رغبةٌ مُلِحَّةٌ في التوقُّفِ عن كلِّ الهُراءِ في الحياةِ، الهَرَب، التحوُّلِ إلى ظلٍّ مُختَبِئٍ بحائطٍ ليلًا، إعدامِ الحرفِ بسطرِ وداعٍ أخير، وإنهاءِ مَلحَمةٍ عظيمةٍ لِرقصةِ مجموعةٍ من مَعْصوبي الأعيُن، لا يَجدُ أحدُهُم نظيرَه، والجميعُ مُتخبِّط، والموسيقى تَعلو، يَفترقُ الجَمعُ، كلٌّ باتجاهٍ.
ماتَتْ تلكَ المشاعرُ التي تَجعَلُ الأرواحَ تَتلاقى دونَ البَصر، ولا قَميصٌ يَردُّه، ولا عَزيزٌ يُنقِذُنا من الظُّلمة...
لا أحدَ يَفتقدُ الآخرَ هنا، الجميعُ يُستَبدَلُ، لن يَشعرَ العالَمُ البائسُ أنَّه خَسِركَ، أنتَ وحدَك الخاسر...
تَخسَرُ نَفسَك التي مَنَحتَها، فلم تُبقِ لكَ شيئًا منها لتُكمِلَ به إلى قاربِ نجاة...