صراع يلي الآخر يعتريها من الداخل، وهي فى حالة خوف من أن تنتصر على تلك الصراعات، فلديها قوة خفية تستطيع أن تُبيدها بسيف التجاهل، ولكنها مع كل ذلك تشعر بأنوثتها تنسال من بين عمرها ، فأرادت أن تلجأ إليه وتحتمى به، ولكنه دائم الإنشغال، سريع الاشتعال من همسات عتابها، لم يشعر بما يستعر بداخلها، فقررت أن تقابله، فاستقبل طلبها بهدوء كعادته ،وذهبت إليه وهى على أهبة الشجار تسبقها دموع خائفة، وقبل أن يسألها عن سرها بادرته:
ـ لقد كت عارية أمامك، عارية عدة مرات وكلى رغبة فى أن أتعرى كل لحظة معك، و ...
وهنا هاله ما قالت، فقطاعها وسألها بدهشة:
ـ متى تعريت أمامي؟! أجُننتِ؟
بابتسامة شاحبة تقف على طرفها دمعة متحسرة:
ـ لقد كنت عارية الروح، تجردت معك من كل ثياب الواقع، وتزاوجت روحينا، وحلقنا معًا فى كل مدن الأحلام
أمسك يديها برفق ونظر فى عينيها خلف ستار دموعها:
ـ ما بكِ؟ اهدئى وأخبرينى
فتناثرت الحروف من شفاه مشتعلة:
ـ أنا خائفة
نظر إليها متسائلًا:
ـ مم؟
واستطرد:
ـ أنتِ معي فى مأمن تام فلا تجزعي هكذا وأخبرينى
أطلقت تنهيدة حارة:
ـ أخاف أن أنتصر على كل صراعات طالبي الود، وتهزمني أنت!
ـ أخاف أن أدفن ثورات أنوثتي، وتخذلني أنت!
سار بأنامله على خصلات شعرها فاحمة السواد وابتسم بهدوء:
ـ أنتِ هدية القدر ورفيقة الدرب وطفلة قلبي، وإن مت ستظل روحي بداخلك تؤنس وحدتك، فاطمئنى
ثم أزال بقايا دموع مترددة، فابتسمت عينيها، وطبع على طرف شفتيها قبلة حانية وهمس:
ـ وعد الروح لا يُخلف