كانت داده نفيسه التي صاحبت ابله زهيره تقف على باب الغرفه وأم ان سمعت طلبي لحضور بدر الملوك حتى جرت وندهت عليه وحضر بسرعه ودخل الغرفه وما ان رأني وانا ابكي من شده الألم حتى سأل مين اللي عمل فيه كده فردت داده نفيسه حضره النظاره وانتين من الفراشين وذكرت أسمائهم فخرج يجري وكما حكوا لي فيما بعد انه اشاعه حاله من الرعب والف ع لمن كانوا موجودين في حوش المدرسه وتعاملت الصرخات حتى أن المدرسات اصدروا وامرهم بدخول التلاميذ الي فصولهم وظل بدر الملوك يجري في كل أنحاء المدرسه حتى همس في اذنه بواب المدرسه ان الفراشين قد هربا الي خارج المدرسه فجري الي مكتب النظاره فلم يجدها فلقد هربت الي سطح المدرسه واختبأت في فصل الموسيقى واغلقته على نفسها من الداخل فعاد الي الغرفه وحملني على كتفه وانا ابكي من الألم وجرى بي الي المنزل ولن انسى ماحييت منظر ابله زهيره وهي تجري وراءه وهي تحمل حذائي الجديد وتجري ورائها داده نفيسه الي ان وصلنا إلى منزلنا وما ان رأت والدتي منظري حتى رقعت بالصوت واغمى عليها فتولت ابله زهيره افاقتها ثم اتصلت بوالدي والذي حضر بسرعه وماان رأني بهذه الحاله حتى امر بدر الملوك بحملي وطار بي الي مستشفى المنيره القريب من منزلنا وقابل الطبيب الذي أبلغه ان المستشفى ليس به جهاز اشعه ويجب الذهاب إلى مستشفى احمد ماهر ولكن والدي لم يسمع كلامه وطار بي الي برسوم المجبراتي....
وقفه قصيره:
عندما كبرت دفعني فضولي لتجميع معلومات عن تلك الشخصيه الغريبه التي ظهرت فجأه في مصر بنهايه عشرينات القرن الماضي واعني بها برسوم المجبراتي....
اختلفت المصادر على منبته
و جنسيته البعض يقول انه شامي والبعض الاخر يقول انه من المهاجرين الارمن والبعض الثالث يقول انه يهودي من اللذين قدموا الي مصر من المغرب العربي وانا أرجح البعض الثالث لأنني رأيت شمعدان غريب الشكل موضوع على بوفيه الصاله التي كنا بها وعندما درست التاريخ اليهودي واستحضرت ذاكرتي شكل هذا الشمعدان فوجدته هو شمعدان المينوراه اليهودي وهو من أساسيات الديانه ولا يوجد بيت يهودي يخلو منه....
هو ليس طبيبا ولا يحمل اي شهاده في الطب ولكنه بارع جدا ومحترف في الطب الشعبي المتخصص في تجبير وتجبيس الكسور وبلغت شهرته جميع أنحاء المملكه المصريه كما رأيت بعيناي عندما وصلنا اليه فلقد كان هناك كم كبير من جميع أطياف الشعب المصري وكان معظمهم من إقاليم مصر المختلفه....
اما عن وصفه فهو رجل تعدي البدانه بفارق كبير كان عباره عن مايقارب الطن من الدهون والعضلات ويجلس مربعا ساقيه على دكه خشب فلاحي صغيره الحجم هو ذو شعر اسود فاحم وناعم جدا ينسدل على جبهته العريضه وعينان سود واسعه ويداه كبيرتان اصابعه غليظه....
انتهت الوقفه
وما ان وصلنا حتى ادخلونا على الفور ووقفت أمامه وكان والدي يسندني فقال له بلهجه أمره سيبه ده بيدلع ثم أمرني قائلا... اقف عدل ياولد حاولت الاعتدال لان الألم كان رهيبا فأخذ يتحسس كتفي بيداه الكبير تان ثم عنقي ثم وضع إحدى يديه خلف رقبتي والأخرى أمام كتفي واخذ يلهيني بالكلام ثم بحركه مفاجئه ضغط بكلتا يديه عكس بعضهما ضغطه شديده فسمعت طقطقه عظامي في تلك المنطقه وصرخت من الألم فما كان منه إلا صفعي بالقلم على وجهي وقال خلاص خلصنا ثم امر احد مساعده قائلا هاتلى الالشين.....!!!!!!!!
ملحوظه :
الالشين عباره عن رباط من الصوف الخشن عرضه حوالي ١٥سم وصوله حوالي ١٠ أمتار كان له استخدامان الأول يلفه جنود الحدود حول سيقانهم اتقاء للدغ الثعابين والعقارب عندما يمشون على الأرض في الصحاري ولكم ان تشاهدوه في استعراضات قوات حرس الحدود عندما يردون ملابسهم التاريخيه والاستخدام الثاني لهذا الالشين هو ربط بطون النساء عقب الولاده بغرض عدم ترهل عضلات البطن....
احضر المساعد الالشين أمرني عم برسوم بضم يدي على جانب جسمي وبدأ في ربط هذا الالشين حول رقبتي وكتفي ويدي المضمومه الي جانب جسمي وكان الربط شديدا في البدايه مما كان يسبب لي الانات من الألم ولكنه زغر لي بشده ورفع يده ليوهمني بأنه سوف يضربني مره آخره فتوقفت عن هذا الانات وحبستها بداخلي والحقيقه انه بعد فتره قصيره جدا شعرت بشيئ من الراحه استطعت تحريك اصابعي ثم امر والدي بعدم فك هذا الرباط قبل أسبوعين ثم ناوله بطرمان صغير من صندوق خشبي مركون بجواره وقال له ابقى ادهن له من هذا الدهان بعد فك الرباط لغايه مايخلص البطرمان..... ثم صاح اللي بعده..... وعند عودتنا سألت والدي عن هذا الدهان فرد بأقتضاب ده دهن تمساح...!!!!!
المهم عدنا الي مستشفى المنيره وانا معه وقابل الطبيب الذي قال لوالدى انتم روحتم لبرسوم فرد والدي بالايجار فقال الطبيب ده احسن واحد في مصر بيجبر الخلع ويجبس الكسور ثم قام معالجه جروح مقدم ساقاي وباطن اقدامي من تجمع الدماء المحبوسه بداخلها وكتب تقريره الطبي بالحاله وسلمه الي صول شرطه موجود بالمستشفى والذي قال لوالدى لو عندك وقت نروح نسلمه للقسم فلم يمانع والدي وذهبنا الي قسم السيده زينب وقابلنا مأمور القسم والذي كان يعرف والدي ورحب به وأشر على التقرير الطبي وأمر بعمل محضر وتم اخذ أقوال ابله زهيره وداده نفيسه ثم حكيت للمحقق ماجري ثم اصطحبنا مأمور القسم الي نيابه السيده زينب والتي كان مقرها في ذلك الوقت في الدور العلوي من القسم وقادنا الي مكتب رئيس النيابه الذي اشفق جدا على حالتي وقرأ المحضر وقال لوالدى اطمن ياحاج رضوان حق ابنك هايرجع لك وأشر على المحضر ثم قال لنا ممكن تروحوا علشان ابنك يستريح ولما احتاج لك هابقى اطلبك.. والحقيقه ان ابله زهيره وداده نفيسه لم يتركانا خلال هذه اللفه وظلتا معنا حتى عودتنا للمنزل ولم تقبل والدتي بما فعلته المستشفى بأقدامي من لفافات القطن والشاش والمراهم وقامت بفك كل ذلك وغسلت اقدامي بماء دافي ثم قامت بعمل لبخه من الحناء والملح والقرض ومانعت انا ذلك في البدايه حتى شخطت في وسددت لي نظرات ناريه قائلها بلاش العند اللي انت ماشي بيه ده فرضخت لها اتقاء للعواقب ووضعت هذه اللبخه على اقدامي وكثفتها فوق الجروح واماكن تجميع الدماء في باطن اقدامي ثم قامت بتمزيق بعض الفانلات القديمه ولفت بها ساقاي اقدامي وظلت تغير لي هذه اللبخه لمده ثلاثه ايام متتاليه والحقيقه انه بعد ٣ مرات كانت النتيجه مذهله لي فلقد انصرفت الدماء من باطن قدمي وجفت الجروح في اقدامي بالرغم من قضاء اول ليله في عذاب شديد من الألم والخرقان الذي اصاب اقدامي.....
انتظروني بشوق