وعن الطمانية التي تنتاب روحي حين اتصالي بك واستشعاري بأنك قوة ولاكنها تحنو علي جنبات نفسي حين تشتد عليا كل الدنيا ، وفي افتقاري إليك عزا لم أجده في تجبري واستكباري علي نفسي واستشعاري بأنك تسمع ضجيج قلبي وتتفهمه بدون نطق وعبارت في حين ان الناس لم تلتمس من كثير كلامي غير القليل وهذا القليل لم يبلغ حد آذانهم ، إلا ان شكوتي إليك بلغت حد السماء واخترقتها بدون لغة او حروف فثمت في حديثي إليك لغة وابجدية لم تكتب بعد ، فلكل منا لغته وابجديته الخاصه في حواره معك لم يستطع بنو البشر جميعا أن يتفهمها وانت وحدك تتفهم كل منا بابجديته وتلعثم حركاته دون تجويد او تنميق فالسر لم يكن في جمال الصياغه بقدر جمال الانكسار إلا لغيرك فلم تفرض في حوارنا معك لغة للخطاب وانت المستغني عنا ، فلسان احوالنا وطرح قلوبنا بين يديك واستشعارنا بان احد يرعنا فلم يضيعنا وانه لم يفرض علينا ما لا تسعه أنفسنا طعم ومذاق اخر لم يبلغ حد الوصف بالعبارت ولا بحروف البشر وابجديتهم ، فثمت فراغ في دواخلنا سماوي لم يسد بعد إلا ان نتحسس انك تحتوي ضعفنا بلطفك الخفي حتي نتعرف من انت عندنا ومن نحن عندك ، فحين تسوقتا ذواتنا الي غير ذالك الطريق نجد الجزاء من أنفسنا فتصاب اعماقنا بالحزن والكئابه فثمت شيء دخيل لم نرتاح ونطمان له بعد فجزء فينا لن يقبل بغير تدبير الله فينا فستصواب ذالك الجزء في ان ننكسر وننطرح بين يدي رحمته فسواء أردنا او لم نحب فحتما سوف ياخد ذواتنا منا إليه فالجميع لا يعرف متي وكيف ولاكن اغلب الظن ان كلا امام نفسه يعرف متي وكيف فكل منا ينادي إليه بابجديته وحروفه الخاصه التي تناسب مكونات نفسه فيتفهما جيدا فهو مخيرا ان يقبل او يعرض عنها ، فحقيفة الإدراك سهل ولاكنه مع السهولة ممتنع . فمن انت عندنا ومن نحن عندك ..