هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة مريم توركان
  3. نعم ما زلتُ آنسة

 

سؤلتُ كثيرًا عن سببِ عدم زواجي إلى الآنِ رُغم كثرة المُتقدّمينَ إليّ، حتّى أنَّ هذا الأمر قد شغلَ تفكير مَن يعرفونني، لذا قرّرتُ أن أُجيبهم باختصارٍ في مقالي هذا.

الزواج مسؤولية أمامَ اللَّهِ والمُجتمع، لذا فإنَّ الراغب فيهِ لا بُدَّ وأن يكونَ موفور الشروط التي تؤهلهُ لذلك؛ حيثُ الدين والأخلاق، والكفاءة في شتّى النواحي، والتفكير السليم، بالإضافة لقُدرتهِ الماديّة على تَحمُّلِ أعباء الزواج وما يترتب عليهِ من تكوين أُسرة. 

فالزواج ليسَ قضاء شهوة وحسب؛ بل هو تكوين أُسرة ولَبِنة جديدة تُساهم في بناءِ المُجتمع، فبالإختيار الصحيح للزوجينِ _كِلاهُما للآخرِ_ يُمكن أن يُساهمَ في رُقي المُجتمع وتَقدّمهِ من خلال إنشاء أُسرة صالحة وإعداد أبناء نافعين، والعكس بالعكس فإن هُما فشلا في ذلك يُمكن أن يؤدي فشلهما إلى تدميرِ المُجتمع. 

لا بُدَّ وأن يكونَ الزوجانِ مُتكافئينِ أخلاقيًا، فِكريًا، ثقافيًا، وأخيرًا اِجتماعيًا وهذهِ ليست ضرورية فإن غابتْ فلا بأس من تعويضها بما سبق.

مُذ بلغتُ الرابعة عشر ربيعًا وإلى الآنِ قد تقدّم إليَّ الكثير من الراغبينَ في تكوينِ أُسرةٍ صالحة معًا، وما كَثُرَ عددهم إلَّا لحُسنِ السيرة وطِيبِ السُمعة وجمال الأخلاق وصحيحِ التربية وما ذاكَ إلَّا مِن فضلِ رَبّي عليَّ، كُنتُ كُلّما تقدّمَ لي أحدهم أظلّ أُفكّر فيما سأُضيفهُ للدُّنيا من زواجي، وما سأفعلهُ عن طريقهِ لأُرضي خالقي، بل وما إذا كانَ هدف مَن يرغب بي مُطابقًا لهدفي أم لا؟ 

ظللتُ أُفكّر كثيرًا حتّى هُدِيتُ إلى أنَّ الزواجَ لا بُدَّ وأن يكونَ هدفًا لرضا اللَّهِ ونفعِ المُجتمع، ويحدثُ ذاك بحُسنِ الإختيار من البداية، وقد جاء المعيار النبوي الشريف لإختيارِ كِلا الزوجينِ للآخرِ فقال رسولُ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_: "إذا جاءكم مَن ترضونَ دِينهُ وخُلقهُ فزوجوه، إلَّا تفعلوا تَكُن فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبير".. وهذا بالنسبةِ لإختيارِ أولياءِ الفتاة لزوجها أو مَن تقدّمَ إليها، أمَّا بالنسبةِ لإختيارِ الزوجة فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تُنكَحُ المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذاتِ الدين تربتْ يداك "صدق رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 

نعودُ بالحديثِ إليَّ، لا أُنكرُ أنَّ جُلَّ مَن تقدّموا لي على دينٍ وخُلُق، لكن ليس هذا فحسب ما يجعلني أُوافق دونَ تفكيرٍ، فهُناكَ جوانب أُخرى لا بُدَّ من توافرها فيمَن سأترك حياتي لأرتبطَ بهِ، على سبيلِ المثال الجانب النفسي؛ إذ من الضروري بالنسبةِ لي أن يوجد التوافق النفسي بينَ الزوجين، كذلك الجانب التربوي؛ بمعنى النظرِ إلى بيئةِ المُتقدّم وكيفية نشأتهِ والأسلوب التربوي الذي استخدمهُ والديهِ في تربيتهِ كي أستطيع الإلمام بشخصيته.

كذلك من الضروري أن يتوافر بهِ شرط القُدرة الماديّة؛ ففي عصرنا الحالي لا يُمكن أن تُنشأ جيلًا نافعًا لنفسهِ ولغيرهِ بحضرةِ الفقر، فالفقر جريمة إذ بسببهِ يُدحَر العِلم وتُقتَل الأخلاق وتُنتَهك الأعراض، كما أنَّ الفقير لا يستطيع أن يُؤسس بَنيهِ جُسمانيًا ومن ثَمَّ فِكريًا، فيُصابوا بالأمراض الجسدية والتحطيم النفسي، وبذلك يكون الفقير قد أنشأ ذُريّة واهنة ناقمة على نفسها والمُجتمع، هذا بالطبعِ ما يحدث في الكثيرِ من حالاتِ زواج الفقير الغير قادر على تَحمُّلِ أعباء الزواج وتكوين أُسرة.. قال اللَّهُ تعالى: "وليستعفف الذين لا يجدونَ نكاحًا حتّى يُغنيهم اللَّهُ من فضله". 

الحمدُ لِلَّهِ على ما أرادَ وقدّر فما رفضتُ أحدًا إلَّا لسببٍ ما، أدنى سبب هو عدم الطموح؛ فمَن لم يطمح لا يُعمِل عقله فيعيش كما يعيش النّاس ويتزوج كما يتزوجون بل ويُنجِب كما يُنجبون، وهذا تفكير سيء لأنَّ اللَّهَ _سبحانهُ وتعالى_ قد مَنَّ على كُلٍّ مِنّا بعقلٍ مُستقل فلِما يدعهُ _البعض_ جانبًا ويعيش حياته بعقل غيره؟!

ويُعَدُّ الهدف من الزواج هو ما يدفع المرء دفعًا لتلك الخطوة الفاصلة في حياته، فالهدف هو مُحرّك العزيمة ومُقوّي الإرادة، ويختلف الهدف من الزواجِ بإختلافِ الأشخاص وتنوع أفكارهم. 

كثيرًا ما ضُيّقَ عليَّ بالقولِ من قِبلِ بعض الأقارب لأرضخ لرغبتهم وأتزوج كسائرِ الفتيات وحسب، لكنَّني بفضلِ رَبّي لم أفعل؛ فالزواج المُؤَسس على جُرفٍ هارٍ حتمًا سينهار، وحينها لن أجدهم بجواري بل سيكون صوت صرصور الحقل هو سيّد الموقف، فما ذنب الأبرياء فيما سيُلاقونهُ فقط لأنَّ أُمّهم لم تُفكّر بهم، بل فكّرتْ في الزواجِ كسائرِ الفتياتِ وحسب؟! 

جاءتنا إحداهنَّ لتعرض عليَّ الزواج من أخيها ولم أكُن قد أنهيتُ الثانوية العامّة حينها، فذكرتْ لي أنَّ أخاها يعملُ بإحدى الدول العربية الشقيقة ويتقاضى أجرًا كبيرًا جدًا، وسأُقيمُ معهُ وأشياء من هذا القبيل، رفضتُ رفضًا قاطعًا؛ إذ لا عِلم لنا بأخيها المذكور ولا حتّى بأخلاقهِ وتربيتهِ، مرّت الأيَّام وعَلِمتُ أنَّ المرء يفوز بصدقِ نواياه، فما رفضتُ أحدًا إلَّا وأثبتَ الدهر أنَّ ما فعلتهُ هو أصوب الصواب. 

ليستْ العِبرة بكثرة المُتقدّمين ولكنَّ العِبرة فيمَن سيكون شبيهًا للرّوح، أليفًا للنفس، موافقًا للفِكر، مُعينًا على طاعةِ اللَّهِ ونوائب الدهر. 

 لا عيبَ أنْ تظلَّ الفتاة آنسة حتّى تجد مَن يُناسبها فتستطيع بمُشاركتهِ أن تكوّنَ أُسرة صالحة.. حتّى وإنْ بلغتْ الخامسة والعشرون.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1412 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع