في التاسعه والنصف سمعت وانا في غرفتي صوت باب شقتنا يفتح وسمعت صوت والدي يلقى بتحيه المساء على والدتي ففتحت باب غرفتي قليلا جدا لاشاهد ما سوف يجري وسمعت صوت والدي يقول لأمي مالك فردت عليه ابنك ياسيدي منغص عليا حياتي فرد عليها وهو يسير الي غرفته والتي تقع أمام غرفتي مباشره ولا يفصلها سوي عرض صاله الشقه... ماله عمل ايه شاهدتها تسير وراءه ثم دخلا الغرفه ساعدته في تغيير ملابسه فرميت اذني عندها لاسمع مايجري وفتحت باب غرفتي لاخره وسمعت هذا الحوار بينهما....
هو: خير الواد عمل ايه
هي: رجع من المدرسه حافي وداهن رجليه باللاكيه الأسود وكان عايز يستغفلني
هو: ضحك ضحكه طويله وعاليه الواد عمل ايه قوليلي تاني
هي: فكررت ماقالته فضحك مره ثانيه
هو: انت بتضحك على ايه بدل ماتقوم عليه وتديله علقه بقولك كان عايز يستغفلني
هو : مش نعرف الأول عمل كده ليه وبعدين نحاسبه... والجزمه بتاعته راحت فين
هي: مش عارفه مارضيتش يقولي ثم خرجت من غرفه والدي وذهبت الي الحمام واحضرت الفانله والبنطلون المتسخان ورمتهما تحت أقدام والدي وقالت اتفرج على تصرفات ابنك
هو: لازم نسمع منه حصل ايه وبعدين نحاسبه
هي: انا مش هاقبل عدم حسابه انت هاتبوظه بدلعك ليه
هو: انا عمري مادلعته اهدي بالله على نفسك شويه هو انتي عايزانى ادبحهولك علشان تستريحي
هي: بعد الشر عليه من الدبح بس الواد ده مجنني وبقولك كان عايز يستغفلني
هو: ضحك مره اخرى ولكن بصوت اقل وقال الواد ده دماغه رايحه فين نسأله بالراحه وبعدين نشوف ثم نادي على والدي فقررت خطفه لصالحي مستغلا ضحكه من الموقف وارتديت ثوب الجديه الشديده ورسمت الغضب على قسمات وجهي وجهزت دموعي لاسدعائها فور طلبها وذهبت الي غرفه والدي والذي كان يجلس على حرف سريره مرتديا جلابيته البيضاء وفوق راسه طاقيه بنفس اللون ووالدتي تجلس على فوتيه بالحجره وسألني والدي وأثار ضحكه باديه على وجهه وتحولت الي شبهه ابتسامه قائلا ايه اللي حصل ودار هذا الحوار بيننا..
هو: ايه اللي حصل
انا: امي ضربتني بعصايه الغليه
هو: وبعدين..؟
انا: امي ما حطليش اكل لغايه دلوقتي
هو: وبعدين
انا: امي عايزه تبعني للزبال ب ٢ جنيه
هو: فلتت منه ضحكه متوسطه وقال وبعدين
انا: امي عايزه تبادلني مع بتاع الساكسونيا بطبقين صاج
هو : كل ده ماشي وبعدين جزمتك راحت فين
انا : جزمتي اتسرقت
هو : اتسرقت ازاي
انا: البوليس سرقها
هو: ضحك بصوت عالي وقال بقى البوليس سرق جزمتك وانت لابسها... ازاي
انا: لا ماانا كنت قالعها وحاطيطها على الرصيف
هو: كشر عن انيابه وقال بطل ملاوعه معايا شوف انا صبرت عليك اد ايه واحكيلي بالتفصيل اللي حصل.
انا: حكيت له كل ماحدث بالتفصيل وبصراحه كامله
هو : كان يستمع وقسمات وجهه تتراوح مابين الضحك والابتسامة ثم قال ومين صاحب فكره اللاكيه دي
انا: انا صاحب الفكره دي
هو: فيه حد كان معاك
انا: زميلي ساسو(وكان يعرفه)
هو:ضحك ضحكه عاليه وقال طبعا هو مش محتاج يدهن رجليه واستمر في الضحك ثم قال ماتعملتش كده تاني انا مش فاضي الف عليك في الأقسام ولا انت فاكر نفسك ابو حباجه(لاعب كره قدم كان مشهورات أيامها)
انا: حاضر انا اعتزلت الكوره من النهارده
تدخلت والدتي في الحديث قائله هو انت مش هاتحاسبه ولا ايه؟... فرد عليها انتي مش ضربتيه هو انتي عايزاه يتحاسب مرتين على فعل واحد.... كفايه عليه العلقه اللي خدها... قومي جهزي لنا العشا فقامت مغتاظه وزغدتني في كتفي زغده قويه وذهبت الي المطبخ لتجهيز العشاء فقال لي والدي بعدما ذهبت اوعي تعمل كده تاني ومن بكره هابعت معاك احد العمال ليصحبك للمدرسه ويعود معك لغايه مايرجع بدر الملوك من إجازته فاهم وعليه العوض في الجزمه اللي البوليس سرقها ثم ضحك...
ونادت والدتي علينا للعشاء وجلسنا على السفره فلاحظ والدي ان طبقي خالي من اللحمه فقال لوالدتي انتي مش حطاله لحمه ليه فردت خساره فيه فتناول طبقي من أمامي ومد يده لها قائلا حطيله نصيبه من اللحمه فوضعت قطعتين فقال لها حطي حته كمان اصل ابنك بذل مجهود النهارده في اللعب وفي العلقه اللي اخدها منك فضحكنا نحن الثلاثه ضحكه عاليه.....
الله يرحمك ياأمي انتي وابي فلقد تحملتما شقاوتي وانا صغير ومغامراتي وانا في صدر الشباب ومضيتما تلملمان خلفي آثار هذه الشقاوه وهذه المغامرات وادخلكما فسيح جناته...... والله وحشتوني
(انتهت)