ضعيني بين دفتيكِ
كالمسافر الذي يحمل السماء في عينيه
حلقي بعيدًا ، بعيدًا حيث عينان
سفينتان تائهتان
تجولان بلا مرفأ ، ولا شواطئ
، تكلمي معي ، وأنا كالعادةِ ملجومَ اللسان ،
سنكون نضرين ومضيئين
أحب أن أتخيلنا في حضن حار
مرصع بأصداف من شبق
تقع مثل جريسات
على وجهي ذي الجرح القديم
و أضيئي لي مصباحًا عند رأسي
المُحروس بالقضبان
أضيئي كوكبة نجوم، تلك التي تعجبني
واحضري كلّ ماهو جميل وباهت،
و اخفضي حجم أرقك قليلًا
اريد فجراً هادئًا من زبد ،من صَدف
، من زنبقةً، أفضل من كل الزنابق،
أصيلة ذات عطر ناعم
وتويجة مضمومة الفواح ،
أريد أن احلم أن
أمرّغ شفتيّ بالشكران
بالفاكهة والعسل،
أنا الذي بات مستورًا بأوراق تين
تسقط مع البِدَايَة والنِّهَاية
وتتَكرَّران دائماً
مِثل فُصولٍ مَيتَة
وبعْدَ كٌلّ وصلة غَرَامِية
تَحُلّ الذِّكرى
ثُمّٓ بعدها النسيَان
الذِي لاَ يَتوَقَّف أبداً.