الفضول..الفضول هو بوابة للمعرفة، المعرفة اللي ممكن توصل العقل لإكتشافات مذهلة، ودرجات من العلم مشبعة بس برضه بوابة لأخطار وشرور وحاجات مرعبة وده اللي حصل لصاحبنا لما فتح بوابة الفضول...كان بيتمشى في يوم جميل رايق وصافي في الحسين لحد ما لمح راجل شايل خشبة بيمشي بيها، فضوله وداه قدام الراجل وبص على الورق والكتب اللي على خشبته، لقى كتب عن السحر ، فضوله خلاه يتمادى، يدور فيهم ويقرا منهم وبعدين يقرر يشتري كتاب معين، الكتاب فيه صفحات ل"فتح المندل"..المهم رجع بالكتاب البيت مهتمش يقرا منه أو يركز معاه لحد ما جه جار عزيز بيزوره، الراجل كان سايب ظرف فيه مبلغ محترم على البوفيه ف أوضة المعيشة، دخل يعمل شاي للجار ورجع قعد معاه والقعدة كانت لطيفة جدًا والجار مشي...صاحبنا فاق بعد فترة ملقاش الظرف، راح فين الظرف، راح فين الظرف، فص ملح وداب الظرف!

الاقيه فين، فين، عقله فكره وشاورله على الكتاب القيم العظيم اللي فيه طرق لفتح المندل وكشف المستور، جري عليه ولقى من إرشاداته "جلب طفل بريء وقراءة السطور على مياه صافية نقية"

فعلا صاحبنا جاب طفل يعرفه وطلب منه يبص للميه وهو بيقول السطور العجيبة بترتيب الحروف العجيب وميرفعش نظره إلا لما يشوف راح فين الظرف..في البداية الولد ماشفش حاجة مفيش غير الميه بس فجأة..قال لصاحبنا اليوم الفلاني كنت حاطط الظرف على البوفيه! قاله: تمام! حصل ايه بعديها؟؟ قال له: في ضيف جه، جار ليك، دخلت المطبخ وسبته

-مظبوط، مظبوط!

-حط الظرف جوه جيبه وخد قعدته ومشي!

طبعًا الدم بقى يغلي ف عروقه ونوى لجاره نية مش لطيفة، إزاي يبقى صاحبه ويدخله ويأمنه على بيته وحاجته، إزاي بعد العشرة يحصل كده، الجار ده يستحق أي حاجة وحشة تحصله، يستحق الأذى، ممكن حتى يستحق الموت..وبينما صاحبنا قاعد ف يوم تاني بيفكر ف بشاعة اللي عمله جاره وازاي ينتقم منه ينادي عليه صوت ، حد من أهله يقوله:

الظرف لقيته واقع بين البوفيه والكرسي! إحنا بس مخدناش بالنا....

يعني الولد تقريبا شاف 99% من المشهد صح و1% تدليس، عشان الوقيعة اللي كانت في النية انها تحصل، واللي ممكن تجر الله أعلم ايه تاني

الفضول برده خلى صاحبنا يجيب الولد ويسأله حصل ايه بالظبط يابني، قال له وانا واقف ببص في الميه جه واحد عجوز جرني من ايدي ووداني جوه المشهد، وراني البيت والبوفيه والظرف وانت والجار زي ما اكون بقى ليا نسخة تانية غير الواقفة، بقيت ف مكانين ف نفس الوقت ووراني الجار وهو بياخدالظرف، بس الراجل مسبنيش ولسه بشوفه ف الطابورواقف معايا وانا في المدرسة...