لا نعلم كيف تمر الأيام والساعات على العمالة التي تعيش تحت دائرة الفقر بسبب تدني رواتبهم والأجور البسيطة التي يتقاضاها هؤلاء نظير عمل شهر كامل ,فعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى العمال ( الذين يعملون في تنظيف المكاتب وغير ذلك ) أو إلى المزارعين الذين يعملون بالأجر اليومي ( في الأراضي أو الحدائق العامة وغيرها ) وتساءلنا كيف يعيش هؤلاء وغيرهم حياتهم اليومية وكيف يوفرون مستلزماتهم الأساسية ( من مأكل وملبس وعلاج لهم ولأبنائهم ) وسط هذا الغلاء الفاحش الذي نعيشه, نجد أن هناك معاناة حقيقية يعيشها هؤلاء, قد تجعلهم يلجئون إلى (السلف والدين) من الآخرين حتى يتمكنوا من التغلب على الصعوبات التي تواجههم في حياتهم ويلبون احتياجات أسرهم الضرورية, فماذا يفعل العامل الذي يعمل بالأجر اليومي حينما يتوقف عن العمل لأي سبب من الأسباب سواء كان لمرضه أو لانتهاء هذا العمل, فبعض العمال يعملون يومين أو أكثر في الأسبوع ويقضي بقية الأيام في البحث عن عمل آخر وهكذا تستمر حياته على هذا المنوال ولذلك نجد الظروف المعيشية الصعبة تلاحق هذه الفئة من العمال العاديين بسبب ( الفقر وقلة الحيلة ) فعلى سبيل المثال أيضا نرى الكثير من الفقراء يعجزون عن التصرف حينما يرون أبنهم يعاني من المرض ويحتاج إلى علاج في أسرع وقت ولا يجد من يسعفه ( ويسلفه ) فبعضهم يضطر إلى الاستغناء عن أشياء غالية على نفسه وبيعها لإنقاذه, ومع ذلك أهل الخير متواجدون في كل مكان وهم الذين سخرهم الله سبحانه وتعالى لمساعدة الفقراء وتقديم يد العون لهم, فهناك الكثير من الأغنياء الذين رزقهم الله من فضله يخصصون رواتب شهرية للفئات الفقيرة التي تستحق المساعدة ,بارك الله فيهم وكثر الله من أمثالهم , قال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌٌ) (البقرة: 261) ولو كل إنسان غني قدم المساعدة لإخوانه وأخواته الفقراء أو أخرج الزكاة من ماله كما حددها الله عز وجل في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الشريفة لعاش كافة البشر في حياة كريمة خالية من أي معاناة.