النقيب/ حسام الخولي ابن مدينه الزقازيق محافظه الشرقيه حيث اهل الشهامه والكرم والجود....هو صديقي وزميلي ودفعتي .تخرجنا سويا ووزع علي الكتيبه ٣٦٢ مشاه ميكانيكي التابعه للواء ١١٧ مشاه ميكانيكي وانا علي الكتيبه ١٢ المشاه التابعه للواء الرابع المشاه واللواءان يتبعان الفرقه الثانيه المشاه......وايضا نزلنا سويا لحضور الدوره الدراسيه لقاده السرايا المشاه والتي عقدت بمعهد المشاه في بدايه عام ١٩٧٢ لمده سته اشهر كامله كنا فيها ندرس ونلهو ونمرح معا ...وعندما نزل هذه الدوره
اشتري له والده شقه بمنطقه السبع عمارات بمصر الجديده حتي يكون قريبا من معهد المشاه والذي كان مكانه امام مبني الرقابه الاداريه الحالي حتي يعفيه من مشقه السفر الي مدينه الزقازيق يوميا وحتي تكون شقه زواجه مستقبلا ....وبعد انتهاء الدوره حصل كلانا علي تقدير جيدجدا بها وكان ترتيبنا انا الرابع وهو الخامس علي عدد ٨٠ ضابط كانوا يدرسون هذه الدوره.....وعاد كل منا الي وحدته واستمرت اتصالاتنا وزياراتنا لبعض مستمره حتي بدأ التحضير والتجهيز لحرب اكتوبر العظيمه وكنا قد تولي كلانا قياده سريه مشاه في توقيت واحد عقب عودتنا من الدوره الدراسيه.....
عند التكليف بالمهام في نهايه شهر سبتمبر عام ٧٣ كلفت انا بمهمه العبور قبل القوات الرئيسيه للفرقه الثانيه المشاه بتوقيت يتيح لي التوغل بداخل دفاعات العدو ومهاجمه احتياطي مدرع للعدو كان متمركزا في منطقه تبه الشجره ومنعه من التدخل في عمليه العبور للقوه الرئيسيه للفرقه الثانيه واحداث اكبر خسائر ممكنه في قوته البشريه واسلحته ودباباته ومعداته ولعدم لفت نظر العدو الي سريتي اثناء عبورها كلفت سريه النقيب حسام الخولي بالنزول بمركباتها المدرعه والبرمائيه في بحيره التمساح في نفس توقيت عبوري للقناه ومناوشه النقطه القويه للعدو والتي كانت تطل علي البحيره وكانت التعليمات له ان لايخرج من مياه البحيره قبل تنفيذي لمهمتي ويظل يشغل العدو عن المعركه التي اخوضها ضد دبابات هذا الاحتياطي المنكوب والتي استغرقت ٤٠ دقيقه كامله بما فيها زمن العبور والتوغل لمسافه ٢ كم بداخل دفاعاته والذي ظن ان سريه حسام الخولي هي وحدها التي تحاول العبورولم ينتبهه لعبور سريتي او الي التوغل بداخل دفاعاته وظلت سريته طوال هذا الوقت تناوش العدو وتتعامل معه ولكم ان تتخيلوا يااحبابي مدي قوه النيران التي صبها العدو علي رؤوس هولاء الرجال الصناديد واللذين قابلوها بمنتهي الثبات والاراده الفولاذيه لعهدهم لله عز وجل وعهدهم للوطن.....ثم بعد تنفيذ مهمتي يخرج من المياه علي الضفه الشرقيه للبحيره ويهاجم ويصفي كل من تبقي في هذه النقطه القويه .....
كانت خطه الهجوم هذه محكمه ومثاليه وكان تنفيذها مبهرا لكل قادتنا لان التعاون بيني وبينه كان شديد الدقه سواءا في التنفيذ او في التوقيتات المفروضه علينا واهم من كل ذلك ان تنفيذ هذه المهام تم بدون خسائر في جنودنا مما دفع العميد اح/ حسن ابوسعده قائد الفرقه والعقيد / محمود علي حسن المصري قائد اللواء علي المرور علينا في التاسعه مساء يوم ٦ اكتوبر وشكر جنودنا البواسل عما فعلوه بقوات العدو كما دفع العميداح/ حسن ابوسعده علي اصدار النداء رقم ١ لجميع ضباط وجنود الفرقه ووزعه عليهم الذي يشكرنا فيه عن تلك الاعمال......
ثم صدرت الاوامر للنقيب / حسام الخولي بالانضمام الي وحدته الام الكتيبه ٣٦٢ مشاه ميكانيكي للواء ١١٧ المشاه والذي كان في النسق الثاني للفرقه لاستعاده كفاءته القتاليه واستعواض الذخائر التي استهلكها اثناء تعامله مع العدو..........
في يوم ٩ اكتوبر واثناء دفع اللواء ١١٧ المشاه الميكانيكي لتطوير هجوم الفرقه اصيبت مركبه النقيب حسام الخولي المدرعه بطلقه دبابه معاديه استشهد علي اثرها وذهب. حيث اراد لانه قال لي في فجر يوم ٥ اكتوبر قبل الحرب....انا رايح مكان احسن من هنا بكتير ثم اضاف بمرح وبابتسامه غامضه وفيه ناس احسن منكم بكتير.....!!!!!!!!
عندما وصلني نبأ استشهاده لم احزن ولكني حسدته فمن مناكان لا يتمني مثل ذلك المكان....!!!!!!
ولهذا كله اتوجهه بكل الخشوع والاجلال والاحترام لروحه الطاهره واقول.....
لم احزن عليك ياسيدي بل حسدتك الحسد الجميل فلقد تفوقت علي واشهد علي هذا بذلك ....وهنيئا لك هذا الاختيار لتكون بجوارالذات المقدسه وبصحبه من هم احسن منا كما اردت........
المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن.