حاول العدو ايام ١٠-١١-١٢ محاولات مستميته لاختراق الحد الأمامي لدفاعاتنا بهجمات مضاده متتاليه وقصف مدفعي وطيران وخلال هذه الأيام ظهرت نوعيه

جديده من طيارين العدو اكثر حرفيه علاوه على اعداد من الطائرات اكبر من إمكانيات العدو وفي نفس الوقت ظهرت بكثافه القنابل المحرمه دوليا بكافه انواعها.. وبالرغم من كل ذلك لم ينجح في زحزحتنا ولو سنتيمتر واحد عن الخط الدفاعي الذي انشأناه وفشل في ذلك فشلا ذريعا..

في ال الرابعه والنصف من بعد ظهر يوم ١٣ أكتوبر لاحظت ان الجار اليمين لنا وهي سريه مشاه من اللواء ١١٢ مشاه التابع للفرقه ١٦ المشاه (كان قائد هذه السريه قد قمت بتنظيم التعاون وتنسيق الجهود فيما بيننا قبل الحرب واتفقنا على إشارات التعارف وكلمات المرور والاجابه بيننا علاوه على تبادل ترددات جهازي اللاسلكي له ولي)....

لاحظت ان هذه السريه لا ترد بالنيران على العدو بطريقه مريحه بل كانت هناك طلقات فرديه غير منتظمه فأتصلت به فلم يرد وظللت اتصل حتى الثامنه مساءا ولكني فشلت في تحقيق هذا الإتصال فتوجهت الي قياده كتيبتي وقابلت قائدي العظيم وابلغته بذلك الامر الذي اقلقه كثيرا وامرني بدفع داوريه استطلاع الي مكان هذه السريه فورا ونفذت ذلك وذهبت الدوريه وعادت وابلغتني بأن هناك شهداء كثيرون بموقع السريه ولا يوجد ضباط او جنود فيه والموقع خالي الا من الشهداء فقط...!!!!

والحقيقه انني لم اصدقهم فأبلغت قائدي العظيم بذلك وإنني قررت الذهاب إلى ذلك الموقع في أول ضوء يوم ١٤ اكتوبر للتأكد بنفسي من ذلك فوافق على ذلك...

وبمجرد بزوغ فجر يوم ١٤ أكتوبر توجهت الي موقع هذه المنكوبه واصطحبت معي ٣ طاقم اقتناص دبابات وجماعه مشاه لحمايتنا من اي مفاجأت قد تحدث وعند وصولي لهذا الموقع رأيت ابشع مشهد يمكن لانسان ان يراه..!!!!!

رأيت اكثر من ٣٠ جثه واشلاء لجثث جنود هذه السريه مبعثره في جميع أنحاء الموقع بما فيهم قائد السريه والذي كان يجلس في حفرته مستشهدا وبجواره جهازه اللاسلكي مدمرا... وكانت الدماء تملاء المكان واسلحه المستشهدين مبعثره بجوار جثثهم وأثار القصف الجوي عليهم واضحه جدا اما باقي جنود السريه فلم اعثر على اي أثر لهم.......

انتظروني بحزن

المجد لجيش مصر.... وتحيا مصر الوطن...