طرقاتكم العامرة التي لم أقطعها لم تمنع عني خيرا، وطريقي نادر الصحبة أوصلني بيسير عناء.. بل لقد منحني اتساعُه بفعل نُدرة سالكيه تعريجات لطيفات كم رحمت قدميَّ في ساعة العُسرة وكم تلطَّفتْ بالواهنات من خطواتي..
فلعل حشودكم لم تكن لتحتويني، لشيء في نفسي، أو لشيء في غير نفسي!
أو.. لعلني سألقاكم في نهاية أصدق، تجمع نهايات كل من جدَّ السعى على اختلاف المسلك.
فإنما صُلب المسألة أن يؤمن الساعي بخطوته لتكون هي رفيقه الأول، فإن صاحبهما عبر المسير رفيق جديد أحسنوا السير معا، وإن فارقهما الرفيق في أي خطوة لم ينكسر قلبٌ.. ولم ينقطع سعيٌ.