هب أنه أتيح لك اختيار الوسيلة التي تنهي حياتك بها ..
على ينحصر اختيارك بين الصعق بالكهرباء .. الغرق .. والرمي بالرصاص ،،
أيهما تختار ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
اليوم ستضع حداً لكل شيء ..
يجب أن تقبل ياسمين الزواج من أحمد .. إن هذه هي الطريقة الوحيده ليكف عن الإهتمام بها وبالتالي تكف هي عن الأمل ..
ليست مثالية على الإطلاق بالعكس .. إنها تتمنى في قرارة نفسها أن تفشل علاقتهما فيما بعد .. أن يكتشف أنها لن تفهمه مثلها ..وأن كل المواصفات التي بناها في خياله هي مجرد قالب متسع كثيراً على حجمها الحقيقي ..
لو عرف ياسمين لمات حبه لها ..! هذه سنة كونية ، السبيل الوحيد لقتل الحب هو القرب من الحبيب !
وحتى لو لم يمت .. ستنقذ رقبتها من كلابتيه ..،
وقفت تنتظر خارج المدرج .. تتفرس ملامح الطالبات ..،
ثم أقبلت ياسمين ..
لها من اسمها نصيب كبير ..، بالفعل هي نسمة عطرة رقيقة تسري ولا تخطو ..
تبتسم برقة فتشرق الشمس وتبهت الموجودات من حولها ..ويبدو الحاضر أجمل !
اقتربت هبة منها وكل ذرة في كيانها ترتجف .. لو كان لها مزاج رائق لشبهت نفسها بعبد السلام النابلسي في فيلم شارع الحب !
وقفت في بلاهه أمامها تنتظر أن تنتهي من حديثها مع إحدى الزميلات ..
التفتت إليها ياسمين وابتسمت برقة ..
تلعثمت قليلاً ثم تنحنحت في حرج : مساء الخير انا هبة زميلتكم في سنة أولى كنت عاوزاكي في موضوع
هزت ياسمين رأسها في أناقه .. وتبعتها إلى ركن بعيد عن صخب الزميلات ..
- خير ؟
- كل خير .. آآ .. انا صديقة أحمد زميلكم في الدفعه اللي سبق كلمك في موضوع الارتباط
بدا على ياسمين الإهتمام وقطبت حاجبيها وهي تتابع شفتي الفتاه بعينيها الجميلتين
- آآ .. كنت عاوزه اقولك .. مش عشان احمد اخ عزيز ولا حاجه ..، بس دي الحقيقة لو سألتي أي حد هيقولك عليها ..، هو إنسان ممتاز خلقا ودينا ..
ثم أخذت شهيقاً عميقاً وقالت : وملهوش في الدنيا أي أمل إلا إنك تكوني من نصيبه ..!
ارتفع حاجبي ياسمين في دهشة فتابعت هبه بسرعه كأنما تخشى نسيان الكلام الذي أعدته سلفاً : عارفه أغنية ميتحكيش عليها بتاعت عمرو دياب ؟ هو بيغنيهالك دايما كل ما يشوفك .. في الحقيقة أنا مشفتش حد بيحب حد زي ما هو بيحبك .. والبنت مننا في الاخر عاوزه ايه الا انسان يحبها ؟؟
لاح على محياها الجميل شبح ابتسامه .. فتشجعت هبه للمتابعه : انتي متعرفيش هو عمل ايه عشانك .. كفايه تعرفي ان كل شلتنا حبتك من غير ما تعرفك بسبب كلام احمد عنك ..، لو عاوزه نصيحتي متضيعيش منك ومنه فرصه مستقبل مشترك مش هتلاقي الحب ده أبدا بعد كده ..،
رباااه ..!!
أي قدرة امتلكتها لتلوي عنق الكلمات فتخرج رجاء بأن ترتبط به وهي في الواقع رجاء بأن تختفي من حياته ..!
أي صراع ذلك الذي كان يعصف بكيانها .. تتمنى أن تقول لا .. ولكن نعم هي النجاة !
بللت ياسمين شفاهها الرقيقة بطرف لسانها ثم نطقت بصوتها الهامس الحاني : انتي قولتيلي اسمك ايه ؟
- هبه ..!
- طيب يا هبه انا مقدرة كل كلامك ده وعارفه انه انسان كويس قوي ..، لكن أنا في نظري لسه بدري قوي على خطوة الجواز دي .. لسه قدامي ماجستير وهو كمان لسه هيدور علي شغل ويكون مستقبله ..، صعب والدي يقبل ارتباط وهو مش عارف لسه مستقبله ايه وانا اخلاقي متسمحليش ارتبط بواحد قبل الخطوبة ..،
تسارعت أنفاس هبه وبدا الانفعال واضحا على وجنتيها ..بينما ياسمين تتابع :
- انتي اخته وقريبه منه زي ما بتقولي .. حاولي تشوفي افضل طريقه توصليله الكلام ده من غير ما تجرحيه ..، انا قلته مره واعتقد اني جرحته فهاتيهاله انتي باسلوب افضل مني .. ان شاء الله هيلاقي الاحسن في حياته هو لسه صغير ..!
خفق قلب هبة بشدة وهي تلقي سؤالها الأخير : يعني مفيش أمل تفكري؟؟
هزت ياسمين رأسها نافية ثم مدت كفها الرقيق ليلمس كتفي هبة : بس انا سعيده بمعرفتك في كل الأحوال ..
احتضنتها هبه كأنما تفرغ في أحضانها كل لحظه لهفه وتوتر مرت بها ..
إن هذه الفتاه تمنحها من حيث لا تدري ..
قبلة الحياة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إنفجر أحمد صارخاً في وجه هبه : انا مش قلتلك انا اللي هكلمها آخر السنه دي ؟؟ ايه اللي خلاكي تكلميها ؟؟
ارتجفت الفتاة من فرط انفعاله المفاجيء وتعثرت الكلمات على شفتاها : أ..أنا ..كـ .. كنت عاوزه أس..اعدك !
زفر في ضيق ثم تابع بنفس اللهجة الصارخة : انتي مسمعتيش الكلام ليه كنتي سيبيني انا هقولها ... ثم مال بحدة أكثر ليثبت عينه الوحيده في عينيها : انا عارف انتي قولتيلها دلوقتي ليه !!
ارتعدت هبه من تحول أحمد الغريب .. إنها المره الأولى التي تراه فيها منفعلاً إلى هذا الحد بينما واصل هو في لهجة أكثر جنوناً وعدوانية : انتي كنتي عاوزه تسمعيها بتقول عليا لا ويمكن كمان قولتيلها حاجه تخليها ترفضني !
اتسعت حدقتيها واحملقت في وجهه بمزيج من الرعب والإستنكار بينما يتابع : بس يكون فعلمك انا لو مجوزتش ياسمين مش هجوز أي حد!
ثم اعتدل واقفا فبدا أقرب لرسوم الطاغية في القصص المصورة التي كانت تقرأها ورماها بنظرة سامة أخرى : لكن دي غلطتي اني كنت بعاملك كويس وانتي فهمتي معاملتي غلط وهصلح الغلطه دي !!
ثم ارتدى عويناته الطبيه وحمل دفاتره وانصرف ..
شيعته بنظرة مذهولة دامعه ..
ماذا ارتكبت لتستحق منه كل هذا ؟
والسؤال الأهم
هل هو صادق في تهديده حقا ؟؟
(يتبع)