ظل محمد غراب يصارع صراع الابطال في حياته وفي يوم من الايام قبل الحرب العالمية الثانية قرأ اعلان في احد الجرائد مطلوب فيه مترجمين من اللغه العربيه الي الانجليزيه لسلطات الاحتلال التي كانت تحتل الوطن فتفتق ذهنه عن حيله ليكتسب بها عطف المختبر له في هذه الوظيفه فأشتري صليبا فضيا بسلسله ولبسه على رقبته وادعي ان اسمه فهمي عبد الشهيد وتقدم للوظيفة....!!!!
ملحوظه:
لم يكن في هذا التوقيت بطاقات شخصيه للمواطنين
المهم ونجح في الوظيفه وتوزع على معسكر من معسكرات الاحتلال في منطقه فايد بمرتب ١٢ جنيه شهريا وبعد مرور سنه رفعوا مرتبه الي ١٥ جنيه شهريا وكان هذا المرتب كافيا جدا له ثم نقلوه احد معسكرات قوات الاحتلال في القاهره وكان هذا المعسكر في منطقه قصر النيل مكان جامعه الدول العربيه وفندق هيلتون التحرير الحالي كل ذلك تحت اسم فهمي عبد الشهيد الي ان وقعت الواقعه ففي احد الايام استدعاه قائد المعسكرللترجمه بينه وبين احد معلمين الجزاره كان متقدما لتوريد لحوم لهذا المعسكر وما ان دخل محمد غراب لمكتب القائد تحت اسم فهمي عبد الشهيد حتى بادره معلم الجزار بقوله انت بتعمل ايه هنا ياواد يامحمد فلقد كان هذا المعلم احد من عمل محمد غراب صبيا له فرد عليه محمد غراب بالعربيه يخلق من الشبهه أربعين يامعلم ودارت مناقشه بينه وبين هذا المعلم كل منهما مصر على رأيه مما بعث الشك في نفس القائد الذي استدعى الشرطه والتي قبضت على محمد غراب وقضي ليله في حجز قسم قصر النيل وعرض على النيابه في صباح اليوم التالي بتهمه التزوير وانتحال شخصيه غير شخصيته وعندها حكي محمد غراب لوكيل النيابه المصري الوطني والذي ضحك كثيرا من هذا الموقف واصدر قرارا بصرف محمد غراب من سراي النيابه بدون ضمانات وفقد محمد غراب هذه الوظيفه السمينه والتي اعتمد عليها طوال ثلاثه سنوات كان قد تزوج فيها وانجب من زوجته ابنه الوحيد....!!!!!
المهم طاف محمد غراب مره اخرى ليجد له عملا الي انه في احد الايام قصد احد كبار تجار الأصناف التي كان يتاجر فيها والدي بمنطقه باب الخلق وكان صديقا لولدي بالصدفه كان والدي يجلس معه ودخل محمد غراب لهذا التاجر يطلب منه أي وظيفه فأعتذر له وهنا تلاقت الارواح بينه وبين والدي فأمره بالذهاب الي محله وانتظار هناك حتى ينهي جولته مع تجار المنطقه.....!!!!!
وقفه للعظه والعبره:
# في شهر سبتمبر عام ١٩٧٣ حط على كتيبتي في الجبهه نقيب دفعتي ولكنه اقدم مني منقول من احد الوحدات للخدمه في كتيبتي وكنت اشغل في هذا التوقيت قائد للسريه الأولى المشاه بالكتيبه وفي نفس الوقت أحدث قائد سريه من ناحيه الاقدميه فرفض قائدي العظيم رجب عثمان ان يستبدلني به لان قياده السريه المشاه لها القواعد والمعايير لتوليها (لها قصه سأحكيها كما وعدتكم من قبل) وعلمت من هذا النقيب انه قد تزوج من ابنه التاجر الكبير هذا...
وفي يوم ٣ أكتوبر عام ١٩٧٣ وصلت اشاره الي الكتيبه بأخلاء طرف هذا النقيب لنقله الي احد الوحدات الاداريه وعندما سألته عن سبب هذا النقل اجابني بأنه خائف على نفسه من الموت في الحرب المزمع اشتعالها وانه متزوج حديثا وان والد زوجته (التاجر الكبير) بمعارفه استطاع نقله....
وقامت الحرب وانتهت وفي شهر يناير عام ١٩٧٤ علمت بوفاه هذا النقيب الذي هرب من الحرب لخشيه الموت فيها شهيدا بالمرض اللعين....
# كان هذا التاجر الكبير قد بني عماره ضخمه جدا وقبل ان يتم تشطيبها توفي ولعل الجميع من سكان القاهره يرون هذه العماره في منزل كوبري الجامعه وعلى اليسار من القادم من اتجاه المنيل في اتجاه الجيزه وهي على شاطئ النيل مباشره وملاصقه للكوبري... المهم توفي هذا التاجر الكبير قبل تشطيب هذه العماره المنكوبه ونسف ورثته تجاره هذا التاجر ودخلوا في صراع رهيب في المحاكم مستمرا حتى الآن ولم يتم تشطيب هذه العماره او سكناها حتى الآن بالرغم من مرور ٥٠ سنه على بناؤها كل ذلك بناءا على طمع الورثه فيما بينهم....
(اتعظوا..... واعتبروا)
انتهت الوقفه
(انتظروني بتمهل وشوق)