هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة د. زينب ابو الفضل
  3. القابضون على الجمر

الناس في بلادي غدت لاتتصالح مع المرابطين على ثغور الأخلاق و المثل العليا ، فالخامل يكره أن يرى مجتهدا ، والمرتشي يكره أن يرى شريفا ، والخائن يكره أن يرى أمينا ، والكذوب يكره أن يرى صادقا ، والجاهل يكره أن يرى عالما ….

وهناك تكاتف غير غادي على القعود بكل صراط للصد عن سبيل أهل الحق والمروءات ، بل والتشهير بهم ومحاولة إقصائهم بعيدا عن شغل المواقع المؤثرة ، حتى لاينكشف أمر الفاسدين وماهم عليه عاكفون من زيف وبهتان . 

وسط هذا المناخ المكفهر لاشك في أن القابض على دينه كالقابض على جمر، كما قال صلى الله عليه وسلم " يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على جمر " 

ولاأعني بالقابض على دينه ذلك الشخص الحريص على إقامة شعائره التعبدية بشكل طقوسي يومي على قلب خاو من التقوى والمراقبة ، ولكني أعني القابض على قيم دينه ومثله وأخلاقه العليا ، ذلك الذي فاضت أنوار العبادة على جميع جوارحه ، فتجسد فيه الدين خلقا يمشي في الناس .

فالنبي صلى الله علبه وسلم كان قرآنا يمشي بين الناس ، وحين سئلت السيدة عائشة عن خلقه ، قالت في عبارة موجزة " كان خلقه القرآن " 

وقال صلى الله عليه وسلم " أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " 

وقال "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له " 

والآن ماأكثر من يصلون ويبالغون في التعبد ، ولاتنجاوز ثمرة صلواتهم وعباداتهم شبرا فوق رؤوس

فمع هذه المساجد التي تملأ كل زقاق في بلادنا إلا أن الفساد عام طام ،حتى بات المصلحون يتشككون في أنفسهم ويتباطؤون النجدة من السماء ويقولون " متى نصر الله " 

في وسط هذا المناخ المزيف غدا كل مصلح يستشعر الغرابة ، فهو غريب عن الناس وهم غرباء عنه …

حقيقة ماجالست أحدا من ذوي المروءات إلا وهو سجين داخل نفسه ، يخشى الغدر والخيانة مادام مصرا على عدم الاندماج في ثقافة القطيع .

 ولكن طوبى للغرباء ، فهؤلاء الغرباء هم أنفسهم القابضون على الجمر .

 

و أبشر الفسدة وسدنتهم بأن القابضين على الجمر سيظلون عليه قابضين ، ومهما حدث سيظلون غرباء ولن يسمحوا لأحد بالاقتراب من السباج الذي يتحصنون داخله من القبم 

، ولن يرتابوا في أن ماهم عليه هو الحق ، 

وأن كل هذا الذي يملأ الآفاق زيف في زيف 

القابضون على الجمر ألفوا الجمر ولهيبه الحارقة ، وإن قدفتهم الدنيا كلها بالحجر فسوف يظلون يقذفونها بالثمر ، وهم يوقنون 

بأنه وإن سقط الآن على غير أهله ، فسوف تتطاير مادة الحياة في بذوره إلى أجواء أخرى عما قريب ، وسوف تزهر بما هو أنقى وأبهى وأصفى .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1293 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع