هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينات مطاوع
  3. أنت رائع يا.. (ارتجاف الأحزان)

 

أتدري ممَ ترتجف الأحزان، وترتد خاسئة حسيرة، مهزومة السعي والوجدان؟! 

وما الركن المحرم عليها اقتحامه، والاستحياء من التفكير في دخوله؟

ـ إنه المأوى، الركن الشديد، حصن الأخوة المقدس، فمن كان هذا رزقه الطيب فإنه يرفل في نعيمٍ غير مجذوذ، وطوبى لقلبه وحسن معية!

 

تفر الأحزان ومردة اليأس حين يصطدما بعضد الأخوة الشديد، ويُرجما بثباته.

 

يقول الله عز وجل:

 

وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)

 

وكأني أشعر أنه حين (آوى إليه آخاه) أتت (قال) على عجل لتضمه، وتلملم شعثه، وتطمئن لوعة قلبه، فجاءت مجردة من كل شيء إلا الأمان، فتلاشت الروابط أمام بلاغة الفعلين، وذابت الفواصل، وانمحت الواوات..

 

في حضرة (آوى وقال) سقطت من الروح والعمر كل أعوام الفراق، وشُيعت أوزار الكيد إلى مثواها الأخير مهزومة بالصفح الجميل الذي بدا في كرم يوسف ـ عليه السلام ـ وعفوه عن عثرات إخوته من لحظة إيواء الجب له بأمر الله، ختامًا بتلك الضمة حين آوى إليه أخاه، وربت على قلبه قائلًا:

 

(إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون)

 

ما أقسى أن يئد المرء آلامه لترتع بداخله، ويمشي على وجعه فاقدًا حِسه، واهمًا نفسه بالتناسي والتجاوز وكل مكظوم ومقبور بداخله يقف متربصًا ينتظر القيامة ليطفو في أجل غير محسوب له حساب!

والله ـ العلي العظيم ـ يبصرنا بعصا النجاة في آيات كثيرة:

 

(اشدد به أزري) 

(إني أنا أخوك فلا تبتئس..) 

(سنشد عضدك بأخيك)

 

نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعش وحده، ولم يمشِ في طريق وحده، بل اقتسم عمره مع الصِدّيقين، واصطحب معه المستخلصين، وأنفق من وجوده على الجميع بشتى تناقضاتهم واختلاف طبائعهم، وهو بشر زيدت له الابتلاءات والمحن؛ لأنه القدوة الذي إذا تهنا في زحام الحياة عن سبيله أعادتنا فطرتنا إليه.

 

لنكن كتلك الشجرة التي طيّب الله ذكرها في كتابه، أصلها ثابت على أرض اليقين والعقيدة لتقوى ويتقوى بثباتها من رمت بهم معركة الحياة تحت ظلالها، وفرعها في السماء سامقًا لا ينهزم ولا ينحني أمام البلايا، وإن أطاحت بها رياح المحن آثرت الفناء وهي واقفة في مكانها دون تسليم كلها للغياب، أو انهزامها أمام السراب.

 

وأنت رائع

عند كل محنة كفر فيها اليأس بيقينك وصمودك، وسارع يسترق الحِس ليتسلل من خلالها إلى قلبك ليثبط عزمك، فجعلت بينك وبينه حجابًا مستورا، وأحسنت استضافة محنتك، وأقمت الحياة.

 

أنت رائع

حين رشفت من معين التواضع، وأحسنت لخفايا نفسك، وأدركت بأدب العارف البصير ما يلزمها لتكتمل، فطلبت العون من الله بالاستعانة بمن يمد لك قلبه لإنجاز أمرك مثلما فعل الكليم عليه السلام،

فالله ـ جلّ في علاه ـ أراد أن نكمل بعضنا بعضًا، فإن زدنا في شيء فقد نقصنا في أشياء، جعلها الله في غيرنا ليكملنا، ونكمل غيرنا أيضًا، لتكون الحياة مشتركة تفرضها الضرورة وليس التفضل، لنرى في النهايه أننا جميعًا سواء في كل شيء.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1142 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع