هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ترامب و الحل النهائي
  • بلطجه القوة،، كبسولة 
  • هل يبيعوها….كما باعها أجدادهم 
  • لسنا ناقصات
  • فذلكة الملحدين
  • الزوجة .. إختاري من تكونين
  • طش يا بابا
  • ايهاب نافع لم يكن طيار الرئيس !
  • مع الأيام نتعلم
  • بالحق أقول مرارة الحياة بسيناء وأزمّة الضمير 
  • درسي ترامب
  • ردود الأفعال!
  • اليوم العالمي للذين لمسهم السرطان
  • تدي حب
  • تغريد الكروان: الرحيل
  • رساله مفتوحه للشعب الفلسطيني
  • معرض الكتاب جميل هذا العام
  • أبو الأجيال
  • عيد ميلادي
  • البراقع
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. عكس عقارب الساعة - الفصل (9)

ويظلُّ إسمك عاديًّا، حتى ينطقه من تُحب..!

_قبلت زواج موكلتك البكر الرشيد صافي محمد سليمان على سُنة الله ورسوله وعلى الصداق المُسمى بيننا وعلى مذهب الإمام إبي حنيفة النعمان وصل اللهم وسلم تسليما كثيرا ً.

رفع المأذون يده يهتف بالمباركات، تبسم رُحيم ذو العينان الكحيلتان إلى زوجته وحبيبة روحه صافي!

بعد الكثير من النقاشات والمعارك والإهانات، محاولات ومحاولات ومحاولات.. من يحب بصدق لايمل أبداً..

تطرق رُحيم إلى هذا الحل، ان يسألا دار الإفتاء عن صحة الزواج ان قامت صافي ب جلب وليّ لها خارج عائلتها بسبب رفضهم الشديد الغير مقنع للموضوع.

وأجازت دار الإفتاء جلب وليّ ذو خبرة وعمر وقامة بل وعينت لها ولياً قام بتزويجها إلى رُحيم.

عائلة رُحيم كانوا يعلمون ب أمر الزيجة، رغم موافقتهم الضمنية لم يتدخلون بشكل مباشر خوفاً من بطش عائلة صافي، فهم عائلة لها شأنها في بلدتها ويحتسبون لهم من في البلد الف حساب.

لم يتزوج رُحيم في شقته بمنزل العائلة حتى لايلحق بهم الضرر عندما يعلمون عائلة صافي غيابها ويقرأون الخطاب الذي تركته لهم. 

قام بتأجير غرفة ب فندق متوسط الحال بعيد عن البلدة نسبياً يقضون بها أولى أيام زواجهم ومن ثم سينتقل رحيم وصافي للعيش بشقة إيجار جديد بالمحافظة التابعة لها بلدتهم للابتعاد تماماً عن عائلة صافي وايضاً بالقرب من عمل رُحيم ك معلم لغة عربية ب إحدى مدارس المحافظة للفتيات بالمرحلة الإعدادية. 

كانت أفضل أيام مرت عليهما، كانت أيام تشبه الحلم من جمالها.. لم يكونا يعلما أنها آخر أيام لهم بالدنيا وسيفارقانها قريباً وينتهي الحلم! 

بعد علم عائلة صافي بهروبها مع حبيبها رُحيم، وقرارها ب أنها ستتزوجه بمفردها وكأنها تخبرهم انهم ليس لهم سلطة عليها، جعل هذا الدماء تغلي بعروقهم.. بيد أنهم بالصعيد وهذا الأمر جلل بالنسبة لهم، بل وأيضاً مخالفتها لعُرفهم ك عائلات هوارة وخروجها عن طوعهم وإفتضاح أمرها بالبلدة مما جعل صورتهم تهتز أمام جميع من بالبلدة. 

سرعان ما ذهب اشقاء صافي ووالدها وأعمامها إلى منزل عائلة رحيم وقاموا بتكسير الأبواب وطلق الأعيرة النارية في الهواء مما افزع كل من بالداخل. 

تشابك العائلتان معاً اصبحت معركة كبيرة والنتيجة قاتل ومقتول! 

تأكد كل من كان بعائلة صافي ب ان عائلة رحيم لا يعلمون أين هم واين فرا خارج البلدة، ولكنهم اعلموهم درساً لن ينسوه بعدما وقع منهم الكثير من المصابين إثر الاشتباك دون إراقة دماء حفاظاً على عدم فتح بحر دماء بين العائلتين وفتح باب للثأر لا نهاية له. 

كانت عائلة صافي عندهم أمل أن يقوموا بإرجاع إبنتهم دون أن يقع المحظور وهو زواجها من ذاك _الفلاح_كما يزعمون أي الذي ليس له أصل عريق! 

وبعد كثير من التحريات، وكثير من المراقبة هنا وهناك.. وايضاً الكثير من رجال عائلة صافي يحتلون مراكز بوزارة الداخلية هذا ماجعلهم توصلوا إلى مكان رحيم وصافي بسرعة وسهولة. 

دق احد اشقاء صافي الباب، كانت صافي بمفردها بالداخل تنتظر عودة زوجها رحيم من العمل وتعد له الطعام اللذيذ. 

حينما طُرق الباب اهتز قلب صافي، نبض نبضات خاطفة خائفة من شئ ما، تقدمت نحو الباب وعقلها يأمرها بعدم الاستجابة للطارق، تذكرت تعليمات رحيم ان مهما دق جرس الباب لا تفتح ولا تجيب حتى يأتي خوفاً من أن يأتي احداً من عائلتها باحثاً عنها، هو يعلم انه صنع كل مافي وسعه كي يؤمن المكان الذي سيقطنان به، اختاره بعناية بعيداً جدا ونائي و ب بناية سكنية حديثة لا يوجد بها الكثير من الجيران. 

ولكنه من الواضح انه كان غافلاً عن مدى جبروت عائلة زوجته. 

ظل شقيق صافي يطرق الباب ولكن دون جدوى، وقفت صافي خلف الباب تنتظر بخوف.. قلبها حدثها ان الطارق هذا لا ينتوي الخير ابداً. 

توقف طرق الباب لدقيقتان، إطمأنت ف شرعت في الدخول ثانية إلى المطبخ لتجدهم قد دفعوا الباب مرة واحدة ب أجسامهم ليفتح الباب على مصرعيه وتفاجئ ب اشقائها أمامها! 

هرعت إلى الداخل تفر منهم ولكن هيهات، طالتها يد أحدهم جذباً من شعرها فوقعت على الأرض بجسدها ليكمل شقيقها قاسِ القلب سحل لجسدها على الأرض وهو يجذب شعرها بقوة. 

صرخت.. صرخت كثيراً ولكن هيهات! لا أحد بالبناية يسكن غيرهم، فالبناية جديدة مازالت. 

امسكوها وأوسعوها ضرباً بقوة، نزفت الدماء من وجهها وأسنانها، ان سمع تأوهاتها وتوسلاتها لهم كافراً كان رق قلبه لها ولكنهم قد نزعوا من قلوبهم الرحمة والشفقة. 

 

_أبوس إيديكم، أبوس إيديكم انا معملتش شى غلط، إتچوزته على سُنة الله ورسوله ياخوي

أمسكها احد اشقائها ورفع وجهها له جاذباً شعرها وهو يهدر بها

_معملتيش شى غلط! عملتي الل عاوزاه يابت ابوي ومعملتيش شي غلط؟ لبستينا الطُرح ووقعتي الشنبات وخالفتي العُرف وتقولي حرام عليكم!

_أبوس إيدك يا أخوي، ارحمني والله رحيم زين والله راجل زي الفل ومستعد يفديني بروحه

 

ضحك شقيقها الآخر ساخراً وقال لها بنبرة تحدٍ

_ماهو احنا هنعرف دلوك هيفديكِ بروحه ولا لاه

 لا صعب في الحياة غير الخطوة الأولى ,فإذا خطاها المرء هان عليه ما بعدها..!!

كان قد حان وقت الإنصراف بالمدرسة، استعد رحيم ليحمل اشياؤه وينصرف متجهاً نحو محل الحلوى الشرقية والمخبوزات يشتري _البسبوسة_التي تعشقها صافي، الأمر الذي اعتاد عليه كل يوم بعد انتهاء عمله.. يذهب إلى محل الحلوى يشتري شئ من الحلويات والمخبوزات الشرقية لأجل عيون زوجته المصون.

ابتسم له صاحب المحل الذي اعتاد رؤيته مراراً في الفترة الأخيرة، ترجل خارج المحل واستقل إحدى سيارات الأجرة.

أثر شروده بالسيارة، تعجب كون صافي لم تتصل منذ اكثر من ثلاث ساعات!

هي لم تفعلها منذ أن تمت زيجتهم، فهي تعشقه حد الجنون الأمر الذي يجعلها تهاتفه بين الحين والآخر خاصة أنها لا تعتاد الجلوس بمفردها كثيراً وتشتاق إليه كثيراً وكثيراً.

اخرج هاتفه واتصل بها وانتظر الرد، على الناحية الأخرى كان يرن الهاتف على الطاولة فنظرت صافي ناحيته إثر تكبيل يديها ووجهها ملطخ بالدماء والدموع وشعرها يشكل هالة فوضويه حول وجهها، ترجل أحد اقاربها وتناول الهاتف فقرأ إسم رحيم والذي دونته "روحاً لروحي"

سخر من المسمى وظل يتغنى به ويضحك كل من يقف من اقاربها واشقاؤها، حتى ناوله لشقيقها الأكبر ف أجاب الإتصال

_ايوة يارحيم باشا!

ارتسم الذعر على وجه رحيم حينما ميّز صاحب الصوت وأردف

_مين؟!

_معقول مش عارف مين عيكلمك؟!

اجفل جسده، تعرقت جبهته ف اخرج منديله ومسح وجهه واردف متلعثماً

_عرفتوا مكاننا منين؟! انتو... انتو عاوزين إيه؟!

_مش بردك يا استاذ اللغة العربية من الأصول منسرقش حاچة من غير م نستأذن من أصحابها؟

_أنا مسرقتش!! أنا اتچوزت على سُنة الله ورسوله.. معملتش حاجه غلط

_والل معملش شي غلط دا، بيستخبى زي الفيران ليه وخايف؟!

تهدجت انفاس رحيم ف باغته شقيقها قائلاً

_لو لسه بتخاف عليها، تعالى افديها بروحك يا فلاح يا ولد الفلاح!

صرخت صافي بصوت عالي وأردفت تستغيث بزوجها قائلة

_متجيش يا رحيم... متجيييش

_صااافي... صافي، الو.. قسماً بالله لو مسيتوا منها شعره مش هتكفيني عيلتكم كلها!

ضحك شقيق صافي واردف بسخرية

_اتكلم على كدك، متتأخرش هاه

 

اغلق المكالمة في وجه رحيم ونظر إلى شقيقته التي كانت تنظر له نظرات تحمل الغل والحقد والكراهية.

وعلى وجه السرعة كانت قدمي رحيم تطأ ارض شقته وهو يلهث من هول سرعته وهو يجري ليلحق بزوجته من شر بطش عائلتها.

دلف وجدها على حالتها هذه، في خطوتين كان يحتضنها بقوة ويصرخ في وجههم قائلاً

_كيف تعملوا فيها كديتي؟ كيف هانت عليكم بتكم؟

_هُننا عليها قبل ماتهون علينا

 

رفعت صافي وجهها لهم وتحدثت بوهن بالغ

_مش انا بس الل هُنت عليهم، ولدك كمان هان عليهم!

هنا تفاجئ رحيم ورجال عائلة صافي ب انها حُبلى!! بعد مرور خمسة وثلاثون يوم على زواجهم قد أتت البشرى إليها في صباح اليوم حينما قامت بفعل اختبار الحمل وكانت النتيجة إيجابية.

هنا صُعق رحيم حينما وجد ان ليس وجهها فقط هو ما تلطخ بالدماء، ملابسها ايضاً بها بقع دماء واسعة من اسفل ظهرها!

هُنا علم رحيم انه فقد طفله قبل أن تدب به الروح! انهار واخذ يضرب شقيقها الأكبر فتشابك معه ف اخذا يضربا بعضهم البعض وقام باقِ رجال عائلتها بالاشتباك مع شقيق صافي ضد رحيم، وصافي المكبلة تصرخ وتصرخ من بين دموعها وبكائها المتواصل.

بالطبع القوة تنتصر على الشجاعة، ابرحوه أرضاً فسقط رحيم بعدما خارت قواه من شدة الضرب، نظر لهم بين إعياء ومحاولة إستعادة وعي ونظر إلى صافي التي جثت ارضاً بجانبه برغم نزيفها وتكبيلها تصرخ محاولة إفاقته، اخرج شقيقها سلاحه الناري واشهره في وجههم ووقبل ان يطلق النيران عليهما، اخفض السلاح شقيقها الاصغر ممسكاً بسكيناً طعنها عدة طعنات حتى يتم قتلها وقتل طفلها بيدهم، وطعنه هو في قلبه عدة طعنات وكلما اغرس النصل كلما هبطت عبرة من عبرات رحيم مع تأوه يلين له الجبال.. انتهت قصة رحيم وصافي!

_دفنوا صافي هي والل باقي من دم إبني وأكرموها، بنتهم برضو.. قالوا انها ماتت بسبب طلقة طلعت من غير قصد لما كان اخوها بينضف سلاحه، ايديهم طايلة وعرفوا يلموا الحكاية من غير شوشرة

 

نظرت إلى روح رحيم وقلبي ممزق نصفين من الحزن عليهما، شعرت بوخز في قلبي وهو يروي لي قصتهم، قصة العاشقان الذي كُتب عليهما الفراق مثل ما حدث معي انا وإياد، اردفت له في خفوت

_وبعدين

_أنا بقى، خدوا جثتي ورموني فالنيل.. ولحد الآن محدش لقى جثتي

_عشان كدا ملامحك ممسوحة؟!

اومأ لي برأسه ايجاباً، ف اردفت روح صافي

_انت افتكرت لما نايا حكتلك الل شافته عن حكايتنا؟

_أيوة، افتكرت كل حاجة كأنه قصادي

صمتا ف دار ب رأسه ناحيتي متسائلاً

_هتعرفي تاخدي بحقنا؟

للمرة الثانية اشعر بالعجز هكذا بعد شعوري بالعجز والخزيان في المرة الأولى ناحية أياد وحادثته!

أومأت له برأسي نافية، واردفت بصوت يتقاطر خزياً

_مش هعرف.. مش هقدر، ناس بالجبروت دا وعرفوا إزاي يألفوا حكاية تعدي عالناس والبوليس

أنا.. نايا! هعرف اقف قصادهم واجيب حقكم!

_يعني انا هفضل ضايع كدا يا نايا وجثتي تدوب فالنيل؟ حتى مش هرتاح في تربة يانايا؟!

_وأنا ف أيدي ايه اعمله؟!

قلتها هادرة في وجهه ونهضت منزعجة من الأمر برمته، لا أعلم أين وجهتي القادمة؟ ماذا سأفعل؟

أكثر المرات التي شعرت بأنني أريد بالفعل ان اقوم ب إرجاع حق روحان مظلومتان خاصة لأن قلبي يرق كثيراً لحالهم ولطريقة الغدر التي تم غدرهم بها.

_أرجوكِ يا نايا اعملي حاجة.. أرجوكِ

_____

_كُنتِ فين يا إيمان؟!

قالتها والدة إيمان إثر دخول ايمان المنزل ومنه إلى غرفتها دون اكتراث، ف اوقفتها امها ممسكة بذراعها بقوة قائلة

_أقفي هنا ردي عليا

_إيه ياماما؟

_إيه إيه؟ كُنتِ فين إنهاردة اجازة المكتب عندك

_كُنت عند نايا، استغليت الاجازة وروحتلها

_وليه مقولتيش لعمر؟ كان عالاقل عرف انك عند قريبته ومكانش قلق القلق دا كله

 

اجفل جسدها حينما سمعت اسم عمر ف إلتفتت ناحية والدتها قائلة بتساؤل

_عمر! ليه هو عمر كلمك؟

_ايوة، بيقوللي موبايلك مقفول من الصبح وقلق

_وقولتيله ايه ياماما، اوعي تكوني قولتيله إني عند نايا؟!

تعجبت الأم وأردفت لها

_وانا عرفت انك عند نايا غير دلوقت! هقوله إزاي

تداركت إيمان سوء فهمها كعهدها في الآونة الأخيرة، ف ابتسمت ابتسامة بسيطة وأردفت إلى والدتها

_اومال قولتيله إيه؟

_قولتله معرفش ولما تيجي هخليها تكلمك

 

زفرت ايمان ب ارتياح وشرعت في الدخول إلى غرفتها فتبعتها والدتها قائلة

_إنتِ ليه مش عاوزة عمر يعرف إنك عند نايا؟

تلجلجت إيمان، من الواضح أن الأمور بدأت تتشابك حول هذا الموضوع الشائك وفي كل مرة تخرج من خانة اليك بكذبة، بمرونة عقلها اردفت

_عادي ياماما، هو مش حابب ان ارهق نايا ف اسئلتي عن احوالها وكدا، هو ميعرفش اني بكتب جزء تاني للرواية واني محتاجة لكل كلمة هتقولهالي نايا

ضيقت الأم حدقتيها وقالت لها متسائلة

_إنتِ لسه بتاخدي كلام نايا وبتكتبي بيه روايتك يا إيمان؟!

_انا خلصت الجزء الأول وحالياً بحضر فالتاني

_ونايا وعمر يعرفوا؟!

تلعثمت إيمان وإزدرت ريقها قائلة

_يعرفوا إيه؟

_انتِ فاهمة سؤالي كويس

_ماما.. حضرتك عاوزة تقولي إيه؟

_عاوزة اقولك اني من الأول مش موافقة انك تاخدي قصة وتجربة لواحدة لاحول لها ولاقوة مادة لشهرتك وذياع صيتك يا بنتي، احنا مش بنبني احلامنا فوق جروح غيرنا

وأكيد هي مازالت متعرفش.. والل انا حساه كمان دلوقت، ان عمر كمان مش عارف

 

عضت ايمان على شفتها السفلية بشدة، لن يفيد الكذب بعد ذلك، لابد من أخبار احداً بالحقيقة على الأقل والدتها حتى تدلها بالذي عليها فعله قبل أن تخسر عمر.. إلى الأبد.

قصت إيمان كل شئ على مسامع والدتها، كيف كذبت بشأن صداقتها هي ونايا عن طريق عمر لأنها احدى اقاربه، هي فقط علمت قصتها منه.. جذبها احداث ما سمعت، طرأت في بالها فكرة.. لما لاتأخذها مادة لرواية جديدة، الماوراء الطبيعة يجذب كثير من القراء وله قاعدة عريضة.

ببعض الذكاء منها علمت مكان المصحة، وعندما طلبت رؤية نايا أول مرة رفضت نايا ولكن إيمان كان لها مخطط ذكي فقد اخبرتهم يخبروها أنها كاتبة وقد علمت ببعض رتوش من مرضها من طبيبها النفسي لأن هذا سر مهنته وعلى وجه السرعة توجهت للتعرف عليها وعلمت قصتها ب أكملها منها، وهنا خدعت إيمان نايا حينما اخبرتها أنها لن تنشر هذه القصة، فقد رق قلبها لحال نايا ولن تجعل لعنتها هذه مادة للقراءة والمشاع دون الشعور بما عانته صاحبة القصة.

كانت كاذبة في وعدها، بل وكاذبة على أمها وحبيبها.. حتى نايا التي صدقتها كصديقة ودودة تصدقها وتحتضنها ولاتريد منها شئ سوى سماعها فقط.

اضافت ايضاً ان عمر لايعلم من الأساس تواصلها ب نايا ولا يعلم ماهية الرواية الجديدة كما عهد منها ان تقص عليه ما تدونه أول ب أول. 

كانت علامات المفاجأة على وجه والدة إيمان تخبرها بهول ما فعلت وهول الاكاذيب التي كذبتها أيمان حتى صنعت مدينة كاملة من الكذب تحركهم فيها ب أمرها كما يحلو لها.

_إنتِ إيه يابنتي!! إيه الجبروت دا؟! مفيش اي شئ شيفاه إلا نفسك؟!

نفسك وطموحك وبس؟ والبنت الغلبانة الل وثقت فيكِ وافتكرت إنك الوحيدة الل مصدقاها ومصدقة حكايتها وبتحكيلك وتفضفضلك وهي متعرفش انك مخبية ورا ضهرك سكينه هتغرسيها فقلبها بمجرد م روايتك تتنشر!!

وعمر؟ صاحبك وحبيبك من سنين، مع بعض عالحلوة والمرة.. الراجل الل اختارتيه واختارك عشان يكمل بيكِ حياته وفي خطواته يخطبك.. تخدعيه كدا؟ تكدبي علينا كلنا عشان هدفك وبس!

كلمات والدتها وقعت على قلب ايمان كالرصاص، هي تعلم تلك الحقيقة لكنها لاتريد مواجهتها ابداً.

ظلت تردد والدتها كلمات اقسى من الحجارة حتى صرخت إيمان بعدما كظمت غيظها بالفعل ولم تعد تحتمل

_كفاية بقا ياماما!! محصلش حاجة.. مجرد قصة، محدش يعرف مين نايا ولا عايشة فين

القارئ هيقرا وينبسط ويكتب ريفيو يعليني فمكانتي فالوسط الأدبي، محدش مهتم يعرف قصة حقيقية ولالاء لأن اصلاً هي قصة متتصدقش!

محدش بيحصل معاه كدا فالدنيا، ونايا حالة فردية نادرة جداً.. وعمر أكيد لما يعرف ان كل هدفي هو نجاحي فشغلي ومكنتش اقصد اشهر ب نايا ولا اكذب عليه اكيد هيصدقني..

 

إزدرت ريقها واكملت

_اه.. ممكن نتخانق، بس هتعدي.. عمر مش هيقدر يستغنى عني عشان حوار تافه زي دا

_انت شايفه انك تشهري ببنت خاله واسمها وعيلتها حوار تافه؟

 

لم تجيب ايمان، فتابعت والدتها

_أنا من الأول كنت حاسة ان قصة نايا وانك تكتبيها دي.. مش هتعدي على خير

مش بعيد اهلها يرفعوا عليكِ قضية تشهير بمجرد نزول الرواية.. مش كدا يا سيادة المحامية؟ ولا عشان عاوزة يعلى نجمك في سماء الأدب نسيتِ انك فالاصل بتدربي عشان تكوني محامية شاطرة.. عندها ذمة وضمير!

 

قذفت الأم بقنابلها في وجه ايمان وذهبت دون انتظار رد، بالفعل ضاقت الحلقة على رقبة ايمان.. مافعلته جُرم تستحق العقاب عليه حتماً.

لم تسنح إيمان لسيطرة الأفكار السلبية عليها، نفضت عنها الأفكار واخذت تبدل ثيابها تشرع في الانشغال بقضية ما تخص المكتب التابعة له حتى لا تترك نفسها للفكر السئ واحتمالات حدوث مشكلات.

 

_________

 وبعد مرور عدة أيام.

كانت تجلس إيمان في المقهى المعتاد الذي تجلس فيه مع عمر تحتسي شيئاً ويتحدثا سوياً وينصرفا سوياً، ولكن هذه المرة كانت بمفردها تختلي بحاسوبها وتقوم بكتابة آخر ما توصلت إليه من قصة نايا حتى وجدت من يقوم بتغطية عيناها بكفيه فجأة

_بتعملي إيه؟!

جفل جسدها حينما سمعت صوته، فسرعان ما اغلقت الحاسوب وقالت

_اخص عليك ياعمر خضتني!

قام ب اعادة الجملة ساخراً وهو يضحك واردف

_بتعملي إيه بقا وسيباني حتى متصلتيش بيا

 

تلجلجت وقالت

_عادي.. انت عرفت ازاي ان انا هنا

_روحتلك المكتب وقالولي اكيد انك هنا

ابتسمت متعجبة وأردفت

_روحتلي المكتب؟ ليه فيه حاجه

امال برأسه واردف لها بطريقة مداعبة إياها

_مانا بكلم حضرتك مش بتردي، فقررت اروح المكتب مع ان مكنتش عايز قالولي انك هنا

 

ارتبكت ونظرت في هاتفها فوجدته حقاً قد هاتفها ولكنها لم تجيب او تسمع فقالت له

_معمول عالسايلنت ونسيت افتحه

_كويس عشان كنت عاوز اشوفك

 

ابتسمت بريبة وقالت

_خير؟

وجدت هاتفها يضئ فنظرت إليه وجدت المتصل نايا، نهضت واقفه فجأة وقالت له

_هرد عالفون ورجعالك

 

اندهش عمر من نهوضها فجأة فور رؤيتها اسم المتصل! زم شفتيه وقام بفتح حاسوبها كي يرى ماذا كانت تفعل قبل مجئيه يجعلها تعلق صوت الهاتف ولا تجيب أحداً.

وجد الحاسوب مفتوح على برنامج _Word_ ومدون اسم الملف "رواية نايا قلباً يجمع بين الحب والخوف الجزء الثاني"

عقد حاجبيه مع اتساع حدقتيه وقام بقراءة النص المكتوب لتقع عليه الصدمة مدوية!

 

____

نوفيلا

#عكس_عقارب_الساعة

#نورإسماعيل

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

561 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع