الفرق شاسع يا كرام بين عتاب تفصَّد من رحم المحبة،
وأذي توشح بوشاح العتاب بداعي المحبة،
فلا تزينوا الكلمات بريشة العتاب المؤطرة بالمحبة التي بها أقيمت الدنيا، ولا تجعلوها ـ المحبة ـ موضع خلاف انتصارًا لنفس أو إعجابًا واختيالًا برأي؛
فتشكوكم إلى الله بزعمكم، وتطلب القصاص يوم
لا ينفع جاه ولا سلطة، فتردوا على أعقابكم بدمع الحسرة والندم.
نحّوا المحبة جانبًا والعتاب جانبًا، وأيقظوا غفوة الضمائر، وانفضوا الغبار، وارفعوا الحجب عن ران النفوس علّها تبصر من زاوية ما اعتراها العمى.
أما عن الصامتين ترفعًا، دعوهم وشأنهم، قلوبهم وما بها لله،
صمتهم، أنينهم، صبرهم، احتسابهم لله، ربط الله على قلب وجعهم وأعقبهم في نفوسهم صبرًا ورضًا وسلوان...
إنا لله وإنا إليه راجعون.