدَخِن

شارعٌ رَحبٌ هادئ، مُزيّنٌ بالورودِ وبعض الأشجار العتيقة، ممّا يعني وجود الأكسجين وبكثرة شديدة، تحت ظلّ إحدى الأشجارِ هُناك، جَلَسَ شابٌّ ليُدَخِنَ بعض السجائر. 

مريم: سلام رَبّي عليكَ ورحمتهُ وبركاته. 

المُدَخِن بعدما أبعدَ السيجارة عن فِيهِ ليَرُدَّ عليَّ السلام: وعليكم السلام ورحمة اللَّهِ وبركاته. 

مريم: من فضلك هل لكَ أنْ تُخبرني عن هذا العنوان؟ 

أَخَذَ المُدَخِن منّي الورقة ثُمَّ أجابني: إنَّ عنوان هذهِ الورقة قريبٌ من هُنا، لكنَّني لا أعرفهُ رُغم أنَّني من قاطني هذا الحَي!

مريم: رُّبما لم تنتبه لهُ يا هذا. 

المُدَخِن بعدما أعادَ السيجارةَ لفِيهِ ليستنشقَ النيكوتين القاتل: رُّبما. 

مريم: أشكُركَ على مُساعدتي، ولكنْ لي عندكَ طلب إذ سَمَحتَ لي. 

المُدَخِن: تفضّلي أستاذة، عُذرًا ما اسمك؟ 

مريم: أُختكَ مريم، ما اسم أخي؟ 

المُدَخِن: سَلِمَتِ، أخوكِ أبا عُمر. 

مريم: من فضلك ادعو اللَّهَ أنْ يَرحَمَ أبا فاطمة. 

المُدَخِن: ومَن يكونُ أبا فاطمة؟ وبِمَ أدعو له؟ 

مريم: هو أحد جيراننا، ادعو لهُ بالرحمةِ فقد توفاهُ الرحمٰنُ مُنذُ زمن. 

المُدَخِن: رَحِمَهُ اللَّهُ وغفر لهُ، ولكنْ لِمَ تذكّرتيهِ الآن؟ 

مريم: أنتَ مَن ذَّكّرتني بهِ أبا عُمر. 

المُدَخِن: أنا؟ كيف؟ 

مريم: ماتَ بعدَ قضاء اللَّهِ وقدرهِ بسببِ التدخين. 

المُدَخِن بعدما ألقى السيجارة أسفلَ قدمهِ وقامَ بدهسها: لا حول ولا قوة إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيم. 

مريم: ألا تخشى على عُمر؟ 

المُدَخِن: مَن عُمر؟ 

مريم: ابنكَ أبا عُمر. 

المُدَخِن بعدما تبسم: لستُ مُتزوجًا لكنَّني أُكنَّى بأبي عُمر. 

مريم: ولِمَ اخترتَ اسم عُمر تحديدًا؟ 

المُدَخِن: لشدّةِ حُبّي للفاروقِ سيدُنا عُمر بن الخطّاب رَضيَ اللَّهُ عنهُ وأرضاه. 

مريم: رَضيَ اللَّهُ عن حبيبي أبا حفص، ثُمَّ باغتهُ بسؤال: أتنوي الزواج؟ 

المُدَخِن: أجل، وقد أنهيتُ تجهيز بيتي مُنذُ أيَّام. 

مريم: وماذا عن العروس. 

المُدَخِن: جاري البحث عنها وسط مئات الفتيات. 

مريم بعدما تبسمت: رزقكَ اللَّهُ ما تتمنّى، لكنْ ماذا لو تزوجتَ وبعدها بوقتٍ يسيرٍ توفاكَ الرحمٰن؟ 

المُدَخِن: الأعمار بيدِ اللَّه، ماذا عساي أنْ أفعل؟ 

مريم: هل لو خُيِّرتَ بينَ أنْ تتركَ زوجكَ العروس وحدها، وتُسافرَ بعدَ أيَّامٍ من الزواج، أو بينَ إقامتُكَ معها حتّى تشبعانِ من بعضكما، ماذا ستختار؟ 

المُدَخِن: بالطبعِ سأختارُ الإقامةَ معها لأنَّني بحاجةٍ إليها كما أنَّها بحاجةٍ إليّ، أيضًا لأنَّني ما تزوجتُ لأُسافرَ وأتركها بعدَ الزواجِ بأيَّامٍ ونَحنُ الإثنانِ بِكرًا لم يَسبِق لنا الزواج. 

مريم: عجيبٌ أمرُكَ يا أبا عُمر. 

المُدَخِن: وما العَجبُ في ذلك؟ 

مريم: تقولُ هكذا وتفعلُ هكذا. 

المُدَخِن: معذرةً، لم أفهم. 

مريم: لا عليك، ماذا لو حملت زوجكَ بعدَ الزواجِ مُباشرةً أكُنتَ تفرح؟ 

المُدَخِن: بل سأسعد، إنَّني أدعو اللَّهَ في صلواتي أنْ يرزقها الحمل بعدَ زواجنا مُباشرةً. 

مريم: هل كُنتَ تسعد حينَ يُخبرُكَ الطبيب أنَّ حمل زوجكَ مُشوّه؟ 

المُدَخِن مشدوهًا للحظات: ماذا تقصدين؟ 

مريم: أقصدُ هل كانَ سيُسعدكَ إخبار الطبيب لكَ بأنَّ ما تحملهُ زوجكَ بينَ أحشائها ما هو إلَّا جنينٌ مُشوّه؟ 

المُدَخِن: سأقولُ قَدّرَ اللَّهُ وما شاء فعل. 

مريم: وماذا لو عَلِمتَ أنَّهُ لن يكتملَ رُغم تشوّهه؟

المُدَخِن: لِمَ تُشعرينني أنَّني السبب في كُلّ هذا؟ 

مريم: لأنَّكَ بالفِعلِ كذلك، فأنتَ السبب الرئيسي في حُدوثِ حملِ زوجك، لذا كانَ عليكَ أنْ تهتمَ بصّحتك، فما يحويهِ جسدكَ يُنقلَ إلى نُطفتك. 

المُدَخِن: لكنَّني شابٌّ رياضي، لا أُفوّتُ ممارسة التمارين الرياضية أبدًا، كما أنَّني لا أتناولُ إلَّا طعامًا صحيًّا. 

مريم: جيّد، لكنَّكَ تُضيعُ كُلّ هذا بسيجارةٍ واحدة، فما بالُكَ بعُلبةٍ أو اِثنتينِ من السجائر؟ 

صمتَ المُدَخِن ولم يَرُدّ. 

تابعتُ: أنتَ تؤذي نفسكَ قبلَ أنْ تؤذي نُطفتكَ وزوجك، أَمَا عَلِمتَ أنَّ التدخينَ يُؤدي إلى تشوّهِ الأجنّة ورُّبما عدم اِكتمال الحمل، كما أنَّهُ سببٌ رئيسي في العُقم، بالإضافةِ لتَسبُّبهِ في الوفاة. 

أليسَ كُلّ ما ذُكِرَ كفيلًا أنْ يجعلكَ تُقلِعُ عنهُ أبا عُمر؟ 

رَفَعَ رأسهُ والدمعُ يقطرُ من عينيهِ فأومأ لي بأنْ بلى كفيل. 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

483 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع