الكلاب طاهرة، وهذا مذهب الإمام أبو حنيفة، ومذهب الإمام مالك، ومذهب الإمام أحمد في رواية.
وأدلتهم قوية جدًا من القرآن والسنة.
أما حديث "إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب"، فيعارضه آيات قرآنية تثبت دخول الملائكة الحفظة والكتبة وملائكة قبض الأرواح جميع البيوت بلا استثناء.
ويجب جمعا بين الأدلة ومنعا للتعارض حمل الحديث على ملائكة الوحي حصراً، وروايات الحديث تؤكد هذا التخصيص، فكان الممتنع هو جبريل عليه السلام وهو مختص بالوحي.
أما حديث انتقاص الأجر لمن اقتنى الكلاب، فهو محمول على أن هذا الانتقاص سببه إيذاء الناس وترويعهم وإزعاجهم بغير ضرورة، أو إيذاء الكلب المقتنى بالضرب أو منعه الطعام.
فإذا انتفت هذه الأسباب، لا يكون هناك انتقاص من الأجور.
قال الإمام القرطبي: "وجعل النقص في أجر من اقتناها على غير ذلك من المنفعة، إما لترويع الكلب المسلمين وتشويشه عليهم بنباحه، أو لاقتحام النهي عن اتخاذ ما لا منفعة فيه".
فالمنفعة من الكلب في وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجتمعه وبيئته كانت منحصرة في الحراسة والصيد، ولكن اليوم المنافع تعددت وتنوعت، فأصبح الكلب يساعد في علاج التوحد والاكتئاب والشعور بالوحدة وتعزيز مهارات الأطفال وزيادة ذكائهم ومساعدة المكفوفين وغير ذلك من المنافع.
فما دام هناك منفعة ومصلحة من اقتناء الكلب، فلا يوجد أي مانع شرعي من ذلك.