إذا كان ربنا - سبحانه وتعالى - قد خلق في جسم الإنسان «جهاز الإخراج»؛ ليقوم بتخليص الجسم من الفضلات ومما لا قيمة له، بعد أن تقوم الخلايا بامتصاص المواد الغذائية والعناصر المفيدة من الطعام الذي تم تناوله ثم هضمه...
فإنَّ في ذلك حكمة ربانية، أستشعرها، وكأنها رسالة ربانية لكل إنسان أن يتخلص من كل فضلات الحياة، التي قد تُعكِّر عليه صفوهِ وتُكدِّر عليه معيشته.!
إذا كان جهاز الإخراج يطرد كل ما لا نفع فيه ولا قيمة له من جسم الإنسان؛ حتى لا تتسمم الخلايا والأنسجة إذا بقيت هذه الفضلات في الجسم؛ فإنه من المفترض أن تقوم أنت كذلك - يا أيها الإنسان - بطرد كل مَنْ لا قيمة له من حياتك..
أن تتخلص من كل صاحب سوء يضر ولا يَسُرُّ.
أن تتخلص من كل عادة لا تجني من ورائها سوى الويلات والخسائر.
أن تستغني عن كل ما لا ينفعك وينهض بحالك.
أن تستبعد كل ما يؤذيك، حتى لا تتسمم عافيتك ويتعكر صفو ودادك.
وإنَّ الإنسان العاقل هو الذي يتعلم من سنن الله في خلقه، ولعل من أعظم مدارس الخلق للتعليم هي «مدرسة الجسم البشري»، الذي أمرنا الخالق بالتتلمذ عليها فقال تعالى: ﴿وَفِیۤ أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ﴾ [الذاريات ٢١]
من أجل ذلك تبرز هذه المعاني وتلك القيم من سلوكيات وظائف أجهزة الجسم المختلفة؛ لتكون شاهدة على براعة صُنع الخالق جل جلاله وتناهي إتقانه سبحانه، وإنَّ في ذلك لآيات للعالِمين، وما يعقلها إلا العالمون. صدق الله العظيم