تابعنا بسعادة الأحكام النهائية التي أطلقها الشعب المصري، المتابع للدراما والبرامج على القنوات الفضائية لموسم رمضان 2025م، ورأينا نتيجة الاستفتاء الضمني الكبير، الذي جرى على ما تعرضه القنوات الفضائية من برامج ترفيهية ودراما تم إنتاجها بتكاليف باهظه تعدت المليار جنيه، وما شاهده المصريون في برنامج "قطايف" الفنان سامح حسين،
و الذي ظهر فيه بوضوح هوى هذا الشعب المصري العظيم، يسبح متسقًا مع كلِ من يُضيف إليه قيمة من خلال الفن، كما هو الحال في برنامج "قطايف"، وفي نفس الوقت يقاوم التيار الهادر الهابط للدراما الممجوجة، والمعروضة على بعض القنوات.
وأيضًا ظهر ذلك جليًا، في فرحة المجتمع المصري باستقالة أحد القائمين على هذه النوعيه من الدراما الهابطة المليئة بالإجرام والبلطجة أو بالجنس والابتذال، في دراما لا تعبر إلا عن الشاذ في المجتمع المصري.
ونحن لا نُنكر وجود هذه السلبيات الشاذة بين أفراد المجتمع في العديد من طبقاته الاجتماعيه، لكن يظل نقلها على الشاشات عبر بعض الأعمال الفنية بتفصيل التفاصيل، هو نوع من أنواع نشر هذه السلبيات التي توجد في البعض من أبناء المجتمع وليست فيه كله،
في حين أننا نجد نفس هذه السلبيات الشاذة منتشرة في المجتمعات الأخرى المشابهة للمجتمع المصري من حولنا، ولا نجد أي تسويق إعلامي لهذه السلبيات لديهم،
فتكون النتيجة الطبيعية، أن الصورة الذهنية عن تلك المجتمعات أفضل بكثير من الصورة الذهنية عن مجتمعنا المصري، وهذا بسبب التسويق الإعلامي السيء للسلوكيات الشاذة لدينا عبر هذه الدراما الهابطة.
وقد سرَّني كثيرًا ما تابعته أيضًا من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وقراره بإعادة تشكيل لجنة الدراما لتكون برئاسة الكاتبة والناقدة الفنية ماجدة موريس، لمراجعة اي مخالفات في الدراما المعروضة على الشاشات.
وأيضًا قرار عودة قطاع الانتاج الدرامي إلى ماسبيرو يعد خطوة مهمة لظهور أعمال ذات قيمة، ليرتوي شبابنا من تلك الأعمال الفنية الوطنية كما ارتوينا منها في زمن السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، لنجد في المستقبل ما يماثل "دموع في عيون وقحة" و "ليالي الحلمية" و "أرابيسك" و "لن أعيش في جلباب أبي"، وغيرها من الدراما المحترمة التي تقدم هدفًا نافعًا للمشاهدين، محتضنةً رسالة وطنية بشكل فني ودرامي مفيد يُشكل في شبابنا الانتماء للوطن، ويبتعد بهم عن البلطجة والعهر والإجرام.