بعد انتهاء حرب ١٩٦٧ بدأنا نشعر بحجم المشكلات وعظمها التي كانت تؤرقنا جميعا على جبهه القتال وسوف اخلصها في الاتي:

١: عدو يربض على الضفه الشرقيه لقناه السويس المسافه بينك وبينه ١٦٠ متر فقط ويتمتع بأفضليه الأرض والتي منسوبها أعلى من منسوب الأرض التي عليها موقعنا الدفاعيه وبالتالي هي مكشوفه لديه

٢: عدو يمتلك اسلحه أحدث وأفضل مما لديك

٣: سماء مفتوحه يرتع فيها طيران العدو ويقصف اي مكان حتى أنه وصل بقصفه الي عاصمه بلدك القاهره

٤: وجود مانع مائي له مواصفات شديده الخصوصيه مثل سرعه التيار اتجاهات هذا التيار التي تتغير كل ٦ ساعات وهنا اشهد لهيئه قناه السويس بأنها امدت الجيش بجميع خصائص هذا المانع المائي لدراستها ولم تبخل بأي طلب منها في ذلك

٥: قيام العدو بأنشاء نقط قويه شديده التحصين على الشاطئ الشرقي للقناه بلغ عددها ٣١ نقطه قويه على كامل المواجهه وهذه النقاط لها خصوصيه شديده في محاوله اقتحامها

٦: السلاح الذي بيدك سلاح قديم لا يجاري سلاح العدو

٧: واخطر هذه الأسباب هو الهزيمه النفسيه للجنود نتيجه الردع النفسي الشديد الذي قام العدو لهم أثناء انسحاب من نجا منهم.....

كل تلك الصعاب لم تثنينا عن محاوله إصلاحها تحت ظروف تفوق جوي للعدو يهدم كل ماتحاول إصلاحه اشتباكات يوميه ينتج عنها شهداء وجرحي كثيرين ولعلي اذكركم ببوستين كتبتها سابقا الأول بعنوان عريس نمره ٦ عن الشهيد النقيب محمد إسماعيل سليمان والثاني بعنوان الشهيد الحق عن الملازم اول/ لطفي محمد علي فهما يدللان على عظمه العطاء ونبل الاستشهاد وهما موجودان على صفحتي....

وكان العدو يضرب بعرض الحائط شرف القتال ففي حاله الرد على اشتباكات معنا كان يقوم بقصف المدنيين في مدن القناه اللذين كانوا يستعدون للتهجير وترك هذه المدن وخلال هذه الفتره صدرت الأوامر بعدم الرد على العدو مهما كانت درجه استفزاز لنا لاتاحه الفرصه للتهجير للمدنيين ولكم ان تتخيلوا يااسيادي حجم المعاناه التي كنا نشعر بها وان العدو يضربك وانت لاترد عليه

اي نعم كانت هناك بعض العمليات الخاصه التي تم تنفيذها على العدو تعبيرا عن غضبنا ولكنها لم تشفي الغليل حتى وصلنا إلى يوم ٨ سبتمبر عام ١٩٦٨ وكشرنا عن انيابنا وكان هذا هو التاريخ الحقيقي لبدء الدفاع النشط قواتنا ففي هذا اليوم كشفت المدفعيه المصريه عن غضبتها.. واه والف مليون اه من غضبه مدفعيه قواتنا ففي هذا اليوم رأينا جميعا النيران تشتعل في جميع مواقع العدو على جبهه القتال ورأينا أيضا جنود العدو يفرون من مواقعهم هربا كالفيران المذعوره من شده القصف عليهم وبدأنا فعلا منذ ذلك التاريخ في إظهار رفضنا لهذا الوضع وبدأت الاشتباكات المدبره من طرفنا هي التي تسود وتتسيد الوضع على الجبهه اي نعم كان لنا شهداء تسقط بيننا ولكن لايهم فالارواح تهون في سبيل الوطن....

         انتظروني بتمهل