هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة ياسمين رحمي
  3. العين الثالثة .. قصة بقلم ياسمين رحمي.. ج1

"العين التالتة"

"الجزء الأول"

 

"مستوحاة من ملفات مشاهدات الأطباق الطائرة والأجسام الغريبة في امريكا"

 

ده مش بيحصل كتير، الناس هنا رايقة ، لا شفت في البياضية ولا لقصر كلها حد بيسوق بالسرعة دي، أهي جت لحد عندي، كنت زهان من قلة الشغل، بدأت أنسى إني ظابط، أنا لوحدي، سايق عربيتي وبره ساعات الشغل، بس لازم الحقه وأوقفه....

 

وصلت لقرب البر الغربي، كنت مُصر أوقف المهبوش اللي سايق كأنه بيهرب من هجوم نيازك!

الساعة ما وصلتش 3 العصر بس فجأة الدنيا غيمت، كأننا داخلين على المغرب و.....رعد!

 

الرعد كان هيخرم ودني، صوته رهيب، الجو اتبدل في ثواني كأننا في عز الشتا واحنا لسه في نوفمبر! مسمعتش أن ده هيحصل، الأرصاد الجوية منبهتناش، المفروض الجو النهارده مشمس دافي ومايل كمان للحر....

هناك عند جبل البر الغربي، لهيب برتقاني ظهر مع البرق اللي بدأ ينور السما ، ده أكيد إنفجار أو حريق، مش معقول البرق يلحق يتسبب ف ده؟ ولا إيه؟

حاولت أكلم زمايلي والقسم بس الخط مكنش عايز يجمع ولقيتني رايح لهناك لوحدي!

 

معرفش حتى لو وصلت ممكن أعمل إيه بس مقدرتش أقاوم، كان عندي فضول رهيب أشوف اللي بيحصل...الغريب أن اللهيب مستمرش، الحريقة مزادتش، زي ما يكون إنفجار وراح لحاله، وهو في إنفجار يروح لحاله؟! يبدأ ويخلص لحظة ما ينفجر، من غير توابع أو دخان؟؟

 

أي سؤال في دماغي موقفنيش أني أكمل... وقفت عربيتي في أقرب مكان للجبل ومشيت لحد المكان اللي متأكد إني شفت فيه اللهيب....

فضلت أطلع لحد ما وصلت قدام معبد حتشبسوت.... عربية مقلوبة! إزاي؟! إزاي وصلت هنا؟ إلا لو.... مش عربية، دي مش عربية!! بس أشبه حاجة بيها، على قد الخبرة بتاعتي واللي شفته في حياتي، بس الحاجة دي أيًا كانت مكنتش لوحدها، ورا الهيكل الضخم بتاعها في ناس! اتنين واقفين..... أنا عيني اتأثرت بالبرق؟ حصل لي حاجة تخليني أشوف اللي شايفه؟؟

 

ناس، مشفتش ملامح شبههم قبل كده، وشوشوهم صفرا بشكل مبالغ فيه، عينيهم شبه الزواحف، معندهمش شعور، لا على راسهم ولا فوق عنيهم، لا رموش ولا حواجب، أجسامهم قليلة أوي وراسهم كبيرة، كانوا لابسين بدل رمادي موحدة....

واحد فيهم قرب لي، ماكانش بيمشي.... زي ما يكون بيطفو، مش لامس الأرض، مال براسه كأنه بيدرسني، مستغرب شكلي زي مانا مستغربه، إيده....إيده بدأت تتحرك، لأ، لأ أنت بتعمل إيه؟! كنت عايز أصرخ، أجري، استغيث، بس محصلش، لا صوتي خرج ولا رجلي إتحركت، مش عشان الرعب اللي كنت فيه، لأ، حاجة تانية، الكائنات دي، شلت حركتي، كنت كأني على طرابيزة في أوضة جراحة ومتخدر بالكامل، الحاجة الوحيدة اللي مش متخدرة هي وعيي، شايف ومدرك بس مش متحكم....

 

إيده وصلت لإيدي، لمسها.... في نفس اللحظة حصلت دوشة رهيبة، المصدر الهيكل المقلوب، إتعدل لوحده واترفع أشبار عن الأرض، ظهرت شعلة خرجت من الهيكل، تحديدًا من الجزء اللي تحت، لونها أزرق شبه شعلة اللحام وبعدين اتحول لونها للبرتقاني وبعدين للأصفر، عيني وسعت من الرعب، صرخت جامد جوايا من غير ما اقدر أطلع صوت، لسه مشلول، ولسه الكائن لامسني بأطراف صوابعه الغريبة والتاني على بعد خطوات بيبص علينا....

 

عيني رمشت أخيرًا كذه مرة بعد ما كان حتى ده مش قادر أعمله، شوية رياح بتراب هبت قدامي، اختفوا، كله إختفى، الهيكل والناس الغريبة ... لفيت وجريت لحد العربية، فتحتها بسرعة وقعدت جواها ، إتصلت بواحد من صحابي ، أخيرًا الخط جمع ورد، بصوت مهزوز قلتله ييجي مع عساكر وضباط ورتب أعلى وكل الشرطة اللي في لقصر لو كان ده ممكن!

وفضلت مستني....

 

عربيات شرطة كتير ظهرت ورا بعضها، قفلوا كل الطرق المؤدية للبر الغربي....

=في إيه؟؟؟

صاحبي سألني، كان في عينيه قلق غريب، ده غير.... كان صوته في التليفون برده قلقان أوي، من قبل ما أقوله ييجي يلحقني....

-مش هنا.

رديت عليه، بعديها شاورت بإيدي اللي بتترعش في اتجاه الجبل....

صاحبي اتسمر في مكانه، اتردد، كأنه مش واثق أنه عايز يطلع، أنا فاهم رعبي وأسبابه لكن إيه تفسير رعبه وتصرفاته؟! وتصرفات الباقي، كلهم بيبصولي قلقانين، وبيتقدموا ببطء ناحية الجبل!!!

 

حفرة كبيرة وعميقة جدًا بحجم الجسم اللي كان موجود!. لدقايق محدش نطق، اللي فضل واقف مكانه واللي تنى ركبته وقعد يتفرج على الحفرة من غير حركة. مش بس الحفرة اللي لقيناها، آثار اقدام كمان قرب الحفرة وشوية حروق في التربة ، أنا بقى عندي تفسير لكل ده ، الحفرة، آثار الأقدام، الحروق....

 

كنت متوقع أن هي دي الأسئلة اللي هتسألها لكن لقيت صاحبي بيبصلي بنفس النظرة اللي مش قادر أفسرها وبيقولي:

-أنت حصل لك إيه؟

=أنا جيت عشان شفت زي لهيب أو انفجار بعد البرق والرعد ....

قاطعني كأنه مش مهتم باللي بقوله وأمرني أروح البيت! مش فاهم إزاي مش عايز يسمع إجابات ، بيشوفوا حوادث زي دي يعني كل يوم؟؟ وبعدين "إيه حصل لك" دي؟ تصرفاتهم أغرب من اللي شفته واللي شايفه في الجبل!....

حاولت تاني، أنا عندي كلام كتير أقوله، لازم أشارك حد اللي شفته وسمعته، مش هقدر أتحمل ده لوحدي، بس هو وباقي زمايلي رفضوا يسمعوني وأصروا إني أروح علطول!!....

.................................................

فتحت باب البيت ودخلت وأنا موطي راسي، مش قادر أواجه مراتي ولا ابويا ولا ابني ولا جنس بني آدم، مش عارف أفسر اللي حصل لي من أول اليوم وكأن العالم بتاعي كله اتشقلب........

التلاتة اتنفضوا أول ما شافوني، جريوا عليا بلهفة، اللي منهم زعق واللي عيط، أصوات كانت ممزوجة ف بعض بالنسبة لي ، مش عارف أفرق بين مصادرها، مش مميز......

 

-حصل لك إيه؟

تاني؟! حصل لي إيه! السؤال ده بيتكرر ليه؟ ليه أبويا بيسألني نفس السؤال، بس المرة دي بقى مراتي كملت على السؤال بسؤال تاني: - كنت فين.....

كل ده عشان مجبتش الطلبات، اتأخرت شوية عالغدا فجاعوا مثلًا؟ بدأت أشرحلهم اللي حصل معايا، أني كنت خارج عادي بتمشى بالعربية وبعدين كنت ناوي أرجع عشان أجيب الطلبات وأجي على البيت بس لقيت واحد بيسوق بسرعة وجريت وراه عشان أوقفه وأشوف صرفة معاه و.....

-كل ده ياخد منك قد إيه؟

 

سألتني مراتي.... سؤال غريب وملوش مغزى، ومع ذلك جاوبت:

=ساعة ونص بالكتير..

-ساعة ونص؟ يا معاذ أنت غايب بقالك 3 ايام!

يا ساتر على النكد! هي كده لسانها طويل ومش بتفوت فرصة إلا وتجلد، بالنسبة لها الساعة ونص 3 ايام، هي دي طريقتها في العتاب، دبش!

الغريب إن ابويا معلقش، مقالش مثلًا بطلي مبالغة، زي ما يكون....موافقها!

=بقولك هي ساعة ونص!

وبحركة عفوية بصيت عالموبايل والساعة اللي في إيدي.... إزاي؟!

الساعة في الاتنين واقفة، نفس التوقيت اللي شفته قبل ما أطلع الجبل، 3 و9 دقايق، المفروض دلوقتي تبقى 5 إلا مثلًا.....

 

جريت على اللاب توب وفتحته لقيت التاريخ "10 نوفمبر 2015" يعني 3 ايام بعد ما روحت الجبل! قمت من مكاني، مسكت الجرايد اللي على السفرة لقيت نفس التاريخ "10 نوفمبر 2015"!!!

يعني إيه؟ إزاي النهارده امشي من البيت وأرجع ألاقي فات 3 ايام، إزاي إحساسي بالوقت كان مختلف؟! هل ده ليه علاقة بالللي شفته عالجبل؟ أكيد ليه علاقة، أكيد! . السؤال بقى، أنا فضلت واقف مكاني 3 ايام وأنا فاكرهم ساعة، ساعة ونص؟ كان فين وعيي، كنت فين؟؟؟؟

 

بهدوء دخلت أوضتي، قفلت الستاير وضلمت الدنيا، مسمحتش لحد يكلمني وفضلت ممدد من وقتها لتاني يوم....

=تالت درج في الكوميدينو....

أول ما فتحت عيني قلت لمراتي كده، اصلي سمعتها بتقول إنها مش لاقيه الشال بتاعها بقالها فترة والشال ده بالذات عزيز عليها....

اتنفضت من الخضة، بصيتلي بذهول....

 

=إيه، مالك؟!

-عرفت إزاي؟؟

=مش فاكر، أكيد حطيتيه في الدرج قدامي من فترة مثلًا....

-لأ! قصدي عرفت إزاي أني بدور عليه؟

=أنتي اللي لسه قايله

-أيوه، أنا قلت كده بس جوه نفسي! انا منطقتش!

هما مصرين يجننوني، كلهم بيتصرفوا بطريقة مريبة، يعني إيه ما قالتش، سمعت افكارها مثلًا؟!

 

مكنتش طايق اقعد في البيت واللي أنقذني مكالمة "زاهد" صاحبي، اللي طلب مني اقابله في "متحف التحنيط"، سألني إذا كنت مستعد أحكي اللي شفته وانا ما صدقت، أنا نفسي أحكي من وقت ما كنا عالجبل، الخطوة اللي بعدها أني هقول شهادتي في القسم لما أكون مستعد ، هو ده كان رأيه....

أنا بقيت متفهم قلقه عليا لدرجة أنه كان مبدي راحتي على أنهم يعرفوا اي حاجة عن الآثار العجيبة عالجبل، فهمت هو كان ليه مُصر اروح وارتاح، بالنسبة لهم أنا كنت شخص في عداد المفقودين، إنقطعت أخباره 72 ساعة، وبعدين رجع للحياة تاني ومن غير ما يكون فاكر حاجة، يمكن صدمة نفسية بشعة إتعرضتلها مثلًا، كان لازموا يتصرفوا بالشكل ده....

 

نزلت انا وهو تراث المتحف وقعدنا فيه...

-إحكيلي بقى...

=زي مانت عارف اليوم ده كان الجو غريب جدًا، فجأة الدنيا غيمت وبقى فيه رعد وبرق...

-رعد وبرق؟؟! لأ يا معاذ مكنش في رعد وبرق ولا الدنيا غيمت!

عيني زاغت، سكت، بدأت أجمع شوية حاجات، طبعًا! لا ده كان برق ولا ده كان رعد ، دي كانت أصوات الهيكل أو المركبة اللي هبطت من الله أعلم فين، والغيمة دي برده كانت بسببها في المنطقة بس اللي هبطت فيها، عشان كده محدش حس بالظواهر دي غيري أنا واي حد كان في المحيط.

=ده عشان البرق والرعد دول كان ليهم علاقة بالمركبة!

-مركبة؟!

=المركبة، الجسم، الهيكل، ايًا كان الإسم اللي هتختاره، أنا بقى هقول مركبة...

-إشمعنى؟

=عشان دي مركبة يا "زاهد"، دي مركبة مش من الأرض!

-خايف تقولها صريحة؟ خايف تقول مركبة فضائية!

 

هزيت راسي، مانا برده مش مصدق اللي بقوله وبفكر فيه، حكيتله بعدها عن الكائنات اللي فيهم شبه مننا بس مش زينا، مش ممكن يكونوا بني آدمين ، وحركتهم الغريبة ومشيتهم وشكل المركبة بالظبط وحركتها قبل ما تنطلق، وحكيتله عن.... الحالة الغريبة اللي عشتها ، إزاي مكنتش متحكم في جسمي ومش قادر أتحرك....

وبعدين مسمعتوش!...........

 

كان بيعلق ، بيقول كلام ليه علاقة بالموضوع، بس أنا دماغي راحت لمكان تاني، لا كنت سامعه ولا شايفه ولا يهمني وجوده، قمت وقربت من النيل، بتفرج عليه كأني بشوفه لأول مرة، بصيت ورايا وحواليا واستحضرت صور من المتحف، اللوح اللي بتبين الطقوس الدينية والجنائزية عند الفراعنة، البرديات، سرير التحنيط، تماثيل "نفتيس" و"إيزيس"، مفتاح الحياة...

 

=بديع!

-هو إيه ده اللي بديع؟!

رديت عليه:

=النيل، السما فوقيه ، والحاجة اللي جوه قاعة العرض، لما يتمزجوا، قمة في الجمال، قمة!

لفيت وشفت الدهشة والذعر في عينه، بس ده مفرقش معايا، كل اللي شاغلني الصور اللي بتتجمع في دماغي....

أول حاجة عملتها لما روحت، إني دخلت على أوضة إبني، أخدت كراسة الرسم بتاعته وألوان الميه، قعدت على الأرض وبدأت أرسم!..........

النيل في الخلفية فوقيه السما اللبني الفاتحة واللوح اللي شفتها في المتحف بالتفصيل، البرديات وغيرهم....

 

أنا مقدر موقف مراتي وهي ورايا بتتفرج على الرسمة بعد ما خلصت، مقدر إنها كانت متفاجئة عشان أنا عمري ما كنت بعرف أرسم!

بدأت وخلصت الرسمة ف دقايق، صوابعي كانت ثابتة والصور في دماغي واضحة كاني لسه هناك في المتحف، النيل قدامي وقاعة العرض ورايا...

أنا كمان كنت مخضوض بس...مبسوط، نشوة غريبة حاسس بيها ، كأني حققت إنجاز عظيم...

...................................

كنت مضطر أوافق، مكنش عندي اختيار، مع إني مش مقتنع أن الموضوع ده هينفع، "زاهد" اقترح عليا أروح لدكتورة نفسي عارفها وبيقول إن جلساتها وطرق علاجها استثنائية وحالتي أكيد استثنائية تستدعي علاجها....

الدكتورة بتستعمل التنويم المغناطيسي عشان تخرج الذكريات المكبوتة، الموجودة في اللاوعي...

 

طبعًا أنا مكنتش مقتنع بده، ده تخريف ونصب، مفيش حاجة إسمها تنويم مغناطيسي اصلًا ولو في، مش هيجيب التايهة!

الست شكلها مريح جدًا، طبعًا، ودي من العوامل اللي بتخليها تسيطر على المرضى بتوعها وتضحك عليهم.... شاورتلي على الشيزلونج، جو أفلام أوي، بس لازم أسايرها، أكمل التمثيلية معاها عشان أخلص من ده ونشوف اللي بعده....

 

طلبت مننا نقفل موبايلاتنا، وقفلت الشباك.....

في الأول اتكلمت معايا عن مواضيع عامة، دردشة ملهاش علاقة باللي حصل، وشوية شوية نبرتها إتغيرت، صوتها وطي جدًا وبقت تتكلم ببطء مبالغ فيه....

 

-عايزاك تريح جسمك ودماغك تمامًا، اعتبر الأوضة دي مكان منفصل عن الدنيا، بره العالم الحسي، مكان مش مكشوف ومحدش يقدر يوصل له....

الغريب أن كلامها مؤثر، لقيت نفسي بستجيب، مرتاح لفكرة أننا بره العالم وفي مكان مش ممكن حد يرصده أو يوصل له.... طليت مني بعدها اتنفس بشكل منتظم وأركز على اللمبة الصغيرة المتعلقة في السقف، المصدر الوحيد للنور في الأوضة....

-أنت دلوقتي حاسس أن جفونك تقيلة، متقاومش، سيبهم يقعوا، سيبهم يستسلموا، اسمح لنفسك تغيب عن هنا، عن أي حاجة ليها علاقة بالحاضر والعالم المادي.....

واستجبت......

-"معاذ" ركز دايمًا مع صوتي، متضيعوش!

الصوت ده! أنا عارفه، بس فين المصدر؟ مين بيتكلم ومنين؟؟

-أنت فين دلوقتي؟

=أنا طالع الجبل.

-ليه؟

=عشان أشوف مصدر الانفجار، محدش رد عليا من زمايلي، الخطوط مش مجمعة، فلازم أطلع لوحدي، أشوف حصل إيه.

-التاريخ؟

=النهارده 7 نوفمبر 2015.

فضلت أطلع لحد ما وصلت المكان المحدد، قدام معبد حتشبسوت....

-شايف إيه يا "معاذ"؟

=عربية مقلوبة، لأ دي مش عربية، حاجة كده زي هيكل غريب، مركبة...

-مركبة؟

=اه.

-وإيه تاني؟

=في حد معايا هنا، أنا مش لوحدي.

-مين معاك؟

=اتنين، ناس معرفهمش.

-شكلهم إيه؟

وقفت مكاني، لساني متلجم!

-شكلهم إيه يا "معاذ"؟

=وشوشهم.... لونها أصفر جدًا، عينيهم شبه عيون الزواحف، مفيش شعر ف وشهم ولا على راسهم الضخمة، وجسمهم قليل، لابسين زي يونيفورم رمادي.

-حصل إيه بعدها؟

=واحد فيهم بيقرب مني، حركته غريبة، بيمد إيده ويلمسني.... دوشة فظيعة، المركبة اتحركت، طفت على الأرض، خرجت منها شعلة، كانت هتنطلق، هتطير.....

-شفتهم بيمشوا والمركبة شفتها بتتحرك؟

=مشيوا، فعلًا، في باب اتفتح، حدوده مكنتش باينة قبل كده، كأنه جزء من جسم المركبة، فجأة الجزء ده اتحرك واتفتح وهما مشيوا في اتجاهه....

-والمركبة طارت قدامك؟

=لأ!........ مدخلوش المركبة لوحدهم، مكنوش لوحدهم، أنا، أنا دخلت معاهم!!.... كائن منهم لف وبصلي، بعديها مشيت من غير تحكم مني وراه، ودخلت المركبة، والباب اتقفل ورايا.

 

صوتها مبقاش موجود، صوت الست اللي مكنتش شايف مصدره وبقيت لوحدي تمامًا في المركبة، مش بالظبط يعني، المخلوقين كانوا معايا..... بصولي، سمعت أفكارهم من غير ما يتكلموا، ونفذت اللي أمروني بيه، قلعت هدومي وروحت للكرسي الأبيض اللي قالولي أروح ليه، مددت عليه..... أنا شايف، شايف كل حاجة، شايف الأدوات اللي معاهم، والآلة الغريبة اللي بيوجهوها لدماغي، بيعملوا إيه؟؟ مش عايز أكون هنا، خرجوني، خرجوني من هنا!!.......

 

"يتبع"

#العين_التالتة

#ياسمين_رحمي

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1540 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع