هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • أصعب لحظات حياتي
  • ذكري رحيل الكاتب الكبير العقيد جلال عامر
  • المكاسب السياسية أهم!
  • قيل ظلمتهم الصواعق
  • طرقاتكم العامرة
  • لا تهاجموا الأردن
  • بالدم ....نفديها
  • كبد الحياة
  • مواعيد عرقوب
  • من الآخر كده
  • ذاكرة على جليد يحترق
  • عندما تفقد الدول العربية ريادتها الثقافية ومكانتها الأدبية
  • نظرية المؤامرة،، كبسولة
  • لِمَ لا
  • سلام اللَّهِ عَلَيْكَ يا مهموم
  • استمتع بحياتك
  • سأنتظركَ اليوم أو غدًا
  • 100 ساعة لا تكفي مستر بيست
  • معونات الإملاءات،، كبسولة
  • دواعي الشعور..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايهاب همام
  5. 24 ساعة (رواية) الجزء العاشر

الفصل الواحد والثلاثين

      نظر سامي لها مبتسماً وهو يغادر::: عندي اللي يصون قلبي ويحفظه.....الحقيني يلا........

لم تنتبه رحمة لجملته الاخيرة....فتفكيرها في اياد كان غالبا بشكل كبير.....

تجمع الجميع عاصم إياد رحمة....منى إحسان..... أمر سامي إياد بمناداة مسعد ومحسن....يحتاج الجميع في أمر هام.....

لم يطل الوقت كثيراً حتي صار الجميع متواجداً....

تنهد سامي ثم تحدث.....هو أنا... أنا عارف أن الوقت مش مناسب ولا الظرف مناسب لحاجة زي كده......بس حكم الظروف هي اللي اجبرتني لكدة.....

وجه حديثه لمسعد وإحسان قائلاً::: انا حقيقي مشوفتش منكم إلا كل خير......ويشهد ربنا اني حبيتكم.....بس أنا اسف..... أنا مش هقدر أكمل في الخطوبة مع رحمة.....

ضج المكان بعدم فهم.....

منى غير مصدقة ما يقول او ما تسمع:: انت بتقول اي....اي الي بتقوله دا ياسامي....

إحسان التي صدمتها لا تقل عن منى:: في اي يا بني هو...هو حصل مننا حاجة زعلتك.؟؟؟

بينما اكتمل عقد اسئلتهم بسؤال مسعد الذي دهش هو الآخر من كلام سامي::: ازاي....ليه.....واي السبب..؟؟؟

اما عن محسن فلم يتحدث....اكتفى بالصمت......ليرى ما الذي سيحدث.....

اما عن عاصم  فا ابتسم بمكر ناظراً لسامي وقد علم ما برأس سامي وما الذي يفكر به.....رد سامي تلك الابتسامة لعاصم...

اما عن إياد ورحمة.....فهكذا تتم الأمور كما يريدان.

انتظر سامي قليلا ثم تحدث::: خلصتوا؟؟؟...خلصتوا أسئلة وكلام؟؟؟؟... أنا وافقت على الموضوع في البداية عشان اراضي أمي وأبويا بس...اما دلوقتي مبقاش ينفع.....مبقاش ينفع عشان....عشان رحمة وإياد.....

منى بعدم فهم:: إياد ورحمة.......ماله إياد برحمة.....

بدأ سامي يقص حكاية رحمة وإياد على الجميع وصوت اندهاش وعدم فهم ما يحدث....ذاك الأمر الذي بدى جليا على وجوههم سواء اكان محسن او مسعد او منى او حتى إحسان التي تعلم بقصة حبها لذاك الشاب ولكن لم تتخيل ابداً أن يكون هو ذا....

حل الصمت على المكان وقت ليس بالطويل....ذاك الذي انهاه سامي...

اياد بيحب رحمة....ورحمة بتحب إياد.....وانا بعتذر  والله ما كنت اعرف.....وبالنيابة عن الجميع...بخطب رحمة لإياد.... إلا إذا كان في حد معترض....

رحب الجميع بالموضوع.....هنا اصبحت الفرحة هي التي تسيطر على الأجواء تماماً....المعني الحرفي لانقلب الميتم فرح.....

فرح منى بابنها..... وإن كان على حساب اخيه....ولكن اخيه الذي فعل ذلك.....

فرح إحسان لابنتها......هنيئا فقد ظفرت بحبيبها...

ومسعد لم يختلف الأمر كثيراً عنده إن كان في البداية يريد مال محسن...فالأن  أصبح لا يهتم كثيراً بالمال....خاصة وانه قد عاد الى ربه عسى ان يغفر له ما فعله في السابق......لا ينكر ايضاً فرحته ولكن لفرحة رحمة.....

اما عاصم فقد اقترب من سامي وتحدث هامساً::

مش عارف اقولك ايه....رديت ليها ولينا الروح من تاني....متعرفش كانت بتحب إياد ازاي...مش عارف أشكرك ازاي

سامي باسماً::: معملتش حاجه للشكر....رحمة اختي زي إياد و...وزيك كمان ربنا يخليهم لبعض ويحافظوا على بعض...

عاصم:: اللهم أمين....

سامي:: بعد اذنك بقي عشان عندي مشوار مهم جدا لازم اعمله.....

استأذن سامي من الجميع بالمغادرة....

تاركاً خلفه تلك الأحزان التي كانت متواجدة الى أفراح  تملئ القلوب.....

اخيراً اصبح القلبين العاشقين لبعضهما.... اخيراً ابتسمت لهم الحياه مجدداً بعدما عانوا طيلة الفترة السابقة.... لم يعد يفصل بينهما اي شيء الأن.....

دقات علي باب منزل المقدم خالد.....

اتجهت تقى لتري من على الباب...

عاصم بإبتسامة::  مساء الخير...

تقي بفرحة حتي انك تكاد تري الفرحة ترقص في عينيها::  سامي..... أهلاً أهلا... مساء  النور اتفضل تعالى..

دخلت تقي وخلفها سامي الي البيت..... خالد يجلس على الاريكة... يتابع احدى القنوات التلفزيونية.....

وقف خالد مرحباً بسامي::  أهلاً أهلاً سيادة العقيد.

سامي::  أهلاً بيك يا خالد...

خالد::  اتفضل يا فندم اتفضل..... تقى اعمللنا حاجة ناكلها....

قاطعه سامي::  لا لا.... انا اكلت الحمد لله...

خالد::  طب تشرب ايه؟؟

سامي:: لا عايز اكل ولا اشرب..... انا جاي في كلمتين  وماشي على طول......  اقعدي يا تقى متعمليش حاجة.

جلست تقى على احدي الكراسي المقابلة لهم..... تكاد الفرحة تخرج  من عينيها.... بعد أن فقدت الأمل في انه سيأتي اليوم.... ها هو الأن امامها..... لا يفصلها عنه إلا خطوات معدودة... ابتسامتها ارتسمت على وجهها من لحظة رؤيته... لم تفارقها إلى الأن....

هو الحبيب وكفى..... هو الذي مال له القلب وكفى.... هو الذي شغل العقل والبال..... ذاك الحبيب الذي خطف قلبها من اول رؤية له..... ابداً ما كان الحب بكثرة اللقى..... ما كان الحب  بكثرة العمر.... الحب  ضيف يأتي يطرق باب القلب بلا اي مقدمات... بلا اي اسباب...... اما نحن هنا فأصبحنا نتلاعب بإسم الحب.... نخزل بعضنا بإسم الحب..... نستعبد بعضنا بإسم الحب.... نهين بعضنا بإسم الحب....  فور معرفتنا بأن شخص ما يحبنا..... لا نرحم.... لا نعزر.... نهين..... نقسوا...... ابداً ما كان هذا الحب....

الحب.... جبر للخواطر  قبل اي شي..... الحب  تحمل.... تحمل للحبيب  بكل ما فيه.... عيوبه قبل ميزاته.... الحب  هو ان تحول عيوب المحبوب  لميزات لا أن تزيدها عيوب.....

الحب أمان..... الحب ثقه..... الحب في أن أشعر إنك لن تتركني وأن كنت كومة من اخطاء..... إنك لن تتركني مهما حدث بيننا....

ذاك هو الحب يا ساده ولا شيء آخر.....

خالد ناظراً لسامي:: حضرتك مرحتش عزا  جدة خطيبتك ولا ايه يا فندم؟؟

سامي باسماً::  خطيبه مين..... ثم رفع يديه الاثنين  انا مش خاطب....

نظرت تقى ليديه ولكن لم ترى اي دبله فيهما فتحدثت بعدم فهم::  يعني اي مش فاهمة....

خالد هو الأخر لا يستوعب:: ازاي يا فندم.... حضرتك من ساعتين الدبلة كانت في ايدك..؟؟

سامي ببتسامته العزبة تلك:::  دا اللي جاي ليكم عشانه..

تقي::  جاي  عشانه؟؟... جاي عشان ايه؟؟؟.... انا مش فاهمة اي حاجة حرفيا....

خالد ناظراً لأخته تارة ولسامي تارة اخرى:::  والله ولا أنا فاهم اي حاجة....

سامي::  هفهمكم حاضر....... البنت اللي انا خطبتها  دي هي البنت اللي كنا شغالين على قضيتها صح؟؟

المقدم خالد::  اه... صح...

سامي:: وهي نفسها البنت اللي إياد اخويا انقذها من الموت ووداها المستشفى والباشا جابه من المستشفى علي السجن صح؟؟

خالد بتذكر::  اااه.... صح.... بس مكنتش اعرف انه اخوه سيادتك...

سامي بإبتسامة::  مش دا موضوعنا..... المهم إننا لم روحنا اليوم العزاء خدت إياد معايا عادي عشان نقوم بالواجب وكدة..... أول ما إياد شاف رحمة... ورحمة شافت إياد.....  رحمة وقعت من طولها فقدت الوعي..... وإياد تاه خالص.....

تقى بعدم فهم::  مش فاهمة..... انا مش فاهمة حاجة.!!

سامي مكملاً حديثه::  إياد حكالي على كل حاجة.... إياد بيحب رحمة..... وانا لم فاقت روحت اتكلم معاها..... حكتلي برده إنها بتحبه.... بتحبه جداً....

خالد::  يعني اخوك بيحب خطيبتك.... وخطيبتك  بتحب اخوك؟؟؟

تقى موجهة حديثها لأخيها :  بس... بس يغبي انت.... خطيبة ايه وبتاع ايه..... مش قالك مش خاطب.... وبعدين هما اللي كانوا بيحبوا بعض الأول مش هو اللي كان خاطب الاول....اسكت يا خالد  انت مش فاهم فا تسكت....

سامي ناظراً لها بإبتسامة::  كلامك صح.... هما كانوا بيحبوا  بعض قبل ما انا اخطبها....

خالد  يكاد عقله يشت::  ازاي يا جماعه  فهموني..... هما مكنوش يعرفوا بعض.. ومتقابلوش إلا المرة دي..... ازاي حبوا بعض هتجننوني؟؟

تقى بنظرة شرر لأخيها::  مش قولتلك  متتكلمش.... مش قولتلك انت مش فاهم حاجة... ثم حدفت في وجهه الوسادة... هو لازم عشان يحبوا بعض يقعدوا مع بعض عشرين سنة ولا ايه..... متعرفش عن الحب من اللقاء الأول.... مسمعش عن الحب من النظرة الاولى..... ولا انت تعرف منين.... ما انت اخرك تحب الحرامية وتجار المخدرات اللي بتتعامل معاهم....

ضحكا سامي وخالد ثم تحدث سامي::  خير يا ست تقى.... شايفك بتقصفي جبهات هنا..... منا كمان ضابط وبتعامل معاهم..... ها..... خير يا ماما  خير...

تقي ضاحكه:: لا انا اقصده هوه... مش انت.

سامي::  بس يا جماعة..... فا لما عرفت كل اللي حصل انا انسحبت من الموضوع.... وإياد خطب رحمة.... وبدل ما كنا في عزا  بقينا في فرح.... وسبتهم وجيت على هنا..... عشاني بقى

خالد بعدم فهم::  عشانك انت..... ليه خير؟؟؟

اخرح سامي علبه من جيبه ثم اتجه الى تقى وجلس على قرفصيه بحركة رومانسية.....فتح العلبة.... ليلمع منها خاتم به فص باارز من الألماظ....

تقبلي تتجوزيني؟؟

وضعت  تقى يديها على فهمها من صدمة مما تسمعه..... لم تتصور ابداً أن يحدث شي كهذا في اكثر الأوقات فرحاً....

نظرت تقى لأخيها وجدته يبتسم..... تحركت بتلقائية الى سامي..... اسندته حتى اعتدل.... ثم القت بنفسها بين اضلعه باكية........

أبتسم سامي... وضع يده على ظهرها والأخرى على شعرها.....::لي العياط دا..... انا اول مره في حياتي اشوفك بتعيطي....

تقى::  من فرحتي..... من فرحتي..... انابعيط عشان فرحانة..... عشان اخيراً هتكون ليا.... هتكون ليا بس..... مش هتحمل وجع إنك تكون لحد تاني او إنك خاطب حد تاني.... او لابس دبله حد غيري.

سامي بإبتسامة:::أسف.... والله كان غصب عني..... بس مقولتليش ها.... موافقة؟؟

خالد بحمحمه::  انا كيس جوافة صح؟؟.... لا لا اكيد جوافة.... في اي يا جماعة  ما تتلموا شوية.... أنا قاعد والله..... وابعدي عنه يا زفت... دا لسه جاي يخطبك.... يعني مش جوزك يعني ولا حاجة..... وانا مش موافق اصلاً..

ابتعت تقى عن سامي قليلاً... ورفعت حاجبيها::  بتقول حاجة يا خالد...... اصلي سمعت حاجة مش عارفه اذا كانت صح ولا اي.... إلا صحيح  بتقول حاجة؟؟؟

خالد ضاحكاً::اي... لا.... لا انا..... انا اتكلمت؟؟؟... انا فتحت بوقي؟؟؟..... دا انا بقول مبروك.... الفرح هيبقي  امتى؟؟؟.

سامي ضاحكاً وهو ينظر لتقى  ::  الفرح هيكون  في نفس يوم فرح إياد..... دلوقت هروح وبكرة إن شاء الله هنيجي انا والجماعة ونحدد كل حاجة... ها قولتوا ايه؟؟؟

تقى بمكر:: اي دا اي دا..... لا لا سبني افكر شوية....

سامي::  نعم ياختي.... وحياة امك؟؟؟... تفكري في ايه؟؟؟

تقى ضاحكة::  ونا مالي... هما بيقولوا كدة في الافلام...

امسك سامي بيد تقى وقبلها....::  يبقي إن شاءالله إن همشي دلوقت وإن شاءالله  بكره  هزركم....

خالد مبتسما:: على خير إن شاءالله...

غادر سامي متجهاً لفيلا. محسن السنباطي....

سامي::  ايه دا.... انتوا جيتوا؟؟؟؟.. جيتوا بسرعه ليه؟؟

منى باسمة ::  هننام هناك ولا ايه..... بس تعالى قولي.... انت روحت فين الأول؟؟.

سامي بمكر::  ماشي هقولك حاضر..... بس قوليلي عملتوا ايه.... إياد ورحمة...

تحدث إياد بفرحة:: الحمد لله..... حدد كل حاجة.... الفرح وكتب الكتاب إن شاءالله  بعد الأربعين بتوع جدتها... يعني على شهرين كدة....

سامي بنفس الفرحة::  الف الف مبروك  يا حبيبي..... مبروك ليك يارب.

إياد::  تسلملي.... والله  مش عارف اقولك ايه على اللي عملته.... ربنا ما يحرمني منك ابداً..... ويديمك ليا سند وأمان..... ربنا يخليك ليا يارب.

منى بحنين::  ربنا يخليكم لبعض يا نور عيوني  يارب... يخليكوا ليا ويفرحني بيك انت كمان يسامي...

سامي ببتسامه::  منا جايلك عشان كدة...

منى::  جايلي عشان اي.... مش فاهمة....

سامي::  بكره ان شاء الله هنروح نخطب بنوته.....

إياد بعدم فهم::  نخطب.... نخطب مين؟؟

سامي  بمكر::انا.... انا اللي هخطب يا حبيبي.... هخطب تقى اخت مقدم زميلي.

مني بفرحه::بجد..... هما كويسين وهي حلوة؟؟!.

اياد بمكر::  حلوة بس؟؟....ااااه دي قمر..... عسل.... حته شكولاتة...

سامي بغضب::  ما تتلم يا حيلتها..... اتلم يلا في اي؟؟؟

ضحك الجميع ثم قبلت منى جبهت سامي::  من عنيا يا قلبي... بكرة نروح نخطبها..... والفرح يبقي اتنين... انتم الأتنين في يوم واحد..... دا يبقي كدة حققت كل اللي اتمناه من الدنيا.... اموت وانا مرتاحة....

سامي مقبلاً يدي والدته::  بعد الشر عليكي يا ست الكل.... ربنا ما يحرمنا منك ولا من وجودك ابداً.....

مسعد::  يلا يا سامي بقي نطلع شقتنا..... ورحمة ومرات عمك يطلعوا شقتهم يناموا ويرتاحوا هما كمان...

عاصم::  لا يا بابا.... انا هفضل هنا.... هنام هنا اطلع انت... وانا عايز بس اتكلم مع رحمة شوية....

إحسان::  طب انا هطلع.... ولم تخلصوا حصليني يا رحمة

مسعد:: خديني معاكي يا ست إحسان.....

غادر اثنتيهم.... تاركين خلفهم عاصم ورحمة.... حل الصمت على المكان وقت ليس بالقليل.... قاطعه عاصم....

عاصم ببتسامه::  فرحانه؟؟؟؟

رحمه::  فرحانة؟؟؟.... فرحانة بس؟؟؟.... دي كلمة قليلة اوي يا عاصم..... انا حاسة اني هطير من الفرح.... وكأن كل الكوابيس اللي عدتت دي انتهت بحلم جميل اوي...... وكأن ربنا بيعوضني وبيراضيني على كل اللي اتحملته وشوفته في حياتي طول الفترة اللي فاتت من تعب وخزلان وإهانات ومشاكل وكل حاجة.....

عاصم مبتسماً:: عوض ربنا  جميل صح؟؟؟... جبر ربنا للخواطر مفيش احسن منه صح؟؟؟

رحمة:::  حقيقي..... جبره للخواطر  مفيش لا اعظم ولا افضل منه..... مين كان يصدق اني اقابل إياد تاني.... مين كان يصدق اني هشوفه تاني.... مين كان يصدق إن سامي نفسه هو اللي يتنازل عن الخطوبة عشان اخوه.... مين كان مصدق  اني بعد كل اللي شوفته في حياتي دا كله انني ممكن افرح تاني وترجع الدنيا  تضحكلي من تاني؟؟؟...

عاصم:::  واهو.... ضحكتلك من تاني يا ست البنات..... انتِ تستاهلي كل خير... تستاهلي كل حاجه حلوة.... ربنا يوفقك يارب.... ويسعدك ويريح بالك.... ويفضل دايما جابر بخاطرك كدة...

رحمه وقد شعرت بالحزن الذي يختبئ بين كلمات عاصم::  مالك يا عاصم في ايه .... حساك مش تمام...

عاصم بإبتسامة حزينة::... انا.... لا ابداً يا ست البنات  دا انا بس فرحان.... فرحان  ليكي وعشانك.... فرحان لفرحتك...

اقتربت رحمة منه ووضعت يداه بين كفيها...:::  مالك يا قلب اختك...انا هتوه عن قلبي ونبضي سواء زعلان او فرحان؟؟؟...

ايه مضايقك.... او ايه اللي عايز  تقوله...

صمت عاصم قليلا ثم انهارت عينها.... لم تستطع الصمت اكثر من ذلك.... انهارت تماماً وبدأ الدمع يتساقط منهما::

خلاص  هتسبيني؟؟؟... هتسبيني وتمشي؟!!.. ايام معدودة وتسبيني يا رحمة وتمشي؟؟؟..... هرجع.... هرجع  لوحدي تاني؟؟؟... مليش حد؟؟؟... مليش حد لا يسال عليا ولا يهتم بيا ولا يقولي مالك... كلت شربت..... نمت صحيت.... تعبت ولا حتى خفيت....

خلاص يا رحمة هتمشي؟؟؟؟؟.... وكمان جدي مشى؟؟؟.. وعمي مشى.... وكمان.... اللي كانت ليا في الدنيا بعدك.... سبتني ومشيت قبلك.....

كله بسيبني ويمشي..... وهفضل انا لوحدي تاني!!!

حاولت رحمة السيطرة على دموعها.::  يا حبيبي هو أنا همشي بس وأروح فين.... أنا معاك... معاك للأخر... هو أنا ليا غيرك يا قلب أختك؟؟؟.... هسيبك واروح فين بس.... وبعدين مين يعصبك ومين يزعلك ومين يشتمك ويبهدلك..... وبعد كل دا يرجع  يكلمك فتستقبله بالحضن والضحكة.... مين غيري يعني هاااا؟!!.

انا معاك.... معاك حتي لو غصب عنك فا هفضل معاك...

القى عاصم براسه بين ازرع رحمة:: انا بحبك... بحبك اوي... ومليش حد في الدنياااا.... مليش حد في الدنيا غيرك...

رحمة بإبتسامة::وانا كمان يا قلب أختك.... مليش في الدنيا غيرك...

عاصم بحزن:: ما.... ما إياد هياخد مكاني بقى خلاص..

ابتسمت رحمة لتلك الجملة الأخيرة... تعلم جيداً انه يغار عليها ولكن دائماً  ما كان يخفي غيرته..... ولكنها اخيراً ظهرت:: 

ايه بقي... انت بتغير منه ولا ايه هاااا..... وبعدين  يا قلبي انت حاجة وهو حاجة......

انت اخويا وسندي وأمني وعيلتي كلها..... وهو حبيبي.... ووو. ووو قلبي برده وحياتي...

عاصم باسماً:: وحياة امك...!!

رحمة ضاحكة::  ايوه بقى اضحك يا جدع  خلي حياتي تنور وتفرح..

ضحك عاصم قائلاً::  ربنا ما يحرمني منك يارب...

رحمة::  ولا منك يا كل ناسي....

مساء اليوم التالي

استعد سامي ومعه كامل عائلته للذهاب الى بيت خالد لخطبه أخته...

سامي:: يلا يا جماعة هنتاخر على الناس اللي مستنينا هناك.

إياد مداعبا:: اااه....ماله الحلو مستعجل كده ليه؟؟؟

سامي مش وقتك خالص يا رخم....خلصوا عشان الناس مستنيينا...

منى:: جهزنا يا حبيبي أهو...

سامي:: امال فين بابا....أنا مش شايفة يعني؟؟؟

منى بتوتر:: أصل.....أصل هو....

قاطعها سامي..::.أصل ايه...راح الشغل مثلا....مش جاي يعني....اوك ماشي....المهم خلصتوا؟؟؟

إياد حاول تخفيف الوضع::....ااااه اها جاهزين.....كمان رنيت على رحمة هنعدي نخدها في طريقنا....

سامي:: هو دا وقته يا عم انت كمان...

إياد ضاحكا:: دا جذاتي....دا جذاتي اني عايز افشخرك قدام الناس

سامي ضاحكا:: عايز ايه.....تفشخرني....لا يا عم مش عايزك تفشخرني قدام الناس....

إياد بمكر:: انت تطول اصلا....يا عم روح العب بعيد....

منى مبتسمة:: انتوا مش هتبطلوا المشاغبات بتعتكم دي....امتى هتفهموا انكوا كبرتوا وان واحد خطب أهو والتاني رايح يخطب.....هنجوز عيال يا جماعة والله...

ضحك سامي وإياد على حديث واالدتهم....انهيا كل الأمور استقلا سيارتهم اتجها الى منزل رحمة... 

هاتفها إياد انهم في الأسفل ينتظروا.....استأذنت من والدتها وغادرت...

رحمة:: أزيكم يا جماعة....

سامي بمكر اراد رد معاكسه أخيه لتقى امس:: ايه دا ايه الجمال دا كله....ثم وجه حديثه لإياد لو سمحت يا اخ...ارجع أقعد ورا وسبلي القمر دا يقعد جنبي....

إياد وقد أحمر وجهه نكذ أخيه في كتفه::: ايه يابا في ايه....هو أنا مش مالي عينك ولا ايه....ولا أنا خيال مأته قاعد قدامك...ما تتلم يا با شوية الله....

ضحكت رحمة ومنى بصوت مسموع....

منى:: تعالي يا حببتي اركبي....اركبي جنبي هنا سيبك منهم

رحمة مبتسمة:: وأكيد ليا الشرف يا ماما ان اقعد جنبك...ركبت رحمة السيارة قبلت يد منى.....

تحرك سامي بالسيارة بصحبه الجميع الي منزل خالد......

بينما خالد وتقى يستعدان لاستقبال ضيوفهم......

تقى: ها يا خالد...خلص  بقى...هتفضل تلبس سنه....الناس زمنها على وصول..

خالد ببتسامه:: ايه يا حببتي مستعجلة على ايه منا بلبس أهو...

تقى مش مستعجلة ولا حاجة.....بس...بس سامي زمانه على وصول...

خالد:: وأنا خلاص خلصت أهو يا قلبي....بس ايه الشياكة والحلاوة دي.....الملكة ايزابيلا يا جدعان ولا اي...

تقى ببتسامه::  شبكت يديها ببعضها ناظرة للأرض امامها متكسفنيش بقى يوه....

خالد ضاحكا علي حركتها الطفولية...::..ايه دا الله دا انتي بتتكسفي بجد أهو....امال ايه دور ابراهيم الأبيض اللي معيشاني فيه طول الوقت دا....

ضحكت تقى:: فرحانة يا عم يوه مفرحش؟؟!

اقترب منها اخيها وامسك بيديها مقبلا جبينها.

...افرحي يا ست الكل افرحي......ربنا يتممها على خير يارب...

قاطع حديثهما صوت طرق الباب....

خالد ضاحكا::: الضيوف جم....ادخلي انتي وأنا هروح افتح الباب...

اماءت تقى برأسها واتجهت مسرعة الى غرفتها.

اتجه خالد الى  الباب....

خالد:: أهلا وسهلا...اتفضلوا  اتفضلوا

دخل سامي ومن معه الى المنزل.....

سامي معرفا خالد على من معه....

سامي:: إياد أخويا أكيد مش محتاج تتعرف عليه....

ضحك خالد:: أكيد طبعا....أزيك يا إياد عامل ايه....مبروك الخطوبة...

إياد مبتسما:: الحمد لله يا سيادة المقدم.....انت عرفت موضوع الخطوبة......ثم نظر لسامي....مش بتبل في بوقك فوله انت...

ضحك سامي مكملا:: امي..... ورحمة....خطيبة إياد..

رحمة مبتسمة:: تعرفنا على مين....ما دا المقدم اللي سجن آياد قبل كده....أعرفه عز المعرفة.

خالد ضاحكا.. أهلا بيكم.....نورتم البيت والمنطقة كلها....

منى ببتسامه:: منورة بي اهلها يا حبيبي....

جلس الجميع....حل الصمت قليلا....

تحدث إياد ضاحكا بخفة ظله المعتادة:: طبعا أنتوا عارفين احنا جايين هنا عشان ايه...فا مش هنعمل نفسنا عبط ومتفاجيئين بالزيارة وكده...نتكلم في الموضوع على طول ها....نخش في الموضوع....

خالد ضاحكا:: لا مش هنتفاجئ....نخش في الموضوع يا عم إياد.

إياد مكملا:: بص يا عم الحج خالد.....احنا جايين نخطب الست المحروسة أختك للبيه المحروس ابننا.......صمت للحظات ثم أكمل....موافقين على بركة الله نقري الفاتحة....

ضحك كل من تواجد في المكان....تحدث خالد:: يابني انت سبتلي فرصة حتي ارد...

رحمة تحدثت هذه المرة::: وانت لسه عايز ترد وتفكر.....دا احنا جايين ليك ومعانا أحلى شباب البلد.... انت هتهزر ولا ايه.....قال لسه عايز ترد قال.....احنا طلبنا ايد الست تقى اللي خطفت قلب ابننا  ووفقنا من نفسنا خلاص.....قال نسيب قلب ابننا في ايد أختك اللصة اللي خطفته قال.....ما تقول حاجة يا سامي...

سامي ضاحكا على طريقة رحمة وإياد:: صدق اللي قال الطيور علي اشكالها تقع......لايقين على بعض أنتوا الاتنين موووت....

نظرا لبعضهم ثم تحدثا في وقت واحد:: بنحب ببعض....دور انت على الست تقى...

ضحك خالد ومنى....تحدثت منى::.

سيبك يبني من كلام شوية العيال دول.....احنا جايين نطلب ايد أختك لسامي....وبتمني توافق....

خالد مبتسما:: شرف ليا يا طنط والله....سامي أخويا قبل ما يكون قائدي.

منى ببتسامه'' يعني موافقين؟؟؟

خالد:  أنا عن نفسي موافق.....بس الشرع بيقول نسال العروسة....هى صاحبة الشأن.....صح ولا ايه؟؟؟

منى:: عداك العيب يبني.....من الواجب برده نسالها....

نادي خالد على تقى.....تلك التي تقف خلف إحدى ابواب غرف المنزل تستمع لكل ما يقال....تكاد  تسقط أرضا من فرحتها....لا تصدق ما تسمعه.....ما يحدث خلف هذا الباب.....

احقا...انتهى كل شي....احقا بعد لحظات.....بعد لحظات معدودة ستنال حبيبها.....من خطف قبلها من نظرته الأولي....ي اللهي كم هى فرحة.....

خرجت عليهم تقى....بفستان باللون الأسود تزينه بعض الورود الزرقاء الخرزات البيضاء.....طويل يجر خلفها على الأرض....واسع الى حد ما...كأنها حقا اميرة او ملكة من ملكات ديزني.....

وصلت امامهم....

وقفت منى احتراما لها مبتسمة لجمالها اللامع؛:: بسم الله ما شاء الله....ايه الجمال والحلاوة دي.....ربنا يحفظك يا بنتي تعالي هنا جنبي.

تقى بصوت ضعيف يكاد يسمع:: ربنا يحفظك يا ماما يارب...

رحمة:: ايه ايه الحلاوة دي.....من حق سامي والله يحبك......دا أنا حبيتك....من حقه إنك تخطفي قلبه والله..

تقى ببتسامه:: انت رحمة؟؟؟.... وانت جميلة اوي يا قمر ربنا يحفظك....

اياد اراد هو الاخر ان يرد صفعه اخيه:: إحمممم....أنا بقول تجي تقعدي جنبي هنا....في مكان جنبي فاضي أهو تعالي تعالي....ايه الحلاوة والجمال دا.....عسل يا جماعة عسل....

لكذته رحمة في كتفه ثم تحدثت وهى تكذ على اسنانها:: خير يا حبيبي.. بتقول حاجة؟؟؟

سامي ضاحكا::  هههههه ردت في صدره قتلته.......الحكومة موجودة يا جدع خد بالك يوووه.

ضحك الجميع    .......

منى ها مش قولتلنا رأيك يا عروستنا:::

أحمر وجه تقى وصمتت..

رحمة:: السكوت علامة الرضا..... نقري الفتحة بقى.....ها نقري الفتحة....ولا ايه رأيك يا سي إياد...

إياد اه اه نقري الفتحة....يلا يا جماعة نقري الفتحة اصلي شكلي هتعلق يلا....

امتلاء المكان بالضحكات التي كانت قد غادرته من زمن بعيد....

انتهي عصر  البؤس.....اصبحت الان الفرحة هى التي تسيطر على المكان فقط ولا شي اخر غير الفرحة.....

الفرحة التي حرم منها  الجميع لوقت ليس بالقصير.....

الفرحة التي اخيرا ما ابتسمت لإياد ورحمة.....وزارت قلب سامي وتقى....

اخيرا اصبح لكل حبيب محبوبته.....كل منهما ظفر بقلب معشوقه.....

انتهى زمن الحزن....ولاااا وانتهى ذاك الزمان الذي امتلئ بخيبات الأمل....بدموع الوجع.....بأهانات القهر والظلم....

الان اتي وقت الفرح  ...... الفرح والضحك من القلب ولا شيء أخر غيره...

اما عن ذاك الزمان الذي امتلئ بالظلم فقد انتهى.....انتهت حياة فريدة بظلمها الي السجن... فايز وطمعه وغروره هو الأخر في السجن....عمرو ومكره وكذبه  وخبثه  ايضا هو الأخر في السجن.....

اما عن تلك القلوب التي ما عانت كثيرا من الظلم والألم والأوجاع.....فا اخيرااا....اخيرا ابتسمت لها الحياة مجددا.......

"بعضهم لايعرفون كيف يحافضون عليك

ولكنهم لايردونك ان تذهب لغيرهم""

هى كانت تمام حال سامي وتقى....كل منهم كانت ترغمه الظروف على طريقة.....اما عن سامي فا اجبر بخطبته من رحمة....اما عن تقى.....فلم تكن تستطيع فعل اي شي.....هى احبته...ولكن كانت عاجزة على المحافظة عليه......لم يكسر الله بخاطرهما.....فجبر كان أجمل مما تخيلا....

اما عن إياد ورحمة فــــــ

 كلاهما  بكى من أجل الأخر فـــــ بكيا كثيرا..... كثيرا  لمعاندة الحياة  لهم.... لكن جبر الله ايضا كان جميلا.....

 

 تمت بحمد الله

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

200 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع