فصل(٤)
ويسألونك عن حُبِّ العزلة، قل: هي راحةٌ من غِيبة، وفِرارٌ من نميمة، ودرءٌ من سقطاتِ اللسان، ورحماتٌ من القيلِ والقال ..!!
_ايه يا بنتى البوست دا عالصبح !
قالتها زميلة هبة بصيدلية المشفى حيث يعملان صباحاً ،ف أجابت هبة ممسكه رأسها مغمضه عيناها
_والنبي تسيبى هبة فحالها ، معاكِ مسكن ؟
_مسكن!! إحنا فالصيدلية ياحجه ...طبعا فيه
قامت صديقتها من مجلسها واحضرت لها كوباً من الماء وقرص مُسكن واعطتها إياهم
تجرعتهم واستندت ب رأسها على المكتب ،فاقتربت منها زميلتها تتحدث معها ب إشفاق
_انتِ منمتيش بليل ولا إيه ؟
_مبنامش ...مبنامش نهائى من ساعة م جه الزفت الل سكن فوقى هو وفرقته
ضحكت صديقتها بشدة وقالت
_ليه يابنتى !
_خبط ورقع وطبل وزمر ،فيه مولد وفرح كل يوم معمول فوقى،لاعارفه أنام ولا أكل ولا اركز فالرسالة
دماغى شواكيش جواها
تعجبت زميلتها وقالت لها بغضب
_اشتكى لصاحب العمارة
نظرت لها هبة شذرا وقالت بنبرة ساخرة
_من أول يوم اشتكيت ،عارفه قالى إيه؟
هزت زميلتها رأسها ...ف أكملت هبة
_قالى هو عارف ب كدا وان دا شغل الاستاذ المستهتر الل ساكن فوقى
وقدامه ٦شهور بس لميعاد مسابقه وهيمشى ...يعنى انا هفضل فالشواكيش دى ٦شهور كمان
_اشتكيه فالقسم ياهبة
نظرت هبة إليها فجأة ،فهزت زميلتها رأسها لها وكررت الفكرة ثانية عليها
_ايوة ، اشتكيه خلليه يمشى وكدا جت قانونى ،يشوف له مكان بقا يخبط ويطبل فيه غير عندك
احنا ناس ماشيه بالعلاج !
لمعت الفكرة بذهن هبة ، عادت وفكرت بها مالياً خاصه بعد سماعها لمهرجان من مهرجانات بيجاد بالطابق الاعلى ، ارادت ان تقوم بتنبيهه بالحُسنى أولا ومن ثم تأخذ إجراؤها
صعدت له وطرقت الباب بشدة حتى يستمع ،فتوقف الجميع عن العزف وفتح أحدهم الباب ..ظلّت واقفه بلا حراك حتى أتى بيجاد من الداخل وإلتوت شفتيه قائلاً
_افندم...نعم يا دكتورة
_وعرفت إنى دكتورة ...يعنى دا مش هيخليك تحط فعينك حصوة ملح وتبطل بقا الخبط والرزع دا
انا أعصابي تعبت
عقد بيجاد ذراعيه ،ووقف أمامها يتحدث
_ياستى والله ،انا مش مقيم افراح وليالى ملاح ...ولا جاى ازعج حد وقاصدك انتِ بالذات
أنا بتدرب على مسابقه ودا المكان الوحيد المُتاح ليا وللفرقه نتدرب فيه
عشان إحنا مش من هنا ...وقدامنا شهور بسيطه والحفلة كبيرة وهنقدم كذا مقطوعه ودا حلم احنا بنسعى له بقالنا سنين ...اظن كذا الرؤية وضحت يا دكتورة
_وانا ايه ذنبي ! انا واحدة بتصحى الصبح بدرى تروح شُغلها لحد بعد الضهر وآجى يدوب اغير هدومى وانزل للصيدلية ،بيورد عليّا اشكال والوان لحد بليل اقفل وارجع أبدء فى الرسالة بتاعتى الل طبعا محتاجه تركيز
وحظى الأسود مأجلاها بقالى فترة وبدأت فيها قبل م حضرتك تشرف ومش هينفع أجل تانى
يعنى مجهود زى دا ،اكيد محتاجه أنام شوية ،دا لو مش هيضايق حضرتك إنت والفرقه!
تنهد بيجاد مع ترديده للحوقلة ،ف خرج كريم صديقه وشارك الحديث
_طب أنا عندى فكرة يا دكتورة
_إتفضل
_ممكن الفترة دى تعزلى عند حد من قرايبك لحد م تخلص المسابقة وبعدها ارجعى
تعصبت هبة منه فقالت بنبرة غاضبة
_وأمشى ليه أنا،م تمشو انتو ...دى حاجه غريبة والله
_يادكتورة نمشى ازاى ،انا والعبد لله اتنفخنا لحد م لاقينا مكان فالقاهرة كويس وعلى أد الايجار
ضربت هبة كفاً ب كف وطرأت ببالها فكرة ف اجابتهم
_ومش ملاحظين ليه الاوضه دى بالذات بعد ما لفيتو كتير تكون ع أد الايجاربتاعكم!
خرج البقية أمام الباب يسمعون لها ،ف ابتسمت هبة ب خبث وقالت لهم
_الاوضة دى اتقتل فيها حد زمان ، يعنى مسكونة وبقالها كتير محدش سكنها
وعشان كدا ايجارها ع الاد
_اعااااا اهرب يا وِلد !!
قالها أحد أفراد فرقه بيجاد هارباً للداخل يقوم بحمل اشياءه وفى طريقه للهروب ،
فقال له بيجاد منزعجاً
_إثبت ياض فيه ايه
_بتقولك عفريت ياعم
نظر بيجاد إلى هبة يبتسم بسخرية وأردف
_بقا فيه عفاريت هنا؟!
عقدت هبة ذراعيها وأومأت ب رأسها إيجاباً ،فأكمل بيجاد قائلاً
_طب أنا عاوزه يطلعلى
ابتسمت هبة ابتسامه عريضه وقالت
_كدا ...ماااشى
تركتهم وهبطت الى شقتها ، ارتدت حذاؤها ومقصدها قسم الشرطه لتقديم محضر بالازعاج
وحينما ذهبت جلست ف تم أرسال إستدعاء له بالحضور إلى قسم الشرطة
ف علم المكيدة إذاً ...ف أمسك بزجاجه وطرق بها راسه حتى جُرحت جبهته ،،نظر له أفراد فرقته متعجبين فقال أحدهم
_إيه دا يابنى؟
_مش مشيتها هى أقسام،انا بقا هوريها
هبط بيجاد الى قسم الشرطه وحينما دلف للداخل اصتنع الشهقات من هول الجرح
وأردف بصوت أجش
_انا عاوز اعمل محضر فالدكتورة ، بتهددنى ي أمشى ياتفتح دماغى ...ولما وقفت قصادها ب أزازة دواء فيه سّم قاتل وراحت شلوحت بيها دماغى ياباشا
اتسعت عينا هبة وقالت ب انزعاج ونبرة عالية غير معتادها
_أنا !! أنا عورتك ...ايه الكدب دا حرام عليك
_دكتورة هبة ..فعلا إنتِ قومت بضربه
_كداب حضرتك ، هضربه ازاى وهو عامل زى الحيطه كدا
تدخل بيجاد وهو يتحدث بغضب مُفتعل
_انا عاوز محضر اثبت المعمول فيا دا حضرتك وتهديداتها انى لازم امشى من العمارة والا هتجيب اهلها من البلد يعدمونى العافية !!
وبعد تدخل من الشرطه ،تم إسقاط محضر أمام محضر فخرج الإثنين يتوعدان لبعضهما البعض
فنظرت هبة الى بيجاد
_برضو هتمشى من العمارة
ضحك بيجاد بسخرية شديدة وقال
_عند أم ترمس الل بتعانى من الهيربس
_طب هنشوف
#نور_إسماعيل
__.
وفى جلسة ل هبة مع زميلتها ياسمين ، كانت تقصّ لها ماحدث ب أكمله
فضحكت ياسمين كثيراً وقالت
_شكل دمه خفيف أوى
_دم خفيف ايه ي ياسمين ، بقولك بنى آدم سخيف ومستهتر ومش مراعى حقوق الجار
نهضت ياسمين من مكانها وتناولت الماء تجرعت منه وقالت لها
_بصّى،واضح كدا انه فعلا جاى لشغل ..مسابقه وبتاع ،حظك بقا الاسود انه جارك انتِ
مش ذنبه
_وعم عبدالله بيسكن أى حد كدا ينفع او مينفعش !
_دا صاحب بيت وطبعا هيدور عالمنفعه أولا ً وأخيراً
صمتا الاثنين ف دلف شخص للصيدلية ،نهضت له ياسمين وصرفت له الدواء المطلوب ومن ثم جلست بجانب هبة ثانية ، بينما كانت تحكّ هبة بالقلم فى رأسها تفكر وقالت وهى شاردة
_يعنى فكرة شكوى القسم ، فشنك ! بفكر اشتغل له فموضوع العفاريت دا
وأجيب حجات قديمه وهدوم مقطعه واحط عليها ميكركروم واحطها قدام شقته
واشترى جمجمه
قاطعتها ياسمين وقالت لها
_ايه الهبل دا ي هبة ،انتِ اكبر من كدا يابنتى
تنهدت هبة بغضب وقالت
_انا تعبت ، مبقتش مرتاحه ابدا فالشقه ..حرام كدا والله
إثر تحدثهما ،دلف نفس الشخص الذى دلف المرة السابقه وكان يريد دواء غير مصرح به
وكان يهتز ويبدو عليه عدم الالتزان اكثر والهذيان
كان يفتعل حركه باصبعيه وهو يستنشق بانفه ،حركات مريبة كلها
فنادى بصوت رخيم
_يا أبلة
نهضت هبة من مكانها غاضبه وقالت
_نعم
_عاوز الدوا دا ضرورى
_قولت لحضرتك من المرة الل فاتت ،مينفعش اصرفه إلا بروشته
هاتلى روشته وهصرفه لك
عيناه حمراواتان ، كان يحك بهما بيديه ، وقال وهو يهتز ٱمامها
_يا أبلة م قولنالك بالحب هاتيه ،وهتاخدى أكتر من تمنه كمان
رفعت هبة نظارتها لانفها وقالت بإحتداد
_كمان رشوة ! طيب بقولك ايه بقا ، اتفضل دلوقت حالا وإلا هتصل بالبوليس
وإياك تعبت الصيدلية دى تانى حتى لو معاك الروشته ..فاهم!!
نظر لها الشخص بتوعد وقال لها بصوت هامس
_حلو أوى كدا ي أبلة ، افتكرى بقا الل قولتيه !
انصرف الرجل من أمامها فشعرت هبة بالخوف منه ولكنها تمالكت نفسها وعادت إلى مكانها بجانب
ياسمين ..
وفى المساء بعدما اغلقا الصيدلية وودعا بعضهم البعض ، كانت هبة فى طريقها إلى المنزل
مرت ب محل البقالة تشترى أشياء لها ، ومن بعيد كان ينتظرها أحدهم ويسير خلفها ،يتبع خطواتها خطوة خطوة ...حتى وصلت إلى منزلها ..
دلفت و وضعت اشياءها، فتحت_التلفاز_ وهى تعد وجبة العشاء وتستمع إلى الفيلم المُذاع
وتضحك مع قفشاته !
__
_ كُل قَلب وله قلَب يَليق به ، اللهُمَ أجمعنا بِمن نَستحقه ويَستحقنا..الله ي حبيبي الله
ايه الكلام الجامد دا استغفر الله العظيم من الجمال
تفاجئت جنات من ردة فعله وقالت
_ ايه بابيجو انت بتتريق
اعتدل بيجاد فى جلسته وقال وهو يتحسس جرح رأسه
_ااااه ، ياحبيتى مش بتريق بنعنش الجو بلاش يعنى
قالت جنات ب إهتمام مبالغ فيه
_بتقول اه ليه ،مالك يابيجاد ..انا من أول م رديت عليا وانا حاسة ان فيه حاجه
قولى رد عليا ،انت مخبي عليا إيه
قاطعها بيجاد وقد زاد عليه التعصب
_طب أنا أرد على أنهى سؤال دلوقت ! واحدة واحدة أما تفتحى تحقيق ياجنات سؤال سؤال الله يباركلك
إثر تحدثهما سوياً .. سمع صوت صراخ يأتى من أسفل فتوقف عن المحادثة
_ثوانى ي جنات ،صوت حد بيصرخ
ترجل حتى الشرفه ووضع اذنه فسمع الصوت قريباً،يأتى من ألدور أسفله
_جنات هكلمك بعدين هكلمك بعدين
على الدرج كان يهبط بسرعه جدا وبملابس نومه ،وضع اذنه على باب شقة هبة فتأكد ان الصوت يأتى من الداخل !
ف دفع الباب ب كتفه عدة مرات حتى فُتح ف وجد الشاب غريب الأطوار هذا يمسك هبة يضربها ويكسر كل م يقابله بالمنزل مع ترديده
_لما بعد كدا اجيلك واقولك عاوز الدوا دا تديهولى فاهمه !! المرة ظى كدا بس المرة الجاية هموتك
تدخل بيجاد وسدد له اللكمات واحدة تلو الأخرى والاخرى ،حتى أحدث جرح فى وجهه كبير وهو يردد
_إنت مين وعاوز منها اييه ،انا هسلمك للبوليس ..اتصلى بالبوليس بسرعاااه
هرولت هبة الى هاتفها وهى مذعورة وغير متزنه من خوفها ، وامسكت به بينما كان بيجاد يوسع الفتى الغريب ضرباً حتى افقده وعيه ...هاتفت هبة الشرطه وكانت إجاباتهم انهم أتيون على الفور !
ولا سيما اتت الشرطه وامسكت بالمتهجم ،كانت هبة تلهث وتتقطع انفاسها خوفاً
_حضرتك هتيجى القسم انتِ والأستاذ عشان تفيدونا فالمحضر
اخذوا الشخص وذهبوا ،نظرت هبة نحو بيجاد وقالت على استحياء
_أنا متشكرة جداً...وأسفة !!
__
نلتقى الفصل القادم
نوڤيلا 2021
الفصل (٥)
__
_لو سمحت ألبس الكمامه وتعالا أصرف الدوا
_ياستى مانا جوا الصيدلية أهو وعاوز دوا ضرورى كان زمانك جبتيه
تأففت الطبيبة الصيدلانية زميلة هبة بصيدلية بالمشفى ،وهمت بالرد على ذلك الرجل العجوز
_ياعم الحج لازم تلبس الكمامه دى التعليمات ودى الإجراءات الاحترازية عشان فيروس كورونا!
أشاح الرجل بوجهه بعيد ولوح بيديه علامه الإعتراض،ومضى ...تنهدت الطبيبة وجلست بجانب هبة
_ياهووووبااااا ،سرحانه ف إيه
زمتت هبة بشفتيها وقالت ب أسي
_سرحانه ف الل إحنا فيه دا والله ، معرفش جالنا منين الوباء دا وأمتى انتشر
أردفت اليها زميلتها فى إندفاع مضحك
_الله يخربيت الصين والصنيين وخفافيش الصين ،هما ياكلوا بلاوى زرقا وأحنا نلبس
تنهدت هبة بعدما رددت الحوقلة ، ف دنت منها زميلتها وسألتها ب خبث وصوت هامس
_ايييه مفيش أخبار عن الموز ؟
إنتبهت هبة فنظرت إليها من خلف النظارة والكمامه وقالت
_موز!! موز إيه،انت جعانه نفسك فالموز؟
_هبة متستعبطيش ،بسألك عن جارك ابوعضلات الموسيقار الل اسمه...
تبسمت هبة وقالت
_بيجاد
_ايوااا ،بيجاد وبهزار
ضحكا الاثنتين على ما القت به الفتاه من كلمه عبثية مضحكه ف أكملت تتحدث إلى هبة
_مفيش اخبار بقا بعد حركة الشجاعة الل عملها معاكِ دى
_لاء ...بس يعنى طبعاً شكرته واتأسفت له ..ومن بعدها حصلت موجه الكورونا دى وخدولهم فترة مش ظاهرين وبعدها رجعوا بقو ملتزمين بمواعيد الحظر
ف بقوا يتدربوا بدرى ويمشوا بدرى وبقيت بعرف أنام ...وبالشكل دا مفيش إحتكاك مابينا
غمزتها الفتاة بجانب سترتها بخفه وقالت ساخرة
_وانت عاوزة يبقا فيه احتكاك ياهوبااا
_إيه العبط دا ؟! ،لاء طبعاً انا كدا مرتاحه خالص وهو فحاله وانا فحالى
ولحالى ...أحلالى !
___
قرص من ال_اسبرين_ وضعه بيجاد ب فمه ووتجرع جرعة ماء بعدها
إثر تهامس إثنين من اصدقاؤه بالفرقة من على بعد يتحدثون ..
_على فكرة ، الواد بيجاد عيان وانا شاكك كدا ف ..
قاطعه زميله غاضباً بصوت هادئ
_شاكك ف إيه متستعبطش ! دور برد عادى
_ياسلام!! دور برد عادى ! السخونية والكحه دى وعلى طول ومفيش خافض ولا بيبطل كحه
إحنا مش بنعرف نكمل تدريب من كحته
تدخل كريم وأردف الى الاثنين
_على فكرة انا مش سامع كلامكم بس خمنته ، بيجاد عنده انفلونزا بس شديدة وهنكمل بروفات واقفلوا عالحوارات بقا منك له
نظر أحدهم ل كريم قائلاً ب اعتراض
_كريم ...والله انت شاكك زيك زينا بس مش عاوز تواجهه
_إسمع هو لو عنده كورونا مكانش قدر يقوم من مكانه ، هو بيتدرب معانا اهو ويلا انجزوا قبل الحظر
قام بيجاد بمناداتهم والهمة بالبدء ،كانوا مرتدين كماماتهم ومعهم زجاجات الكحول المعقم ،، بدأوا واخذت الساعات حتى بدء يسعل بيجاد ومن ثم اشتد السعال أكثر وأكثر حتى توقف الجميع!
_ايييه يابيجو؟!
_مفيش حاجه ياجماعة ، هقوم أخد جرعة من الدوا الكحة ونرجع نكمل
نهض احدهم معترضا تاركاً ال آله التى بيده وقال
_نرجع ايه يابيجاد ، بيحاد إحنا هنوقف وإنت لازم تنزل تعمل مسحه فالمستشفى
نظر بيجاد نحو صديقه بضيق وأردف له بشئ من العصبية
_مسحه!!! إنت عاوز تقول إن عندى كورونا ؟!
_ايوة كل اعراضك بتقول كدا
نهض كريم يهدئ من الوضع المحتد
_شباب شبااب ، مفيش حاجه اصلا
_لاء فيه ياكريم ،وبصراحه بقا إحنا خايفين ..العمر مش بعزقه
وانا مش هقدر أكمل لحد م نتأكد ان بيجاد كويس
لكن لو عنده عدوى ...
اقترب بيجاد ناحيه رفيقه وأردف
_لو عندى ، هنسيب التدريب ونلغى اشتراك المسابقة؟!
ابتسم صديقة ساخراً من خلف الكمامه وقال
_وانا هعمل إيه بالمسابقه وانا فى تعداد الأموات!!
بعدما تلفظ زميلة بهذة الكلمات وكأنها ترشق كالرصاص ، نهض البقية وتركوا الآلات من يديهم
وهموا بالرحيل واحداً تلو الآخر ...ف نظر بيجاد إلى كريم
_مستنى إيه؟
_بيجو ...انا هاجى معاك نعمل المسحة ونشوف عشان نطمن عليك ،وعشان المسابقة وعشان حلمنا الل قعدنا سنين نحلمه ...عشان خاطرى يا بيجاد
#نور_إسماعيل
___
متى القلب في الخفقان اطمأن؟! ل أمل دنقل
_بتقرى إيه ؟!
نظرت ياسمين الى مابين يدى هبة فوجدت كتيب صغير يحمل ديواناً ،كانت تقرأ ب تمعن
ف أوقفتها ياسمين ب أخذ الكتيب منها على فجأة وتحدثت إليها
_يابنتى بكلمك
_فيه إيه ياياسمين ؟
_سرحانه فالشعر ولا كأنك سمعانى
_لاء سامعة بس الكلام المكتوب اخدنى شوية
ضحكت ياسمين وقالت لها
_رومانسيتك دى هتوديكِ فداهية فيوم
تنهدت هبة بحزن وقالت وعيناها تتناقل بين أسطر الكلمات
_مش يمكن دى الحاجه الوحيدة ال مهونة عليّا
ثم سكتت ل برهه وتابعت
_عارفة ياياسمين ، أنا أوقات وانا بقرا ديوان شعر ويعجبنى
يتهيألى أن الكلام ليّا
وإن فيه حد فعلاً بيقوله ليّا... أى مشهد رومانسي بييجى فيلم
أى بوست مكتوب حلو من حد ل حد
انا متخيلة بطل فخيالى ...وبتخيل نفسي قدامه
تأثرت ياسمين كثيراً لما قالته لها هبة ، ف ربتت على أحد كتفيها وضمتها إليها ب حنان
ونظرت إليها ب عمق فى حدقة عينيها وقالت
_بكرة الخيال يبقى حقيقة ،وهتعيشى كل دا ...صدقينى !
___
وبعد مرور الأيام...
تأكدت نتيجة الفحص لدى بيجاد انه يعانى من فيروس كورونا !
قام بعزل نفسه بمنزله ،وحده دون أحد ...
بعدما تم تبليغهم بأن الحفل المسابقة الكبيرة سيقام _اون لاين_وفقاً للإجراءات الاحترازية المتخذه.
أى أنه ،ستعزف كل فرقة بمفردها بمكانها ولجنة التحكيم ستستمع عبر الانترنت.
ولكن!
هناك مشكلة، مرض بيجاد بالفيروس اللعين جعل هناك تأجيلات للتدريبات
وبالاصل ..لم يتأكد أحد انه سينجو منه...أم لا؟!
كان يرقد وحيدا وسط عقاقيره المخصصه، بغرفته ...هزيل الجسد
يتنفس بصعوبة ،يسعل بشدة ...حرارة جسده مرتفعه
لايشعر بشئ ،فاقد حاستى الشم والتذوق..
كان يرن هاتفه عشرات المرات باليوم ،ظلّ عدد المتصلين فى إنكماش
وتضائل حتى وصل إلى اثنين فقط يتصلون به
كريم ...ووالده !
وعلى الجانب الآخر، لاحظت هبة غيابه ..وغياب فرقته
فى بادي الامر تحدثت الى نفسها أنه من الممكن بشأن انتشار الفيروس
ولكن بمرور الوقت علمت أنهم كانوا يواصلون تدريباتهم أثناء هجوم الفيروس لأول مرة بالبلاد ولا تغيير حدث مثل هذا.
أتى أمر آخر بمخيلتها ،وهو أنه يمكن ان يكون بيجاد حمل اشياءه ورحل بعدما انتشر الفيروس ومن الممكن أن يكون هناك سبب قوى تم به إلغاء المسابقه فعاد الى بلاده !
قطعت هى الشكّ باليقين ،وهبطت تسأل العم عبدالله مالك العقار
ولكن ماقاله لها كانت المفاجأة!!
عادت منزلها تفكر فى أمره ، لقد اصيب بيجاد المغترب بالكورونا
ذلك المرض اللعين ..وقد تركه الاصدقاء والاقارب خوفاً
أما عنها ...فتذكرت أنه كان السبب فى إنقاذ حياتها فى يوم ما ..
أن من دونه كان من الممكن ان تموت او يتم الاعتداء عليها ، الطابق التى تعيش فيه لم يسكن امامها
سوى رجل مُسن وزوجته ، أى أنه هو الشخص الوحيد الذى بعثه الله كى ينقذها من هذا المدمن غريب الأطوار.
تشجعت، استعانت بالله ،، بما إنها طبيبة
صنعت بذلة وقائية ،ارتدت الكمامه والقناع العازل فوقها
وغطاء اليد .والقدم ، وصعدت..طرقت بابه
واحدة اثنان ولايوجد رد
قلبها خفق ،هل مات!
طرقت مرة أخرى ...ومرة ثالثه وفى الرابعه بعدما بدأت تتأكد شكوكها
سمعت صوته يأتى من الداخل ضعيييف للغاية
_ايوااا ، أنا مش..هقدر افتحلك يالى برة
_عارفه ،حاول تفتح يابيجاد ..انا هبة وجاية اساعدك
_دكتورة هبة ...انا مريض كورونا وو
_عارفه ،وأفتح دلوقت حالا .. أنا مش خايفه منك وهساعدك
يالا
حاول بيجاد ان ينهض ، بصعوبة تمكن من الوصول للباب
ارتدى القناع الواقى لوجهه ،وفتح الباب
نظرت إليه وابتسمت ثم قالت
_الف سلامه عليك يا بيجاد ،متقلقش كل حاجه هتعدى
وأنا مش خايفه منك ،ومش همشى غير أما تبقى كويس وأحسن من الاول.
__
نلتقى الفصل القادم
نوڤيلا 2021
الفصل(٦)
{الفصل قبل الأخير}
"ستبقى عيناك تربكني ، مهما اعتدت رؤيتها "
اليوم ليس كالأمس مُطلقاً ، ف يوم هبة اصبح غير عادياً كالبارحة
ولاكما اعتادت ، ف أصبحت تستيقظ قبل ميعاد عملها بساعتين
تصعد لتعطى الدواء إلى بيجاد وتقوم بحقنه بالإبر المخصصه ل علاجه
وتحضر كمّ سوائل هائل له وصحن من الحساء فقط عليه تسخينه اءا لزم الأمر وشعر بالجوع .
وتهبط لتتهيأ للنزول إلى عملها ، تذهب إلى صيدلية المشفى
تمضى ساعات عملها ،تعود إلى المنزل تحضر طعامها وتتناوله على عجاله
من ثم تصعد لإعطاء بيجاد الجرعة التالية من الدواء ، تستشعر حرارته
سُعاله ،هل سيحتاج إلى انبوب أكسجينى أم لا
تتبع حالته أول ب أول ، يتناول طعامه ...تساعده فى تنظيف ملابسه وتعقيمها عن طريق غسيلها لهم والكى
والغلى بالماء .
ومن ثم تهبط ل تتحضر لعملها الآخر ، وتذهب للصيدلية إلى حيث ساعات العمل المُصرح بها من قبل الدولة بسبب الحظر .
ثم تعود وتكرر نفس خطوات ماسبق وتهبط بعدما تطمئن لحالته ..
ظلت على هذا المنوال لمدة 15 يوم دون تعب أو كلل أو ملل
وفى ذات مرة
_دكتورة هبة
كانت تحضر الإبرة كى تحقنه بها ،ف إجابت نداءه وقالت
_نعم
_إنتِ ليه بتعملى كل دا ؟
توقفت هبة وتلعثمت ،فلم تجد اجابة ممكنه ل تقولها
ف أجابته
_معرفش ، بس الموقف الل إنت عملته معايا ميتنسيش
ولولاك كان زمان حاجه وحشه حصلت معايا ،اغتصبنى مثلاً أو قتلنى
وانت عملت دا بدافع الجدعنه وعشان كنت لوحدى
وجه دلوقت دورى سبحان الله ، تكون لوحدك ومغترب وعندك مرض لعين
ويكون فايدى مساعدتك
_وازاى مخوفتيش منى ؟
ضحك بسخرية وقال
_انا أصحابي والبنات الل كنت مصاحبهم خافوا منى ،خافوا حتى يتصلوا بيا تليفونيا!
وإنت ِ،مفيش اى صلة بينى وبينك
بالعكس ...خناق ومشاكل وزعيق من يوم م اتقابلنا
ومع ذلك وقفتِ جمبي فالوقت الل إتهيأت فيه للموت !
لم تستطع هبة أن تنظر إليه ، ف أعطته ظهرها وتحدثت
_وانا كمان ،لما جه الولد الشمّام دا كنت لوحدى
وممعيش حد ،ومحدش أصلا بيسأل فيّا أو بيسأل عنى
وكنت على وشك الموت ،وانت جيت
أدارت له ظهرها وقالت بعبثيه وخفه وهى تبتسم
_واحدة ب واحدة يابيت هوفن !
إبتسم بيجاد ،ف دنت منه تحقنه بالابرة بينما هو كان ينظر ناحية عيناها بعمق
احست هى برعشه تسرى ب عروقها ،تمالكت نفسها
وحملت أشياء ها وهمت بالرحيل فاوقفها هو
_دكتورة هبة
_نعم
_مًتشكر ...وآسف
ابتسمت له ورحلت ...
خلعت كل اشياءها الوقائية عندما هبطت ، وإثر اغتسالها بالماء الدافئ
كانت تفكر بنظرة عيناه كثيراً ،وبكلماته الاخيرة الرقيقه لها
هل تحرك الفؤاد ؟! أم أنها مجرداشياء رقيقه تعطى للقلب لمسه لاحياؤه مرة أخرى
ومن ثم رقوده مرة ثانية ؟
أما عنه ،لما احتلت تفكيره هكذا ؟
هى فقط فتاة عادية تؤدى دور إنسانى منها فقط؟!حتى الكلمات الرقيقة ليس ب استطاعتها قولها
ملابسها لست ب أحدث صيحة ، لا تتجمل ولاتضع أى شىء من مساحيق التجميل ..
ولكنها بدأت تحتل تفكيره ... بدأت تحتل جزء كبير من يومه
سوى بوجودها أو غيابها.
يود أن يشكرها انها منحته الحياة مرة أخرى ، أعادت له روحه فى وقت قد تخلى عنه البعض
فى وقت روحه شعرت فيه بوحدتها حقاً وأن كل من حوله تجمع كاذب ينفض مع أول موقف قوى !
وكانت هى ..
ملاك الرحمة ، ملاك لطيف لا يريد شئ ...يتعامل ب انسانية
لم تخف العدوى أو الموت ،وقفت بشجاعة بجانبه
ودق قلبه لأجلها !!
هل حقاً حدث ذلك؟ أى أنه من بين كل هذه الفتيات ...والصديقات
وبعمره خمسه وثلاثون عاماً ، لم يستطع قلبه ان يدق لواحده
ودق لها !
عجيب أنت أيها القلب ...ليس لك حسابات او مواعيد
تدق على حسب من يفهم دقاتك ..ومن يحتوى نبضاتك
فهنيئاً لمن يظفر بك حقا ويبقى بك للأبد ...،
#نور_إسماعيل
__
جلست هبة إلى اقرب مقعد بالصيدلية مُتعبه للغاية ،فلاحظت ذلك ياسمين
ف أقتربت منها وهى تقول
_هبة ، شكلك تعبان أوى وكأن بقالك سنه منمتيش
هزت هبة رأسها بالايجاب ، ف قالت لها ياسمين
_يييي ،إيه الل مش بينيمك تانى مش قولتِ جارك سكت وبقا اهدى
تبسمت هبة وتذكرت شيئاً حدث بالماضى..
*عودة للماضى*
_إحنا بقينا نخبط ونرقع ف وقت الحظر أهو وبيمشوا بدرى من سكات وانا بشرب اللبن وبغسل سنانى وانام
فيه حاجه مطلوبة منى تانى يا دكتورة ؟!
تبسمت هبة ورفعت نظارتها الى أنفها وقالت له وهى تنظر لأعلى لمستوى عينيه
_المفروض الجيران بتقول مساء الخير .. صباح الخير لما يتقابلوا
عقد بيجاد ذراعيه وقال مبتهجاً
_مساء الفل يا دكتورة
_مساء الخير يا استاذ بيجاد
_ايه رأيك ماشيين حسب التعليمات اهو
ضحكت هبة واخفت ضحكتها وقالت له
_انا اصلا بعد اخر موقف منك معايا ،ماليش عين اقولك علو صوتكم او وطوه
ضحك بيجاد بشدة وأردف إليها
_بصّى الل حصل آخر مرة منى دا ،دا المفروض يتعمل
وكويس انى كنت فالوقت دا فالشقه
انتبهت هبة ورفرفت ب أهدابها عدة مرات وقالت وهى تشير بسبابتها
_تصدق يا استاذ بيجاد ، ربنا بيسبب الأسباب ..يعنى مقدر ان الولد الشمام دا ارفض اديله الدوا من غير روشته
ويصمم وييجى يتهجم على شقتى وإنت تكون ساكن فوقى
عشان تسمع وتيجى تنقذنى ،لان لولاك مكانش حد سمعنى
الشقه الل قصادى فيها راجل عجوز ومراته ودول سمعهم تقيل وحركتهم اتقل الله يكون فعونهم
وتحت فيه ست وولادها عايشين ودى أكيد مش هيجيلها الشجاعة تطلع تشوف الصوت من إيه
مفيش غيرك ..سبحان الله
حكّ بيجاد بطرف إصبعه ب طرف مكان شاربه علامة على النصر وقال ساخراً
_اهو وجودنا طلع له لزمه يا ست الكل مش بتوع طبلة ورق زى م قولتِ
نظرت له هبة ب امتعاض وقالت
_ست الكل !
_ايه مالها ست الكل ؟
_شايفنى والدتك ..انا اطلع اصغرمنك ييجى بعشر سنين وبتقولى ست الكل!
ضحك بيجاد بشدة وقال لها
_انا مبقولش ست الكل يعنى والدتى ،تقديرا لسيادتك عشان حضرتك بتتهمينى أنى معنديش شياكة او لباقه او حداقه
ضحكت هبة وهمت بالصعود مستأذنه منه ،فقال هو لها إثرصعودها
_بصى انا فهمت حاجه ...فيه حجات بتتقدر من عند ربنا منعرفش ليه بس هى لمصلحتنا أكيد
ليلتك حلوة ياست الكل
تركها ورحل وعادت هى من ذكرياتها فقالت لها ياسمين
_لااااا اقطع دراعى دا حب جديد ،فيه إيه ياهبه ايه السرحان دا كله
تصنعت هبة التأفف ونهضت تمسك بدفتر ما وهى تقول لها
_يوووه يا ياسمين ،هو إنت مش وراكِ أى حاجه غيرى ...يلا فيه جرد وورانا شغل كتير
وضعت ياسمين يدها الى وجنتها وقالت لها
_بس انتِ شكلك مرهق أوى ،خليها بعدين
_لاء دلوقت ،يالا انا جاهزة
_يالاهوى عليكِ دينمو متحرك يخربيتك
#نور_إسماعيل
___
فى هذا اليوم عادت هبة متعبة كثيراً فلم تستطع الصعود إلى بيجاد لتطمئن لحاله
بينما هو هاتفها تليفونياً واخبرها ب أنه قد أتى إليه كريم صديقه وذهبا إلى أقرب مشفى
وقام بعمل التحليلات ليطمئن إلى حاله .
وبالفعل كانت النتائج مطمئنه وأنه فى طريقه للشفاء التام وكانت هذه من المفاجآت لأن الموجة الأولى ل فيروس كورونا الجديد كانت قوية ونسبة الشفاء منها ضعيفه جداً
ولكن بإرادة الله ثم بقوة عزيمته ووقوف هبة بجانبه تعدى مرحلة الخطر ...وفالقريب العاجل سيشفى منها تماماً.
__
حتى أتى اليوم وطرق الباب لها ، وحينما فتحت كان هو بمقابل الباب لها
_انا أول م قدرت اتحرك عادى واتأكدت من التعافى من الكورونا الحمد لله جيتلك ،اولاً عشان لو كل الشكر فالدنيا مش هيوفيكِ ..تانى حاجه عشان اعزمك تسمعى الخبط والرقع بصورة أوضح وتطلعى تعيشي أحلى ٤ساعات من الصداع ب أول تدريبات لينا بعد م ربنا نجانى واتعافيت من الوباء ..إيه رأيك؟
ابتسمت هبه له ابتسامة عريضة ووضعت وشاحها وصعدت معه ، جلست ونظرت لأجواء غرفته واضح جداً ب أنها تم غسلها بالماء والصابون جيداً وتمت تهويتها ..
كل واحد من فرقته أمسك ب ألته الموسيقية ، ومع العد التنازلي ..
بدأوا ...
شوق مين ده اللي هيروح
وأنا مستني بابي مفتوح
فيه قلوب بتلاقي قلوب
بس أكيد غير لقى الروح
شوق مين ده اللي هيروح
وأنا مستني بابي مفتوح
فيه قلوب بتلاقي قلوب
بس أكيد غير لقى الروح
حبنا ده اللي عشناه مين فينا يستجرى ينساه
مش سهل ولا عادي ولا مسموح
حبنا ما بينا موجود ولا له آخر ولا حدود
فيه حاجات ليه تتقال شوف عيوني مفضوح
كانت تهتز هبة ب أرجلها مع الألحان ، وتقوم بطرقعه اصابعها انسجاماً معهم ...كان يردد بيجاد كلمات الاغنية وعيناه مصوبتان لها ،كانت تلحظ هى هذا وتقوم ب إشاحة نظرها بعيدا عنه
مضى وقت جميل ، اقترب وقت الحظر ..همّوا بجلب اشياءهم ليرحلوا
بينما تهم هبة بالرحيل
أمسك بيجاد يدها وقال لها ب صوت خفيض وعينان ساحرتان
_استعدى عشان بكرة انتِ معزومة ف اكل شيبسي وبيبسي فالشارع معايا قبل ميعاد الحظر
أوك ؟
_مش هينفع وو
تلعثمت هبة فقاطعهاهو
_مناسب ع ٤بعد الضهر ،اه مناسب ...تمام كدا
يلا على شقتك
ابتسمت هبة وهبطت تختبئ بعيناها عنه ،وحينما هبطت
انطرحت بظهرها إلى فراشها ونظرت إلى سقف غرفتها قائله
_فيه قلوب بتنادى قلوب ...بس أكيد غير لقا الروح
__
نلتقى الفصل القادم
نوڤيلا 2021
الفصل(٧)
{الأخير}
__
قد تخلو الشوارع من الناس بسبب الحظر والإجراءات الاحترازية لصد هجوم وباء كورونا المستجد ..
ولكن هذا لم يتعارض مع رغبة بيجاد فى أن يدعو هبة إلى التنزه قليلاً بصحبته ..
أشترى لها كيس من البطاطا المقلية_الشيبسي_ والحلوى وعلب المياة الغازية ..ومضى محاذياً بجانبها
_تعرف .. أنا أول مرة اخرج مع حد ،أو عموماً اول مره اخرج فحياتى مع شاب .. إنت متخيل ؟
كان يقوم بيجاد بفعل _أكل اللب_ وأردف لها
_مش متخيل بصراحة ، هو فيه ناس كدا ؟
_أيوة أنا
_ أنا عن نفسي خرجت مع ستلاف بنت مثلاً
تصنعت الشهقه وقالت وقد اتسعت حدقة عيناها
_ستلاف!!!
_مجازاً يعنى للعدد
_ايوة فاهمه فاهمه ،بس مش كتير العدد دا
اومأ برأسه إيجاباً وتابع
_طبعاً كتير ، بس أنا وقتها مكنتش بحسبها كدا ..كنت بشوف بقا أنى الواد الفهلوى الل هو
لكن بصراحه طلع كل دا تضييع وقت وكدب عالفاضى
جلست هبة الى اقرب اريكة خشبية فى الشارع وجلس بيجاد بجانبها تاركاً مسافه قليلة بينهما
_وأمتى بقا عرفت الحقيقة دى
قام بيجاد بقذف إحدى حبات الفول السوداني بفمه وأردف وهو يمضغها
_من زمان ،بس كنت مكمل عشان مفيش حاجه تانية أعملها
أهى حاجه بتجرى الوقت وخلاص
صمتا الاثنين ،فخلعت هبة نظاراها الطبية وقامت بمسحها بمنديل وهى تتمتم
_حوارالكمامات دا جه على دماغنا ، كل م اتكلم أشبر النضارة مش عارفه اعمل ايه
ضحك بيجاد بخفه وقال لها
_على فكرة فيه اختراع اسمه لينسز ،سمعتِ عنه !
تصنعت هبة الضحك بسخرية وقالت
_ياخفه ! ايوة طبعا بس جربتها ومرتاحتش عندى حساسية فعينى
صمت بيجاد ونظر إلى عيناها من دون النظارة الطبية وقال بطريقته المعتادة الساحرة
_تعرفى أنك بتظلمى نفسك بالفاترينا الل حطاها دى
تلعثمت هبة ،خفق قلبها بشدة ..بللت شفتيها وابتلعت ريقها ومن ثم أكمل بيجاد
_انا بجد مشوفتش أحلى من عنيكِ
تاهت هى فى بحر معسول كلماته ،ومن ثم انتبهت!
نهضت من مكانها واقفه وقالت ب غضب
_لو سمحت يا بيجاد ،لو هتتكلم كدا أنا همشى
ابتسم بيجاد وقال لها
_طب خلاص انا آسف مقصدش ،كلمه وطلعت من قلبي مقصدش
_لاء انا مبحبش الطريقة دى
_حاضر ياستى سحبتها،بس والله قصدى خير
إنك تقلعى النضارة دى مخلياكى تيته الحجه وتلبسي لينسز ،او تعملى تصحيح نظر
عيونك تهبل للأمانه وأنت ِ مخبياهم ورا إزاز
_يوووه تانى!!
وضع بيجاد كف يده إلى فمه وقال
_خلاص خلاص...سكت خالص
نهضت هبه وقالت
_طب يلا بينا نكمل تمشية
اكملوا سيرهم صامتان ،فكسر حاجز الصمت بيجاد كالعادة
_هبة ...تعالى نلعب اسئله
_اسئله ! ازاى
_أنا اسألك سؤال وتجاوبي ...وانتِ تسألى سؤال وأجاوب
اشطا!
لاقت فكرته استحسانها فهزت رأسها وقالت له
_ماشى ،إبدء
_ليه وافقتِ تخرجى معايا
رفعت نظارتها لانفها ،ونظرت له وهى تزمت شفتيها خلف القناع وقالت
_من أولها اسئله صعبه كدا ؟
_لاء مش صعبه ولا حاجه ،دى ساهلة موت لسه التقيل جاى ورا
_لاء بلاش اسئله تقيله ،خليك حلو
_مانا حلو أهو،دنا قمر وعليا شوية اسئله يهبلوا
ضحكت هبه بشدة بصوت رقيق ،ف وقف بيجاد وقال لها
_أول مرة اشوف ضحكتك ...وبصراحة هى وعيونك باكدج قمر على بعض
يابخت الل هيصبح بيهم كل يوم !
اتسعت حدقة عيناها وقامت بتحذيره كالعادة كلما وجدت نفسها ستقع فى فخ شباك كلماته المعسولة
_على فكرة بقا همشى
_أصبرى بس انتِ حماقيه ليه
عقدت ذراعيها وأشاحت ببصرها بعيداً عنه
_مش حماقية ولا حاجه ، بس أنت بتقول كلام يزعل
_انا بقول الحقيقة
_بس أنا مش عاوزة أعرفها
_مااااشى ياست الكل
_تانى ست الكل !!
ضحك الاثنين ومضوا فى طريقهم ...
بمنعطف إحدى الشوارع قالت له
_معرفش وافقت اخرج معاك ليه ،بس كان نفسي اتعرف عليك اكتر واجرب احساس سمعت عنه ومعشتوش
ابتسم وأردف لها
_دورك ،أسألينى
ظلّت تفكر مالياً حتى وجدت سؤالاً له
_خروجتك معايا ،زى خروجتك مع الستلاف بنت الل قولت عليهم ؟
تصنع التفكير فعبست هى ب وجهها واستطاع هو تخمين ملامحها من خلف القناع ، ومن ثم أردف
_اكيد لاء ...هما كانت خروجه تضييع وقت
_طب وأنا؟
_كدا سؤالين
_معلش جاوب
_انتٌ خروجه حابب كل تفاصيلها حتى لو بسيطه
تقافزت نبضات قلبها فرحاً وحاولت تمالك نفسها ومضت فى طريقها سيرا بجانبه .
__
بعد عودتها للمنزل ، كانت تستعيد بذاكرتها كل شئ حدث بهذه النزهه البسيطه القصيرة ...كل شئ بها اسعدها حقا وأدخل السرور على قلبها.
أما عن بيجاد ،ذلك الفارس المغوار محطم قلوب الفتيات ، احتلت تلك البسيطه جدا عقله وبدات ان تقوم بدق أجراس قلبه ..
والشئ الذى جعل مابينهم يتوطد ، أصبحت مكالمات الهاتف كثيرة جداً للأطمئنان على الحال ل يقصّ كلاً منهم للآخر يومه وتفاصيله ، ليعيدا أمجاد يوم مضى
ليتذكروا وجودها بجانبه اثناء مرضه ووجوده بجانبها اثناء اقتحام ذاك الغريب شقتها..
__
"أن تقوم بإختياري كملجأ، يعني ذلك أنك في أمان مهما كلفني الأمر."
سطرت هبة هذه الكلمات على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ومن ثم شردت بعيداً فجاءها هاتفه وكأنه يشعر بأنها تفكر به
_ايوة يا بيجاد ،اخبارك ايه
_هبة ...المسابقه بكرة ، هنعزف المقطوعه قدام لجنة التحكيم أون لاين وبعدها هنعرف النتيجة منهم ،انا عاوزك من انهاردة لبكره متبطليش دعا ...واى حد معدى فالشارع قوليله يدعيلنا واديله ٢جنيه
ضحكت هبة بشدة لقفشاته الخفيفة ،وقالت له
_متقلقش ان شاء الله هتكسبوا الجايزة الكبيرة وحلمكم هيتحقق
اغلقت الهاتف ، وتذكرت بان ال٦ أشهر قد مضوا سريعاً هكذا!! هل سيرحل بيجاد الى بلدته وترحل كل الاحلام معه ؟!
هل انتهى الحلم الوردي !!
حزنت كثيراً ،ولكن ماذا عساها ان تفعل .. أصبحت لا تستطيع نسيانه او التخلى عنه فيومها ،حتى هو كان يتدرب وعقله شارد معها حتى لاحظوه أصدقاؤه
_سرحان ف ايه ي بيج بيجوووو
_تلاقى فيه قطة وقعت جديد فالمصيدة
نظر بيجاد لهم ب امتعاض وقال
_ممكن تقفلوا بوقكم ونخلص الل ورانا وبعدين نشوف السكر الل انتو فيه دا
دنى كريم منه وقال هامساً ب أذنه
_سرحان ف إيه؟ عشان خلاص هنمشى ...ومش هتشوف هبة !
نظر بيجاد له متفاجئ ف أكمل كريم حديثه
_على فكرة باين عليك أوى ..وهى كمان
__
حان وقت المسابقة ، تم تجهيز الغرفه وارتداؤهم ملابس موحده
وبدأوا العزف مع إشارة البدء ،كانت تنتظر هبة معهم على أحر من الجمر ..
مضت السويعات وجاءت اللحظة الحاسمة بفوزهم على ثلاث فرق متسابقه أخرى!!
تعالت أصواتهم مهللين فرحين وصعدت هبة تشاركهم الفرحة ، وتتقافز معهم وكأنها واحدة منهم .
_على فكرة ،دا وشك علينا ي هبة
_الف مبروك ي بيجاد أنا فعلا فرحت لك أوى ..ان شاء الله دى أول خطوة لبداية الحلم
_ان شاء الله
مر يومان ..
ذهبوا لاستلام جائزتهم وتصويرهم مع لجنة التحكيم ونزولها بالجرائد والمجلات المهتمه بهذا النوع من الفن .
وأتت لحظة الفراق !
همّ بيجاد بالرحيل ، وقف عند باب شقتها يودعها ...هناك دمعه بمقلتيه تابي النزول
اما عن هبة ، فهى تحاول كتمان مشاعرها وأن تقف صلبه كما اعتادت.
_انا ماشى ...الجار المزعج السئيل الل معندوش لباقه ولا حداقه ولا زرافه ماشى
هتعرفى تنامى كويس وبهدوووء ومفيش ازعاج تانى ي هبة
نظرت إلى مقلتيه وقالت كلمتين بسيطتين
_توصل بالسلامة ي بيجاد
اقترب منها ووضع حقيبته جانباً
_ينفع أقول حاجه؟
اومأت برأسها إيجاباً ، ف أردف هو
_هتوحشينى ...سلام يا أحلى هبة في الدنيا
ذهب على الفور دون انتظار منها رد !
عادت هبة لسكونها وسكوتها ،عادت للهدوء اللعين ..عادت لليوم الرتيب
وبيجاد ، أصبحت كلما أتت له مكالمه يقفز من مكانه متخيلاً أنها هى ولم تفعل!
تفكيره معلق بها طيله الوقت وشروده مرتبط فيها .
__
_أيوة ي ياسمين ، جاية معلش راحت عليا نومة ...م إنت ِ عارفه مبقتش بعرف أنام كويس
كانت تستعد للخروج للذهاب الى عملها مع ياسمين وتربط حذاؤها ، وفتحت الباب وجدته أمامها!!
اتسعت ابتسامتها،وقفز قلبها يتراقص وخبأت فمها مذهولة فقال لها هو
_دى لينسز عشان عاوز اشوف عنيكِ الحلوين لحد م نعمل عملية
بدأت نوبة الغضب ف فجأها بالآتى
_هبة ...تتجوزينى !!
_وسط الاحتياطات والتحذيرات انا مش خايفه
قفزت إلى أحضانه وقام هو بالدوران حول نفسه مبتسماً يعانقها بشدة
_ايوااااا يابيجاد موافقة موافقة موافقة
..تعانق قلبين البعد بينهما مثل السماء والأرض ... وشخصين أشبه بالقطب الشمالى
والجنوبي ..ولكن فى النهاية الله ألف .
وما يضير العالم لو أن كل حبيبين التقيا .. بقيا ❤!.
نوفيلا (إحنا والقمر جيران )٢٠٢١ ل نور إسماعيل
كُنتم مع نوڤيلا 2021