هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة مريم توركان
  3.  حياة مطيرة- قصة قصيرة

 

في سبعينياتِ القرنِ الماضي تحديدًا في صعيدِ مصر؛ حيثُ الصّبر والقوّة والعادات والتقاليد.

عديلة كفاكِ عملًا، ألا تَرينَ بطنَك؟!

ألم تعلمي أنَّكِ في شهركِ التاسع وأوشكتْ ولادتُك؟ 

عديلة: أعلمُ ولكنْ ماذا أفعلُ بلال؟

أأتركك تعملُ وحدك؟

بلال: هيّا لنذهب من هُنا.

عديلة: إلى أين؟

بلال: إلى بيتنا لترتاحي بعض الوقت.

وفي الطريقِ تغيّرَ الطقس فهبَّت الريح، وانهمرتْ السماء، أثناء ذلكَ توجّعتْ عديلة وكأنَّ بُنيّها يُريدُ الخروج. 

أسرعا حتّى وصلا بيتهما، وإذ بعديلة تتأوه وتبكي؛ فقد جاءها المَخاض، أخذ بلال يُفكّر ماذا يفعلُ في الطقسِ البارد هذا؟ 

تركَ زوجهِ وذهبَ ولم يتأخر عليها؛ إذ رأتهُ وقد أتاها بالقابلة (الداية) أُمّ سيّد، جهّز بلال للداية ما طلبتْ ثُمَّ خرجَ لينتظر بالخارج؛ حتّى تأتيهِ بالبشرة. 

المطر يزيد والرياح تَقوى وعديلة تارةً تبكي وتارةً تُولولُ على نفسها، وبين هذا وذاك بلالٌ يبكي مُناجيًا ربّهُ أنْ يُخرجها سالمة من هذهِ الولادة، حتّى أَذِنَ اللَّهُ لها فوضعتْ بُنيّة جميلة.

 فَرِحَ بها بلال أيُّما فرحٍ وأسمياها مطيرة؛ نسبةً للطقسِ الذي وُضِعَتْ فيه. 

مرّت الأيَّام وكَبُرتْ مطيرة وقد أتقنت فِلاحة الأرض، ولِمَ لا وأبواها خيرُ معلمينِ لها في هذهِ المهنة. 

ذات يوم وأثناء عمل مطيرة رأتها جارتهم في الحقلِ المُجاور، وقد أتتْ لحاجةٍ ما عند أُمّ مطيرة، نسيت حاجتُها وأخذت تسأل أُمّ مطيرة عن ابنتُها وهي تُحمّلق بها ومطيرة لا تُلقي لها بالًا.

وبعدَ أيَّامٍ أتتْ الجارة وابنها _اليتيم_ لخِطبةِ مطيرة بُناءًا على موعدٍ مُحَدَد.

أبا مطيرة: تفضلا.. تفضلا ، حللتما أهلًا ووطئتما سهلًا، يا أُمَّ مطيرة... يا أُمَّ مطيرة.. هلمّي إلينا. 

أُمّ مطيرة: ها قد جئت، مرحبًا بحبيبتي أُمّ معروف. 

أُمّ معروف: مرحبًا بكِ أُمّ مطيرة. 

أُمّ مطيرة: قد أتتنا الأنوار. 

أُمّ معروف: أنارَ اللَّهُ قلوبكم، قد جئناكم خاطبينَ ابنتكم مطيرة لابني معروف؟

أُمّ مطيرة: زينُ الشباب معروف، والرأيُ لأبيها. 

أبا مطيرة: مصاهرتكم شرفٌ لنا، ولكنَّ الرأي رأي العروس. 

أُمّ مطيرة لتُنادي على العروس. 

أُمّ مطيرة: كما تشاء أبا مطيرة. 

وجاءت العروس مُزيَّنةً بالحياء تتقدمها أُمّها وقد أحضرتْ نوعًا من الشرابِ كَبدايةِ خير. 

جلستْ مطيرة لجوارِ أبيها بعدما ألقت السلام على أُمِّ معروفٍ وابنها، أخذَ معروف ينظرُ إليها وتنظر هي إليه. 

وبعدَ أيَّامٍ خُطِبَت مطيرة لمعروفٍ في جَمعٍ من الأقاربِ والجيران. 

وبعدَ عامٍ تزوجت مطيرة من حبيبها معروف في حفلٍ شُرِحَتْ لهُ الصدور.

وبعدَ شهرينِ من الزواجِ ظهرت عليها علاماتُ الحمل، وتأكد فرحهما هي ومعروف بعد الفحص الطّبي. 

مرّت الأيَّام ووضعت مطيرة طفلها الأوّل وكانتْ سعادتهما لا تُوصف؛ ظلَّ معروف فَرِحًا بطفلهما الأوّل حتّى وضعت لهُ مطيرة طفلهما الثانى، بعد ميلاد الأوّل بخمسِ سنوات، ووضعت ووضعت حتّى أصبح لديها أربعةً من الذكورِ دونَ الإناث، وأدخلتهم هي ومعروف مجال التعليم جميعًا. 

لم يَكُن لديهم سوى البيت الصغير الذى يجمعهم، وقطعةُ الأرض التي استأجرها معروف ليستطيع الإنفاق عليهم؛ إذ لم يَكُن مُتعلّمًا كما مطيرة.

وفي ظلَّ هذهِ الظروف العصيبة ماتَ والدهم؛ نتيجةً لحُمى أصابته، فحزنت مطيرة على فراقهِ حزنًا شديدًا؛ إذ تركها وأبناءها لا يزالونَ صغارًا.

لم تستسلِم مطيرة لَمَا ألَّم بها؛ فظلّتْ تعمل بجهدٍ وتُعاني لإيصال أبنائها لَمَا أرادتْ هي ومعروف رَحِمَهُ اللَّه. 

وقد كان؛ فبعدَ تعبِ الأيَّام ومرور الأعوام، وضعف البدن وتحمُّل المشّقة ومُرافقةِ العناء، تخرّجَ أبناؤها من الجامعة، سوى أصغرهم والذي زيَّنت بحضورها حفله، قائلةً في كلمتهِ التي أهداها لها: الحمدُ لِلَّهِ الذي أعانني وجعلني أُحققُ حلمي فى تربيةِ أبنائي وتعليمهم، ورعايتهم خيرُ رعاية، ورَحِمَ اللَّهُ رفيق دربي وحبيبي زوجي الغالي معروف. 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1672 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع