فى عام 1965 كنت تلميذا فى العام الثالث الإعدادي ، وكنت أعلم أنه سافر إلى أمريكا لدراسة الدكتوراه فى تخصصه واول من يذهب للدكتوراه فى أمريكا من مركز طلخا فى الدقهليه ، كنت أنا صبيا فى زيارة من القاهره حيث تعيش اسرتي إلى قريتنا الحبيبة كفر الحصه.
وهو شاب من قريتي حصل على البكالوريوس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وكان الاول علي الجمهوريه . وحصل على بعثة للدكتوراه (PhD) فى جامعة لويزيانا الامريكيه
كنت واقفا صبيا صغيرا مع أقراني على شاطىء النهر الذي يمر من امام قريتنا، ولمحته قادما ، ذلك الوجه السمح ، وتلك القامة الشامخه ، وكان فى زياره لقريته ، وتوقف وهرعت للسلام عليه.
العيون الباسمه يشع منها شعاع الطيبه الممزوج بذكاء فريد ، كان بالنسبة لنا قدوة نتمني يوما أن نكون مثله ونسير رحلته العلميه المبهره ونجاحه المرموق فكان دائما الاول فى جميع مراحل دراسته. ثم سالنى عن مرحلتي الدراسيه فنظرت إلى عينيه مبهورا قائلا :
"أنا فى سنه ثالثه إعدادي يا دكتور" ، وربت هو على راسي مبتسما و مشجعا قائلا : "Good Boy"
تلك البسمه وتلك الربته على راسي عاشت معي طوال حياتي حتى يومنا هذا .
وعاد إلى مصر أستاذا بكلية الزراعه ، والف الكثير من المراجع والكتب العلميه فى تخصصه.
وانا متشبعا بهذه القدوة العلميه طوال صباي وشبابي ، سافرت فى عام 1977 إلى بريطانيا ، وشاء الله أن أتعلم واعمل واعيش فى بريطانيا ، وفى زياراتي للوطن كنت اتواصل معه بالتليفون فقط ، وقررت تلبية نداء روحي بعد 45 سنه فى بريطانيا أن أقوم بزيارته والتمتع برؤية قدوتي فى هذه الزياره.
يوم أمس ، تحققت أمنيتي برؤيته مرة اخري بعد مرور 57 عاما من المرة الأولى عام 1965. أخذني إلى منزله فى القاهره اخى الغالي العزيز المهندس عوض الشافعي . ودخلنا ..
يا الله .. وما شاء الله .. الان هو فى العقد الثامن من العمر ، مازالت القامه الشامخه ، والوجه السمح ، ياربي تلك العيون الذكيه كما هى وتعانقنا ولم احاول كبح جماح دموعي .
جلسنا نسترجع الماضي الجميل ، كان يحب المرحوم والدي ، وتسامرنا ، والذاكره عنده مازالت ثاقبه ، وطيبة قلبه المتوارثه من والديه فى قريتنا ونفخر برابط النسب بيننا عائلتي حماد أو الحماديه ، وعائلته رزق أو المرازقه من أعمدة عائلات قريتنا الحبيبة.
أثناء الحديث المتنوع معه بين ذكريات قريتنا وأهلنا ، وبين احاديث علميه ، ابهرني بتمسكه الشديد بصلة الرحم ، ووجدت قلبه ينبض بحب الوطن واوصاني بصلة الرحم وخاصة بقريتنا الغاليه كفر الحصه ????
وفعلا .. اتحدث لكم بنعمة الله الذي شاء بقدرته جل جلاله أن تتحقق أمنيتي أمس ورأيت قدوتي وفخر قريتي البروفيسور / توكل يونس رزق ، اطال الله عمره بالخير والصحة والسعاده ، فهو إبن قريتي وعملاقا من عمالقة علماء الوطن الغالي مصر ❤️????????