"وأبص ل عنيكِ أحس أنهم أكوان مش كون واحد! وكأنى ياذات الروح قضيت فيهم مليون حياه قبل كدا!"
**
وإن صرت ليلا.. كئيب الظلال فما زلت أعشق فيك النهار
وإن مزقتني رياح الجحود.. فما زال عطرك عندي المزار
***
الفصل(٣)
ومَرّ عامين...
طرقات على باب منزل درويش، تهمّ حفصه بفتح الباب لتجد حبيبة باكية ودمعاتها تغرق وجهها بالكامل
وتفر هاربة للداخل ..تفزع حفصه لرؤيتها هكذا فتدلف خلفها ل تجدها قد دلفت إلى المرحاض..
_حبيية!!! حبيية ردى علىّ! فيه إيه ؟ فيه حاچه حصلت لك فالمِدرسة؟
كانت تستمع حبيبة صوت حفصه من داخل المرحاض ممسكة ب الزى الخاص بمدرستها وبه بقعه دماء ، كانت تبكِ بشدة وتشعربالخوف ومازالت حفصه على طرقاتها لباب المرحاض
_ياحبيبة ردى يابتى متجلجنيش عليكِ
فتحت حبيبة الباب وهى تبكِ ب أحضان حفصه وتردف لها بصوت متهدج
_إنهاردة كنا فالحصه بتاعت العربي ،والاستاذ جالى اطلعى اكتبى الجزء دا عالسبورة يا حبيبة لزمايلك
ولما طلعت فضلوا يضحكوا جوى عليّا مفهمتش فيه إيه
وبعدين الاستاذ جالى ادخلى للتخته بتاعتك ،ونده الابلة ميرفت وخلاها تاخدنى أوضة الاساتذة ادتنى زى تانى وجالتلى غيرى فالحمام وجالتلى روحى البيت يا حبيبة ، وفالحمام لاجيت الدم دا وبطنى كانت وچعانى جوى ...ايه دا يا حفصه ؟! وليه البنات بتضحك هو انا تعبانه زى أمى؟!
قالتها بطفولة ،احتضنتها حفصه بشدة وتمتمت إلى نفسها
_حجك علىّ ،انا الغلطانه ..كان المفروض افهمك وأوعيكِ من جبل
رفعت حفصه وجه حبيبة لها ومسحت بيدها الدموع المنهمرة وابتسمت لها قائلة
_كبرتِ يا حبيبة !! بجيتِ آنسة زى العسل
قامت بضم رأسها إليها بقوة وهى تقول
_الل بلا أم حاله يُغم يابتى
تنهدت وأمسكت يدها تهدئها وقالت
_إنتِ مش عيانة ولا حاچه زى خالتى هناء الله يرحمها، تعالى حنفهمك إيه دا وبعد كديتى تتصرفى إزاى
نهضا الاثنتين إلى الداخل معا، من الواضح ان حفصه اصبحت ام فعلية ل حبيبة وليست كلمات ,
_
_أنا هنضيع فالمادة دى وعارف والله !
قالها وليد وهو يتصفح أوراق المادة الدراسية ، أقبل إليه عمار ووضع له كوب من الشاى الساخن وشطيرتين واحدة بالجُبن والاخرى باللحم البقري،إبتسم وليد إليه وقال مداعباً إياه
_ياسلاااام، بتفكرنى بالحچة ام وليد فحنيتها ياخى
ضحك عمّاروقال له
_طيب كُل وأنا چوه فالاوضة بنذاكر ماشى ..
تناول وليد الشطيرة واردف وفمه مملوء بالطعام
_طيب أما تخلص تعالا ننزل ،مُخى وجف من المذاكرة وزهجت
اومأ عمار ب رأسه إيجاباً وقال له
_طب نخلص ونشوف ، عندى شيت كبير
_ماشى
أنصرف عمّار إلى غرفته ، وشرع وليد فى إكمال ما بدء إستذكاره حتى رن هاتفه ب إسم أحد زملاءه
_ألو ..
_أيوة يا ويل ،عامل إيه
_بنذاكروا يابوى ،مادة عفشه واقسم بالله
إبتسم زميل وليد من طريقة تحدث وليد باللكنه الصعيدى ف أردف إليه
_معقول ليدو واقفه معاه حاجه ومتضايق..د انت أول الدفعه ياعم
قضم وليد قطعة من الشطيرة واحتسي من كوب الشاى وأردف إلى زميله
_ماهو نج الل چابوكم دا هيخلينى اسجط السنة دى
قهقه زميله عالياً وأردف له ضاحكاً
_أنهى مادة دى يا وليد
_ زفت Statistical analysis and computer application
_اااااه عندك حق هى أصعب مادة عندنا ،بس أنا ممكن اقولك ع حاجه وهتدعيلى
فيها الناهية
أحتسي وليد باقى الكوب وأردف
_جول ياسيدى
_فرح مطاوع ،بنت الدكتور أحمد مطاوع مدرس المادة ...دى مخلصة المادة ومظبطه أمورها والدحيحة رقم اتنين فالدفعه ،روحلها وكلمتين حلوين هتديك الخلاصة
ضحك وليد ساخراً ومن ثم قال له
_مين فرح دى يابوى ، انا بناخدش بالى من بِنته وبعدين ماتعمل انت كديتى
_وحياتك عملت بس هى قطر مببتكلمش مع حد ،قولت يمكن تفك معاك وتديك المذكرات والخير يعم علينا كلنا
أمتعض وليد بوجهه قائلا لزميله
_ايه ياض الچو الراخيص ديتى يا مركوب جديم ،لاه ماليش فالحركات وجلة الادب دى أن شاء الله هنذاكر وهنجدر على أبوها المادة
_ياعم أسمع منى بس
_غور ياض بنصايحك المعفنه
_طب والله البت دى الل هتعديك من المادة ، وكمان انت معجبانى واسمرانى وابن ناس اوووه شوف بقا
_لاه مهشوفش ...سلام يابن المنتول
.اغلق وليد الهاتف وأمسك الأوراق وهو يتحدث إلى نفسه
_لا ماهو بصّى هنجدر عليكِ يعنى هنجدر يامادة كلبه
#نور_إسماعيل
_
ليس معني المحبة أن نلتقي كل يوم،وليس عدم اللقاء يعني غير المحبة .
فليس كل لقاء مودة ولا كل غيبة جفوة،قال الامام بن حنبل:
"إن لنا إخواناً لا نراهم إلا في كل عام مرة..نحن اوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم"
على النحو الآخر ، شعر عمّار بالملل من الإستذكار فقام متوجهاً إلى شرفة غرفته
وأمسك هاتفه ، يقف على رقم ما ولا يستطيع ضغط زر الإتصال
كلما تشجع تراجع! حتى أخذ نفس عميق وضغط الزر !
وعلى الناحية الاخرى يرن هاتف منزل درويش ، فتنادى حبيبة بصوتها
_حفصه التليفون بيرن
أجابتها حفصه من داخل المرحاض تتحمم
_رُدى يا حبيية أنا فالحمام
بدا على قسمات وجه حبيبة الخوف وقالت
_ابوى محرچ عليا نرد عالتليفون
_عم درويش مش جاعد ،متخافيش أنا الل بجولك رُدى
أجابت حبيبه بصوتها الرقيق الذى اصبح مؤخراً انثوى للغاية
_ الو..
وضع عمار يده على قلبه وهو يتمتم بصوت خافض
_بسم الله على جلبي
تنهد ببطء واستجمع قواه وتحدث
_حبيبه؟!
_أيوا مين ؟!
إبتلع عمار ريقه وأردف ووجهه مُبتسماّ
_أنا عمّاريا حبيبة ، عاملة كيف يابت عمى
جلست حبيبة إلى المقعد وقالت
_الحمدلله ياعمار ، كيفك أنت وكيف وليد وعاملين ايه فالچامعة
_زنين يابت عمى ، إنت ِ زينة يا حبيية؟
قالها بنبرة صوت خفيضة ، صمتت حبيبة فهى مازالت لاتعلم كيفية التعامل
ف استكمل عمار
_أومال عمى فين وحفصة؟
_أبوى برة وحفصة فالحمام وهى الل جالتلى أرد
تمتم عمار الى نفسه
_أول مرة حفصة تعمل حاچه زينة
توجه بحديثه إلى حبيبه
_ماشى يا حبيبة انا كنت عاوز نتطمن عليكم
_ماشى ياعمار هبجا أجول لابوى ويوصل سلامك ...سلام
اغلقت الهاتف ، أمسك عمار هاتفه ينظر إلى القمر أمامه بدا واضحاً فى وسط السماء
ينيرها ب أكملها ، تنهد ومن ثم عاد إلى مذاكرته مرة أخرى
_
وتمر الأيام وخلفها الأيام ، ويشرعا فى النزول لبلدتهم ك أجازة صغيرة ومن ثم العودة
وفى طريقهم إلى هناك اثناء تواجدهم بالقطار ..كان يتحدث وليد إلى عمار
_أنا منعرفش نضحك عالبنات يا عمار ، ولا نعرف نكلمهم أنا مش زيك
ضحك عمار وطرق كفاً ب كف
_ومين جالك أنا بنضحك عالبنات، والله عمرى م ضحكت على حد
_أومال بتتكلم مع كل دول بتجول ايه؟
_أصحاب،زمايل وبس والله ماعشمت بت ولا ضحكت على بت
نظر وليد ناحية نافذة القطار ،ف تحدث عمار ف انتبه له
_البت زاميلتك دى ، كلمها عادى بس بطريجه لطيفه ،تدخلش زى الطور تحكى وأنت عاوز المذكرات وعاوزها تساعدك
رفع وليد احد حاجبيه واتسعت حدقه عينه العسلية وقال ساخراً
_كيف بطريجة لطيفه ، أكلمها وانا بسّمع لها آخر شرايط حكيم !
إلتوت شفتى عماروقال له
_بجرة هتفضل على طول بجرة
_يابوى أول م نرجعوا من الاچازة هنروح نكلموها على طول عالمذكرات وبالأدب ولا طريجه لطيفه ولا طريجة ميادة الحناوي ..
ضحك عماربشدة ، وصلا إلى بلدتهم ..وصلا فى موعد تحضيرات ل عُرس أحد أولاد عمومتهم من أبناء عمهم مِحسب !
استراحا من عناء السفروكانت هناك طاولة تنتظرهم بها كل ما لذ وطاب !
صحن لحم كبير يوضع أمامهما وتتحدث والدة وليد
_شالله يباركلها أم بخيته ، بتاچى تساعدنى فالبيت مبجتش أجدر يا ولدى
وهى الل ساعدتنى فالطبايخ
إبتسم وليد وربت على كف يد والدته بينما بدا عمارفى تناول طعامه وهو يتحدث إلى زوجة عمه
_هو خالد ولد عمى محسب هياخد بت مين يامرت عم ؟
كانت عظيمة تضع أمامهما قطع اللحم وهى تتحدث
_بت چابر مسعود الكابيرة،بت زى العسل ..حتى البِنتة كلهم رايحين الحنة على كديتى
هيعدوا على حفصه وياخدوها ويروحوا
عمارتوقف عن الطعام وشرد بينما اصطنع وليد ب أنه تذكر شيئاً ما حينما راى إخوته الفتيات فى طريقهم للخروج وتتبعهم من دون رؤية أحد ،ووقف بجانب شجرة صغيرة أمام منزل درويش يختبئ خلفها..
مرّت الدقائق ، حتى خرج الجمع إخوته الفتيات الانسات والمتزوجات وابناءهم وحفصه ..وحبيبة!!
تسارعت دقات قلبه وهو يراها أمامه ، ب إبتسامتها ب وشاحها الجميل الملفوف حول وجهها المستدير
بثوبها الفضفاض المزين بالورود الورديه على سطح أسود، كَبرت حبيبة ،جسدها اصبح ممشوقاً
عيناها واسعتان ك عين المها تتلألأن اسفل حاجبان كثيفان .. هادئه ك موجة بحرتُقبل نحوك بلونها الفيروزى ..
ظلّ مشخص نظره عليها حتى أختفت عن أنظاره ، أحتضن الشجرة بقوة وتنهد ومن ثم عاد إلى المنزل !
__
إنقضت الليلة فى صخب الفتيات لإحياء حِنة العروس ،هناك من كانت تنظر وتتفحص حبيبة بعيناها
ولم تلتفت لأحد طوال الليل إلاها ..كانت شقيقات العريس حاضرات أيضاً زمزم وعبلة
الذى لم ينفك حديثهم عن طموحهم بدخول كلية التربية وأن السنة القادمة ستقدم زمزم فحص الثانوية العامة ،اما عن عبلة فهى مازالت بالصف الأول الثانوى وحلمها أيضاً ان تلتحق بكلية التربية لتحقق مُبتغاها ك واحدة من أعضاء هيئة التدريس هى وشقيقتها.
وفى العودة ، كانت حفصة وحبيبة بمفردهما ، وهناك حدثت المفاجأة كانتا مواجهتان ل كلب ضخم !!
خافت حبيبة بشدة والتصقت ب حفصة ف احتضنتها حفصة برغم خوفها أيضاً وما كان ب استطاعتها المرور
وفى لحظتها ظهرهمام ...ف توجه بالحديث إلى حفصة
_واجفين كدا ليه انتو الاتنين؟ فيه حاچة !
قالت حبيبة بتعتعه خائفة
_يعنى مش شايف الكلب يا همام !
_اااه طب استنوا متخافوش
تناول همام حجراً من الأرض وقذفه به وتناول واحداً آخر حتى هرول الكلب بعيداً ، ف أردف همام إليهم
_خلاص عدّوا متخافوش ، أنا همشى وراكم لحد البيت ...متخافيش يا حفصة
توجهت حفصة إليه بالحديث من دون أن تدير وجهها له وقالت بسخط كعهدها
_انا خيفاش ولا زفت ، دا حبيبة كانت خايفه
إبتسم همام بهدوء ولم يجيبها كعادته وهو يسير خلفهم ، ف ظهر كلبا آخر من بعيد ل يتناول همام عصا خشبية مُلقاه أرضا ويقذفها بعيداً فيهرب الكلب
_تخافيش يا حفصه ، مشيتهولك دا كمان
إلتوت شفتى حفصه وقالت له وهى تسير أمامه
_جولنا خيفاش چاك الحنضل !
وصلا إلى المنزل ، دلفت حبيية وخلفها حفصه وهى تهم بغلق الباب مع قولها
_شكراً ياهمام تصبح على خير
_تؤمرينى ي حفصه ،اى وكت تعوزى حاچه
توقفت حفصه عن غلق الباب وقالت فى حنق
_حاضر اى وكت نخافو فيه من الكلاب هننادوا عليك
تهم بغلق الباب ف أوقفها قول همام
_أى حاچه ي حفصه بالله عليكِ
قامت حفصه بمصمصه شفتيها وقالت ساخره
_النبي يارب حكاوى ما ريناها ! حاضر ياهمام أول م نعوز حاچة مش هنجولك
اغلقت الباب فى وجهه ، وقف همام ل ثوانِ ونظر لأعلى الشرفة ثم رحل . وفى خطواته المتباطئة نحو منزله
بداخله يردد لا تدقق النظر بها ، لانها بكل هدؤ لا تراك ولا تعيرك اى اهتمام ، بل هى شارده حول اللاشئ.
___
وبعد أيام ..
"مبروك يا محسب يا ولدى على چواز ولدك عيجبال لما تفرح بعويلاته "
قام العم محسب بمساندة الحجة دهب وقبّل يدها كى تحلّ عليه البركة وأجلسها بجانبهم هو الحچ عبداللاه والحج عبدالرحمن والعم درويش والعم مناع ..
_الله يبارك فيكِ يا حچة دهب يارب ويبارك ف حِسك وسطينا
نظرت دهب إلى محسب وقالت بمكر العجائز
_فاضل عندك البِنته الصغيرين صوح !
همّ محسب الرد عليها
_أيوة زمزم وعبلة ، بس مش مستعچل عليهم لساهم فالتعليم وعاوزين يدخلوا كلية
وانا معاهم لحد م يجولوا للعلام يابس ،فاضلش غيرهم چوزت إخواتهم كلهم
ربتت دهب على ظهر محسب وقالت
_يفرحك بيهم يا ولدى ،وعجبال درويش هو كمان
نظر درويش إليها وضحك وقال ي رضا
_انا لِسّانى متچوز أم حبيبة يا خالة دهب ،وعمرى م اشوف ولا أدخل حياتى صنف حريم غيرها
تعوج فمها يميناً ويسارا ومن ثم أمالت بجسدها ل ولدها عبدالرحمن وقالت تهمس فى أذنه
_نادم على حد من البِنته يچيب لى السِبحة والشال يا ولدى من چوا
قام عبدالرحمن بمنادتهم للإتيان بالمطلوب للجدة دهب من الداخل ، بينما كانا بالطابق الثاني عمّار يجلس بغرفه وليد مُلقى بجذعه على الفراش يشاهد التلفاز ممسكاً بجهاز التحكم عن بعد ، وأتى وليد من الخارج وجلس بجانبه ف اردف له عمار
_كُنت تعمل ايه برة
أمسك وليد بهاتفه واجاب عمار
_كنت نكلم أم بخيته على حاچه
نظر له عمار نظرة ماكرة ويضحك بخبث
_فيه راندڤو بينك وبين أم بَخيته ياك ؟! ولا مع بَخيته نفسها جولى صارحنى يابوأخوه
إلتوت شفتى وليد ولكم عمار ب أحد أكتافه معترضاً وهو يردف
_كنت نديها حاچه لله مَره غلبانه ونساعدها يا جندلة ،خلاص ضيعت الثواب
تحسس عمار صدره وهو يسخر ويقول مبتسماً
_يامُرى أنا عالثواب ياسيدنا الشيخ ..مدد ..مدد ياشيخ ولييد
أثار عمار الغيظ ب وليد فقام ب إمساك إحدى وسائد فراشه وقام بضربه بها عدة مرات وعمار غارق بضحكاته الماكرة ..
_
إصبع حُمرة الشفاه!! قلم ل كُحل العين ..ومسحوق أبيض للوجه..
كانت تتفحصهم حبيبة ب حب إستطلاع زائد بغرفه والدها ووالدتها وبالتحديد ب درج خزانه والدتها الخاص.
وضعت من أحمر الشفاه لأول مرة بشفتيها وأخذت تنظر لنفسها بالمرآه وهى مُبتسمة ، ومن ثم أمسكت منديلا وهى تنظر ناحية الباب الموصد قلقه ،نظرة إلى المرآه ونظره على الباب
همّت بالخروج ، ولكن شيطان نفسها وسوس إليها أن تجرب أيضاً وتقوم بتكحيل عينيها الجملتين ، وقد فعلت
لكن هذا كان واضحاً أخذت تزيله بالمنديل عدة مرات وعندما فشلت همت للخروج إلى المرحاض تغسل وجهها قبل أن يراها والدها ولكن حدث مالم يُحمد عُقباه وجدت والدها أمامها !!
خافت ووضعت يدها على وجهها ، نظر لها درويش متفحصاً وقال بصوت أجش
_كنتِ چوا بتعملى ايه يا حبيية ؟
_أنا ..ان..أنا كنت
أمسكها من ساعدها وتفحص وجهها ليجدة مُلطخاً بالحُمرة وعيناها مكحلتان ! الغضب وصل قمة رأسه
واشتعلت الدماء بعروقه وصفعها صفعة مدوية على وجهها وهو يقول
_ايه ال عاملاه ف وشك دا يابت الكلب! حاطه أحمر واخضر ي حبيبة؟ عاوزة تُفجرى ؟!
عاوزة تجلدى البنات السايبة !!
كان يقوم بضربها بلا وعى حتى سمعت حفصه وقامت بتخليصها من يده وقالت مهدئة الوضع
_ياعمى فيه ايه مش ضرب على طول كديتى
قال درويش بعصبيته المِفرطة
_كُنتِ فين إنت ِ وهى عتلطخ وشها زى الغوازى بحچات أمها
قامت حفصه باحتضان حبيية وأخذها بعيداً وهى تردف بأنفاس لاهثه
_خلاص ياعمى ،أول مرة وآخر مرة
أخذتها بغرفتها وهدات روعها وتحدثت معها بهدوء
_ ليه عملتِ كديتى يا حبيبة؟
_كنت نچرب الحجات بتاعت أمى،والله كنت طالعة نغسلها ولاجيته واجف
مكنتش نجصد
ربتت حفصة على ظهر حبيية ب حنو وقالت
_آخر مرة ي حبيبة،إحنا مش بتوع أوحمر وأوخضر نحطهوش إلا فبيوت أجوازنا ولسه بدرى عليكِ ي حبيبة
إنتِ هتدخلى كلية الطب ،والبِنته الل عتعمل كديتى يجولوا عليها مش مرباية !
يلا جومى اغسلى وشك وطلعى لك غيار وخشى استحمى جبل م تنامى
خلاص متزعليش نفسك وإسمعى الكلام بعد كديتى
ذهبت حفصة تُحضر المرحاض ل تتحمم حبيبة ،بينما فتحت حبيية خزانتها وتخرج ملابس نومها
ف تسقط ورقه مطوية !!
تعجبت حبيية وتحدثت إلى نفسها ،هى لم تضع ورقة هنا
فتحتها ل تقرأ مابها ف وجدت هذه الكلمات
"إنّى عشِقْتُكِ .. واتَّخذْتُ قَرَارى
فلِمَنْ أُقدِّمُ، يا تُرى، أَعْذَارى
لا سلطةً فى الحُبِّ .. تعلو سُلْطتى
فالرأى رأيى .. والخيارُ خِيارى
هذى أحاسيسى .. فلا تتدخَّلى
أرجوكِ، بين البَحْرِ والبَحَّارِ..
ظلِّى على أرض الحياد .. فإنَّنى
سأزيدُ إصراراً على إصرارِ
ماذا أَخافُ ؟ أنا الشرائعُ كلُّها
وأنا المحيطُ .. وأنتِ من أنهارى"
هرولت سريعاً واغلقت الباب ، ووقفت خلفه ووضعت الورقة على فمها وتعجبت
ياتُرى مِن مَن هذة ومن أتى بها إلى هنا؟!