تعقيبي على قرائتي لكتاب (كاريري ودموعي وابتساماتي)، للكاتبة الروائيّة/ د. أماني محمّد عبد السّلام.
الحمدُ لِلَّهِ أنْ ساقَ إليَّ هذا الكتاب وفي هذا التوقيت!
قد شاهدتُ عنوان الكتاب وحقيقةً جُذبتُ جذبًا لأنْ أُطالعه.
تفاجأتُ بكونهِ ترجمة؛ إذ أنَّهُ مُختلفٌ كُلّيًا عن ما قرأتهُ من تراجم، الغريب في الأمرِ هو تواضع كاتبتنا اللطيفة، حتّى أنَّها ذكرتْ مَن رأتْ أنَّهم أحقُّ بالذكر، طبعًا بجانبِ سيرتها الذاتيّة.
مائة وثمانية وعشرون هي صفحاتُ الترجمة، دلفتْ قلبي جميعها، ولِمَ لا؛ وقد إمتازتْ بالواقعيّة ممزوجةً بصدقِ الراوية وأمانتها مع نفسها قبلَ قلمها.
بدأتْ كاتبتنا الماهرة بمُقدّمةٍ حكيمة، سردتْ خلالها وجهة نظرها في كِتابةِ التراجم، وقد نالتْ تلكَ المُقدّمة إعجابي.
أهدتْ الكتاب وما يحويهِ من فتراتٍ مُختلفة من عُمرها، إلى والديها، فباركَ اللَّهُ فيمَن حَملتْ هي اسمه، ورَحِمَ مَن حملتها.
ترجمةٌ غريبة عن نَمطِ التراجم، جذّابةٌ للعقلِ والفِكر، مُنّظمةٌ في فصولٍ رائعة.
أعجبتني عناوين الفصول، بل إنَّني أحببتُها كما أحببتُ مُحتواها القيّم والفريد.
أبدعتْ الكاتبة في إيصالِ رسالتها المُبتغاة من وراءِ هذا الكتاب، كما وُفقتْ في اختيارِ عنوانٍ مُناسب لِمَا عايشتهُ هي واقعيًّا.
لن أقول أنَّ أسلوبها أخَّاذ، لكنَّني أقولُ بأنَّهُ خطّاف؛ فقد خطفني منّي، ولم يتركني حتّى أنهيتُ آخر كلمة من آخرِ سطرٍ في آخرٍ فصلٍ بالترجمة!
أحببتُ هذهِ الترجمة بلُغتها الجزلة، وسردها المُميّز، وسلاسة وعذوبة أسلوبها، ناهيكَ عن تنوّع مُفرداتها.
قد لامستُ صدق الكاتبة في مُحتوى هذهِ الترجمة، فلها التحيّة والتقدير؛ إذ أنَّها لم تدّخر نُصحًا لقارئها لأخذ العِبرة.
يُؤخذ على الكاتبة براعتها في دِّقةِ التفاصيل، خصوصًا حينَ يتعلّق الأمر بعملها كَطبيبةٍ ومشوارها إلى المشرحة!
كما يُؤخذ عليها قِلّة فصول الترجمة.. إلَّا إذا كانتْ تنوي كتابة جزءًا ثانيًا منها.
تعلّمتُ من هذهِ الترجمة بعض النصائح والفوائد العامّة.
أحببتُ في الكاتبة رَّوحها الجميلة، وحماسها المُشتعِل، وإقدامها على الأمور، وقوّة يقينها باللَّهِ سُبحانَهُ وتعالى، وإعتمادها الكُلّي عليهِ.
كما أحببتُ فيها روح العزم، وقوّة الإرادة، وإصرارها على الوصولِ لمُبتغاها، وتفانيها من أجلِ ما سَبَق.
قد لامستُ هذهِ المقولة "إنَّ اللَّهَ إذا كَلَّفَ أعان" مُتجسِّدة في شخصِ الكاتبة؛ فهي الأُمّ والزوجة، والطبيبة والابنة، تسيرُ في الحياةِ بمسؤولياتٍ لا يَعلمُ مداها إلَّا اللَّه، كما يعلم سُبحانَهُ وتعالى ما دفعتهُ في مُقابلِ التوفيق بينها وبينَ بعضها.
(كاريري ودموعي وابتساماتي) أراها هديّةً تَحملُ بداخلها طاقةً إيجابيّة هائلة، من كاتبةٍ عانتْ لكنَّها أصّرتْ، تعبتْ لكنَّها عن حلمها ما تخلّتْ، حَزِنَتْ لكنَّها ما يَئستْ.
صفحاتٌ راقتني كثيرًا.. حتّى أنَّني سأعاودُ قراءتها مرّاتٍ عديدة.