ذات مرّة رجوتُ اللَّهَ أنْ يُحقّقَ لي أمرًا بعينهِ، ظللتُ أدعوهُ ليلَ نهار، لم أَكُن قد تمسكتُ بأمرٍ كهذا الذي أُقسِمُ على اللَّهِ أنْ يُعطينيهِ.
مرّت الأيَّام بعد أنْ منعَ اللَّهُ عنّي مطلبي، ليزدادَ يقيني بأنَّ مُرادَ اللَّهِ خير، وأنَّ منعهُ قمّة العطاء، كيفَ لا وهو مَن خلقني، وهو أعلمُ بما ينفعني وما يصلح لي.
لا شَكَّ أنَّ اللَّهَ يعلمُ ونَحنُ لا نعلم، فهو العالمُ بالخفايا، المُطلع على السرائر، علَّامُ الغيوب، وهو بكُلِّ شيءٍ عليم.
حينَ أذكُرُ دمعي المُنهمر حالَ إلحاحي على الرحمٰنِ بتحقيقِ مطلبي، أبتسمُ على ما كانَ منّي من عِلمٍ قاصرٍ ومحدودٍ بالغيبياتِ التي لا يعلَمُها إلَّا فاطرها.
الحمدُ لِلَّهِ الذي إذا مَنَعَ أعطى وإذا أعطى زادَ وجاد.. الحمدُ لِلَّهِ على منعهِ وعطائهِ وسائر نِعَمهِ.