هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة نور اسماعيل
  3. في طي الكتمان - رواية - الجزء الثاني

????????

الفصل(5)

_هتقولى وللا اقول أنا 

_ماتقول ي اسلام فيه إيه 

 

جلست مريم بجانب زوجها وإستندت ب ذراعها على فخذه قائله ب إبتسام

_انا جايبالك عروسه! 

عبس وجه قاسم، لا نخفيكم سراً هذا هو المتوقع من ردة فعله على موضوع كهذا! 

إعتقد إسلام وزوجته انه قد تخطى الأمر حقاً، فقد مضى الكثير على حادثته المشؤمه هذه الأيام كفيله ب أن ينسى المرء دهراً كاملاً من العذاب. 

لكنه لن ينسى، قولاً واحداً لا رجعه فيه، وأردف إليهم قاسم بجدية 

_ياجماعه انا حابب احافظ على علاقتى بيكم بس بلاش الموضوع دا بالذات عشان منخسرش بعض

_ليه يا قاسم هتعيش كدا يعنى

 

هتفت مريم بها ف اردف قاسم ينظر لأسفل وهو يفرك بكلتا يديه

_اه هعيش كدا معنديش مشكلة وهما معايا ع فكره ومفارقونيش

نظر إسلام إلى زوجته نظرة تعجب ف أردف قاسم لهما

_لو سمحتم آخر مرة تتكلموا معايا فموضوع زى دا، قعدتوا تزنوا فحكاية الشغل وإقتنعت 

بس دا مش زى دا، انا مستحيل اتجوز بعد رويدا.. 

مش عشان الاخلاص بس، لكن بجد هى تستاهل أن أفضل العمر على ذكراها

 

لم يتحدث أى منهم ببنس شفه، سكت الجميع وكان الصمت يسود الأجواء، فقد اغلق قاسم الموضوع بمفتاح من حديد. 

 

________________

*منذ سنوات *

سيدة بدينة تجلس بالحمام أمام حوض الإستحمام الكبير_البانيو_تقطع شيئاً ما بسلاح أبيض كبير_الساطور_ والدماء تغرقها كلما قطعت كلما طار رذاذ الدماء فى وجهها. 

كان الباب موصداً من الداخل، فسمعت نداء طفلتها الصغيرة من الخارج

_ياماما... ياماما بتعملى إيه كل دا 

_روحى دلوقت يا منار، روحى العبي ف أوضتك

_طب انا عاوزة ادخل الحمام 

 

نفثت الام بغضب وهى تمسح على جبينها فيلطخها الدماء وقالت

_يووووه، روحى عند الجيران 

 

دقت الفتاة برجلها الأرض عدة مرات وهى تقول 

_يوووه الوقت متأخر ي ماما وانا كنت هناك اصلا ورجعت عشان قولتيلى مينفعش الوقت يتأخر عليا 

وانا بلعب وارجع البيت

 

زفرت سناء زفرة حارة وقامت بشد الستار على حوض الإستحمام بالكامل وغسلت يداها ووجهها 

بينما كانت ملابسها تتلطخ بالدماء كلياً

فتحت لها الباب فجلست منار إلى مقعد الحمام سريعاً وهى تردف إلى والدتها

_ليه فيكِ دم ي ماما 

 

إرتبكت سناء قليلاً وقالت محاولة السيطرة على نفسها 

_كنت بقطع لحمة يا منار ويلا خلصى

 

نهضت منار فدلفت سناء سريعاً تلملم لحم الجثه المقطع إرباً فى أكياس سوداء كثيرة 

وقامت بتغيير ملابسها وإرتدت ملابس سوداء وغطاء الوجه_النقاب_والرأس 

وخرجت بسرعه تقذف كل كيس من الأكياس ب سلة قمامة كبيرة بالشارع. 

اكملت مهمتها وعادت المنزل لتجد إبنتها منار قد غطت ف سبات عميق، اما عن إبنتها الكبرى جهاد

كانت تبكِ فى الزاوية لم تكف عن البكاء فنهرتها والدتها قائلة

 

_إخرسي بقا، وأنسى الليله دى بالل فيها، سامعه! 

 

#نورإسماعيل 

_________________________

و كأن عيناي لم تُبصر يوما ، و لا أقتنص أنفي شيئا من الهواء،و ما دارت بهذا العقل فكره، و ما زارت الأذن حتي الطنات، فكل ما بي و ما حولي قد تغير! 

فى جلسة تسامر بين قدس ومُعدة البرنامج فى أحد المقاهى كانا يتحدثا حول البرنامج وموضوعه، مازال رأس قدس يابس ومازالت المُعدة نهى تحاول.. 

_مش لازم تخبيط فالمسؤولين ي قدس، ممكن نشوف موضوعات جديده وشيقه بس بعيد عن طريق الأذى دا

 

إحتست قدس القليل من كوب العصير وقالت

_انا إتعودت ان أنا وبرنامجى نكون حديث الساعه، تريند السوشيال ميديا، عاوزانى دلوقت اقدم ايه مثلا 

برنامج للاطفال! 

 ضحكت نهى وقالت وهى تشعل سيجارتها وتضعها بفمها 

_طبعاً لاء، بس بصّى على نفسك كدا، ماشية بكيس علاج وكانوا هيموتوكِ مرة وإتنين 

ولا انتِ إستسلمتِ ولا هما إستسلموا.. فكرى ي قدس 

 

زفرت قدس بقلة صبر مع قولها 

_انا مش هنكر انى قلقانه وعمرى مش رخيص بالنسبة لى عشان اضحى بنفسى والحمدلله كل مرة رينا بيقف معايا وبقوم منها

_بس مش كل مرة تسلم الجرّه، فكرى وقبل أى خطوة انتِ محتاجه تعينى حراسه 

 

تعحبت قدس من فكرة الحراسه، أكملت نهى حديثها ب أنها فى حاجه شديده لوجود حراسه تلازمها اينما كانت وتحرس منزلها، ففى المرة الاخيرة أردوا قتلها فى عُقر دارها ولم يهابوا شيئاً. 

المرة القادمه بموتها لامحالة! 

_يعنى همشى ومعايا بودى جارد

 

احتست نهى القليل من قهوتها وقالت بعدما إنتهت

_سميهم بودى جارد سميهم ظباط حراسات خاصه المهم يبقى فيه حارس معاك ِ وملازمك

 

وقبل كل دا هنغير فكره البرنامج بفكره مطرقعه وهتعمل ضجه زى مواضيعك الل فاتت من غير مانحتك بالمسؤلين. 

 

_____________

_هاى بالفلفل الألوان

 

نظرت الفتاة ناحيته بعينان تتحدث أسى وقالت له

_جاى تهزر يا سينو بقالى أد إيه مستنياك، ليه إتأخرت كل دا انا تعبت بقا من الإسلوب دا

 

مطمارسيلينو شفتيه وقال ممتعضاً بنبرة تحمل السخرية

_ تعبتِ من إيه يا سيلڤيا، دنا لو مضاد حيوى اختفائى مش هيكون متعب كدا!

_وليك نفس تهرج

_لا هقعد ساعتين اعيط عشان حضرتك عاوزانى بائس

 

نفثت هى بحرارة وقالت وكأنها تلفظ آخر مابها من صبر

_يعنى متجوز وسكتت وقولتلى إنكم هتنفصلوا خلاص ومتفقين على كدا وكل واحد فحته، مبتردش عليا فالفون

مبتتصلش بيا

ببعت لك 100مسج ومش بتعبرنى

 

_ماهو ياسيلڤى ي أمى مفيش حد بيبعت 15مسج عالصبح يسأل التانى صباح الخير هتفطر ايه.. كدا محضر مش سؤال عليا!

 

_سينو هو انت زهقت

 

طرق مارسيلينو بأنامله المنضده عدة مرات وهو ينظر حوله يمينه تاره ويساره تاره أخرى وأردف زامتاً شفتيه

 

_مش معقول أبداً، مش معقول ياربي مفيش مرة نقعد سوا ونكمل القعده مبسوطين، دا حتى كلمه مبسوطين آخرها طين!

_قصدك إيه، نكدية أنا متعاشرش

 

_متعاشرش إيه هو انتِ على ذمتى؟ متقرفنيش بقا أنا أساساً قرفان

 

نظرت سيلفيا إلى أسفل وهى تصطنع البُكاء ووضعت المنديل على فمها وأنفها كى تعلو شهقاتها المزيفه ويرق قلبه القاسِ لها، نظر لها مارسيلينو وأردف وهو يقوم بجمع أشياؤه من فوق الطاولة

 

_أنا حاليًا في أقصي درجات الـ "ميدو.. ميدو أنا عايز أهرب" بجد مش هزار.

 

نهض مسرعاً فنهضت خلفه تناديه ب أعلى صوتها

_مارسيلينو إستنى!

______________

في داخلي نور لا يكتمل إلا بقربك، وفي داخلك عتمة لا تضيئ سوى بقربي، فدعني أضيئ عتمتك.. وضُمني ليكتمل نوري.

كان يجلس قاسم بسيارة المسؤول الذى يحرسه ممسكاً بصورة جماعيه له هو وزوجته وإبنه، ومن ثم اتت له إشارة ي إن المسؤول سيهبط الآن متوجه إلى مقر عمله ف إنتبه ووضع الصورة بجيب كنزته وأعطى إشارات لباقِ طقم الحراسة كى يكونوا على إستعداد 

وما أن هبط المسؤول حتى تم اطلاق النار عليه من مكان مجهول من أعلى، لينهض سريعاً قاسم يقوم بحمايته وإطلاق النار على المكان الذى اتت منه الرصاصه هو وزملاءه.. 

أصيب قاسم بذراعه ولكنه لم يتوانِ، أكمل اطلاق النار بل ذهب يجرى إلى مكان إطلاق النار حتى عثر على الشخص لتصيب الرجل الملثم حتى وقع أرضاً وماحدث إلى المسؤول سوى خدوش أثار الإنبطاح المفاجئ أرضاً لكن لم يمسسه سوء! 

 

________________

 

*منذ سنوات*

صحناً من الارز وصحناً آخر من البطاطا المطبوخه وصحناً من السلطه، كانت تضعهم سناء على السفره امام إبنتيها جهاد ومنار 

بدأت مناار بتناول طعامها بنهم فهى جائعة للغاية، بينما كانت جهاد تنظر إلى الطعام صامته دون حراك وكأن غشى عليها الموت، فنهرتها سناء قائلة

 

_كُلى يا جهاد، مالك! 

إنتبهت جهاد مفزوعه فقالت لوالدتها

_ماليش نفس 

 

قالتها ونهضت من مكانها تقصد غرفتها وما إن لفت حتى أوصدت الباب تبكِ من خلفه. 

اما الصغيرة منار، كانت تلتهم الطعام بشراهه وسألت والدتها سؤالاً بديهياً أشعل النار بداخل سناء

 

_هو بابا فين يا ماما، بقالى يوم ويوم مشوفتوش

 

إرتبكت سناء وهى تأكل وقالت دون النظر إلى إبنتها 

_بابا مسافر.. وكلى وانتِ ساكته 

_حاضر.. بس هو مش بيسافر ابدا ولا بيشتغل يبقى راح فين

 

طرقت سناء بالملعقه فى الصحن ف أصدر صوتاً مزعجاً وقالت بنبرة عصبيه

_سافر لعمتك تعبانه وإخرسي بقا وكلى 

سكتت منار واكلت فى صمت دون أن ترفع وجهها عن الصحن أمامها بينما تحاول سناء ان تسيطر على نفسها قدر الامكان ولكن جهاد من الواضح أنها ستفضح فعلة والدتها وتودى بها إلى الجحيم. 

 

____________________

لكمه قوية سددتها لينزى فى وجه مارسيلينو جعلت رأسه يترنح فهتف بها هو يصرخ

_آآه عينى عينى هتعمينى 

_بتتكلم مع بنات يا مارس من غير لينو، دنا هنفخك

 

نهض مارسيلينو ممسكاً بعينه المضروبه وهو يهتف متصنعاً البكاء

_دى زميلتى فالشغل، هو حرموه كلام الزميلات فالشغل يا قدرى 

إقتربت لينزى من وجهه وأخذت تتحدث إليه بصوت يشبه فحيح الثعبان

 

_وهو كلام الشغل فيه هئ ومئ، وإيه جمال الچيبة الحمرا ومش عارفه شعرك كان احلى إنهاردة 

 

_چيبة عجبتنى كنت هجبهالك بسألها جايباها منين

_اه ياعينى انا ظالماك ي حرام 

_شوفتِ بقا 

 

امسكته من تلا بيبه وأخذت ترنح جسده للإمام وللخلف وهى تقول محذرة إياه

_إسمع! انا شاكة فيك بقالى فتره، الفون ميتعملش له باسوورد ولا اللاب ومتقوليش الشغل مش رئيس الهيئة حضرتك، وكل شوية همسكه واشوف وعلى الله ي لينو الاقى حاجه كدا ولا كدا

 

ناولته ركله فى ساقه بعدما أنهت حديثها جعلته يتأوه بشده مع قوله

_أدعى عليكِ ب إيه يا شيخه ربنا ياخدك 

ذهب سريعاً إلى المرآه ليتفحص وجهه، فوجد بداية علامه زرقاء تحت عينه فتحدث بحسرة

_إيه الايشادو الربانى الل عملتيه دا ي مخفية ان شاء الله تتخفى من ع وجه البسيطه 

اروح الشغل إزاى انا بقا؟! اقولهم إيه كنت فحفلة تنكريه! 

 

___________________

بحفل تكريم كبير، كان يتكرم قاسم على مافعل لأجل المسؤول الذى كان يقوم بحراسته على أكمل وجه وضحى بنفسه لأجل أمانه وسلامته. 

بجزيل الشكر والعرفان كان يصافح قاسم زملاؤه ورؤسائه بحفاوة حتى أقبل عليه اللواء أشرف الصناديلى

_سياده الوزير متمسك بيك جدا تفضل فحراسته خصوصاً بعد الل عملته ياحضرة الظابط 

 

إبتسم قاسم وأردف ممتناً

_دا واجبي ي سيادة اللواء انا معملتش حاجه 

ربت اللواء على كتف قاسم وأردف لها مُبتسماً

_إحنا بقا هنعفيك عن مهمه حراسات المسؤول، وهنسند ليك مهمه حراسة خفيفه شوية احنا برضو مش مستغنين عنك 

 

ضحكا الاثنين من دعابة اللواء فقال قاسم متسائلاً

_هبقى ضمن طاقم حراسة مين يافندم

_بكرة تشرب القهوة فمكتبى وتعرف كل حاجه! 

،،،،،،،، 

ببهو منزلها الواسع، كانت تجلس قدس تستمع إلى التلفاز.. بدأت تتعافى شيئاً ف شيئاً من آثار حادثتها الأخيرة 

تحتسي الشاى الأخضر وكلها آذان صاغية لهذا اللقاء المُذاع أمامها لأحد الصفحات الاليكترونية.. 

_هتعملى إيه ياحياة بعد ما خرجتِ وللاسف فقدتِ والدتك رحمه الله عليها ومش لاقيه إخواتك

 

كانت تذرف حياة الدموع وهى تتحدث إلى المراسلة

_هشتغل فالبيوت او عاملة فمستشفى، أى حاجه تقومنى من الل انا فيه 

اى حاجة تخلينى افتح صفحه بيضا مع نفسي، ولو أن كان نفسي اخد إعدام عشان أرتاح من الدنيا وبلاويها 

 

إبتسمت قدس وأمسكت الهاتف مسرعة لتتصل ب مُعدة البرنامج نهى لتقول مهلله

_نهى عرفت برنامجى هيبقى عن إيه.. وبرضو هنبقى تريند! 

ضحكت نهى بخفه لتقول

 

_إتحفينى يالا 

 

ف انتظار الفصل القادم

????ى طىّ الكِتمان 

                                                    ????قتل ناعم ????????

الفصل(٦)

 

جلهم يستغلون لحظات عوزنا إلى مجرد حياة، نعيش حياة طبيعيه مثل البشر، 

عوزنا لتبديد الوحشة التي تأكل قلوبنا، ثم ماذا؟ 

فلتأكلنا نار الخطيئة،ماذا لو كنت رجلاًيمجده المجتمع لا تلتصق بذيل ثوبه خطيئة ولا يُشارله بفضيحة!

"حياة" منذ ما سمعت قصتها قدس مُذاعه بالتلفاز عزمت على أن تخوض تجربة جديدة وموضوع مثير لبرنامجها دون الإحتكاك بالمسؤلين. 

ظلت خلف الموضوع، قامت بالتواصل مع الصفحة الاليكترونية التى قامت بعمل حوار صحفى مع هذه السيدة ذات الموضوع الشائك وعلمت مكانها وذهبت إليها.. 

غرفة تحت الدرج بها حمام شكله مزرى، تقطن بها حياة بعدما خرجت من السجن، فى طريقها قدس إليها، شارع ضيق وملئ بالكلاب الضاله والباعه الجائلين. 

حتى وصلت، طرقت الباب عدة مرات ففتحت حياة 

_إزيك 

 

نظرت حياة بخضراوتيها إلى قدس، من هذه ياتُرى! حياة ذكية بالقدر الكافِ فقد استنتجت أنها بالتأكيد صحفية وتريد التحدث والتحاور معها كالسابقين. 

_أفندم أى خدمة

_ممكن ندخل ومش هناخد من وقتك كتير 

دلفت قدس ومشطت بعيناها الغرفة، غرفة حقيرة لا تُرضى حيواناً اليفاً يعيش بها، فكيف هى! 

هتفت قدس كى لاتهدر الكثير من الوقت، فقد بدا على وجه حياة الريبة

_انا قدس المدهون، مذيعة تلفزيونية وجاية عشان عاوزة اعمل معاكِ لقاء عن تجربتك 

جوا السجن والحادثة الل حصلت وابدء بيكِ موسم جديد.. وهدفعلك الل تطلبيه 

 

صمتت حياة ونهضت من مكانها وامسكت الغلاية ذاهبه لتضع فيها الماء مع قولها

_تشربوا شاى؟ 

نظرت نهى المُعدة الى قدس ف هتفت قدس

_لالا متتعبيش نفسك، ليكِ حرية الاختيار ترفضى، بس ياريت تفكرى 

ومتستعجليش الرد

_هتجيبوا وشى؟ 

_آه

_هتدفعولى كام 

_الل تطلبيه

 

صمتت حياة وجلست لتقول ب إنكسار 

_انا موافقه، يمكن اخواتى يشوفوا اللقاء دا واعتر فيهم

 

فرحت نهى وابتسمت قدس بثقه وصافحت حياة مع قولها

_إتفقنا، هاخد نمرة تليفونك وهقولك عالميعاد 

 

_____________

_هوبااا، ازيك يابرنس الليالى واحشنى انت وعِطرك الفرنسي والمسيح الحى

 

كان مارسيلينو منبطح على بطنه فى غرفة نومه يتحدث مع صديقه ال طيار إيهاب، يطمئن إلى حاله ويقص عليه اخباره، وما ان لبث يغرق فى حديث جذاب إلا قامت إحداهن يالإتصال به مرة واثنين، ف خرج مارسيلينو يسير على أطراف أنامله خارج غرفته يبحث أين لينزى، تلفت يميناً ويساراً ولم يجدها فعاد إلى غرفته وأوصد الباب وقام بالرد عليها

 

_سينووو هنتقابل انهاردة 

تصنع مارسيلينو الهيام بصوتها وقال فى دلال

_هنتقابل ياقلب سينو هو انا أقدر منتقابلش 

ضحكت الفتاة بميوعه مع قولها فى غنج

_طب تحب البس إيه فالخروجه؟ ولا اقولك تعالى نتكلم كاميرا وأفرجك وتقولى البس ايه

عشان بحب ألبس على ذوقك

 

ضحك مارسيلينو وقال لها بعفويته المعهوده

_انا أحب البسك مصيبه يا حياتى 

ضحكت الفتاة بصوت عالِ وإذ ب لينزى بالخارج تقوم بمناداته 

_مارسيلينوووو، إنت فين يا زفت! 

 

تقافز مارسيلينو من مكانه كاد أن يقع الهاتف منه مع قوله للفتاه اللعوب التى يتحدث إليها 

_الحيزبونه جت الحيزبونه وصلت سلام بقا دلوقت 

 

دلفت لينزى إلى الغرفه ب اندفاع بينما كان مارسيلينو يلقِ بالهاتف بعيداً بحركة مضحكه كعهده 

فقالت له لينزى وهى تضيق عيناها وتعقد ساعديها أمام صدرها

_كنت بتعمل ايه يا هبابي الاسود

_كنت قاعد هنا ياروحى بسمع اغنية العو جه العو حضر وبفكر فيكِ يا قلبي 

كزت لينزى على أسنانها وقامت بإمساكه من ياقته مع قولها بتحذير أنه أن فكر فى خيانتها ثانية ستقوم بتعليق رأسه على باب المنزل ك رمز ل إستشهاده على يداها 

تبسم مارسيلينو بخوف وصنع لها تعظيم سلام أى انه يؤيد فكرتها وسيسير بعد ذلك ملاصقاً للحائط! 

#نورإسماعيل 

____________

من أنا! 

بضع حروف ضائعة لا تصلح بأن تصبح قصيدة مُحملة بمشاعر ثائرة، عدة خطوط طفولية عابثة تصرخ برسمة لا تهنئ لأن تُضع بجوار لوحات فان جوخ، تداخلات قلم مبريء حتى منتصفه تصيح بك بأنها أختلاجات نفسك المُلتاعة فتلتقط بعدها أنفاس لاهثة تتسارع بداخل صدرك لتتحرر من سجن رئتاك... هل أدركت أخيرًا من تكون! 

وصل قاسم وطاقم الحراسة إلى منزل قُدس، قام بتعريفها إليه والتعرف إليها، صافحا بعضهما البعض بجدية 

وأردف لها ب انه سيكون فى خدمتها الاربع وعشرون ساعة، ف أشارت له ب أن هناك غرفة مجهزة منفصله عن المنزل بداخل الحديقة الصغيرة المحيطه بالمنزل يمكنهم المكوث بها طوال فترة حراستهم لها.. 

كان أول لقاء بينهم، كوبان ساخنان من النسكافيه 

 

_أنا كنت بشوف لقاءاتك وكان بيعجبنى الجسارة الل بتتمتعى بيهاحضرتك وان مش بيهمك حاجه

 

قالها قاسم ف ناولته قدس كوبه الساخن وهتفت هى

_بس بقيت بعمل حساب دلوقت وإلا مكناش إتقابلنا 

تبسم قاسم من دعابتها الخفيفه هذه، ف وأردف إليها 

_هو حضرتك مش مصرية، فلسطنيه مش كدا

تبسمت قدس لأنها ستحكِ قصتها التى تهواها مجدداً لأحدهم، وقصة الحب الجميلة التى جمعت بين والدتها مصرية الأصل ووالدها الفلسطينى.. 

 

ونشأتها بفلسطين ومن ثم إستشهاد والدها وعودتها إلى مصر فى فتره المراهقه مع والدتها التى وافتها المنية ايضاً ف اصبحت بعدها وحيدة.. 

_حتى لما حبيت يبقالى عيلة، مشيوا ورجعت تانى وحيدة

 

قالتها بنبرة حزن عميقه وهى شاردة النظرات، ف أردف لها قاسم

_كل واحد جواه الل تاعبه، كل واحد عنده حكاية هو بطل درامتها وهو البداية والنهاية.. إتأكدى إنك مش لوحدك! 

 إنتبهت قدس إليه مع قولها له ب إهتمام 

_شكلها كدا انتَ كمان عندك حكاية! 

تنهد قاسم بحرارة وحسم امره السكوت.. وخيم عليهما الصمت كلاً منهم يتذكر مابه من الآلام دفينه تحت ثرى الذكريات. 

_________

_مامى أنا لاقيت دى وانا بجيب البلايستيشن 

 

كان هتاف هاشم إبن اسلام ومريم عالياً، فهرولت ناحيته مريم لتلقط منه جهاز لتخزين البيانات_فلاشه_ وتنهره على مافعله

 

_انا مش قلت مليون مرة متشبش وتجيب انت البلايستيشن والمفروض تستأذن الأول 

 تأفف الصغير وأردف لها

_يامامى زهقان، وورد بتلعب بعرايسها يعنى أعمل إيه 

_طب روح دلوقتي 

 

امسكت مريم الجهاز ووصلته بالحاسوب لعل وعسي يكون بها شيئاً خطير يتعلق بعمل إسلام. 

وما ان ظهرت أمامها البيانات إتسعت حدقه عين مريم ولطمت وجنتيها فى ذهول! 

 

_____________

_ستاند باى كاميرات! 

صوت المخرج يهتف عالياً، فى مكان التصوير.. حركه جلبه المُعدين وفريق التصوير وفريق الديكور

وجلست قدس فى مكانها تعدل هندامها ويقوموا بتركيب مكبرات الصوت الصغيرة بملابسها هى وضيفتها الجديدة ب أولى حلقات برنامجها الجديد "بحبِرهن السرى" 

 

_جاهزة ي قدس

_جاهزة 

_دقايق ونبقى هوا 

 

وبعد دقائق انطلقت قدس، قامت أولا بالترحيب بالجمهور وطمأنتهم على حالها وصحتها وأنها عادت إليهم من جديد بفكرة جديده وبرنامج جديد سيشعل مواقع التواصل الاجتماعي كما إعتادت وسيكون حديث الساعة أيضاً. 

فجوهر برنامجها الآن الجديد "بحبرهن السرى" مناقشة قضايا شائكة بطلاتها نساء! 

وأولى ضيوفها هى "حياة" 

_إزيك ي حياة

_الحمدلله 

_إحكيلى ي حياة، إزاى وصلت لمحطة زى دى انهاردة.. إنى أستضيفك عشان تحكى حكايتك 

 

نكست حياة رأسها لأسفل، وبدأت بسرد قصتها بعينان تتحدث بدموع تأبي النزول 

فقالت

_كنت صغيرة، كان عندى 17سنة، بابا اتوفى كان بيشتغل عامل بنايات ووقع من فوق السقالة

كانت والدتى ست مريضة فشل كلوى، وكانت بتغسل كلى كل اسبوع فالمستشفى وكانت تعبانه جداً 

وكان عندى 3إخوات صغيرين، خرجت اشتغل زى اى بنت فسنى 

مكانش معايا شهادة، واحدة جارتنا قالتلى على مصنع ملابس عاوزين عاملات فيه يجهزوا الحجات فكراتين ويرصوها قلت وماله.. 

روحت واشتغلت بس كانوا بيتأمرو وبيزعقوا، إستحملت وقلت عشان اخواتى وأمى الل فرقبتى 

لحد م فيوم واحد من العمال.. 

سكتت فجأة ف هتفت قدس 

_إتحرش بيكِ

_ألعن، كان عاوز يغتصبنى وف آخر وقت قدرت أهرب منه وسيبت الشغل بسببه وبعدها

 

نظرت قدس إلى عينا حياة بعمق وقالت

_وبعدها إيه 

قصّت حياة بداية سقوطها فى الهاوية، كانت لهم جارة بسيدة لها سمعة سيئة بشارعهم كله والكل يعرفها، 

قامت بزيارة والدة حياة بحجه انها تطمئن إلى حالها رغم عدم معرفتهم ببعضهم البعض من قبل. 

وما ان دلفت حياة إلى مجلسهم تفحصتها السيدة بعينان لفريسة امامها تنضح أنوثة طاغيه.. 

فكانت حياة برغم صغر سنها تتمتع ب أنوثه وجمال وروح، فتاة ذات مواصفات قياسيه حقاً. 

العينان الملونتان والقوام الممشوق، شعر ذا سلاسل ذهبيه والبشرة البيضاء.. 

تفحصتها السيدة فى هذه الزيارة، ومن يومها وأصبحت تتردد هذا السيدة على منزل حياة كثيراً حتى فاتحت حياة فى موضوع خطير لم يكن بالحسبان.. 

 

_ها.. إيه رأيك، هتاخدى فلوس وتلبسي وتاكلى وتأكلى إخواتك وتعالجى أمك 

هدرت حياة بها بصراخ قائلة

_عاوزة تمشينى فالبطّال ياست فُله؟! 

قامت السيدة فُلة بمصمصت شفتيها وقالت ساخرة منها 

_ولما مشيتِ فالحلال يابت نفعك؟! 

 

لم تنطق حياة ببنس شفه، فنهضت السيدة وتركت لها مبلغاً مالياً كبيراً وورقة بها رقم الهاتف 

واخبرتها إن فكرت فهى تنتظرها لتهاتفها او تأتى إليها الى المنزل فهو معلوم لها.. 

 

نظرت حياة إلى حفنة الاوراق الماليه التى تركتها السيدة، وهرول أخواتها إليها مع قولهم

_إيه كل الفلوس دى يا حياة، هتشتريلنا أكل إحنا جعانين أوى 

 

إثر سماعها لحديث إشقاؤها، سمعت هتاف والدتها من الداخل تتحدث بتعب مُردفه لها أن أدويتها قد إنتهت وماذا سيفعلون حينها فهى تكاد ان تتمزق وجعاً.. 

إنصاعت حياة خلف طلب السيدة فلة، وذهبت إليها ترد ب الموافقه على طلبها. 

كادت تتقافز فلة من الفرحه، وقامت بتلبيس حياة ملابس كاشفه مثيرة مع تصفيفه شعر ووضع الكثير من نساحيق التجميل فى وجهها جعل برائتها فى خبر كان.. 

بعد مرور أول ليلة على حياة، لم يكن فى مخيلتها كم الوجع النفسي الذى لحق بها! عادت تحمل الطعام والأدوية إلى المنزل، وما ان دلفت حتى تقدموا اشقاؤها يأخذون منها ماتحمل من طعام وشراب ودلفت إلى والدتها قبل ان تبدل ملابسها المزرية هذه واعطتها الدواء وهرولت إلى الحمام تحت صنبور ساخن 

أرادت أن تغسل قذاره الإثم الذى لحق بها، ظلت تبكِ وتشق ملابسها وتضرب وجهها مرة واثنين وعدة، ندماً 

على هذه الخطوة التى لا رجعه فيها، فمن دس قدمه بالوحل لايعود أبداً كما كان فى السابق ولو بثانية واحده! 

 

_وبقيتِ بنت ليل 

_آه

_مامتك كانت عارفه؟! 

ذرفت دمعة من عيناها وأردفت ب إنكسار

_مكانتش بتحب تواجهنى، بتاخد منى الدوا والفلوس وتسكت

_وبعدين 

 

زفرت حياة وقالت وهى تسرد قصتها بنبرات مليئه بالحزن 

_كملت فطريقى وعشان صغيرة وحلوة كان الطلب كتير ودا كان بيرهقنى جداً 

والفلوس الحرام بتكتر، لحد م قابلته 

 

قامت الكاميرا بالتركيز على عيون قدس وهى تحاورها

_مين

_الشيخ على، شيخ الجامع، حياتى بعدها إتغيرت.. مكنتش أعرف ان هيحصل كدا والله م كنت أعرف 

هدرت قدس بها مع سؤالها

_اومال ليه قتلتِ جوزك ي حياة! 

ف انتظار الفصل القادم

 

????ى طىّ الكِتمان ????

  ????قتل ناعم ????

 

الفصل(7)

قامت الكاميرا بالتركيز على عيون قدس وهى تحاورها

_مين

_الشيخ على، شيخ الجامع، حياتى بعدها إتغيرت.. مكنتش أعرف ان هيحصل كدا والله م كنت أعرف 

هدرت قدس بها مع سؤالها

_اومال ليه قتلتِ جوزك ي حياة! 

 

أعادت الذكرى حياة إلى هذا اليوم وهذه القصة المأسوية التى لن تنساها ماحييت! 

*منذ سنوات*

كانت عائده قبيل الفجر، وجهها مرهق وترتدى ملابسها الكاشفه واضعه شالاً قطيفى على أكتافها، تجر ساقيها جرّ من شدة التعب. 

وكان الشيخ على فى طريقه إلى الجامع لتأدية صلاة الفجر ورآها! 

كان يود أن يحدثها ولو لمرة واحدة، فحياة تستقر جزءاً فيه لايعلمه هل قلبه أم عقله، يرق لحالها كثيراً وفى ذات الوقت تشغل حيز كبيراً من قلبه. 

ياللهول! فتاة ليل يقع بشباك غرامها شيخ الجامع! يالها من أعجوبة حقاً ولكنها حدثت فهو مشغول بها وبحالها معظم الوقت. 

شرع ف ايقافها ليتحدث معها لأول مرة وينهاها عن أفعالها هذه التى يعلمها أهل الشارع ب أكمله. 

_إزيك ي حياة

 

قالها وهو يغض الطرف عنها فقالت هى بوهن بالغ

_الحمدلله يا شيخ على 

_ينفع آخد منك دقيقتين 

تنهدت حياة بتعب واضح وأومأت بالإيجاب ف أردف على

_أنا عارف انتِ بتشتغلى إيه وكل الشارع عارف، بس انا مستخسرك ف النار ي حياة

انتِ بنت طيبة وكويسه وبنت ناس كويسين واجب عليا انبهك

 

تحركت أهدابها برعشه خفيفه وقالت ب نبرات الأسى

_وهو انا لاقيت شوغلانه تانيه ومشتغلتهاش ياشيخ على، امى واخواتى مين يأكلهم ويجيبلهم الدوا 

انا لا معايا شهادة ولا اعرف واسطه تشغلنى فمكان بمرتب كبير

ممعيش غير جسمى، هو الل له تمن ابيعه عشان أكل كوم اللحم الل فرقبتى بعد موت أبويا 

 

إعتصر قلبه، يريد إنقاذها ولا يدرى كيف السبيل، أردف لها ومازال يغض الطرف عنها

_انا هبقى اتكفل بيكِ وب اخواتك ي حياة والل يقدرنى عليه ربنا

_تتكفل ليه ياشيخ على، أنا ابقالك إيه؟ 

 

صمت الاثنين فقالت هى بنبرتها الحزينه التى لم تتغير يختلجها الوجع 

_عن اذنك، وقفتى معاك تشبهك ياشيخ على

 

تركته وذهبت فى طريقها إلى منزلها، نعود إلى برنامج قدس"بحبرهن السرى" إلا وقد أرادت قدس أن تقتسم الحلقة إلى جزأين ف توقفت إلى هذا الحد وعلى وعد ب تكملة القصة بالحلقه القادمة. 

 

التمويل والاعلانات مدفوعة الأجر، هاشتاجات السوشيال ميديا، إحتلت أول حلقة من الجزء الاول من برنامج قدس الجديد الصدارة وأصبح رائجاً وحديث كل من رآه وهذا أرضى غرور قدس المهنى كثيراً وفى الوقت ذاته إبتعدت عن الإحتكاك بالمسؤلين. 

 

______________

أتظن يؤرقني الحنين؟، الذي تآمر مع وطأة خذلانك على تسهيدي وتغريبي؟!

منذ تلك اللحظة التي أقلعت فيها سفن روحي عن مرساتك،

نعم،

غادرتني روحي حين غربتني؛ فوجهت وجه قلبي صوب الفراق دون التفات. 

_ايه دا حراسة! انت مين؟ 

قالها هانى موجهاً حديثه إلى أحد طاقم حراسة قدس، وقبل ان يتفوه الشرطى تقدم قاسم من الداخل يشير له انه سيجيبه هو 

_حضرتك مين

 

تعجب هانى وأردف ساخراً منهم 

_هى قدس جابتكم عشان مدخلش البيت ولا إيه 

أردف قاسم مرة ثانية بصرامه 

_حضرتك مين 

_أنا جوزها ياسيدى 

تعجب قاسم وقام ب الإشارة له أن يقف مكانه واتصل ب قدس من داخل منزلها يسألها عن هذا الغريب هل هو زوجها بالفعل لتخرج قدس تسب اللحظة التى جمعتها بهذا الكائن. 

 

_يا اخى هى رخامه وخلاص، انت مش جوزى انا خلعتك فالمحكمه 

_بس انا مطلقتكيش ي قدس ولو سمحت دخلينى خلينا نتكلم 

 

بذراع قاسم الضخم قام ب إبعاد هانى قليلاً مع قوله

_لا طالما حضرتك مش جوزها يبقى مش هتدخل غير لما الاستاذة تأذن

_وانا مش عاوزاه يدخل ي قاسم، حِل عنى بقا ي اخى هى لزقه وخلاص

 

تركتهم قدس تترجل وشياطين الارض كلها تتراقص أمام عيناها من شدة غضبها، أما عن قاسم فقد أمر بعدم دخول هانى الذى انزعج كثيراً وظلّ يتفوه بكثير من الاحاديث التافهه وأنه سيعود ثانية وسيلقنها درساً لن تنساه. 

 

لاحظ قاسم إنزعاجها ف تقدم بالإستئذان للدخول لها وأذنت له، كانت تشرع فى صنع كوب من النسكافيه، سألته أن كان يريد ووافقها فصنعت له كوباً هو الآخر. 

تناول منها الكوب وأردف متردداً

_أنا آسف مش بتدخل فخصوصياتك بس من حقى أعرف الناس المحيطه بيكِ عشان دا شغلى ويهمنى حمايتك 

 

زفرت قُدس زفرة حارة وقالت وهى ترتشف من كوبها القليل 

_دا ياسيدى أكبر عمل أسود عملته فحياتى، دا المخرج المعروف هانى الخضير وكنا متجوزين وانفصلنا أو بمعنى أصح انا خلعته 

 

إرتشف قاسم من كوبه وبعدها تحدث لها

_بس واضح ان حضرتك مش طيقاه نهائى 

ضحكت قدس وقالت مبتسمه

_والله مش عارفه كنت عايشه معاه إزاى، الكائن دا مجرد سماع اسمه بيعصبنى

 

_هو أذاكِ للدرجه دى؟ 

شردت قدس وتنفست بصعوبة وكأنه جثم على صدرها جاثوم الذكريات السيئه كلها جعلها تغرق فى حزن دفين كانت تزعم أنها قد نسيته يوماً. 

بدأت قدس فى سرد القصه إليه، كانت مذيعه ف بداية حياتها المهنيه وكان هانى مخرج برنامجها.. 

حدث تجاذب بينهما وكان هذا الشئ واضحاً لكثير ممن حولهم ف تقدم هانى بطلب يدها لتقبل قدس على الفور. 

تم تلبيس خاتم الخطبة وبداية تجهيز عِش الزوجية ومن ثم تزوجا، وكانا لايفترقان ابداً فى المنزل معاً وبالعمل معاً، وبعد مرور عامين رزقهما الله بطفل جميل "زياد" 

ومنذ هذا اليوم وانقلبت الحياة رأساً، قد لاحظت قدس اشياء غريبة فى جسد زياد إبنها.. 

تضخم ملحوظ فى منطقه البطن، وبالطبع ك اى ام فحصته عدة فحوصات ليخبرها الاطباء ب أن عليها الذهاب إلى معهد الاورام ولابد من وقع الكشف عليه حتماً، وهناك علمت قدس ب أن طفلها مريض سرطان الامعاء! 

 

_يا الله!! لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 

قالها قاسم بمزيد من الأسي ولاحظ ذرف دمعة حارة على وجنتي قدس فقال ب أسف 

_أنا أسف والله مكنتش أعرف 

بللت قدس شفتيها وهى تتحدث بصوت متهدج 

_كل واحد منا عنده القصه الل بعدها بقا واحد تانى ياقاسم

 

تنهد هو بدوره ليهتف لها

_إحنا شكلنا مشتركين فالجرح، محدش فعلاً خالِ

إذا كنت ستواجه عالما آخرا غير عالمك لا بد من قوة و حكمة فلا مواجهة بالخوف و الجبن، فمهما كان الارنب الذي بداخلك لا بد أن تنتحل شخصية الأسد للربح المعركة! 

__________

 

كانت تجلس مريم إلى طاولة الطعام صامته حزينة وبجانبها إسلام زوجها يشاركها الطعام هى و أطفاله. 

منذ أيام قليلة قد لاحظ إسلام شحوب مريم زوجته وصمتها المطبق، لم يعهدها هكذا ابداً

 

_حبيبتى مبتاكليش

لم ترفع بصرها عن صحنها وقالت

_باكل أهو 

_مريم انتِ عيانه؟ حاسه بحاجه

أومأت برأسها نافيه، فترك إسلام الملعقه من يده وتحرك ليجلس بحانبها وأردف وهو يمسح على شعرها برفق

_أومال مالك يا حبيبتي 

 

رفعت مريم بصرها إليه وقالت بنبرة يختلجها الوجع

_مفيش حاجه يا إسلام، انا اكلت كملوا أنتو، مبقاش ليا نفس لحاجه

 

نهضت مريم وتركت الطاولة، ومازال إسلام على نظرته ناحيتها تتلاعب الشكوك بصدرها 

تُرى مابها إذن؟! 

يؤرقهإن يرى عيناها تصافحهما "الدمع" بعد أن قذفت كلماتها التى تتحشرج في قاع "الألم "

داخلها. 

#نورإسماعيل 

________________

هناك إحتفال بمنزل مارسيلينو ولينزى، تحتفل لينزى بعيد زواجهم وكعهد مارسيلينو لايتذكر من الأساس! 

صنعت هى الكيك والحلوى وقامت بتزيين الردهه ب أكملها، وحضرت هديتها وقامت بدعوة المقربين والاصدقاء والعائلة. 

حضرت قدس ايضاً، دلف مارسيلينو ليجد كل هذا الإحتفال ليردف متعجباً

 

_هو إنهاردة العيد وللا إيه 

ضحك الحاضرون، ف ترجلت لينزى ناحيته لتتأبط ذراعه هاتفه بحماس زائد

_ايوة إنهاردة عيد، حذر فذر يالينو عيد إيه 

_عيد الفصح! 

_لييينو

_عيد القمح

زمجرت لينزى وهتفت

_لييينو

_عيد تحرير سينا

كزت على أسنانها أكثر وقالت

_لييييينو

_فيه إيه لينو لينو لينو بتتعملى إسمى جديد م تقولى فيه إيه ع طول

 

مطت لينزى شفتيها وتقدمت قدس قائلة 

_عيد جوازكم ي مارسلينو فوق شوية 

 

ضحك الجميع ف أردف مارسيلينو

_ياااااه ع دا يوم ياااه، انا عاوز اولع فيه مش احتفل بيه

_نعم! 

هتفت بها لينزى بصوت عالِ ليردف مارسلينو يمتص غضبها

_لاء برضو دا كلام، دا حتى اليوم دا كلنا فرحنا ماعدا أنا 

 

اشارت قدس إلى لينزى كى تقدم هديتها 

_بُص يالينو جبتلك إيه 

اعطته علبه ملفوفه بشريط الهدايا وورق السوليفان، ف إبتسم مارسيلينو لها إبتسامة مفتعله 

أمام كاميرات الهواتف التى قاموا المدعوين بتصويرهم ف هتفت به لينزى

_إفتحها

_طب بعدين لاتكونى حطالى عفريت العلبة ينط ف وشى

 

كشرت لينزى عن انيابها وقالت بنبرة تحذيرية

_إفتحها

_حاضر أنا أصلاً كنت بفتحها بس هى مش بتتفتح

 

قام بفتح ورق السوليفان ليجد علبه ببداخلها خاتم فضى جميل وأنيق فهتف فى سرة

_جيبالى فضة! هو أنا طالع التانى الأولمبياد! 

نظر لها يفتعل الفرحه مع قوله

_الله، والمسيح الحى انتِ عبقرية حبييتى ي ليلو

 

عانقها ب افتعال وضحك جميع الحاضرين وذهبا معاً يقتسمان قالب الكيك وكل من حولهم يقومون بتصوريرهم حتى يبروزا تلك اللحظات السعيده فى الذاكرة. 

 

_____________

بالجزء الثانى من حلقة "حياة" فى برنامج"بحبرهن السرى"، كان الجميع متأهب ليعلم ماهية الحكاية. 

الكل مترقب لحظة إذاعة البرنامج ومعرفه بقية القصة! 

قصة فتاة الليل وشيخ المسجد..!! 

_كان كل يوم يلاقينى راجعة يعرض عليا عرض المهم مشتغلش الشوغلانه دى 

مرة يقولى بتاخدى كام وانا أديهولك، ممكن اوجه المقتدرين فخطبة الجمعه بجمع مبلغ عشانك 

ولما سألته انه لو عاوزنى انا تحت امره من غير فلوس 

عنيه دمعت وقالى ان حد الله بينه وبين الحرام هو بس حاسس ناحيتى ب إحساس مستغربه 

لحد اليوم الل وقفنى فيه وقالى انه عاوز يتجوزنى! 

*منذ سنوات*

 

دعك من الأحلام الوردية، فالحب ليس بترف أو رفاهية خالصة كما تظن، هو قيد إختياري، حلاوته مقترنة بندبات لا تنمحي آثارها إلى أن يواريك الثرى، أحياناً تكون اختيارتنا ب إيدينا.. وأحيان اخرى تكون بقلوبنا، فشد وثاق قلبك ولاتبالى.. ياعزيزى ليس كل ما يلمع ذهباً!

 

_هو إنت سامع انت بتقولى إيه؟

رفرف ب أهدابه عدة، وبلل شفتيه...عقله المتردد يرُجح أن لاينطق ب أى شئ أو أى وعد الآن.. بينما قلبه الغارق فى حُسنها وعشقها يُحتم عليه أن يتخذ الخطوة فى الحال..

 

_ايوة عارف انا قلت إيه ومُصمم.. قولتِ إيه؟

_هو انا الل هقول، هو أنا أصلاً ليّا حق اوافق او لاء؟! هو انا كنت احلم يا شيخ على بس إزاى.. من إمتى نجوم السما بتلطخ روحها ف وحل الأرض!

 

_نجوم السما معرفتش الحب غير لما حبتك، ومتقوليش على نفسك كدا.. كل إنسان خطّاء.. كلنا بنغلط محدش مننا معصوم

 

_غلط عن غلط يفرق، أنا بعمل الغلط وبصمم عليه.. واخده الغلط حِرفه.. واخده سبيلى يابن الناس وعشان كدا بقولك طريقك غير طريقى

 

تنهد على واردف لها حاسماً أمره

_بُصى مهما هتقولى أو غيرك يقول، هتجوزك يعنى هتجوزك..

_اهلك يا شيخ على والشارع والناس 

_مش مهم، المهم انتِ موافقه! 

 

ووافقت حياة، وعزفت عن عملها القديم، تابت إلى الله توبة نصوح.. هى كانت تعمل لإعالة أشقاؤها

وعلاج والدتها المريضه طريحة الفراش. 

وأصبح هذا بمقدور الشيخ على، تركت حياة السيدة فُلة ذات السُمعة السيئة وأصبحت فى منزل جديد ولها حياة جديدة ولكن هناك من رفض هذه الزيجه بشدة، كل من حول الشيخ على رآوه قد جُن عندما اتخذ خطوة كهذة، يتزوج من فتاة لعوب! 

ولكنه لم يأبه لمن حوله، فهو يعشقها منذ الصِغر ولم يتفوه بمافى قلبه ابداً لأى شخص أى أن كان منزلته! 

تزوجها واصبحت حياة شخصاً آخر، والبعضُ أينما حلوا بأى أرضٍ يزهروها،ربما بكلمةٍ طيبة ٍ، أو ابتسامةٍ صادقة..سلامُ نفوسهم يُعدى، ونقاءُ قلوبهم ينعكس على الوجوه..يرممون صدوع غيرهم ..وإن كانوا كذلك ..ثم يسيرون فى طريقهم تاركينَ أثراً فى القلوبِ لا يزول.. 

كانا يعيشان حياة هادئة فى البداية إلى أن اشعلت والدة الشيخ على وشقيقته النار فى علاقته بزوجته، بالحديث السئ والمعاملة السيئة حتى ذات يوم حدثت بين والدة الشيخ علي وحياة مشادة كلامية أدت إلى ضرب السيدة والدة على لحياة وحدث مالم يُحمد عقباه! 

 

_إنتِ عاوزة منى إيه حرام عليكِ، انا عايشه فحالى ومش عاوزة غير أن اكون فحالى

_ماهو انا مش هسيب بنت السكك تتمتع فحياتها مع إبنى انتِ لازم تغورى من هنا 

_حرام عليكِ انتِ بتعملى معايا كدا ليه 

 

قامت السيدة بجرّ حياة إلى خارج المنزل بملابس النوم فسحبت حياة سكيناً كان بجانب صحن الفاكهه موضوعاً وقالت وهى تهتف وشياطين الارض قد ألتبستها

_بقولك إيه ياست انتِ ابعدى عنى سامعة 

لوحت بالسكين أمام عين السيدة، وفى هذه اللحظه أتى الشيخ على مهرولاً بعدما سمع صوتهما العالِ

والمشاجرة الضارية بينهما، وقف بالمتتصف بحاول تخليصهما وأخذ السكين من حياة، وأثناء الجذب والشد 

بدون قصد غرس السكين بصدره! 

ليقع جثة هامده أمام عينى والدته وزوجته! 

 

_قتل خطأ يعنى راح فيها جوزك ياحياة

 

رفعت حياة عيناها والدموع تنهمر كشلالات قائلة

_راح هو واتحكم عليا بخمسه وعشرين سنه سجن، وطلعت عرفت ان امى ماتت واخواتى سابو الشارع ومعرفش ليهم طريق ولا عارفه اشتغل فين ولا اعمل إيه 

 

نظرت لها قدس بحيرة وأردفت

_كان نفسك حياتك متكونش كدا يا حياة؟ 

 

تنهدت حياة وأردفت بنفس نبرتها الحزينة

_أنا إسمى حياة، ومعشتش اى حياة كويسة طول حياتى، وأبويا عايش كنا عايشين عالكفاف 

ولما مات بِعت جسمى للى يسوى والل ميسواش

ولما ربنا أراد اعيش زى الناس، واتجوز ويبقالى زوج بيحبنى ومريحنى وخد بإيدى لطريق يرضى عنه ربنا

من غير م اقصد إستكترته الدنيا عليا.. 

ودخلت السجن، وعيشت اصعب سنين حياتى ظُلم وخرجت يا مولاى كما خلقتنى

مفيش شغل، ولابيت ولا أهل 

 

_قصتك وجعت قلبي ي حياة، إشربي مية

نظرت قدس إلى الكاميرات لتنهى اللقاء على وعد بفتح ملف إحداهن الاسبوع القادم. 

 

واثناء خروجها من الإستديو عرضت عرض على حياة امام ناظرى قاسم

_حياة تشتغلى عندى؟! 

عقد قاسم حاجبيه وأردف.. 

إنتظروا الفصل القادم 

 

فى طىّ الكِتمان ????

  ????قتل ناعم ????

 

الفصل(8)

 

واثناء خروجها من الإستديو عرضت عرض على حياة امام ناظرى قاسم

_حياة تشتغلى عندى؟! 

عقد قاسم حاجبيه وأردف.. 

_أستاذة قُدس، ممكن كلمتين على إنفراد 

تنحت قدس جانباً وأصغت إلى قاسم وهو يهمس لها دون أن يتسبب فى إحراج حياة

 

_استاذة قدس، إزاى قتاله قتله ورد سجون وقبلها كانت بنت ليل تشغليها عندك، انتِ عارفه خطورة دا إيه؟ 

عقدت قدس ساعديها امام صدرها وقالت بكبريائها المعهود

_دى ست اتظلمت واتحطت ف مواقف لو حد مننا اتحط فيها هيعمل اكتر منها، الست دى مجنى عليها وضحية حرام المجتمع جلدها والقانون ونيجى كمان بعد كل دا نعاملها بوصمة العار الل ملازماها

 

زفر قاسم زفرة ضيق وهو ينظر ناحية حياة ومن ثم نظر إلى قدس

_صدقينى مش من دواعى أمانك وحمايتك تشتغل عندك ست زى دى 

_صدقنى انت ياقاسم، الست دى مفيش منها خوف، انا ست زيها وبكلمك من المنطلق دا

_العواطف مالهاش مكان حضرتك لو هتكون محفوفة بالمخاطر

_وانا بأكدلك الست دى مفيش منهاقلق 

 

أومأ قاسم برأسه نفياً مع قوله

_بعد اذنك هتبقى تحت مراقبتى ليها لو حضرتك مصممه على إنها تشتغل عندك

_إعمل الل شايفه صح، لكن فعلا انا مصدقاها وهتشتغل عندى

إبتسمت قدس علامه على إنهاء الموقف، وشرعت ف إصطحاب حياة إلى مسكنها كى تجلب أشيائها الخاصه وتعود إلى منزل قدس لتعمل به.. 

____________

صوت أجراس المنبه تدق بجانب مارسيلينو الذى يغط فى سباتٍ عميق، نهض يتثائب بيوم عطلته يوم الأحد ويترجل ببطئ وهو مازال فى مرحلة إستيعاب التيقظ. 

كان يسير يبحث عن لينزى وأولاده كاراس وميلا ولم يجد احداً منهم، ف اعتقد انهم بالكنيسة بالتأكيد 

يحضرون القداس الإسبوعى. 

ترجل إلى المطبخ، وأوصل الغلاية الكهربائيه بالكهرباء وبداخلها الماء، وجهز كوب النسكافيه الخالِ من السكر وبدء يدندن ويتغنى كعادته الهزلية

_أوووه يييس، مشيو الحلوين وسابونى زى التيييس

جهز كوب النسكافيه خاصته، وجلس يحتسيه أمام التلفاز وهو ممسكاً بجهاز التحكم عن بعد يبدل بين القنوات بلا جدوى، حتى سمع صوت مفتاح المنزل ودلفت لينزى مصطحبه أولادها 

_انت صحيت؟ 

مط مارسيلينو شفتيه دون النظر إليها مع قوله

_لاء لسه نايم 

_طبعا نايم ولا ع بالك 

 

نهض مارسيلينو من مكانه وقبّل كف يد لينزى عدة قبلات وهو يهتف

_أبوس إيدك بلاش مش فاكر انهاردة عيد جوازنا وعيد ميلادى وعيد زراعه القطن، انا راجل شرقى والراجل الشرقى لايهتم لهذه التراهات

 

سحبت لينزى كف يدها منه بعنف وقالت وهى تنهره

_لاياسيدى مش هقولك كدا، بس المفروض تكون عارف ان انهاردة ميعاد متابعه ميلا مع دكتور الأورام 

 

ضم شفتيه، شعر بالإحراج فترجل يضم إبنته ميلا إلى صدره مع قوله

_حقيقي آسف 

_آسف على إيه ولا إيه يا مارسيلينو، انت مش فاكر اى حاجه فالدنيا غير نفسك 

بتيجى من الشغل قدام التليفزيون ياقاعد عالفون يانايم

لا البيت ولا أصحاب البيت ولا اى حاجه بتشغل حيز صغير أد كدا من تفكيرك، وانا بصراحه تعبت وزهقت

ياسيدى ناسينى وقلت ماشى، عارفه انك بتخونى بس ممسكتش حاجه مادية عليك لكن والمسيح الحى لو عرفت حاجه محدش هيخلصك من أيدى 

 

عاد مارسيلينو بظهره للخلف يصتنع الخوف قائلاً

_اوعا المرأة الحديدية، لينزى انا راجل زى أى راجل بينسي و

_و متخلف وبلا مسؤلية، طهقتنى فعيشتى اوعى كدا

 

تركته ودلفت إلى غرفتها تبدل ثيابها، فنظر مارسيلينو إلى أولاده و إبتسم لهما علامة على أن كل شئ على مايرام.. 

 

_______

وأمّا عن صديقي لا تسلني، فما لي صاحبٌ غير نفسي! 

_حياة، حضريلنا اتنين شاى أخضر وهاتيهم برة فالجنينه

 

سارت قدس بمحاذاة قاسم يتحدثا سوياً، ف أردفت قدس

_بحس عندك كلام كتيير بس بتفضل السكوت، انا بقى انهاردة قررت للى قصادى اسمعه أى ان كان مين وانا كمان اتكلم بقا كفاية صحوبية لنفسي اكتر من كدا 

 

تبسم قاسم ف اكملت قدس

_لسه كنت بدردش مع حياة وحكتلى على طبيعة حياتها مع جوزها الشيخ على الله يرحمه 

كان لين وهين معاها وطيب وعشرته حلوة، ودلوقت بقا الدور عليك

 

_حضرتك عاوزة اكون انا ضيف الحلقة الجاية وللا إيه

ضحكت قدس ضحكة جميله تبسم على إثر ها قاسم وقالت الأولى 

_انا مش بستضيف غير ستات وقضاياهم هزت الرأى العام، لكن حضرتك ظابط إذاً لايوجد مجال ف استضافتك فالبرنامج، لكن ممكن اقولك تستضفنى انت وانا اتكلم 

 

جلسا الاثنين وأردف قاسم

_اتفضلى كلى آذان صاغية لحضرتك

_إرفع التكليف ياقاسم انا بقولك ياقاسم عادى اهو، مش لازم البس بورنيطه ع لسانى 

 

صمتا الاثنين ف هتفت قدس

_مراتك متوفيه من امتى؟ 

_يعنى داخلين فسنتين

_من وقتها وانت حياتك واقفه 

_ايوة طبعا، ومن وقتها وهى وابنى فبالى وقلبى

_ينفع تحكيلى ايه الل حصل 

تنهد قاسم وتذكر ذكرى من ابشع ذكريات حياته، فقد كان قاسم رائداً بإدارة المخدرات، وذات مرة تم ضبط جبل من الهيروين لأحد التجارالكبار وحكم عليه بالمؤبد، فقرر رجاله الذين بخارج السجن الإنتقام. 

وكانوا يراقبون خط سير الرائد قاسم هو وعائلته يومياً، حتى أتى اليوم الموعود وأطلقوا عليه النيران هو وزوجته وإبنه الوحيد باهر، لتنقلب السيارة بهم ويحاول قاسم الخلاص منها وما أن ابتعد لتنفجر السيارة بزوجته وإبنه أمام عينيه!! 

 

تأثرت قدس بقصه قاسم كثيراً، وهتفت فى خفوت

_الله يرحمهم 

رفع قاسم بصره إليها مع قوله

_عارفه ياقدس، طول الوقت كنت باجى عليهم بسبب شغلى، وحتى حياتهم إنتهت بسبب شغلى

حاسس ان دا جبل فوق صدرى، حِمل شايله ومش أده نهائى 

 

نظرت قدس إليه فى تعاطف وقالت فى هدوء

_دا قدرهم من يوم م اتولدوا، ربنا كاتب كل شئ ياقاسم.. هون على نفسك 

 

رن هاتفها برقم غريب، ف اجابت لتجده طليقها هانى، ارسلت له الكثير من السباب والشتائم واغلقت الخط فى وجهه ف اردف قاسم

_دورك تحكيلى إيه قصة البنى آدم دا فحياتك 

_مانا حكتلك 

_لاء انتِ وقفتِ لحد تعب زياد إبنك 

_ايوة فعلاً، عارف ياقاسم جروبات الستات الل بيقعدوا ينزلوا مشاكلهم عالملأ كدا والستات تقعد تكتبلها اتطلقي اتطلقي

_مش عارف اوى بس كملى

_ماعلينا، أهو هانى بقا كان هيخلينى فمرة انزل بوست بإسم عضو مجهول الهوية واقولهم حد عنده حل 

 

قُطع الحديث و رن هاتفها ب إسم المُعدة نهى، لتجيبها قدس على الفور، تخبرها ب أن هناك ضيفه للحلقة القادمة وهناك موضوع ساخن كما أعتادوا، حتى إستأذنت قدس من قاسم وترجلت نحو الڤيلا كى تبدل ثيابها وتلحق بنهى ذاهبة إلى المكان التى ارسلته الاخيرة لها ليكونا ف إستقبال قصة جديدة مثيرة. 

 

#نورإسماعيل 

__________

وفى كل وقت بداخلنا نتمنى أن نملك من الأنسانية ما يكفي لأن يصبح ما حولنا عالم يُحتمل على الأقل! 

ب منزل المدعوة إسراء، ضيفه الحلقة الجديدة_فى حال ان وافقت_كانت قدس ونهى معاً ينتظراها بعدما قدمت لهم كوبان من المشروبات الغازية وجلست امامهم. 

سيدة فى عمر الخمسينات، تكاد تجزم ان هذه فى صِغرها كانت اجمل من بشارعها وعائلتها ومجموعة صديقاتها، تمتلك من الحُست مايبدو واضحاً على قسمات وجهها.. 

انفرجت شفتيها لتردف

_منورين

_بصى ي إسراء، انا عاوزة أستضيفك ف برنامجى الحلقة الل جاية وهدفع الل تطلبيه

_الحوار مش فلوس حضرتك

 

هتفت نهى قائله

_أومال

_انا عاوزة قصتى تعرفها كل الناس عشان البنات تتعظ وأى واحده تفكر تعمل زى م عملت نيڤين فيا، تعرف ان لها نهاية تشبهها بالظبط 

_طب ممكن تحكيلى بعض تفاصيل دلوقت وفالحلقه تكملى ب أريحيه

 

*منذ سنوات *

ثم رحلوا ولم يبالوا بأنهم كانوا السبب في نزيف جرحي.. وتركوني في منتصف الطريق عصفورًا مكسور الجناح! 

ولكني لم أنتظر عودتهم لقد ضمدتُ جرحي بنفسي وأزهرتُ بخطاي وكأنني لم أنزف قط. 

فكرة شيطانية! 

هذا م أدعت نيفين حينما اخبرت اسراء بفكرتها كى تضغط على والد الاخيرة بالموافقه على زيجة إبنته والشاب التى تحبه الذى يدعى عدنان. 

_بُصى دا مخزن الزيت الل بابا بيخزن فيه حاجته، فيوم هنتفق فيه وهاخد المفتاح زى انهاردة كدا من ورا بابا وتيجى وييجى عدنان وتتصوروا ويتقدم عدنان ولما ميوافقش يطلع الصور ب انه هيفضحك لو مرضيش 

وباباكِ يوافق..ايه رأيك! 

 

شردت إسراء فى خوف وقالت بنبرة خائفه

_ممكن بابا يقتلنى بسبب الحركه دى ولا اتجوز عدنان ولا يحزنون

_لاء طبعا، مين هيحب يروح لعشماوى برجليه، هو هيزعقلك زعقتين على كام قلم وخلاص

وتبقى مع عدنان للأبد.. إيه رأيك!. 

عودة إلى الحاضر، اردفت قدس بلهفه

_وبعدين 

اكملت اسراء القصه ب ان بالفعل تمت الخطة ب أن تجلب نيڤين المفتاح دون علم والدها وان تخبر اسراء عدنان بتواجدها هناك وما ان يدلف تخبره عن الخطة ب اكملها. 

ولكن وقعت اسراء ضحية خبث نيفين التى تعشق عدنان حد النخاع وتراه كثيراً هو وقلبه على صديقتها اسراء ترى انه بالاحرى يحبها هى، فهى تعشقه منذ الصغر وتترك غصات قلبها تؤلمها حينما تستمع إلى قصة حبه الكبيرة مع اسراء وليس هى! 

فقد دسّت السّم برأس عدنان وأخبرته ب أن اسراء دائمة التواجد بهذا المخزن تقابل شباب عدة، وأن هو ليس وحده حبيبها فهى فتاة سيئة السمعة تخفى هذا خلف براءتها ونقاءها المزعوم.. 

 

ذهب عدنان والشياطين تتقافز فى وجهه، دلف إليها وما ان دلف حتى صفعها عدة صفعات وسبّها ب أقذع الشتائم ومن بعيد احضرت نيفين الكاميرا الفوتوغرافيه لدى شقيقتها وقامت بتصويرهم سوياً وخرجت مهرولة تنادى والدها وكأنها تفاجئت بوجودهما. 

فضيحه كبيرة، جعلت والد اسراء يحبسها لأعوام لاترى فيهم ضوء الشمس ومُنعت من الذهاب إلى مدرستها وتوقفت عند هذا الحد، حتى الطعام والشراب كان يدلف إليها من اسفل الباب دون أن ترى ضوء الشمس أو يراها أحد!

 

____________

الكاميرات تتحضر وتدور ، مهندس الديكور يضع لمساته الأخيرة على المكان.. 

تجلس قُدس تنظر لأوراق الإعداد، تجلس اسراء فى المقعد المقابل لها يتم تركيب لها مكبرات الصوت.. 

صوت المخرج ينادى إستعداداً للهواء.. تنظر قدس إلى الكاميرا وتقول ب إبتسامة مُشرقه

 

_مساء الخير، فى بحبرهن السرى.. بنلتقِ مع بطلة حكاية جديدة، بطلة القصة المرة دى قدرت تاخد حقها من الدنيا غصب عنها 

بطلة إتحدت ظروف ظلمتها، وإنهاردة عندى قصة منفردة من نوعها 

بطلة من بطلاتى قررت تاخد حقها بطريقتها الخاصة، قتلت صاحبة عمرها واخدت عقابها 25سنة سجن 

ومع ذلك مش ندمانه، إسراء ازيك

 

أومأت إسراء برأسها مُرحبه ف أردفت قدس

_أنا مبسوطه إنك معايا هنا دلوقت

سكتت إسراء لبرهه وقالت بنبرة تحمل الكثير من الأسي

_طبعاً لازم تكونى مبسوطه، بيا وب الل حكاياتهم زيي بتطلعى ترند كل إسبوع

 

تبسمت قُدس وقالت بثقه

_ممكن عشان الل بتقوليه دا، وممكن كمان عشان اعرف ليه عملتِ كدا

_عشان كانت تستاهل

_وشايفه انك تستاهلى عقابك

_انا ميفرقش معايا العقاب طالما خدت حقى

_وإفرض كنتِ خدتِ إعـ.. ـدام، كان هيبقى إيه شعورك ووانتِ خلاص على حافة الموت

_مش مهم شعورى، المهم انى أخيراً حسيت ب إنتصار عليها

_قلبك موجعكيش وانتِ بتعملى فيها كدا؟

 

ضحكت إسراء بهيستريا وقالت بنبرات يختلجها الضحك

_وهى قلبها موجعهاش على عشرة 15 سنة ضيعتهم! أنا خدت حقى ومش ندمانه ولو رجع بيا الزمن هعمله تانى

 

_لو رجع بيكِ الزمن هتعمليها تانى ويضيع من عمرك 25سنه!

_انتِ عاوزة توصلى لأيه

 

انقضت قُدس للإمام وقالت وكأنها قامت بحصارها فى خانة اليك

_إزاى هانت عليكِ صاحبة عمرك

تبسمت إسراء وقالت وهى تحكّ بذقنها علامة على إنتصارها الذى تفتخر به

_هرجع واقولك نفس الكلام، عشان كانت تستاهل!

 

_طب م تقوليلى بالظبط هى عملت إيه.. 

بدأت تروى إسراء حكايتها المؤلمة، وصلنا إلى حبسها بالمنزل والمرض النفسي الذى إحتلها وجعلها تفقد النطق، حتى رق والدها لحالها وبدء فى تخفيف العقاب عليها. 

كان على الطرف الآخر من النهر، قد تزوجت نيڤين من عدنان،اكملت خطتها ب أنها الفتاة التى تحبه فى صمت منذ سنوات لأجل عِشقه لصديقتها، هى الفتاة التى حافظت على قلبها ونفسها من أجله، فظفر هو بها وصنع حفل زفاف قد حضره كل اهل بلدتهم وظلّ يتحدثون به لأيام ، وهذا م أحدث شرخاً كبيراً بقلب إسراء! 

وكأن المصائب لاتأتى فُرادا، تم حبسها وتشويه سُمعتها بالباطل وتزوج حبيبها من الأفعى صديقتها وتعامل معاملة المنبوذين ويبقى سؤالها، الا يوجد سوى صديقة طفولتها وشبابها أن يتزوجها؟! 

زاعماً انه تزوج العفيفه وترك سيئه السُمعة.. 

كانت تأتى عمة إسراء لتصطحبها خارجاً فى بعض الأوقات كى تتحسن نفسيتها وتنفك عقدة لسانها! 

مضى الكثير من الوقت، ظن الجميع ان الجُرح قد إلتئم! 

قلبها معقُودٌ به، ككُل الأشياء القديمة، الصغيرة، الثمينة في عيناهاّ المسكينتَين على اتساعِهما، التي لا تساوي كثيرًا في عُرفِ الباقين..حُب طفولتها وشبابها فكيف السبيل إلى النسيان! 

 

توقفت قُدس إلى هذا الحد المشوق من القصة على وعد ب إكمالها الحلقة القادمة.. 

_______

أصبحت مريم جسداً بلا روح، كخيوط متشابكة معقوده بعقده كبيرة! وخلف علامة إلإستفهام يجلس إسلام لايعرف مابها؟ 

دعاها للذهاب إلى السينما يستمتعون بمشاهدة فيلم ويتناولون الذرة المقرمشه والمياة الغازية. 

فعلت مريم هذا كجماد، وكأنها آله عليه هو تحريكها، أصبح هذا الأمر يُرهقه كثيراً، وما ان انتهى الفيلم واستقلا السيارة ليردف لها إسلام ب نفاذ صبر

_مريم فيه إيه، بقالك فترة كدا وانا بصراحه بقول يمكن الولاد تاعبينها يمكن انا قصرت فحاجه.. 

 

نظرت مريم إلى نافذه السيارة وأردفت بهدوء يسبق العاصفه

_مفيش حاجه يا إسلام 

_يعنى إيه مفيش انتِ متغيرة معايا جدا ومع الولاد ومن اقل حاجه بتتعصبي فيه إيه 

 

أدارت رأسها له وقالت وهى تشخص بصرها على عيناه من الداخل

_هو مش احنا عازمين قاسم بكرة عالغدا

_ايوة

_يبقى بكرة هتعرف يا إسلام 

هدر بها قائلاً بنفاذ صبر

_هو إيه علاقة قاسم بيا وبالل بقوله فيه ايه ي مريم

_انا عاوزة اتطلق ي إسلام 

 

ضيق إسلام عيناه ف إستفهام قائلاً 

_إيه!! 

إنتظروا الفصل القادم 

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

972 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع