أتاني القلم منتصبا... يمشي على قدمين
يرسف في أغلال كنت قد أحكمتها عليه من قبل ونسيت؛ ففزعتُ من مرآه على هذه الحالة وقلت غاضبة...
كيف تسللت إلى هنا؟ ألم اخبرك أنني ما عدت أرغب في بقاءك جانبي.. فقال:
أنتِ من استدعيتني!
قلتُ: متى؟
قال: حين تكلمتِ عني
قلتُ: وماذا قلتُ عنك؟
قال: قلتِ...
أما من خليل يؤانسني بليلٍ
من طول عتمته هجرته أقمارُ
تاهت على دربي شمسٌ بلا ضيٍّ
والخوف رافقني والسهد لي جارُ
رأسي كما قِدرٍ يغلي على جمرٍ
والجمر تشعله عٌقَدٌ وأفكارُ
والقلب موصولٌ بوداد من رحلوا
والعقل مشغولٌ تسلبه أخبارُ
أصبحت لا أرجو برءً لعلته
فالداء في قلبي حِكَمٌ وأسرارُ
صاحبتُ أوراقي والكل قد هجروا
لم يبق لي خلٌ لم تبق لي دارُ
شيطان أشعاري هلا تؤانسني
تكتبني في سطرٍ...تكتبك أسفارُ
ويسيل في عينيّ... نهران من وجعٍ
ما أقسى أوجاعي... و الحبر مدرارُ
بالله أخبرني من قض قافيتي
وأقام مأتمة تنعيها أوتارُ
يا من تناجيه في الليل نجماتي
تخفيك عن عيني حجبٌ وأستارُ
بالله تأتيني فالصدر معتلج
والشوق يشقيني والقلب محتارُ.
....................
فتبسمت... وفككت قيده وجلسنا نتسامر.