القراَن الكريم قول الله وكتابه
عندما قرأته وجدت انه سبحانه
اشار الي ملكه وملكوته والي كل الخلائق ومن ضمنها الانسان
....
وقد اشار المولي سبحانه الي ما يزيد علي خمسين عضوا من جسم الانسان ما عدا المخ اهم عضو في جسم الانسان
...
لك ان تستغرب ان تكوين المخ اعقد من خلق السماوات والارض ...والمخ وزنه تقريبا واحد كيلوجرام و٤٠٠ جرام
حملته في راحة يدي وأنا ادرس التشريح ...ومخ المرأة لا يختلف عن مخ الرجل لكنه يقل في الحجم وفي الوزن بما يوازي تقريبا ١٥ في المائة وذلك لأن جسم المرأة وهيكلها العظمي اقل قليلا من الرجل
...
والمخ هو القائد والمايسترو للجهاز العصبي في الانسان وهو بمثابة غرفة العلمليات التي تدير وتراقب كل اعضاء الجسم من رأسه حتي اصابع قدميه
...
وبالمخ نحو ١٠٠ مليار خلية عصبية متشابكة مع بعضها ومع الخلايا العصبية الاخري التي تتوزع في كل اعضاء الانسان
..وبالفحص تحت الميكروسكوب الالكتروني وجد ان اطوال الاسلاك العصبية في الجهاز العصبي للانسان تفوق اسلاك الاتصالات بين سكان الارضية مئات المرات !
..اليس ذلك غريبا
..لكن الخالق هو الله
(وفي انفسكم افلا تبصرون) ٢١
الذاريات
....
والمخ مسئول عن الاحساس والفكر والارادة والتدبر وعن حركة الجسم والايدي والارجل وعن النوم والاسترخاء وعن الاكل والشبع والجوع والتنفس ودقات القلب واللفتة والنظرة والهمس واللمس
...
والمخ يتجول في كل امور الدنيا وليس له حدود في الفكر وليست لديه خطوط حمراء يؤمن ويكفر ويشرك ويتردد ويلحد ويبصر ويسمع المرغوب والممنوع
....
ولكن شيئان لم يقربهما لأنه دون المستوي
اولهما الذات الالهية
لأن الذات الالهية ليس لها شبيه حتي يستطيع المقارنة
(ليس كمثله شيئ) ١١ الشوري
ثانيهما الروح
لأن الروح غيب من امور ربنا
(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) ٨٥ الاسراء
....
لماذا لم يذكر مولانا سبحانه المخ في القرأن ؟
مع انه خالقه واكتفي بخلق غرفة منيعة ومحصنة بعظام قوية تحفظه من العوامل الخارجية وقد جعل الجمجمة بيت المخ وداره واعلي جسم الانسان !
...
ولم يذكر ايضا كلمة المخ ذاتها ولا حتي كلمة مخ مع ان المخ جسم محسوس باليد والعين
حتي اللغة العربية ابت ان يخرج من المخ..فعل او فاعل اوحتي مفعول به او مفعول فيه كأن حروفه محرمة
...
ولكن شاء الانسان ان يسمي المخ (جدلا) العقل
...
وايضا لم يذكر مولانا سبحانه في القرأن الكريم كلمة العقل
لكنه تفضل علينا باستخراج افعال منه ومن معناه مثل
افلا يعقلون ...يفكرون....يتدبرون
...
وكلمة العقل جاءت من كلمة العقال
والعقال هو حبل الدابة الذي تربط به في جذع الشجرة او الحائط او الوتد خوفا من ضياعها
لذا يقال اعقلها وتوكل
...
وكلمة العقل جاءت من كيفية التحكم في الامور بروية واتزان وهي تميز الانسان عن الحيوان حتي لا يهبط الي التوافه وينزل الي مستوي ربما اقل من الحيوان نفسه
(ان شر الدواب عند الله الصٌمٌ البُكمُ الذين لا يعقلون) ٢٢ الانفال
....
ونظرا لأن الشجون والعواطف وهي افكار تلقائية نابعة من اعماق الانسان فلا المخ ولا العقل يستطيع ترجمتها ...كانت رحمة الله واسعة
فأبدلهما بخير منهما مثل القلب والفؤاد واللٌب وهي اسماء تمثل المخ والعقل معا
...
لما شاءت الاقدار ان تلقي ام النبي موسي ولدها في نيل مصر خوفا من فرعون شعرت كان قلبها فرغ من كل شيئ سوي ذكر موسي
(واصبح فؤاد ام موسي فارغا) ١٠ القصص
وقيل ان عقلها وقلبها فرغ من ذكر اي شيئ حتي الوحي الالهي لذا طمأنها المولي
(انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين) ٧ القصص بعدما اصيبت بالهلع
...
وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم لما نزل جبريل عليه في غار حراء اصيب بالهلع وكذبته قريش لكنه راَه بقلبه وفؤاده ولم يستوعبه المخ
(ما كذَب الفؤادما رأي) ١١ النجم
....
وايضا ذكر القلب بديلا عن المخ والعقل لما كذبت قريش النبي محمد بالقرأن وهو يذكرهم بمصير الامم السابقة كمثل قوم لوط ومدين والاثار التي تدل علي دمارهم لما عصوا الله
(أفلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او أذان يسمعون بها فانها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ) ٤٦ الحج
...
ذكر المولي سبحانه القلب والفؤاد بدلا من المخ والعقل بل واضاف كلمة بمعني الجوهر النقي للفكر وسماه اللٌب
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوالالباب) ٩ الزمر
...
ألا تري ان صاحب المصنع جلب لصناعته احسن وارقي الاوصاف والمعاني
لعلنا نرقي!!