يوم آخر بدون رفيقي الذي كنت أتكئ عليه كلما هزتني رياح اليأس.. لا استطيع شرح ما يحدث بداخلي فكلما هممت بالبوح أثقلتني الكلمات الجارحة والمواقف المتعبة التي تعرضت لها .. أي شعور هذا الذي أحياه ؟!
وكم من الصدمات رغم علمي السابق بأنها ستحدث إلا أنها موجعة حد الصمت ونزيف الروح وهذا ما يشقيني .
لا ألوم أحدا قط .
انا الملام حين ظننت أن الونس هو رفيق الروح الدائم والتمست الأنس فوجدت وحشة الروح بعدما كانت وحدتي هي راحتي . الآن اهرب من نفسي وأتلاشي الحديث معي وأكره ضعفي الذي يشعرني بأنهم موجودين بداخلي مهما أردت نسيانهم .
لن أنجو بفعلتي واقترابي منهم .
فالندوب تكاد تنفجر في وجهي والجراح تندثر في كل أنحاء جسدي لأنني وبكل براءة الطفولة بداخلي جرحت نفسي مرات عديدة وكل مرة أظن أنني اقترب نحو الأمان والرفيق وأن كل طريق منهم سيأخذني إلي ما أناشد . إلي ما أستحق. ولكنها بعقل البشر كل مرة كان يأخذني الطريق إلي الهاوية وكل سكرات الألم لم أشعر بها لأنني في مقلتي ينبعث الحب الذي أراه فأكون عمياء تهب روحها لمن أمسك بيديها ، فلا تتوخي الحذر ولا تعترف بوجود أي قسوة في نفوس ما حولها وهنا كانت النهاية والضربة القاضية التي ستجعل منها إنسانا لا تعرفه وستكون مجبرة علي التعايش معه .. لطالما كان التغيير موجعا ومؤلما لكنه سيحدث رغم كل شئ..
الآن البصيرة ما بها ؟!
كل السواد والحزن طمس علي عيناها فأين النور الذي سيهديها ،وإن لم تجده فالهلاك مصيرها الأوحد..