هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • شهيد المعبر 149
  • الصبر على البلاء والحرمان: امتحان القلوب وصقل الأرواح
  • فوانيس مصر في رمضان 
  • العمل عن بُعد
  • فستان فرح 
  • طريق ومنحنيات
  • قلب وعقل 
  • أهو الإنسان؟!
  • نجاح بطعم الفشل
  • التيك توك .. مقزز
  • إلى صاحبةِ الحُزنِ الطويلِ
  • الهدف التوعية
  • محتوى بلوجر قبيح و معيب
  • هل الوهم يرسم، يا يحيى؟
  • مبروك أنت ممسوس
  • نجمة أمل
  • وميض ومضة غرام
  • ذلك الصباح البعيد 
  • ‏في أوروبا استطاعوا تحويل الزبالة لطاقة كهربائية‏
  • التوازن بين الابتكار والحفاظ على الأصالة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أحمد زكريا
  5. حب ما بعد الزواج ما أجمله

كنت خائفا بشدة من تكرار التجربة المريرة ,توسدت وسادتى تقوقعت فى سريري , أغمضت جفونى , إستغرقت فى الذكريات
مشاكل الخطوبة , الماديات , طمع أهل خطيبته فى كل شئ , مشاعره وهى تذبح أمامه , تفاصيل علاقة الحب وملامح العشق العذرى , تنزل دمعتان صامتتان على كل ما مضى , يتذكر تفاصيل الأماكن التى حملتهما و الإبتسامات واللقطات الفوتوغرافية ...إرتعاشات الأيدى المرهفة ...بكاء الحزن والحب والوله ... الأشعار التى ألفها فى محبوبته ...ثم نام .. أخذته إغفاءة
إستيقظ من نومه ...شعور عميق بالراحة والهدوء ...حمل ثقيل زال عن كتفيه .. شعور بالمسئولية وتحمل الأعباء دفن فى قاع ذكرياته .. كان يشعر دائما أنه خطيب لأبيها وأمها وأخواتها البنات بالإضافة إليها ... .......كانت أمه خائفة تحدث أباه فى صوت خفيض ...غمغمة وحزن ,,, إنى أخاف أن يعود لسابق عهده وأن يضعف أمام ذلك الحب ...طرقت أمه الباب ,,,النهاردة إيه رأيك نشوف بنت الحاج محمد ... أطرق فى يأس ...اللى تشوفيه يا أمى ..أنا خلاص فشلت فى إختياراتى ومعدتش قادر على الإختيار ...على العموم أنا موافق ....كان للمرة الأولى يشعر بالهدوء والسكينة بعد عام ونصف من العقبات والمشاكل مع أب خطيبته السابق ...رجل جاء بميراث ضخم من تقاليد الصعيد البالية ...وكانت نهاية الخطبة على يديه بتعنته وحرصه الشديدين ...إستسلم لخواطره وهو يتأبط ذراع أمه ذاهبا لرؤية العروس ...طرقة أو طرقتان ...يفتح الباب ...السلام عليكم ..وعليكم السلام ... وبعد الكلام التقليدى إحنا عاوزين فلانة لفلان ..
فوجد ذلك الرجل الذى تخوف من تحكمه كما فى السابق هو رجل فى العقد السادس ذو طلعة هادئة ذو ذقن بيضاء نقية كالثلج يحاكى الملاك فى ابتسامته يقول فى استكانة وهدوء يا بنى ما تقدر عليه تجئ به (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) تذكر على الفور حماه السابق وهو يحكى له عن المناسبات الدينية والنصف دينية وهدايا الذهب و ما يستحب من الأطعمة والأشربة ...إنهما صورتان متناقضتان ...ما بين ملاك وشيطان ....وفجأة دخلت العروس ...زينتها الحجاب وعباءة بسيطة وابتسامة هادئة تحاكى ابتسامة أبيها ...شعور الراحة والطمأنينة إرتسم على شفتيه عندما قال لها إجلسى هاهنا وقام من مكانه مفسحا لها ...فأجلسها إلى جواره وبينهما تلك المسافة الفاصلة بين الحلال والحرام بين ما يجوز ولا يجوز فشعر برحابة الصدر وجمال الدين فى سعة صدر أبيها وكان الإتفاق والإرتياح هما جناحا التوفيق لتلك الزيجة ثم زغرودتان ,,,,,,,,,,,,,,
بعد شهر .......أصبح زوجا ..ذاق طعم الأنس والإئتناس صار يبيت فى حضن زوجته ,,,بعدما كان يبيت وحيدا متوسدا وسادته الخالية ...وصار الإئتلاف بعد الزواج ...جميلا هادئا ...تمر الأيام
يرزقان بقرة عين لهما ....ثم أخرى ...تتعقد الأحداث ....تضطرم مشاكل الأزواج ...تدخلات الأهل ...مقارنات بين تلك الزيجة وأخرى ...تمر الأيام يشعر بأنه صار كهلا فى بداية العقد الرابع من العمر .. ..يتخيل أنه قد صار هكذا وسيظل هكذا ..الرجل التقليدى والزواج التقليدى ...والحياة الروتينية والمشاكل المعهودة
تزداد المشاكل ما بين وجهة نظره ووجهة نظرها مابين ما تربي عليه وما بين ما تربت عليه ...الفجوة المعهودة بين كل أسرتين
يتفقان فى النهاية على أن يحللا مشاكلهما ...ويقرأآن الكتب التى تتحدث عن السعادة الزوجية ...تمر الأيام سراعا ..وبمرورها تتحد وجهة نظريهما ...يشعران بالسعادة التدريجية ...الحنان المتبادل ... تعلمت هى مع الزمن أن الرجل ترك كل معنى للأنوثة فى بيت أبيه وأمه وكل رمز لها ليجتمع فى صدرها هى
وتعلم هو أن المرأة تركت كل معنى ورمز للرجولة من أخ وأب وأقارب لتجده على صدره وبين ذراعيه ....صار حبهما مثل عبير الزهر ينفث العطر بهدوء وسكينة بلا ضجيج ...صارت حياتهما ذلك الإنسجام الذى يتآلف فيه إثنان فيشعران أنهما كيان واحد ...لقد تعلما أخيرا أن الزمن والتفهم العميق لكل منهما للآخر وتبادل الأدوار والمودة والرحمة التى أودعها الله فى قلب كل زوج وزوجة ....كان كل ذلك كفيلا بذوبان الجليد وتدفق المشاعر واضمحلال اليأس وتجدد الأمل ....وها هو زواج الصالونات التقليدى الذى كان يتخوف منه أثمر زهرتين جميلتين وينتظران الثالثة لتكتمل أزهارهما ,,,,معا يحملان الحب والأمل والحياة ورحيق أزهار المحبة وعصارة العشق الممزوج بالأحلام الوردية الجميلة كأجمل عاشقين ....لا بل كأجمل زوجين

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1323 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع