معلومٌ أنَّ غسل اليدينِ قبلَ الأكلِ وبعدهُ مُهمٌّ جدًّا، بل وضروري لمَن يقوم بطهي الطعام؛ إذ هو المسؤول الأوّل عن صّحةِ الطعام الذي بينَ يديه.
لو أخبرتُكَ أنَّ طاهي الطعام الذي بينَ يديكَ الآن لم يقم بغسلِ يديهِ قبلَ الطهو، ماذا ستفعل؟
كُنتُ أعلمُ بإجابتكَ هذهِ، ستستغني عنه، جيّد، هذا بخصوصِ طعام المعدة.. فما بالُكَ بطعامِ النفس؟!
طعامُ النفس هو الكلام، فمَن أرادكَ بخيرٍ أطعمكَ ما تُحِبُّ من الكلام، ومَن أرادَ بكَ سوءًا سلّطَ عليكَ لسانهُ بما يُؤذيك، وأنتَ الوحيد صاحب الحكم في نهايةِ الأمر.. فإنْ أحبّبتَ نفسكَ اِستغنيت وإنْ حَدَثَ وأُكرِهتَ على نفسكَ تعايشتَ مع السموم التي تخترق نفسيتكَ عن طريقِ الكلام الملّوث.
قبلَ أنْ تهتمَ بغسلِ يديك.. إغسل لسانك قبلَ أنْ تأذنَ لهُ بالنُطق.
السلامة النفسيّة لا تقلّ أهميّة عن السلامة الجسديّة.. لتَكُن خفيفًا سهلًا هيّنًا ليّنًا قبلَ أنْ يُهالَ عليكَ التُراب، ولا زالَ مَن فوقَ التُراب يُعاني ما خلّفهُ لسانك.
صباحكم سعادة وعفو ورضوان.