اما عن وصفه فهو طويل وعريض والصحه الجيده تبدو عليه وشعره ناعم وجميل وكان يسرحه للخلف فيكشف عن وجهه طفولي وجميل وبشرته بيضاء ولامعه ويستقر فوق شفتيه شارب مشذب بعنايه شديده وفي العموم كان وسيما وسامه الرجال في سنه ولم يتخلى طوال حياته القصيره عن ارتداء الجلباب البلدي الأبيض والذي كان بياضه يلفت النظر وتحته فانله قطن بيضاء بكم طويل وكلسون قطن ابيض طويل ويضع على رأسه طاقيه تفصيل بيضاء....
ملحوظه:
عندما كنت اشتري لنفسي غيارات داخليه كنت أعمل حسابه معي واشتري له غيارات من تلك التي يرتديها واهديها له فيتقبلها بفرح طفولي ويظل لسانه يلهج بشكري حتى اصيح في وجهه خلاص ياأحمد كفايه.... كفايه فيصمت على الفور وكأنك شلت فيشه من اي جهاز كهربائي....
اما عن سماته الشخصيه فهو مؤدب جدا وعف اللسان ولم اسمعه طوال حياته انه تلفظ بلفظ نابي او استخدم لغه السباب لاحد بل كان يتعامل مع الناس بمنتهى الهدوء وبصوت خفيض يقترب من الهمس وكانت اهم سمه فيه هي الحياء الشديد فلا يمكن بل من المستحيل ان ينظر إلى امرأه في عينيها مباشره علاوه على عند سماعه لكلمه نابيه كان وجهه يحمر خجلا ويحتقن بالدماء ولاحظت أيضا انه عندما كان يأتي لمنزلنا حاملا لطلب طلبناه منه كان لايعطي وجهه للباب بل دائما يعطي ظهره له عندما تفتح والدتي له ويظل يتكلم معها وهو معطي لها ظهره.....
كنت في بعض الأحيان ادعوه لمصاحبتي مع أصدقائي للفسحه معنا لو تصادف ذلك يوم إجازته. وقبل وفاته بحوالي ١٥ يوم صاحبني في إحدى تلك الفسح وكنا وحدنا وجلسنا في كازينو كروب المطل على النيل وموقعه كان خلف مباني القصر العيني القديم ولا اعرف السبب الذي جعله يفتح معي سيره حياته واكتشفت خلال جلسه الوداع هذه الجانب الخفي من شخصيته فكان شلال من الرضا بداخله والصفاء النفسي الشديد لقلبه وإيمان المطلق بالنصيب والقدر وكذا الحمد لله عز وجل في كل خطوه يخطوها في حياته... كان شلالا منهمرا من ذلك كله.......
قبل وفاته بأسبوع كان يترك باب غرفته مفتوحا وفي يوم وفاته عاد الي هذه الغرفه متأخرا وحاملا في يده عمود الاكل التي أعطته له زوجه عمي اسماعيل وبمجرد دخوله سحب طبليه الاكل من تحت سريره ووضع عليها عمود الاكل ثم جلس على الأرض ساندا ظهره على كنبه موجوده وقبل ان تمتد يده الي عمود الاكل خرج السر الإلهي واسترد الله وديعته وتوفي وظل على جلسته هذه حتى اذان الفجر وكانت هناك سيده عجوز تسكن في غرفه مجاوره له وعندما تأخر في الخروج لصلاه الفجر دخلت عليه فوجدته على هيئته هذه فأبلغت اولاد عمى اسماعيل اللذين حضروا وقاموا بعمل اللازم.....!!!!!!!
حدثت هذه الوفاه فجر يوم جمعه وصلي عليه أكثر من اربعه آلاف شخص بعد صلاه جمعه هذا اليوم بمسجد السيده زينب وكانت زوجه عمي اسماعيل قد امرت أولادها بدفنه في مقبره ابيهم وبجواره وكنت حاضرا كل ذلك وكانت أشد عباره سمعتها أثناء دفنه اهتز لها جسمي كله كانت من جارته العجوز فلقد صرخت بأعلى صوت لها قائله....
(ياحسرتي على شبابك ياأحمد)
فلقد توفي ولم يتجاوز عمره القصير الأربعين عاما ولم يتزوج طوال حياته.......
ولد وحيدا..... وعاش وحيدا.... ومات وحيدا....
رحمك الله ياصديقي الحبيب وأخي الذي لم تلده امي وعوضك الله عن تلك الحياه التي عشتها ورضيت بها وحمدت الله عليها ولعلك الان تتمتع بحياه اخرى افضل منها بكثير......
على فكره ياأحمد ياهاشم انا اترقيت لرتبه اللواء اللي كان نفسك تشوفني بيها وسأريك اياها عندما نتقابل ان شاء الله ياحبيبي......
ملحوظه:
توفي قبل صدور نشره ترقيتي الي رتبه اللواء بسته أشهر فقط......
(انتهت)
المجد لجيش مصر.... وتحيا مصر الوطن...