هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ترامب و الحل النهائي
  • بلطجه القوة،، كبسولة 
  • هل يبيعوها….كما باعها أجدادهم 
  • لسنا ناقصات
  • فذلكة الملحدين
  • الزوجة .. إختاري من تكونين
  • طش يا بابا
  • ايهاب نافع لم يكن طيار الرئيس !
  • مع الأيام نتعلم
  • بالحق أقول مرارة الحياة بسيناء وأزمّة الضمير 
  • درسي ترامب
  • ردود الأفعال!
  • اليوم العالمي للذين لمسهم السرطان
  • تدي حب
  • تغريد الكروان: الرحيل
  • رساله مفتوحه للشعب الفلسطيني
  • معرض الكتاب جميل هذا العام
  • أبو الأجيال
  • عيد ميلادي
  • البراقع
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. شمس ديسمبر "3"

 

كلمة "مفتاح جهنم" جعلتني اتشبث ب إستعارته أكثر، أدخلت على عقلي الفضول أن اعرف أكثر عن العالم الآخر هذا لأني ولدت لا أهاب شيئاً.. يقولون قلبي قاسٍ ونادراً إن لان قليلاً. 

اعطاني إياه حامد وأردف لي مشيراً إلى الكتاب بحرص 

_بس خللي بالك فيه آيات قرآنية معينة لازم تقراها قبل م تبدء قراية فالكتاب ده 

تعجبت فسألته لماذا؟ أجابني بهذه الاجابة الغير منطقية

_ الكتاب له حراس، عشان تبقى فحالك وهما فحالهم وتقراها عادى وميحصلش ليك حاجة

ولا أذيه منهم

ارتعب شادي كونه خائفاً معظم الوقت من أي شئ ومن كل شئ، ف اردفت بدوري

_بلاش كلام هجص يا حامد، يأذونى ايه؟ مفيش حاجة بتحصل للبنى آدم غير لما ربنا يكون كاتبها

غير كده بيبقى كلام مش منطقى

هز حامد رأسه لي بلامبالاه وأردف

_انا قولتلك ..ولما هديهولك هديك الآيات دى عشان تقراها وابقى كده عملت الى عليا معاك

=-=-=-=-

كانت تترجل سيدة حسناء المظهر، في بداية العقد الثالث حاملة صينية عليها صحن من المربى والجبن وفنجان قهوة وقطعة خبز صغيرة. 

فتحت الباب وإذ بالطبيب ايمن يراها ويبتسم ويفسح الطريق إلى ماتحمله كي تضعه على المنضدة بجانبه. 

جلست هالة زوجة مقابل زوجها أيمن وهو يتصفح كتبه ومراجعه كالعادة وأردفت له 

_إزاى حالة مش عارف تفهمها ياايمن ؟ أومال مين الل هيفهم فيها

أومأ ايمن برأسه حائراً وأردف مواجهاً لزوجته في الجلسة 

_مش عارف، هو فحالة اكتئاب ودرجه قاسية كمان

ممكن يكون وصل لأقصى مراحل الاكتئاب، بس الل محيرنى مش عشان هو مش عايز يتعاون معايا

أومأت هالة برأسها مستفهمة ف أكمل هو

_ المشكلة دى أنا اتعرضتلها مع معظم المرضى الل بعالجهم ، بيرفضو فالاول التعاون معايا

وبيرفضونى بشده، وبيستجيبو بصعوبة وببقى عارف انى هنجح وياهم

بس امير ده غريب بجد .. فيه حلقه مفقودة فحياتة، لا اهلة وصلوها أو عارفينهاولا هو عايز يتكلم معايا

_ طيب ايه تحليلك للحلقة المفقودة دى ؟ 

_ بصى ياستى .. بنت خالته ووالدته هما الى استدعونى لحالته

حكولى كل حاجة عنه، ولد محترم .. وكويس ومحبوب جدآ، بيحاول يثبت نفسه بأى شكل، بس معرفونيش ان ممكن تكون حالة الاكتئاب الفظيعه الى عنده دى بسبب بنت !!

شردت هالة وقالت وهي تفكر 

_يمكن ميعرفوش بعلاقته بيها

 

نهض أيمن يترجل في الغرفة وهو يفكر بصوت عالِ

_ماهو بالعقل ،، إزاى الناس الل عايش معاهم ووالدته الل هتموت من القلق عليه متعرفش إبنها إذا كان مرتبط ولالا

_ وممكن متكونش البنت دى هى السبب ي ايا ايمن 

_ انا متأكد من ان السبب بنت، وفيه حاجة كمان عن الولد ده مهمة جدآ بردو أهله متكلموش عنها

إنه بيكتب روايات !!

قالت هالة وهي تفكر معه 

_ مش يمكن يكونوا أهله السبب فتعبه النفسى مش البنت الل بيحبها ولا حاجة

شرد ايمن يفكر، نادراً ماينجذب أيمن لأي حالة من حالاته.. يجذبه غموض أمير 

.. إستسلامه لإكتئابه هكذا، يتعجب من كونه مؤلفاً موهوباً ويقع فريسة أحزانه نتيجة فشل قصة حب! 

الأمر أكبر من هذا، وحتماً ايمن سيصل إلى الحلقة المفقودة. 

-=-=-=-=-

_انت يابنى خف سرحان وخليك فشغلك

إنتبه شادي لصوت مديره حينما تحدث إليه بلهجة آمره اثناء تأدية عمله، فهو يعمل طباخ ب إحدى مطاعم الوجبات السريعة، تنهد شادي وعيناه معلقتان على باب المكتبة المقابلة للمطعم وتذكر شيئاً 

*عودة إلى الماضي*

_حبيبى يا شادي انت صاحبى اكتر من حامد تصدق 

قالها أمير ممازحاً إياه ف أنفرجت أسارير شادي قائلاً

_ ياعم عدو الجمايل، اهم حاجة هى تيجى فالشيفت بتاع بليل زى م قولتلك

ابتسمت فريدة وهي تقف بجانب أمير مردفة 

_ربنا يخليك ياشادى انا مش عارفه اشكرك ازاى، بجد كنت فقدت الأمل إني الاقى شغل

أمسك أمير بيد فريدة بحب واردف ينظر إلى عيناها 

_يا بنتى أنا قولتلك هلاقيلك ومتشليش هم، طول مانتِ مع أمير متشليش هم صح ولالا

ضحكت فريدة في خفوت وأشارت له بعيناه أن ينتبه بوجود شادي، فتصنع شادي الانشغال كي ينصرف ويتركهم بمفردهم 

_ اه !

جرح شادي يده أثناء تقطيعه للبصل إثر شروده بالذكرى التي أقتحمت رأسه، نفض يده وذخب ليغسلها تحت الصنبور ويكمل م بدأه كي ينتهي نهار عمله على خير. 

-=-=-=-

فتحت فريدة عيناها لتجد نفسها بغرفتها ككل يوم! 

لاتعلم لماذا أصبحت خامله هكذا، تغفو طيلة النهار وتستيقظ ليلاً، لاتعرف ما الذي أبدل حالها هكذا 

لاتذهب إلى عملها ولا تنظف المنزل ولا تشتري مشترياتهم ولا تتصل بها والدتها حتى! 

تذكرت ماحدث بالأمس من جلبة بالخارج دامت لدقائق ومن ثم هدأت، حاولت أن تتناسى الأمر كي لاتنزعج وتخاف وتستقر برأسها فكرة وجود شئ غامض بالمنزل. 

نهضت، حاولت أن تبدل ثيابها ولكنها لم تجدهم! اللعنة.. هل أخذتهم والدتها أيضاً كي تجبرها على ترك المنزل! 

زمتت بشفتيها ونزلت منصرفه شرعت بالتوجه إلى مكان عملها، المكتبة. 

بحثت عن المفتاح ولم تجده، مشطت المكان ولم تجده، ف تمتمت في نفسها ان تذهب إلى هناك وتطلب من صاحب المكتبة نسخة مفاتيح أخرى. 

وصلت إلى هناك لتجد فتاة جديدة تعمل، تعجبت وتثبتت مكانها وهي تتحدث في نفسها 

_هو انا عشان غيبت كام يوم يرفدوني ويجيبوا واحدة جديدة؟ 

شعرت بالضيق، وانصرفت لاتعلم إلى أين.. حتى هداها عقلها أن تذهب إلى دعاء صديقتها، فهما ترعرعا معاً منذ الصغر 

اينعم بينهم مشاحنات من قديم الأزل، دعاء تغار من فريدة لجمالها وحُسنها الفاتن، وفريدة تغار من دعاء لأنها تنعم بعائلة تغمرها بالثقة والحنان وبحالة اجتماعية افضل منها وتعمل دعاء بمكان جيد، ولكن فالنهاية يكسوهما رداء الصداقة. 

وصلت فريدة إلى منزل دعاء، همت لتطرق باب المنزل ففوجئت بخروج دعاء من المنزل، وجهها شاحب وملامحها حزينة وعيناها عابستان فقالت لها

_دعاء!! ازيك ..أنا لسه كنت هعدى عليكِ اقعد معاكِ شوية

وقفت دعاء امام باب المصعد تنتظر وصوله ولم تغلق باب منزلها خلفها، ف اردفت بوجه متجهم 

_أنا مخنوقه ولا عايزة أكلم حد ولا أشوف حد ..ممكن! 

غضبت فريدة من رد دعاء السئ عليها، ف اردفت لها محاولة كتم دموعها

 _ليه كدا يا دعاء؟! أنا جاية اقعد معاكِ شوية مش اكتر.. دايمآ اسلوبك وحش معايا كده

سلام 

انصرفت فريدة على الدرج غاضبه بعدما تركت دعاء تدلف إلى المصعد دون الرد على جملة فريدة الاخيرة! 

=-=-=-

_ممكن اسالك بس يابنى انت رايح فين ؟

قالتها أمي إثر مشاهدتها لي وأنا أرتدي ثيابي وأشرع في الخروج، أكملت إرتداء ثيابي وانا اتحدث إليها 

_ نازل 

_طيب مش لما تبقى كويس 

_وانا مالي دلوقتى يعنى ياماما

تنهدت الأم وحلست إلى طرف الفراش وقالت بنبرات يشوبها الضيق 

_يا بنى مافيش بس انت مش بتاكل ولا بتشرب، لاتقع من طولك برة يابنى

مش كفايه اخوك الل انا معرفش هو فين ولا بيعمل ايه ولا حصلله ايه

دلفت أسماء إلى غرفتي وأردفت تضيف إلى الحديث حديث كعهدها

_ سيبيه يا خالتى .. الخروج له أحسن 

ابتسمت بسخرية وانصرفت راحلاً إلى الخارج دون ان اتفوه بكلمة 

تركتهم حاملاً الكتاب "شمس المعارف" وتوجهت إلى أكثر مكان عشقته حد النخاع، مكاناً كنت انفرد فيه بمحبوبتي فريدة، تذكرت ذكرى من أجمل ذكرياتي معها، تذكرت حينما جلب لها شادي صديقي عمل بمكتبة مقابلة للمطعم الذي يعمل به. 

كنا ثلاثتنا متجمعين عند سور كورنيش النيل، واخبرنا شادي بالخبر وتركنا كي يلتحق بيوم عمله كالمعتاد. 

*عودة إلى الماضي*

_انت إزاى تمسك إيدي قدام شادى ، قولتلك متعملش كده قدام صحابك 

فلتت يدها من يدي، فميلت ناحيتها بجذعي قائلاً 

_بحبك يافريدة .. ومش بعرف اتحكم فنفسى لما بشوفك، شادي غير شادي واقف مش مهم

وبعدين انا ماليش فيكِ ولا ايه ؟

إبتسمت بخجل وأحمرت وجنتيها ونظرت الناحية الأخرى وهي تردف

_طبعاً بس، مش دلوقتى 

حدقت بعيناها لأني اعشقهما وأردفت 

_أومال امتى ؟

_أما نتخطب

_ده انتِ حتى مسمعتنيش ولا كلمة حلوة لحد دلوقتى .. يرضيكِ ده ؟

إبتسمت عيناها، تنهدت فأخذت أنفاس قلبي معها وأردفت وهي تذكر يوماً من أجمل أقداري 

_انا معرفش إمتى كل ده حصل ياامير بس .. فجأة شوفتك فالمستشفى

وشوفتك تانى فنفس اليوم فالانترفيو، وبعدها بكتير اتقابلنا صدفة وانا راجعه من عند خالتى وبعدين ...

تلامست أناملنا وتشبثت ب أصابعها بقوة وأردفت لها وقلبي يدق بسرعة لاهث أتى من مكان بعيد

_من يوم ماشوفتك وانا جريت ع حامد صاحبى وقولتله انا انهاردة قابلت البنت الى هتجوزها ! 

شهقت واخفت فمها مشدوهه ف أكملت أنا بدوري

_معرفش ليه كنت حاسس ان ربنا هيجمعنى بيكِ فيوم من الايام، وأننا هنبقى سوا

وانك هتحبيني زى م أول يوم شوفتك فيه وحبيتك

_ فاكر لما نزلنا من الميكروباص وانا كنت رايحه اشرب عصير خروب من وانت عملت نفسك عايز تشرب قال من العصارة الوقت ده 

_أنا بتلكك عشان بس اقضى اطول وقت شايفك قدامى واشبع من ملامحك فذاكرتى 

 

نظرت لي نظراتها التي اعشقها وقالت بخجل فتاة فالسادسة عشر من عمرها 

_ يومها شربت ومشيت بسرعه من كسوفي .. انت كنت بتشرب وبتبص عليا وكل الناس اخدت بالها

_مش بس كده انتى بعد م مشيتي ...

صنعت لي أشارة أن أصمت وأكملت هي 

_متكملش ..شربت باقى كوبايتى !

تعجبت واومأت بإستغراب فقالت

_بصيت ورايا وانا ماشية .. وشوفتك

اقتربت في جلستي منها أكثر وأردفت بحب بالغ

_طب لما انتِ عارفه اني بحبك.. امتى هتقوليها بقى ؟!

نهضت من على السور ونفضت الثرى الملتصق بثيابها وقالت 

_ لالالالا، لما نتخطب 

عدت من الذكرى، ووجدت نفسي أردد في نفسي 

_بحبك يافريدة ! 

تذكرت أمر الكتاب، امسكته وفتحت أولى أوراقه وتذكرت.. لم أقرأ فيه من قبل! 

يقولون أن ذاكرتي حديدية، أتذكر كل شئ وأي شئ حتى لو حدثت منذ أبد بعيد، لا لم أقرأه من قبل. 

يتكون الكتاب من أربعون فصل، الفصل الأول.. في الحروف المعجمة وما يترتب فيها من الأسرار والإضمارات. الفصل الثاني.. في الكسر والبسط وترتيب الأعمال في الأوقات والساعات. 

الفصل الثالث.. في أحكام منازل القمر الثمانية والعشرين الفلكيات. 

الفصل الرابع.. في أحكام البروج الإثنى عشر ومالها من الإشارات والارتباطات.

فتحت أولى الفصول، تعمقت بالقراءة، أخذت اتصفح باقِ المواضيع في عجالة من أمري وكأن الكتاب تلبسني، لم يعد لدي الاستطاعة ان اتركه، مواضيع غريبة ومختلفة عن الجن وطرق تسخيره، وطرق تحضير الروح! 

توقفت عند هذا الباب وأخذت أقرأه حرفاً حرف دون أن اترك كلمة. الكتاب اخدنى فدنيا تانا خالص .. بيضرب لا أدري لماذا كنت أردد الكلمات والطلاسم بصوت عالِ، وكأن هناك من تلبس لساني، حتى رن هاتفي ب إسمها.. فريدة! 

-=-=-=-=-

ظلت تسير فريدة بالطرقات بلا هدف، حزينة كادت أن تنساب الدموع من عيناها 

تذكرت معاملة دعاء لها، وعملها الذي بالكاد وجدته.. فقدته بسبب إهمالها الغير مقصود. 

ظلت تسير بلا وجهه، حتى آتى إلى ذهنها شخصاً واحد. 

=-=-

كيف رن هاتفي؟! 

لماذا تتصل بي في وقت كهذا؟ ألم نترك بعضنا البعض منذ وقت ليس ببعيد! 

هل تذكرتني، أم داهمها الحنين؟ 

صوت المقطع الصوتي المخصص لها كأنه مياه عذبه هبطت على أرض قلبي العطشة! 

شعرت ب أنفاسي تلهث، وشعر جسدي يقف مكانه.. قشعريرة تسري في أوردتي، حتى سمعت صوتها! 

_مستغرب عشان كنا متخانقين سوا آخر مرة ودلوقتى انا الى جيت وصالحتك! 

كادت عيناي تخرج من محجرها، هل هي حقاً هنا؟ أمامي الآن! 

ابتسمت وكأن قلبي هو من ابتسم ليس شفتاي، رأيت شعرها يتطاير حول وجهها، لأول مرة أراها دون وشاحها بالشارع؟! 

اقتربت مني وقالت بطريقتها التي لامثيل لها فى العالم

_وحشتنى يا امير اوي 

أغرورقت عيناي بالدموع، زفرت زفرة طويلة واردفت لها ب إشتياق بالغ 

_انتِ موحشتنيش يافريدة عشان انتِ قدامى معايا وجوايا طول الوقت

 تعالي فحضنى يافريدة ؟

عبست بوجهها وأردفت عاقدة ساعديها أمام صدرها

_قولتلك مليون مرة قبل كده .. بعد كتاب الكتاب

_بس انا محتاج حضنك دلوقتي 

_وبعدين معاك .؟ انا همشى

 

شرعت في الرحيل ف اوقفتها قائلاً

_ لالالا وتسيبيني تاني، وتبعدي عني أنا مصدقت لاقيتك !

قطع هيامي بها صوت رجل مُسن يقترب مني قائلاً

_ فيه حاجة يااستاذ معاك ؟

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

806 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع