أوقن تماما أنني تائهة في دروب شتي، عيناي تبارك كل طريق أمشي فيه باحثة عن ذاتي. أرهقني هذا الهاجس الذي يحملني على مغادرة كل الوجوه والخروج للعراء لا أسمع إلا صفير الأفكار وهي تنطلق من رأسي.
أنهار أحيانا حين يغلبني التعب، حين تصافح كفي كفي و لا أسمع إلا أنفاسي التي لاتجد من يشاركها الهواء.
لا أنكر أنني أهرب من كل من يقترب. كل من يبعدني عن التيه الذي ألقيت نفسي فيه. حين امتدت يد طفلة أعرفها جيدا؛ لتأخذ بيدي. دفء يدها سرى في عروقها وفتحت نوافذ روحي بإبتسامتها.
وتعود بي إلى حياتي الأولى قبل أن تُباع روحي وأُلقى كجذع خاوٍ في طريق بلا نهاية.
أستوطن الغربة ولا أعرف غيرها موئلا. تنبذني الوجوه والطرقات وحتى النوم الذي يتمنى أن أترك له السيطرة على أجفاني العنيدة.
وفي كل صباح أصحو على قرع الأسئلة ونحيب الأمنيات التي ماعادت ممكنة.
أنزعها عني وأخطط كيف سأنجو من يوم جديد لا تأكلني فيه الغربة.