هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة نجلاء محمد عفيفي
  3. عندما يبكي الرجال

رَحَلْتي یا سویداء قلبي!

رَحَلْتي یا رفیقة دربي!

رَحَلْتي یا مَن على خطى الحبیب تَحُثینَني!

رَحَلْتي یا من برضا الرحمن تُذكرني!

أتذكرین یوم ..

عرسنا عندما طلبتُ منك ألا تضعي المساحیق على

وجھك لنبدأ حیاتنا برضا الرحمن

ویوم أن أنذرتیني أنك لن تمكثي معي لیلةً إذا لم أتھجَّد

بكِ

ویوم فَرِحْنا سویًّا بمولودنا الأول بعد صبرٍ طویلٍ

واستغفارٍ وثقةٍ با￾ بأنھ سیرزقنا كما رزق سیدنا

زكریا -كما كنتِ تقولین لي دائمًا- رغم ما قالھ الأطباء

لنا وكیف تحملتِ ألسنة الناس وعیون الأھل مرة

استعطافًا ومرة شماتةً ولم تتأففي ولم تغضبي من أحدٍ

فــــكنت تستمدین ثقتك من الرزاقویوم صارحتك لأول مرة بعد أن تزوَّجَت ابنتا الرابعة أن أھلي كانوا یریدون

لي أن أتزوج حتى أنجب لا أنسى نظرة الغیرة عليَّ

رغم أننا تعدینا الستین من عمرنا، وكأنك ابنة

العشرین في غیرتك علیَّویوم خسارتي الفادحة

بالتجارة، وبدأنا نبیع ما نملك، كنتِ تقفین بجواري

وخلفي تؤازرینني، وتشدینني من عضدي، وتذكرینني

بحبیبنا محمد صلى الله علیھ وسلم في حصار الثلاث

سنوات بشعب بني طالبویوم أن طلبتي مني وأنتِ قلیلة

الطلبات أن نحج سویًّا بعد أن منَّ الله علینا بالمال

الوفیر بعد معاناة استمرت ست سنوات.

أتذكرین !!

دعاءك بعد أن خلا بیتنا إلا منَّا بعد زواج أبنائنا

الخمسة ولكنھ لم یخلُ من الأحفاد، كنتِ تقولین دائمًا

أنك لا تریدین أن تعیشي بمفردك، ولا أن تتسولي

سؤال أحد الأبناء علینا،فھا أنتِ الآن رَحَلْتي یا

رفیقتي، وبیتنا كان كخلیة النحل من أحبابك وأبنائنا

وأحفادنا،ویوم أن تساقطت دموعي على فراق أمي -

لأول مرة في حیاتي- زاحت یدك الحانیة دموعي وقلتِ

لي: لا أحب أن یرى أحدٌ دموعك الغالیة یا غالي، فھا

ھي الآن تھطل من مقلتي زخات زخات أمام المعزین،

عصیتكِ الآن فقط یا ھُیامي، فدموعي تواسیني، وكلما ازدتُّ شوقًا لكِ .. كلما زادت عبراتي، وكأنھا عداد

أنفاسك معي طیلة عمرنا،

ھل شعرتي بالراحة الآن؟!

بعد أن ھمست في أذنك وأخبرتك بأني راضٍ عنكِ

واستبشر المغتسلات بعدھا حولك بابتسامتك فھل أنتِ

راضیة عني یا أنا كما أني راضٍ عنكِ،

كنت أتمنى الموت قبلك، علمت الآن كیف كنتُ أنانیًّا

في طلبي ھذافأنتِ مُرھفة المشاعر، بریئة القلب،

فكیف كنتِ ستتحملین

ھذا الحزن؟!!

فقلبك رقیقٌ كالزجاج، دقیقٌ شفاف،أحمد الله أنھ أكرمكِ

بألاَّ تتلقي عزائي،

كم كنتُ أحمقًا حینما فھمت أن الحب أفعال،ولكن الحب

أفعال وأقوال، كما أوصانا الحبیب بأن نخبر من نحبھم

بحبنا لھم، فالآن علمتُ مغزى كلامك لي حینما كنا

عائدین من مجلس صلح بین زوجین: "أن الزوجة تودُّ

أن تسمع كلامَ غزلٍ وشوقٍ وحبٍّ من زوجھا"، وكنت

أقول لكِ: إن الحب أفعال لا أقوال، ولنترك ھذا

للشباب،فكم كنتُ مخطئًا؛ فالأنثى أنثى ولو في الستین،فكم أضعت كثیرًا من أجمل لحظات عمرنا بألاَّ

أحادثكِ حدیثًا تطرب لھ نفسك، أنتِ یا مھجة القلب

أنتِ یا سویداء الفؤاد!

فكم كنت لي زوجةً، وعشیقةً، وأمًّا حنونًا، وابنةً

مدللةً،وطبیبةً فذةً تطبب النفس قبل الألم ،وممرضةً

ماھرةً تمرِّض جراح السنین قبل جراح

المشرط،وصدیقةً تواسینني قبل العتاب فكم أعطیتني

من مالِك الحر كي أقوم من عثراتي، فكنتِ نِعم الجار

الصالح الذي لا یشبع وجاره جائعوكنتِ خازن

أسراري.

یا أنا یا مھجة قلبي!

یا سویداء فؤادي!

أنقب في عیون من حولي عن أمان عینیك، كالیتیم

التائھ في ساحات الموالد والآن أتوسل إلى الله ألاَّ أظل

وحیدًا فإن كانت الحیاة خیرًا لي فلحییني، وإن كان

الموت خیرًا لي فلیتوفني، ولا أقول إلا ما یرضي ربي.

إنا ￾ وإنا إلیھ راجعون

وإنى لفراقك یا أنا لمحزون

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1815 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع