إذا نظرنا إلى الحياة الزوجية فسنجد أنها علاقة تضادية بها شد وجذب.. فيها اتفاقات واختلافات، والاختلافات تصل أحياناً إلى حد الخلافات.. فيها الأخذ والعطاء، الإهمال والاهتمام، الجدال والتفاهم، الشك والثقة، الكذب والصدق، الكره والحب، الأمان والخوف، القسوة والرحمة، الأنانية والإيثار، اللامبالاة والتضحية.
لا تخلو حياة زوجية دون مشاكل ودون عثرات، ولكنها تتباين بتباين ظروف وأوضاع كل زوجين؛ فالزوج يفترض أنه السند والأمان والسقف الذي يحمي وتحتمي فيه أسرته.. هو الحصن الحصين لعائلته، وهو المنوط به تحمل المسؤولية بالدرجة الأولى.. يتحملها بكل تبعاتها، وهو الذي يوجه ويرشد ويرعى أولاده ويتابعهم في مراحل نموهم السلوكية، ويعاملهم باللين تارة وبالشدة تارة أخرى.
ولكن هل واقعنا يوجد فيه مثل هذه النوعية من الرجال؟ التي تعي جيداً دورها تجاه أسرتها.. لا شك أن ذلك قائم بالفعل بنسب متفاوتة، ولكن في المقابل هناك نماذج لا حصر لها من الأزواج مقصرة في ذلك.. لا تعبأ ولا تهتم، وشعارها السلبية والاتكالية واللامبالاة، وهناك النوع الذي لا يرعى الله في زوجته.. يهينها ويقلل من شأنها أمام أهله وذويه.. يتخذ من العنف والصوت العال مذهباً ومسلكاً يسلكه.
وهناك البخيل وحرصه الزائد على عدم إنفاق المال على أسرته بل يبخل حتى على نفسه مما يفقدهم حبهم له، وكم يتمنون في أنفسهم ألا يمهله القدر كثيراً، ويأخذه الله أخذ عزيز مقتدر؛ ليصرفوا ويسرفوا كل ما خبأه من مال طيلة حياته.
وإذا أتينا إلى الزوجات فسنجد أنهن يختلفن عن بعضهن كاختلاف مساحيقهن التي يضعنها على وجوههن بكافة ألوانها.
فهناك عاشقة التسوق والمشتريات، وهناك المولعة بخطوط الموضة والأزياء والتجميل وأدواته، وهناك التي تزعج زوجها بثرثرة لا تنتهي، وجدالاً لا يمكن الفصل فيه إلى حد النكد عليه، وأخريات كثيرات ممن لا يأبهن لبيوتهن وأزواجهن وأولادهن.
وعلى النقيض تماماً نجد زوجات صابرة.. حامدة.. شاكرة لربها.. راضية بأقل القليل.. مُحبة لزوجها وأهله.. ومُربية فاضلة لأولادها.. يخرج زوجها آمناً مطمئناً على حُسن تصرفها وتدبيرها في المواقف الصعبة التي يمكن أن تواجهها وهو غائب عنها.
مثل هذه النماذج من الزوجات الصالحات ينشدها ويتمناها كل رجل منا.
وأخيراً:
فالزوجة لا تريد من زوجها إلا اهتماماً واحتواءاً،
والزوج لا يريد منها إلا نبعاً وحناناً.
كان الله في عونكما، ورزقكما الصبر على تحمل مشاق الحياة.