كنت قد قررت الإبتعاد عن كل وسائل التواصل الإجتماعي لأسباب وظروف شخصية كان من الصعب معها تحمل أعباء ما يجري من الفوضى الكلامية العارمة على كل المنصات.. خصوصا وأنني مصاب بداء البحث والتحليل لكل ما أقرأ وأسمع .. ومن كثرة ما قرأت وسمعت إكتشفت أنني على درجة عالية من الجهل يلزمها قدر كبير من الجهد والمثابرة لبلوغ المستوى الفكري للمحللين السياسيين والمفكرين الإستراتيجيين وأصحاب النظريات الإقتصادية المستنيرة التي تباع بالجملة في أروقة وأزقة وشرفات شارع الكلام .... وقد آلمني كثيرا أن يمنعني قراري هذا من متابعة بعض الأصدقاء المحترمين فكراًً وكتابةً وخُلقاحميداً ...وهنا لابد أن أعتذر عن تقصيري نحوهم وقد غمروني بمشاعر طيبة وهم يسألون عن سبب الغياب.. لكن ما يجري الآن عند الأعتاب الشرقية لبلادنا يجبرني على كسر حاجز الصمت والعزوف الذي تواريت خلفه لشهور طويلة.. لأن مايجري الآن خطير في وقائعه اليومية وما يترتب عليه وعلينا في المستقبل القريب .. إنه حدث ضخم بكل المقاييس في توقيته ومعناه (ومغزاه) وقد إختطفه كالعادة أصحاب العزة الكبار ليجعلوا منه مسرحية عربية هزلية سوف تُعرض قريبا يرتجل فيها الممثلون سلوكهم ويتراشقون فيها بالكلمات والرصاص مع المتفرجين من أمراء العرب ومن المفكرين والحكماء والسفهاء فتتحول ساحة المسرح العربي إلى فوضى عارمة كانوا من قبل يسمونها فوضى خلاّقة.
إلى اللقاء