عاد الجندي فايق الي صف المستجدين ولاحظت انه يرتدي طاقيه ميري اكبر وأوسع من رأسه ثم اوفارول أوسع بكثير من مقاسه وحذاء اكبر من مقاسه بمقاسين على الاقل فأوقفته أمام السريه واعلنتهم بأن هذا الجندي في حمايتي وان اي فرد من السريه يحاول التلاعب به أو اغضابه سوف أوقع عليه جزاء شديد ثم امرت الجندي فايق بالذهاب أمام ملجئ وانتظار حتى افرغ من اجراءات طابور الصباح ونفذ هو في الحال وانهيت اجراءات توزيع باقي المستجدين وطابور السريه ثم توجهت الي ملجئ فوجدت الجندي فايق ينتظرني فتأملته بدقه..... كان قصير ونحيفا وبشرتها بيضاء وشعره اصفر وعيناه زرقاوتان ووجهه طفولي بشده فأمرته بخلع حذاؤه فوجدت مقاس قدمه مثل الأطفال (مقاس ٣٩)وهذا المقاس لايوجد في مستودعات المهمات للقوات المسلحه سألته ازاي عارف تمشي الجزمه دي فأجاب هم اللي سلموهالي سألته انت استلمت كام اوفارول فأجاب ٣ يافندم واحد انا لابسه والباقي في المخله فأستدعيت العريف مؤهلات عليا احمد محمد عبد الرازق وهو فرد في قياده السريه وعندما حضر امرته باصطحاب الجندي فايق الي عم فؤاد حبيب الله أشهر جزمجي في فايد وتأيف حذاءه على مقاسه وعمل له نعل من كاوتش الطائرات المشهور به وأعطيت له تكاليف السفر تكلفه الحذاء ومنحتهم تصريح ب٨ ساعات على أن يعودا في الساعه السابعه مساءا ثم امرت الجندي فايق بأن يضع باقي اوفر لاته في صفيحه مياه قبل ذهابه وعند عودته ينشرهم حتى الصباح ويحضر لي في صباح اليوم التالي فوجدته يبكي وسألته بتعيط ليه ياعسكري فقال بعفويه شديده يافندم قالولي في البلد انهم هايبهدلوك في الجيش وانت بتعاملي زي ابويا فرددت عليه ياعسكري انا هنا زي ابوك بالضبط وزيك زيي هنا وكرامتك من كرامتي فاهم فزاد بكاؤه فشخطت فيه وقلت له لو شفتك عيطت تاني هاحطك في السجن فامتنع عن البكاء فامرتهم بالانصراف لتنفيذ ما امرت به وذهبا.....
ملحوظه:
عم فؤاد جزمجي يعرفه كل من يخدم في الجيش الثاني والثالث وكان يصلح ويفصل الاحذيه للجنود والضباط ويصنع لها نعل من كاوتش الطائرات الذي لايبلي وانا شخصيا تعاملت معه طوال خدمتي لان مقاس قدمي صغير أيضا (مقاس ٤٠) وكنت اعاني من مشكله عدم توافر هذا المقاس في مستودع المهمات وكنت اذهب اليه لتأيف الحذاء الذي استلمته على مقاسي والحقيقه كان هذا الرجل في منتهى الاحتراف والسرعه في الأداء وكان يملك محل صغير في مدينه فايد بجوار موقف الاتوبيس....... انتهت الملحوظه
في المساء عاد الجندي فايق ومعه العريف احمد بعد تنفيذ تأيف الحذاء واعطوني تمام تنفيذ المهمه فأمرت الجندي فايق بنشر اوفارولاته حتى الصباح ويحضر لي بهم في ميعاد الطابور.....
في صباح اليوم التالي احضر الجندي فايق اوفارولاته في الطابور وبعد الانتهاء من إجراءاته استبقيت الجندي فايق والجندي عبد الرحمن التت احد جنود السريه......
انتظروني مع التت