8- ظلت الكسوة تُرسل سنويًا من مصر في موكب مهيب إلى الكعبة المعظمة، إلى أن توقفت عام 1962م؛ حيث أصبحت الكسوة بعد ذلك تُصنع في مكة المكرمة.
9- منذ الملك (تُبَّـع) والاهتمام كان مُوجَّـه لكسوة الكعبة من الخارج، أما الكسوة الداخلية فلم يروى أنْ اهتم بها أحد، حتى العصر العباسي الثاني، وبالتحديد في عصر الرحالة «ابن جُبير» الذي أشار في رحلته إلى وجود كسوة داخلية للكعبة سنة 579هـ، ويعتقد أنها ترجع للخليفة الناصر لدين الله العباسي.
10- ومنذ هذه الفترة واهتم السلاطين بكسوة الكعبة من الداخل، ففي سنة 659هـ كساها الملك المظفر صاحب اليمن، وظلت هذه الكسوة داخل الكعبة أكثر من مائة سنة.
11- حتى جاء الناصر حسن بن محمد ابن قلاوون سنة 761هـ وكساها من الداخل، وظلت هذه الكسوة أيضًا داخل الكعبة حتى عهد السلطان الأشرف برسباي، فأزالها برسباي وكسا جوف الكعبة كسوة حمراء جديدة سنة 826هـ.
12- وقد استمرت كسوة الأشرف برسباي حتى سنة 848هـ؛ حيث أرسل سلطان العجم «شاه روخ مرزا» كسوة داخلية للكعبة بعد أن استأذن السلطان «الظاهر جقمق»، فكُسيَت بها مع كسوة الأشرف برسباي، وظلت الكسوتان في جوف الكعبة إلى أن أمر السلطان الظاهر جقمق بأن يُنزع هاتين الكسوتين من داخل الكعبة المشرفة وتكسى بكسوة جديدة ، وكان ذلك في رمضان 856هـ.
13- وبهكذا استمرت عادة سلاطين المماليك في كسوة الكعبة من الداخل كما يكسونها من الخارج.
14- كام من عادة المماليك أنه كلما يعتلي عرش مصر سلطان جديد يرسل مع الكسوة الخارجية السوداء كسوة حمراء داخلية، وكسوة خضراء للحجرة النبوية، وكان يكتب على الثلاث كسوات عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
15- أما في العصر العثماني فلم يَذكر المؤرخون أبدًا ما يفيد بأن أحدًا قد كسا الكعبة من داخلها قبل السلطان سليمان القانوني، لكن من بعد سليمان القانوني بدأ سلاطين آل عثمان يهتمون بالكسوة الداخلية والخارجية والحجرات.
16- كان السلطان «عبد العزيز ابن السلطان محمود الثاني» هو آخر سلاطين العثمانيين الذي اهتموا بكسوة الكعبة من الداخل، وظلت كسوته الداخلية باقية حتى ظهرت دولة آل سعود وبسط الملك عبد العزيز آل سعود سلطانه على الحجاز.
(وللحدث بقية إن شاء الله)