هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • أصعب لحظات حياتي
  • ذكري رحيل الكاتب الكبير العقيد جلال عامر
  • المكاسب السياسية أهم!
  • قيل ظلمتهم الصواعق
  • طرقاتكم العامرة
  • لا تهاجموا الأردن
  • بالدم ....نفديها
  • كبد الحياة
  • مواعيد عرقوب
  • من الآخر كده
  • ذاكرة على جليد يحترق
  • عندما تفقد الدول العربية ريادتها الثقافية ومكانتها الأدبية
  • نظرية المؤامرة،، كبسولة
  • لِمَ لا
  • سلام اللَّهِ عَلَيْكَ يا مهموم
  • استمتع بحياتك
  • سأنتظركَ اليوم أو غدًا
  • 100 ساعة لا تكفي مستر بيست
  • معونات الإملاءات،، كبسولة
  • دواعي الشعور..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايهاب همام
  5. 24 ساعة (رواية) الجزء الثالث

???? الفصل السادس ????

ـــــــ ــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ــــــــــ ــــــ

سامي: يا محمد غطينا..غطينا بسرعه...

بدئت مجموعه سامي بالتراجع للخلف لكنه اصبح محاصر تماماً....كل الامور تحت اعين العريف محمد..

قائده قد يصاب بطلقه طائشة في اي لحظه...امر العريف محمد جنوده بالتقدم للأمام لحمايه قائدهم.

سامي: انت بتعمل اي انت مجنون كده هتموت..ارجع مكانك يا عريف  ونفذ الاوامر.

العريف محمد:: اسف يا فندم سامحني بس مقدرش اشوفك كده وافضل اتفرج ثم انتزع جاهز اللاسلكي من اذنه والقاه ارضاً وواصل تقدمه حتي اصبح امام مجموعه سامي....

سامي ينسحب بمجموعته الي الخلف ويحدث قائدي المجموعتين الاولي والثانية. استخدموا القناصة بسرعه. اضربوا في الراس..

قائدي المجموعة: تمام يا فندم.

اصبح اطلاق النيران سجال بين الطرفين...ضرب مُركز من طرف سامي وقواته وضرب عشوائي من طرف مجموعه الارهابين.

حتي ساد صمت رهيب بين الطرفين لم يعد هناك اي اصوات لإطلاق النيران. بدء سامي في تفقد جنوده بجهاز اللاسلكي.

سامي الي قائدي المجموعة الاولي والثانية:: ها تسامعني؟؟

رد كلاهما: سامعينك يا فندم.

سامي: اي الاخبار عندكم؟؟

قائدي المجموعتين::تمام يا فندم....كله تمام مفيش اي اصابات وكل الجنود بخير.

سامي::الحمد لله يا رجاله  ...بدء يتفقد مجموعته  ، مفيش اي اصابات، كل حاجه تمام...محمد؟!!!..العريف محمد. ثم تذكر سريعاً صديقه الذي لم يتأخر لحظه واحده للدفاع عنه...

سامي في اللاسلكي:: عريف محمد.....محمد....سامعني؟؟

لا اجابه...جميع عناصر مجموعته العريف محمد متواجدة  لكنه هو الوحيد المفقود....

اين ذهب!!..ما الذي اصابه؟...قاطع حبل افكاره صوت خشن ينادي بكلمات واضحه جداً. صوت جعوري يستطيع فهم ما يقوله رغم بعده...

'''::: صاحبكم معايا...صاحبكم تحت ايدي، محدش يضرب نار عشان مش تخسروه.

انتبه سامي والجميع لذاك الشخص الواقف امام المغارة يمسك العريف محمد من الخلف، يضع تجاه راسه مسدس ناري.

صرخ سامي  في جنوده  :  محدش يضرب نار...محدش يضرب...ثم اشار الي فارس بالتحدث بالنيابة عنه.

فارس: سيبه وسلم نفسك..انت كده كده ميت.

الارهابي:  هههه بتحلم...لو هموت فـ انا هاخد صاحبكم معايا للموت....  اعقلو وخلينا نتفق.

فارس محاورا اياه بتعليمات المقدم سامي:: ماشي ماشي...اهدي والي عايزة هننفذه...عايز اي؟؟!

الارهابي: تخلوني امشي من هنا سالم مقابل انكم تاخدوا  صاحبكم سليم. غير كده معنديش..

فارس:: ماشي هنعملك اللي انت عايزة بس سيبه.

المقدم سامي استعار من احد جنود القناصة  بندقيته بدء يتحرك من بشكل غير مرئي للإرهابي..... يحاول التمركز في مكان يستطيع منه اطلاق النار عليه دون ايزاء العريف محمد....

الارهابي:: انت مش بتكلم غبي...اطلع من هنا تاخد صاحبك،

مطلعش من هنا انسي صاحبك.

فارس:: خلاص حاضر ومن ثم امر فارس جنوده بعدم اطلاق النار والابتعاد عن المكان لكي يستطيع الخروج.

سامي ها هو قد وجد الثغرة التي يمكن من خلالها اطلاق النار على رأس الارهابي ذاك مباشره...تمركز سامي ارضا ومن ثم اخذ وضع الاطلاق ببندقيته في الوقت الذي بدء الارهابي في التحرك....

 اطلق سامي رصاصته تلك التي اصابت مقدمه جبهت الارهابي مباشرة فسقط ارضا...كل ذاك كان تحت اعين الجنود فصاح الجميع تكبيررر الله اكبر الـــــــــلـــــــــــــــــه اكـــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــر...

 عاش الــــــــــــــــــصــــــــــــــــــيــــــــــــــاد عاااااش.

عاد العريف محمد لبقيه الجنود والجميع يهنئه ويطمئن عليه.....بينما اتى سامي معاتبا::

انا مش قولتلك تثبت مكانك...مش قولتلك متتقدمش   ... مسمعتش الكلام لي...خلفت الاوامر لي!!!...كان زمانك ميت دلوقت.

العريف محمد: اسف يا فندم على كسر الاوامر العسكرية...وموتي لجل سيادتك وسلامه سيادتك شرف كبير..

نشوه فرح وفخر انتابت سامي بعد سماعه تلك الكلمات:: المرة دي مش هحاسبك ولا هعاقبك على كسر الاوامر العسكرية بس المرة الجايه مفيش رحمه....

يلا نتحرك بسرعه مبقاش قدمنا إلا  عشرين دقيقه نرجع لقاعده المروحية...بسرعه يا رجاله بسرعه..

      هههه ليت كل ما نريده يكون لنا..

شعرت مجموعه ارهابيه اخرى بوجود قوات الجيش بعد كميه الطلقات النارية منذ قليل فبدؤا في مهاجمه سامي وجنوده وهم في طريقهم للعودة...لم يتبقى الا عشرون دقيقه للعودة للمروحية...الامر لا يتحمل اي تأخير ..وكأن سامي يردد بداخله... مش وقتك خاااالص...انتوا اي جابكم.... ثم بدء يصرخ في جنوده:  اضربوا يا رجاله. اضربوا يا وحوش...احنا الاقوى...احنا اللي هنخلص عليهم...

سامي  موجها حديثه لجنوده  يحاول بث جرعه اخري اضافيه من العزيمة والمثابرة..

~~~~~~~~~~~♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فريده: صباح الخير يا مسعد..

مسعد: صباح الخير.... الفطار جاهز؟؟

فريده: هو دا وقت فطار برده...

مسعد: في اي!!

فريده: انت ناسي موضوع اخوك... يلا انزل لي اخوك قبل ما يروح الشغل يلا.

مسعد:  اه صح...معلش يا حببتي كنت ناسي. نازل اهو.

ادلف مسعد لشقه جابر وبدء في دق الباب.

جابر قومي يا رحمه شوفي مين اللي بخبط.

رحمه:  حاضر يا بابا... نهضت رحمه لتفتح الباب::

ازيك يا عمي عامل اي؟؟

مسعد بتأفف: انا حلو، ابوكي فين؟؟

رحمه: بابا جوا.... قبل ان تكمل حديثها ازاحها مسعد من طريقها ودخل الي جابر

جابر: مسعددد... ازيك عامل اي...تعال افطر.

مسعد: لا ازيك ولا بطيخ.. بعد النها رده مفيش بنا صله، من النها رده مفيش بنا اخوه  ....

جابر محاولاً امتصاص غضب اخيه::في اي..اي حصل، مالك؟؟

مسعد::انا كويس جدا...وانت عارف كويس انت ومراتك عملتوا اي!؟

حابر واحسان ينظران لبعضهما بعدم فهم... ثم تحدث جابر::في اي يا مسعد. عملت اي انا واحسان؟؟

مسعد بغضب:: تقتلوا الميت وتمشوا في جنازته!؟

جابر بعد نفاذ الصبر:: انت بتقول اي!؟

انت ناسي انك في بيتي؟؟

اتكلم معايا كويس انا اخوك الكبير لو كنت ناسي يابيه!!

اي اللي عملناه لسيادتك عشان الكلام دا على الصبح!؟

مسعد:: عملتوا ان انت ومراتك عايزين تأذوا ولادي..لسه جواكوا الغيرة منهم عشان مخلفتوش صبيان زيي.

رحمه بعد ان فاض كيلها اخذت قرار بالتدخل في الحديث::اه صح هما مخلفوش صبيان بس خلفوا بنت بميه راجل....اه صح لو مخلفوش صبيان بس هما اللي مربيين ولادك حضرتك لو ناسي..

حضرتك!!...

حضرتك اي انت اصلا متستحقش احترام...اه صح هو مخلفش صبيان رجاله. بس كلمه بيته هي كلمته وماشيه على كل اهل بيته مش زي ناس ماشيه بكلمه مراتهم....

قاطعها جابر بغضب:: بس. بس يا رحمه عيب اللي بتقوليه دا...دا عمك..اسكتي..

رحمه باكيه:: بس اي...بس اي يا بابا...عمي دا احترم البيت اللي هو فيه دلوقت؟؟!

عمي دا احترم ان حضرتك اخوه الكبير!!

عمي دا احترم اصلا وفاه والده؟؟...ثم غادرت الي غرفتها باكيه...

مسعد:: ولا وعرفت تربي يا اخويا..

جابر: احترم نفسك...انا صحيح مخلفتش رجاله بس انا ربيت احسن من ميه راجل...وكويس انك بعد كل دا لسه فاكر اني اخوك وانك في بيتي..

مسعد:: بيتك!!!...انت هتمشي من هنا..انت هتسيب البيت دا النهارده.

جابر بصدمه حاله كـ حال آحسان التي تقف مستمعه للحديث بعدم فهم:

انت بتقول اي... انت ازاي تكلمني كده... دا بيت ابويا..وانا اخوك الكبير.

مسعد: ابوك مات وعقبال ما ترحله.... انا مليش اخوات... انا هشتري نصيبك في البيت وتسيبه وتمشي.

احسان وهي تحاول تمالك اعصابها تجاه ذاك الحقير الذي يهين زوجها امام اعينها... تتحدث في نفسها... بس خلاص كفاية...كفاية سكوت لحد كده سكوت هو لم يحترم اخيه... يبقي انا الغريبة عنه احترمه،!!!.... ارادت الحديث الا ان سبقها جابر..

جابر بصدمه يحاول تذكر وصيه والده قبل وفاته:  تصدق بالله يا مسعد...  العيب مش عليك...  العيب عليا انا..

 منا اللي ربتك،  وانا اللي معرفتش اربي.... ثم صفعه على وجهه صفعه داوى صوتها في ارجاء المنزل...  ثم اكمل..

انا اللي خليتك بني ادم.. انا اللي عملت منك راجل... ولم فكرت تسترجل جيت تسترجل عليا... على اخوك ابن ابوك اللي رباك... الفلوس عمتك وبقيت فاكر انك ممكن تشتري اي حد بفلوسك... مراتك هي اللي ممشياك....

يخسره تربيتي فيك والله....عايز تشتري نصيبي في البيت؟؟؟عايز تطردني من بيت ابويا!!

عايز تاخد نصيبي!!

اشتري يا مسعد خد البيت  وخلي مراتك تشبع بيه، اقولك خليها تشبع بالبلد كلها، انا هسبلك البلد كلها وامشي، انا هاخد بنتي ومراتي واسبلك البلد يا مسعد، هات بتاع الشهر العقاري والفلوس...

المغرب ابقي تعال عشان نكمل البيعة، ودلوقت بعد اذنك اطلع بره يلا.

خرج مسعد بشيء من الحزن لم يكن من المفترض ان يفعل بأخيه كل ذلك...ولكن سرعان ما ذال ذاك الشعور بعد ان قص الى فريده ما حدث...وكأنها  كادت ان تطير من الفرحة حرفيا.... فـ هو ما ارداته منذ زمن... يتحقق امام اعينها  ،  آحسان وزوجها سيتركان البيت.... البيت فقط!!؟

لا بل البلدة بأكملها...  يا الهي ما اجمله من  شعور....

شعور النصر..

ياليت ذالك يكفي جشعها وطمعها...

~~~~~♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

جابر   : لموا حاجتكم اجهزوا على اخر اليوم هنمشي من هنا...

آحسان: هنمشي نروح فين يا جابر!؟

 هنمشي لي اصلا ونسيب بيتنا وبلدنا وعشان اي وعشان مين؟؟

رحمة تستمع الى الحديث وهي لا تكاد تستوعب ما تسمعه... هي تعلم جيدا ان تلك الافعى وراء كل ما حدث...  لكن ما العمل.

قاطع تفكيرها صوت جابر موجهاً  حديثه لـ إحسان :: انا مش عايز نقاش كتير، اسمعي اللي بقول عليه وبس... انا مش عايز اعمل مشاكل  ، مهما كان دا اخويا الصغير، وابويا قبل ما يموت موصيني عليه... كنت عامل حساب اليوم دا ومجهزله، انا حاجز شقه في القاهرة هنشتريها بفلوس البيت دا ونعيش فيه

إحسان بحزن: طب وشغلك؟؟

جابر:  رب هنا  رب هناك  ، مش هيسبنا جهزوا انتوا الحاجه واستعدوا.

رحمة لا تعلم اتحزن لمغادره بيتها واهلها و واصدقائها  وكل ما تعرفه هُنا ام تفرح لأنها ستنتقل الى القاهرة..

قاهره المعتصم.. ستلتحق بجامعه القاهرة... يا الله انه الحلم الاكبر.... ستكون احدى طلاب هذه القبه العملاقة... قبه جامعه القاهرة...

على اي حال ستكون الامور كما اراد الله.

إياد في حاله توهانه التي لم تفارقه منذ ليله  امس  ، اخيه لم يعد ولم يتصل حتى الان ماذا يحدث؟؟

منى : اياد تعال يلا عشان نفطر..

إياد: لا يا ماما مش عايز افطر

منى: مينفعش يا حبيبي بابا مستني تحت، يلا قوم.

إياد بإحباط: حاضر...حاضر يا ماما جاي وراكي.

منى: تسلم يا حبيبي.

جلسا ثلاثتهم علي مائده الطعام.

محسن: مالك يا إياد عينك وارمه كده لي؟؟

إياد بتوتر: وارمه!!

لا مفيش.... مفيش يا بابا معرفتش انام كويس البارح بس.

محسن: لي منمتش كويس في حاجه ولا اي؟؟

إياد  :  لا مفيش حاجه.

منى:  مكلمتش اخوك البارح!؟

كلمه اصابت قبله كـ تلك الرصاصة التي اُطلِقت من بندقيه القناص  ، اراد تمالك نفسه بكل ما يمكن من قوه واخفاء دموعه التي صارت على مشارف اعينه.::

اه يا ماما كلمته بليل وكان كويس، كان عايز يكلمكم بس الوقت كان متأخر  ، فـ مش حبيت اقلقكم، وقالي سلميلي عليهم.

منى شعرت بأن شيء ما يحدث يخفيه اياد، وايضا شعورها ليله امس وقلقها على سامي. كل ذاك يفسر نفس الامر....

 سامي به شيء يخفيه اياد.... اما ذاك ال محسن،   لا يهتم بأي شيء فقط عمله وماله وشركاته...

انهيا جميعا طعامهم.......ذهب محسن الى  عمله... بينما نادت على إياد:

عايزة اسالك سؤال وتجاوبني بصراحه مفهوم؟؟

إياد يتوتر:: حاضر يا ماما.

منى: سامي فيه ايه؟؟

إياد بصدمه:: سااا....سامي!!!... سامي كويس مفهوش حاجه.

منى: متخبيش عليا يا اياد وقولي ابني فيه اي؟

إياد بتوتر حاول أخفائه:  والله يا ماما انا مكلمه مبارح وكان كويس، وكمان قالي جاي بكره .

تلك الجملة الأخيرة التي سمعتها فـ اراحت قلبها قليلا...

إياد: بعد اذنك يا ماما هروح بقى عشان اجهز نفسي باقي اقل من اسبوعين علي الدراسة ودي اخر سنه.

منى: اتفضل يا حبيبي.

غادر إياد وهو لا يعلم ماذا يفعل وما الذي اصاب اخيه اخره إلا هذا الحد!؟

حزره كثيراً من المشاركة في هذا الهجوم  ،

هاتفه المغلق هذا لم؟؟!!!!....يا الله هون.

مساء الخميس  الساعة الثامنة مساءاً بالتمام...

جابر: جهزت الاوراق والفلوس؟؟

فريدة نيابة عن مسعد: كل حاجه جاهزة بتاع الشهر العقاري اهو والفلوس وورق البيع والشهود كمان اهم  يلا خلينا نخلص بقي والبيت ينضف...

إحسان: هو اللي اتربي على الوساخة عمره ما ينضف

 " كما يقال طارت الجبهة هههه"

فريدة بغيظ: خلص يا استاذ اكتب العقود وخلينا نخلص بقي.

بدءا في كتابه العقود وثمن البيع  تحت اعين الجميع...مضى جابر ومضى مسعد والشهود...

وقع الجميع وانهيا كل الاجراءات القانونية، بدء جابر في جمع كل متعلقاته هو وابنته وزوجته ليغادروا المكان...

جابر:: الو ايوا يا عمرو  انت فين؟؟

عمرو:: انا تحت بالعربية.

جابر: تمام احنا نازلين حالاً...

 عمرو ينتظر جابر في الاسفل بسيارته لينقله الى  بيته الجديد في القاهرة... ايضاً دبر له وظيفه في احدي الشركات الخاصة الكبيرة في القاهرة "شركه السنباطي"....

حقا ونعم الصاحب ونعم الرفيق....لم يتركه ابداً في مصائبه تلك...

على سلالم المنزل عاصم يصعد الى شقته... عائد من عمله. يرى عمه يحمل كل تلك المتعلقات...

عاصم: في اي؟؟

رايحين فين واي الحاجات دي؟!

رحمة بصوت ملئ بالدموع: سيبلنكم البيت ومشين. سيبين البلد كلها ومشيين.. اشبعوا بيها.

عاصم بصدمه: اي...اي اللي بتقوليه دا يا رحمه في اي ولي بتقوليلي كده؟؟

جابر: متزعلش منها يبني، احنا بعنا البيت لـ ابوك  وهنسيب البلد ونمشي.

عاصم:: مش زعلان منها يا عمي.. بس بتقول اي...  لي؟!!

جابر:: النصيب يبني...عشان الكل يرتاح وعشان مش نأذيكم...المهم خلي بالك من نفسك ومن شغلك...

عاصم باكياً:   تأذينا؟؟؟

جابر::  متخدش بالك يبني... خلي بالك من نفسك.

عاصم::  طب...طب وهتروحوا فين؟؟

جابر: ارض الله واسعه يبني.... مع السلامة.

غادر الجميع" جابر وعائلته الى  القاهرة في سيارة عمرو، يصعب على  جابر إحسان ترك بلدتهم التي تربيا فيها، وعاشا فيها.. يصعب عليهم ترك اهلهم واصحابهم...لكن لكي يتجنبا المشاكل يجب ان يغادرا، علي الاقل لأجل ابنتهما.

ذهب عاصم الى جدته يخبرها ما حدث، فــ  بدأت بالبكاء هي الأخرى قائله: انا اللي عملت في جابر كل دا   ، انا اللي خليت حالهم كده.... طب مشي من غير ما يسلم عليا؟؟

 لسه زعلان مني؟؟

انا وابوه اللي فضلنا مسعد وفريده عليهم من اول الزمن  ، واهو الحال وصل لفين دلوقتي؟؟

اخ بطرد اخوه من بيته  وبيت ابوه  ..

 حاول عاصم تهدئة جدته:

اهدي يا جدتي انت تعبانة، مش ينفع كده، عمي اكيد يهدي يوم ولا حاجه ويجي تان..

عواطف: يحرم عليا اشوف مسعد ولا مراته طول منا عايشه، ولا يدخلوا عليا مكان بعد اليوم.

يبدوا ان كل شيء على  ما يرام بحسب خطه فريده... ، عصفوران بحجر واحد....  خروج جابر من البلدة بأكملها... مقاطعه عواطف لابنها مسعد... 

مسعد وإن كان دائم السُكر وشرب الخمر، دائم تنفيذ اومر زوجته، إلا انه حين يتعلق الامر بأمه لا يتحمل...

 هو يحبها جدااا ولا يتحمل تجاهها اي شر او مكروهة... لكن الان ما العمل وما الذي يجب عليه فعله؟!

امه علمت بكل ما حدث... غاضبه عليه.... زوجته هي  في الاصل سبب كل ما حدث وسعيدة لذلك... فمن سيختار!

ـــــــــ ـــــ  ــــــــ ــــــــــ ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــ

???? الفصل السابع????

 ـــــ ــــــ ـــــــ ـــــــــ ـــــ ــــــ ــــــــ ـــــــــ ـــــــ ــــــــــــ

اللواء صفوت  يشير بيده للحاضرين علامه للجلوس: تفضلوا استريحوا.

الجميع يجلس على مائده طعام كبيره..

اللواء صفوت:  حمد لله على سلامتكم يا ولاد ، ثقتي فيكم مرحتش على الفاضي ،  حمد لله على سلامتك  يا سامي،  والف سلامه على دراعك.

سامي وهو ينظر لذراعه:  الحمد لله يا فندم قدر الله  وما شاء فعل.. 

اللواء صفوت: الاصابه جامده؟؟

سامي: لا يا فندم حاجة بسيطه...عمر الشقي بقي.

ضحك السيد صفوت ثم بدء في الحديث: 

العمل اللي قمتوا بيه دا عظيم،  عظيم جدااا يا رجاله  ،  محدش قبلكم قدر يعمله.. أنكم تدخلوا جبل الحلال وتخرجوا منه سُلام  من غير خساره  لأي  حد فيكم ،  لا وكمان تقضوا على أكبر خليه موجوده هناك...دا شيء عظيم أووي.... فعلا؟ ابطال،  تسلم البطن اللي حملتكم.

العريف محمد:  لولا تضحيه المقدم سامي  وبراعه الكابتن  فراس قائد المروحية مكناش هنرجع يا فندم.

 تحدث سامي::  فعلاً لولا براعه القائد فراس مكناش هنرجع  ...  بدء الجميع  في الثناء على كابتن الطائرة. وتحيته.

اللواء صفوت:  دا شيء مش جديد  على فراس... فراس كابتن مُحنك.

الكابتن فراس:  شكرا جدا يا فندم. دا واجبي والحمد لله عملته بإخلاص.

اللواء صفوت: الله يرحم والدك يا بني والله كان بطل. عظيم.. طيار ابن طيار...فعلاً ابن الوز عوام.

الكابتن فراس: شكرا جدا يا فندم.. ربنا يرحمه ويجعله من اهل الجنة.

اللواء صفوت والجميع: اللهم امين.

بعد ان انهيا حديثهم....

اللواء صفوت:  هنفضل نتكلم كتير من غير ما ناكل ولا اي..اي حتى الاكل يفتح النفس اهو...مش جوعانين ولا اي؟؟؟

العريف محمد بخفه دمه المعتادة:: مش جوعانين؟؟؟...حد يشوف الخروف المشوي دا وميجوعش!!!....دا من ساعه ما جينا وانا محتار اكله من فين...سبووووووني عليه.

ضحك الجميع بصوت عالِ ثم تحدث  المقدم سامي::

ارحم. ارحم يا حبيبي انت مبتشبعش من الاكل...اعمل حسابنا طيب.

العريف محمد::اصله يفتح النفس يا فندم.

اللواء صفوت ضاحكا::

يلا اتفضلو بالهنا والشفا لقلوبكم... اكيد كل  واحد فيكم متشوق لأهله...  وانت يا سامي بعد الاكل  محتاجك...

محتاج اتكلم معاك في موضوع.

سامي  :  تحت امرك يا فندم  .

بدء الجميع في تناول الطعام. لم يستغرق الامر الكثير من الوقت حتى انتهوا من تناول طعامهم وحديثهم المستمر عما فعلوه امس وبراعه سامي وفراس وبقيه الجنود... بعدما انهيا طعامهم....هم الجميع بـ الانصراف..

لكن اوقفهم صوت اللواء صفوت::

استنوا استنوا رايحين فين... مفيش مرواح دلوقتي... لسه هنرجع المعسكر ومن بعدها هتروحوا من هناك.

العريف محمد بحزن مصطنع::  ليييي... لي يفندم ما نروح دلوقت وخلاص...البيت وحشني.

اللواء صفوت ضاحكاً ::  البيت وحشك ولا  المدام. هاااا!!

ضحك  الجميع ثم استكمل العريف محمد كلامه:: الاتنين ياا فندم الاتنيييين.

اللواء صفوت::معلش استحمل لبكره عشان الامان.

العريف محمد: تمام يفندم.

اللواء صفوت:

هتكلم مع سامي شويه وبعدين ترجعوا معسكركم  استنوا في الاستراحة..

دخل اللواء صفوت والمقدم سامي الى غرفه المكتب الخاصة باللواء صفوت... لم يدم الصمت طويلاً بينهم حيث انهاه اللواء   قائلاً :::

اولاً حمد لله على سلامتك وسلامه جنودك... والف سلامه على اصابتك، ان شاء الله تكون اصابه طفيفة...

سامي: الله يسلمك يفندم. كله من فضل توجهات سيادتك.

اللواء صفوت:  وعدت ووفيت...رجعت بجنودك سلام.

سامي: الحمد لله ان مفيش حد منهم اُصيب بـ اذي، واصابتي سهله ان شاء الله.

اللواء صفوت:: ثانياً بعد نجاحك في العملية النجاح الباهر دا وكمان كان السيد الرئيس متابعنا خطوه بخطوه... صدر قرار من ساعه  لكفاءتك بنقلك من سينا الى القاهرة ونقلك الى سلاح المخابرات العامة.

سامي والفرحة تُرى في عينه:: اا... انا!!...انا يا فندم!؟!!

 شكراااا...شكراااا جدا جدا يا فندم،،... مشش. مش عارف اقول لسيادتك اي او فرحتي قد ايه.

اللواء صفوت ضاحكاً :مش محتاج تشرح اصلا ما باين كل حاجه اهو هههه...

بعيد عن الميري والشغل تعرف يا سامي ااكترر حاجه مزعلاني فعلا  اني مش  هشوفك تان ،  بتمنالك من كل قلبي  التوفيق في مكانك الجديد.... المهم متنسناش ومتحرمناش من شوفتك   ، متنسناش تطل علينا كل فتره.

سامي بشعور مختلط بين الفرحة والحزن... ايفرح لنقله الى القاهرة وسيصبح بجوار والديه!!

وفي ماذا؟؟؟.... في اقوي سلاح في الدولة...(المخابرات العامة)، ام يحزن لأنه سيفارق قائده العظيم الذي لم يكن قائد فحسب، بل كان اباً واخاً له في كل المواقف..

ايضاً حزنه انه سيترك جنوده الذي تعلق قلبه بهم كثيراً..

لكن هي سنه الحياه::

ربنا يخلي سيادتك وانا والله زعلان جدا اني هسيب حضرتك.

 حضرتك مش القائد بتاعي بس...حضرتك زي والدي بالضبط ويمكن اكتر كمان.. ان شاء الله هزور سيادتك كتير.

اللواء صفوت: بكره هتروح معسكرك تسلم على جنودك وترجع لبيتك ومن بعدها تستلم مكانك الجديد  ... دلوقت ممكن تنصرف.

سامي: تمام يا فندم...

بعد ان هم بالخروج توقف ثم استدار الى اللواء وقال::

بعد اذن سيادتك، كنت ديما اخ كبير ليا واب وديما كنت سند ليا في اصعب المواقف، ممكن احضن سيادتك؟!!

اللواء صفوت بحزن:: رغم ان مبحبش لحظات الوادع دي بس ماشي يعم تعال

احتضنا الاثنان بعضهما البعض، ثم غادر سامي وجنوده متجهين الي معسكرهم.

إحسان: صباح الخير يا جابر.

جابر: صباح الخير  يا ام رحمة.

إحسان: قوم يلا عشان متتأخرش على شغلك...

النهارده اول يوم في شغلك الجديد.

جابر: حاضر هقوم اتوضي واصلي لحد ما تكوني جهزتي الفطار.

إحسان: من عنيا. ثواني يكون جاهز.

اتجهت احسان للمطبخ لتجهيز الفطور... اما عن جابر ذهب للوضوء والصلاة.

انهت احسان تجهيز الفطور.... حضرت رحمه لتجلس هي الاخرى على المائدة... منتظرين انتهاء  جابر من صلاته... لكنه تأخر كثيراً ذاك الامر الذي بدء يبث شيء من القلق بداخل احسان..::

قومي يا رحمة شوفي بباكي اتأخر كل دا ليه؟؟

استعجليه عشان يفطر وميتأخرش على شغله، النهارده اول يوم في شغله الجديد مش ينفع يتأخر.

رحمة: حاضر يا ماما  ، بس.. بس كنت عايزاه يجي معايا عشان اقدم في الجامعة، مبقاش في وقت على بداية الدراسة...و... وكمان  كنــ ..كنت محتاجه اجيب لبس جديد وكده.

إحسان هي تعلم الحال وايضا تعلم ان الله لن يتركهم أبداً::

ان شاء الله يا حبيبتي اللي عايزاه  هتجبيه بس التقديم خليه لـــ يومين ولا حاجه، النهارده اول يوم لـ بباكي في  الشركة الجديدة مينفعش يغيب او يتأخر...

رحمة برضى نفس: حاضر يا ماما تسلميلي يارب

اتجهت رحمة الى غرفه والدها لتخبره ان الفطور اصبح جاهزا، وجدته يصلي ساجدا، انتظرته طويلاً حتى بدئت تقلق بسبب سجوده ذلك الذي طال عن اللازم.... بدئت الهواجس تتسرب بداخلها.... أخيراً  اتجهت الى ابيها تناديه:::

بابا. بابا الفطور جاهز...يبابا.. ولكن لا اجابه... هزته بيديها... اُلقى على الارض بلا حركه... صرخت صرخة تُلين الحجر..باباااااااا.....اتت آحسان على صوت صراخ ابنتها فـ وقفت على  بابا الغرفة قائله::: في اي يااااا...... لم تكمل جملتها حينما وقعت عيناها على جابر. تسمرت مكانها وكأنها فقدت النطق والحركة معاً.

لا صوت غير صوت بكاء رحمه، فقدت إحسان الوعي ولم تشعر بما اصابها وما يحدث، اسرعت رحمه اليها لتوفيقها .. اصبحت بين نارين الاب والام...فلا حمل ابدا لفقدان شخص اخر.

امسكت الهاتف لتطلب عمها عمرو::

الو ايوا يا عم عمرو تعال بسرعه.

عمرو: في اي بتعيطي لي يا رحمه في اي؟؟؟

رحمة:: بابا وماما يا عم عمرو  ..

عمرو: اهدي سهله تخانقوا!!!....هنحلها ان شاء الله.

ذاد صوت بكاء رحمة:: تعال بسرعه

عمرو:: دقيقتين واكون عندك حالاً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يُطرق الباب فـ ينهض عاصم ليرى من الطارق:::

عاصم: صباح الخير يبابا.

مسعد:: صباح الخير يابني، جدتك صاحية!!

عاصم: اه يبابا تعال اتفضل.

دخل الوالد وولده الى الجدة فـ اذ هي جالسه على الأريكة بعصاها التي تستند عليها، بانحناء ظهرها اثر عامل الزمن...نظارتها التي لا تكاد ترى بدونها ايضا..

مسعد:: صباح الخير يا امي.

عواطف وهي تحاول ان ترفع بصرها الى المنادي:: مسعد!!!!... ثم ادرات وجهها عنه::

انت اي اللي جابك هنا

؟!

جاي لي وعايز اي!!

تحرم عليا دنيا واخره.

مسعد وهو يحاول تقبيل يدي امه بأسف: حقك عليا يا امي، حقك عليا...بس جابر كان عايز يأذي ولادي هو ومراته.

عواطف::وطبعا الكلام دا كلام الحربايه مراتك... جابر اللي رباك...اللي علمك... اللي بعامل اولادك كأنهم اولاده.. هيأذيهم؟؟؟؟

جابر اللي اتحمل منك ومننا كلنا هو ومراته وبنته الكتير والكتير ومتكلمش يأذي ولادك؟؟ 

جابر اللي طردته من بيته فـ خرج من غير ما يتكلم هيأذيك؟؟

مسعد وقد وصلت الدموع مشارف عيناه::حقكك عليا يا امي والله ما كنت في وعيي، واكتر حاجه وجعاني فعلا انه مشي من غير ما يعترض على اي حاجه..

عواطف بأسى:: عشان ابوك قبل ما يموت وصاة عليك... وجابر صان تربيته وصان الوصية... عارف ابوك؟؟؟؟

ابوك اللي محضرتش جنازته.... ابوك اللي محضرتش عزاه؟؟؟ لسه فاكره يا مسعد؟؟؟

يخسره تربيتي فيك يا مسعد يخسااااره  ، دلعناك كتير اوي  وفضلناك كتير على اخوك لحد ما اهو بنجمع نتيجه دلعنا ليك.

مسعد::سامحيني يا امي...سامحيني وانا هعمل كل اللي تطلبيه...بس سامحيني.

عواطف:: امشي...امشي من هنا عمري ما هسمحك على اللي عملته ابدا..

عاصم يترجى جدته بدموع:  عشاني يا جدتي سامحيه...عشان خاطري انا.

عواطف وهي تنظر لعاصم وبكاءه لـ أجل والده::شوف...شوف ابنك اللي انت طارده من البيت...ابنك اللي لا انت ولا مراتك ربتوه ربع ما جابر ومراته ربوه؟!

خايف عليك ازاي وبترجاني عشانك؟؟؟

روح يا مسعد من وشي دلوقت لحد ما اروق روح لحد ما قلبي يصفالك.

عاصم وهو يسند والده: يلا يبابا يلا عشان الشركة.

سامي: انا فخور بيكم على  اللي عملتموه مبارح ،  رجاله ومخبش ظني فيكم ابدا.

الجنود: كله بفضل تعليماتك يا فندم.

سامي:: انا جمعتكم اليوم عشان عندي ليكم خبرين خبر وحش وخبر حلو  ... تحبو نبدئ بـ اي واحد فيهم ؟؟

الجنود وهم ينظرون لبعضهم في قلق::الخبر الحلو الاول يا فندم....

سامي:: العريف محمد سابقاً... قائد الفرقة الجديد حالياً هو اللي سيقودكم بعد كده، هو اصبح قائد الكتيبة من اللحظة دي.

بدء جميع الجنود في تهنئه قائدهم الجديد.

القائد محمد:: شرف ليا يا فندم، وان شاء لله اكون تحت حسن ظن حضرتك.

سامي:: وانا واثق من دا أكيد....

الخبر الوحش  او الاوحش بالنسبة ليا هو ان..... اني اخر مره هشوفكم اليوم..

ضجه بين صفوف الجنود....

سامي:: عارف كل اللي بتفكروا فيه... يمكن حزني اكبر من حزنكم بكتير...  انا تم نقلي لـ القاهره، بس دا ما يمنعش اني هفضل على تواصل مستمر بيكم.... اي حد عايز حاجه ميترددش أبداً انه يكلمني.

انها الحديث وبدء في معانقه ومصافحه جميع اعضاء الكتيبة ثم جمع متعلقاته وغادر متجهاً الى فيلا السنباطي.

جرس الڤيلا يُقرع...لكن ادريس لم يسمع فـ نهض اياد ليرى من على الباب.

اياد: ايوه لحظه جاي... فتح  الباب ليقف وكأنه قد تسمر في مكانه من دهشه ما يراه.... ليُنهي شروده سريعاً قائلاً::......

ـــــ ــــــ ـــــــ ـــــــــ ـــــ ــــــ ــــــــ ـــــــــ ـــــــ ــــــــــــ

???? الفصل الثامن ????

إياد: سااا.. سامي!!!

ياماما سامي جي يا ماماااااا..

سامي ضاحكاً:: اي يابني هو انا كنت مهاجر ولا اي!!

إياد باكياً وهو يحتضن اخيه: وحشتني... وحشتني اوي وقلقتني أووي عليك.

سامي بحنين:: عيب عليك ياض.... انت متعرفش اخوك ولا اي... انا جامد اوي برده  ، اوع تكون قولت حاجه لماما او بابا؟؟

إياد:عيب عليك يا كبير هو انا تلميذ  سرك في بير  .

 ثم لاحظ اياد الاصابه الموجودة في زراع اخيه

فتحدث  بمكر قائلا:: من الواضح انك جامد اوي هاااا؟؟..مين اللي علم عليك كده يا  صاحبي؟؟

طب مش تقولي وانا كنت قطعهولك؟؟

 شوريلي عليه بس وانت اركن في جنب وهوريك هعمل اي..

سامي ضاحكاً : ارهابي في جبل الحلال، روح بقى هاتلي حقي.

إياد ضاحكا: اي...يتقول حاجه يا سامي....لا بجد كنت بتقول حاجه.. كنت بتقول حاجه يا حبيبي!!!؟

ضحكا الاخوين بصوت عالً اتت على اثره السيدة منى ، يارب يديم ضحكتكم يارب يا حبايب قلبي..اي اخرك كده يا سامي؟؟

 قلقتني عليك يا حبيبي

ثم لاحظت هي الآخري اصابه سامي.

منى:: اي دا...في اي..اي اللي في دراعك دا؟؟؟

سامي بحنين هو يحتضن ولادته::مفيش يا قلب سامي دي رصاصه طايشه في التدريب.

منى بلهفه:: رصاصه؟؟! يعني كان ممكن تجي في مكان تان غير دراعك!!!

يعني كان ممكن تموت!!!

انا قولت الف مره بلاش تروح المعسكر دا

سيناء مش كويسة اليومين دول يا حبيبي وانا مش حمل قلق.

والله منا حمل قلق اكتر من كده عليك.

سامي:: طب ولو قولتلك مش هروح سينا تان!!

إياد ومنى بغير فهم:: ازاي!!! هتستقيل ولا اي؟؟

سامي:: لا انا انتقلت هنا في القاهرة.

منى بفرحه:: بجد؟؟؟ بتتكلم بجد!!!

سامي: اه والله ومن بكره هستلم الشغل الجديد.

منى:: اخيراااا حاجه تفرح في الايام دي.

سامي::طب اي مش هناكل ولا اي ؟؟

منى :من عيني يا حبيبي  حالاً يكون الأكل جاهز.

تركتهم منى واتجهت الى المطبخ لتجهيز الطعام.

إياد:تعال بقى  يا بطل احكيلي اي حصل؟؟

سامي:: سبني بس اغير وناكل وانام وبكره  هحكيلك كل اللي انت عايزة.

إياد::نعم يا روح امك ...تغير وتأكل وتنام كمان....وانا اللي هموت من القلق عليك في الاخر جاي عايز تنام!؟

وكمان استني لبكره..... انا لسه هستني لي بكره!!!

سامي::يابني حس، يا حبيبي حس، اخوك تعبان وهلكان  وعايز يرتاح.

إياد: خلاص خلاص يا عم انت هتشحت، دلوقت من بكره مش فرقت كتير.

المهم حمد لله علي سلامتك.

سامي: الله يسلمك يا قلب اخوك.

وصل عمرو الى منزل جابر واسرع في النهوض الى شقته التي تقع في الطابق الرابع...  وجد باب الشقة موصب فبدء يطرق الباب....  اسرعت رحمه لفتحه.

عمرو:  في اي وماله وشك مخطوف كده لي؟؟

اهدي يا رحمة اي حصل... فين بباكي؟؟

رحمة بدون اي حديث اشارت الى الداخل،  فـ هم عمرو بالدخول  ،  ولكن اول ماز التقى... التقى بـ  احسان ساقطه  على الارض فلم يحرك ساكن....

عمرو::  رحمه.. يـ رحمة ... فين جابر  واي حصل؟؟

رحمة بانهيار  من البكاء:: بابا اتوفى.

عمرو بعدم استيعاب:: نعم  ... بتقولي اي؟؟

هم بالدخول لغرفته فوجده ملقى على الارض بلا حراك... بدء يتحسس نبضه..

لكن هيهات فقد عادت الروح الى خالقها  وباريها...

يا سيدي هو الحزن والاكتئاب لا تستخف بحزن القلوب،  ذاك الحزن اللعين قادر على قتل صاحبه... قتله ببطيء  وبأبشع صوره،  فـ رفقاً بالقلوب.

ها هو جابر صادق السالمي،  لم يتأخر  على والده،  وكأن صادق السالمي ارسل لولده برساله الموت فأبي جابر ان يتأخر  عليه . عاااااش باراً  بوالديه  ومات باراً بهم.

لم يمر الكثير على موت ابيه ف اراد اللحاق به الى الرفيق الأعلى... قُتل قلبه بالحزن قبل ان يقُتل  جسده....

عاش مظلوما هو وزوجته من والديه... وبأخر المطاف مات قهراً على ما فعله اخيه الاصغر به..

مات مطروداً من بيته،  مطروداً  من اهله مطروداً  من مدينته.

احتضن عمرو  رحمة بحنان ومسح دموعها ثم تحدث :  أتقاوى.. أتقاوى يا رحمة.. دا امر ربنا... موته حلوه ابن الآية دا.. عاش محبوب  من ربه ومات وهو ساجد لربه يبختك يأببن المحظوظة...

امر عمرو رحمة بحمل والدتها وافاقتها ومواساتها وهو سيقوم بإنهاء اجراءت تصاريح الدفن وتشييع الجثمان.

ذهب عمرو  لإنهاء المطلوب،  افاقت احسان  ولم تكف عن البكاء والعويل على زوجها وسندها في الدنيا بعد الله.

انهى عمرو جميع الاجراءت اللازمة وتكفل بكل الامور.

عمرو: لازم نخده وندفنه وسط اهله ونعرف اخوه والبلد.

إحسان بغضب:: لا... لا..

 اخد جوزي ادفنه وسط الناس اللي طردوا؟؟

 وسط الناس اللي عاشوا طول عمرهم يهينوه!!!

اعرف اخوه اللي طرده من بيته. اعرف مراته اللي ما هتصدق تشمت في موته.!!؟

رحمة :: ياماما الموت مفهوش شماته، انا رائي من رائ عمي عمرو، ان بابا يندفن في البلد مع جدي  اهله.

إحسان باكيه: لا ورحمه الغالي ما يروح ولا يعرفوا اصلا بوفاته.

عمرو: مينفعش يا ام رحمة،  دول اهله برده وامه حقها تودعه.

إحسان::خلاص يابو زياد بالله عليك كفاية اللي احنا فيه.

رحمة وهي تحاول اكمال ثباتها:: خلاص يا عمي، هندفن بابا في القاهره....ماما طالما صممت يبقى خلاص.

عمرو: بس يا جماعه دا  مينفعش. هناك اهله وامه واخوه...

رحمة:  اخوه!!!...اخوه اي يا عمي...اخوه اللي طرده...اخوه اللي هانة....اخوه اللي شتمه قدام مراته وبنته....اخوه اللي اتهمه باطل باذيه ولاده!!!..دا هو اللي مربيله ولاده يا عم عمرو...اخوه اي دا؟؟!

عمرو:: مقدر وفاهم كل دا يا جماعه والله...بس دي اصول ودا موت.

رحمة: موت!!!....صح موت...هو اصلا السبب....بص يا عم عمرو بابا لسه عايش ممتش...بابا لسه موجود....دا خلاصه الكلام.

عمرو بحزن: اللي شايفينه صح هعمله  ، هروح انا عشان الجنازة.

إحسان: متزعلش مننا.. انت عارف الحال.

عمرو: متقوليش كده يا ام رحمه احنا اهل.

رحمة مسرعة تجاه عمرو وتعلقت في عنقه باكيه.

عمرو: ولي الدموع دي بس.

رحمة: غصب عني...سامحني.

عمرو هامسا:: أتقاوى...أتقاوى يا حبيبي عشان تقوي مامتك.

رحمة: حاضر.

عمرو: يلا انا هروح اخلص كل المطلوب واجي..سلام.

إحسان ورحمة: سلام.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

بدئت شعائر تشييع الجثمان ومن ثم دفنه في احدي المقابر في القاهره.

اُقيم عزاء له ايضاً... كل شيء تكفل به عمرو... انفض وانتهي يوم اخر لا يختلف كثيرا عن يوم وفاه صادق

غادر عمرو الى منزله...

رحمة: يلا يا ماما قومي، قومي ارتاحي شويه.

إحسان: ارتاح!؟؟..ارتاح فين؟؟

رحمة: واي هيفيد يا ماما!!!...كل حاجه خلصت...لازم ترتاحي.

إحسان:: ازاي هتجي الراحة، وراحتي بقت تحت التراب!! ازاي هرتاح وسندي وحبيبي مش موجود!!

ازاي هشوف الراحة والنور اللي كان بنور حياتي غاب...اي راحه يا رحمه اي راحه!!

رحمة مواسيه والدتها::امر ربنا يا ماما، امر ربنا  وكلنا ليها، كلنا اخرنا التراب إن طال الوقت ولا قصر، اخرنا التراب..... منها واليها نعود يا حببتي، صح ولا اي؟؟

إحسان باكيه:: صح يا رحمه صح...بس احنا بشر وبوجعنا الغياب.. احنا بشر  وبكسرنا البعد..احنا بشر وبطفينا الفراق.... احنا بشر يا رحمه ومهما حاولنا نفضل متماسكين بتجي لحظه وكل حاجه بتنهار.

رحمة: محسساني انك بتكلمي عن حد غريب مني يا ماما دا ابويا وسندي وحياتي...بس اي هيفيد..!!!

لو البكا على اللي فات برجعه لبكينا بدل الدمع دم، لو الحزن على الميت والعويل عليه هيرجعه، لحزنا عمرنا كله، ياماما هو انا اللي هقولك كده؟!. انا اللي هقولك ان

" النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ان السلامة فيها ترك ما فيها!!!"

دا امر ربنا خلاص، قومي بقي ارتاحي عشاني.

إحسان باستسلام:: حاضر يا حبيبتي، تصبحي علي خير.

رحمة:: وانت من اهل الخير يا حبيبتي.

إحسان دخلت غرفتها لتستريح قليلاً بعد مناهدة طويله مع رحمه في كل ما حدث اليوم...ها قد سقط عمود البيت. لم يكون عمود البيت فقط. بل عمود حياتهم كلها

دخلت رحمة غرفتها وهي تكاد تسقط من طولها

كيف لقلب ان يتحمل كل ذالك!!!

اليوم خسرت سندها ومعينها في الحياه، اليوم ضربه اخري تُسقط جبل لا فتاه.

خساره الاب هي تماماً بمثابه ضربه رمح اصابت صميم القلب لا يُشفى جرحها ولا يطيب.

خساره الاب تفقد الولد هيبته وينحني ظهره اي كانت قوته، فما بالك بخساره فتاه لأبيها!

اليوم تفقد ابيها....وامس اُخرِجيت اجباري من بيتها ومن بين اهلها...واول امس فقدت جدها.

اي قلب ذاك الذي يتحمل كل تلك الضربات المتتالية.

يقال ان ضربتين في الراس تؤلم، ما بالك بكل تلك الضربات  ؟؟

بدئت تتذكر مواقف لأبيها وتبكي...او بمعنى بدئت بالانهيار تماماً ولكن بعيد عن اعين الجميع...

تحت اعين الله...

اللهم يا مقلب القلوب ثبتني وثبت قلبي على رضاك، اللهم يارب اغفر لأبي وارحمه واجعله في جنه الخلد، اللهم يارب الهم قلبي وامي الصبر على مصيبتنا، اعنا يا الهي والهم قلوبنا الصبر.....

تلك الكلمات التي رددتها رحمه باكيه وهي تناجي ربها...

ومن ثم نامت... نامت كأنها لم تنم من قبل لم تنم من الف عام...اغلقت عيناها من الارهاق والتعب، اغلقت عيناها اللتان تصلبا امام والدتها ونشفى  من الدموع كـ نهر اصابه الجفاف ...وانهارا كـ فيض وسيل من دمع امام الله.

صباح الخير يا مسعد

صباح الخير يا فريدة

فريدة: مش رايح الشركة النهارده ولا اي؟؟!

يلا قوم عشان متتأخرش.

مسعد:: لا مليش نفس للشغل ولا ليا نفس ان اروح النهارده.

فريدة بغضب: وانت مش يجيلك نفس إلا النهارده؟؟

انت ناسي انك هتمضي عقود التعاون مع شركات السنباطي  ولا اي؟!

الراجل دا فرصه عمرنا مينفعش نضيعه من ايدنا.

مسعد:: عندك حق...الراجل دا لو كسبناه في صفنا  هنتنقل نقله تاااانيه خاااالص.

فريدة:: طب قوم يلا.

مسعد: طب جهزيلي الفطار لم اغير واجي.

فريدة: بس كده اعتبره خلص...بس المهم تلحق الشركة.

مسعد: تسلميلي يا حببتي..

غادرت فريدة الغرفة واتجهت لتحضير الفطار بينما تركت مسعد في سلسله افكاره...ما الذي فعله؟؟

ما الذي دفعه لطرد اخيه من منزله وبأي حق هذا....دار حديث بينه وبين نفسه:

...طب لي كده....دا عمره ما أذاني عمره ما شتمني ولا تنرفز عليا؟!

اي اللي انا عملته دا؟؟

بس برده مكنش ينفع يضربني قدام مراته....دا عمره ما عملها في حياته....طب منا اللي استفزيته ونرفزته!؟

بس برده مكنش ينفع بنته تكلمني كده وبالشكل دة.

بس برده مكنش ينفع اكلمه كده قدام بنته.!؟

علي اي حال اللي حصل حصل وخلاص...ياتري انت فين دلوقت يا جابر واي اخبارك واحوالك....لقيت شغل ولا لا!!!

وبنتك اخبارها اي...قاطعت افكاره فريده قائله:::

يلا يا حبيبي الفطار بقي جاهز.

مسعد:جاي اهو....

نهض مسعد لتناول فطاره...تناولا الفطار معاً.! حيث تناولا ايضاً بعض  النقاشات التي تدور بينهما..ثم استعد مسعد للخروج.

فريدة: ابقي ابعتلي عاصم من تحت.

مسعد::عااصم!!! لي..انت مش طردتيه من هنا قبل كده؟!

فريدة: اه..عايزة اعرف منه مكان عمه راح فين!؟

مسعد:: شليهم من دماغك بقى ما هم سبولك البلد كلها ومشيو.

فريدة:: مش هرتاح ولا هيهدالي بالك الا لم اطلع عليهم القديم والجديد.

مسعد:: انت حره اعملي اللي تعمليه.

فريدة: بحبك كده وانت بتسمع الكلام، متنساش تبعت عاصم.

مسعد وهو خارج: ماشي..سلام.

فريدة: سلام........

 ياتري عامله اي دلوقت يا فلاحة انت وجوزك. عايشه ازاي وفين ومنين!!!.

انا وانت والزمن طويل...ان ما خليتك تتحسري علي جوزك وبنتك مبقاش انا فريده....

هو حديث جال بخاطر فريدة...

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

920 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع