فقيراً جالس على حافة الطريق يلهث من الجوع
ومن شدة العطش لاتنبت
من فَكه فاكهة لكلمة ولالحرف
فالفم في يباسِ
مبتذل الهندام رث اللباسِ.
قالت : تلك الفتاة لأبيها وعيناها تملأها اليائس
وبراءة اللهفات الحزينه من بين الأنفاس.
يا ابي هل استطيع ان اخذ بعض الطعام
الى ذلك الطفل الفقير الحزين اليائس.
قالت : الام لا يا ابنتي هذا ليس من الناس.
وهو مقطوع الاصل والفصل و غريب الأجناس.
قال : الزوج
يا زوجتي الحبيبه هل نسيت ِ
كيف كُنتُ قبل سنوات أقاسي
اركض وراء لقمة العيش مبتذل الهندام وللفقر لابس
وكم خلعتُ من ثياب رثة من المآسي
استيقظ مع نسمات الفجر واشراقة الشمس
وذكّرني بأيام الجوع والفقروالنحس
وكيف كُنتُ اعمل عند الناس بمعول وفأس
وكم كُنتُ اجمع الخرده من خزائن وكراس
ألى ان منّ الله عليا بفضله وجمعني مع أعلى
طبقات الناس
لقد ذكّرني هذا الطفل وحرك فيّ الإحساس.
نعم ...نعم .... نعم انا لستُ بناسي.
كم وكم شربتُ مثله من الفقر بالكاسِ.
هيا يا ابنتي اذهب إلى صاحب الكاش
وجامع الدينار والفلس.
وقولي له ليُحظر له طعام فهؤلاء
يرون اللقمة كحفلة عرس.
واذهبي يا ابنتي إلى هذا الفقير البائس
واتخذيه صديقا لك ومؤنس.
ساكون كفيل له ولعائلته بكل مقياس
فمن يعتني بهؤلاء يكن مرفوع الرأس.
ومن لا يشعر بجوعهم
ولا يشعر بحالهم يكن في نحس .
وتكن ايامهم ولياليهم في نغص وبئسِ.