عزيزي الأسمــر...
صباح الثامن مِن آب...
داهمني فجأة حنين بمذاق الحُزن، ألمٌ يطرق الأبواب المُقفلة لدهاليز عقلي، أتذكر بحنينٍ موجِع ذاك الصباح الّذي فِقتُ بِه ولم أجدَك.
واليوم.. استيقظتُ بعد ليلة مليئة بالقصف، وَهبتني ذاكرتي استراحة إلىٰ أنْ يأتي الليل ثانيًا وأقعُ غريقة أفكاري ويقضمُ الألم قلبي.
بَعَدَك أسير هائمة.. أتشرد في ميداين المدينة وأركض عارية القدمين على أرصفة الغُربة.. أسمع وقع خطواتي يَئِن، وأجراس نبضاتي تقرع.. أتجه نحو البريد، أقف مُشرّدة أودِع رسائلي بلهفة وأعود هائمة ألتقي بما يُزيد أعماقي غصة.. المقاعِد تنزف.. الشوارع تبكي.. الحُزن يُخيم على المدينة وقلبي، أيُّ حالٍ تركتنا عليه؟
عزيزي الأسمــر.. أسيرُ في الطُرقات، تتطلع عليَّ الذكريات مِن المَفارق ويُصدعني الشوق، وأعودُ قَبيل الليل أقطِن غُرفَتي، تنهال عليَّ الألآم مِن كُلِّ حدبٍ وصوب في انتظار بزوغ فجرٍ جديد.. أستيقظ لمُمارسة عاداتي وطقوسي اليومية الّتي اعتدت مُمارستها معك.