"عبس وتولى" ليس المقصود بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قطعا
والقرآن الكريم يفسر بعضه بعضا وسأبين لك بالدليل القاطع استحالة كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المقصود.
أولاً: لفظ "عبس" في القرآن الكريم لم يُستخدم إلا مع الكافرين:
"ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ".
ويستحيل أن يصف الله عز وجل كافراً مستكبراً بالعبوس، ثم يستخدم نفس اللفظ في وصفه لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
ولو كان الخطاب موجهاً لسيدنا محمد، لاكتفى القرآن بوصفه بالغضب، كما قال عن سيدنا يونس: "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَّهَبَ مُغَاضِباً"، وكما قال عن سيدنا موسى: "فَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ".
فلفظ "الغضب" هو اللائق بمقام النبوة، بخلاف لفظ "عبس" المستخدم في وصف الكافر. وسيدنا يونس وسيدنا موسى ليسا بأكرم على الله من سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ثانياً: الفعل الماضي "تولى"
لم يستخدمه القرآن إلا في وصف الكافرين والمفسدين ويستحيل أن يستخدم القران نفس الفعل مع سيد المؤمنين وإمام الصالحين!
وإن شئت فاقرأ:
"وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا"
"نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ"
"وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ".
والآية الأخيرة جمعت بين "التولي" و"الاستكبار"، فإذا وضعتها بجوار آية: "ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ" وجدت تطابقاً تاماً بينهما، وفهمت أن الخطاب في أول سورة "عبس" موجه للكافر المستكبر وليس موجهاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فيستحيل أن يكون لفظ" تولى " المقصود به هو رسول الله
فما تولى رسول الله عن الكافرين حتى قال الله له " فتول عنهم فما أنت بملوم " فكيف يتولى عن المؤمنين.