هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • من هو عروس القيامة ؟
  • أحب القمر 
  • الحويني و حلمي بالوطن
  • النبوءة
  • هكذا كنت أراها
  • ظلال المدينة القديمة: الفصل الرابع والأخير
  • عند الموت
  • سُقُوطِي الحُرَّ
  • بخل الزوج بالنفقة هل يسقط حقه الشرعي في المعاشرة ؟
  • الفطر لأجل حضور المحاضرات ، هل يجوز ؟ 
  •  أرجوحة 
  • مع خواطر روح آية الدسوقي
  • ذكرى توجع
  • البيض و البشر
  • بين أرطغرل وصلاح
  • لحظة للحب
  • صنع الله
  • عربة القطار
  •  مسلسل أولاد آدم 
  • غيمة خائفة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د. زينب ابو الفضل
  5. بخل الزوج بالنفقة هل يسقط حقه الشرعي في المعاشرة ؟

 تقول السائلة: أنا متزوجة من ١٥ سنه وعندي أربعة أولاد والحمد لله.

باختصار زوجي بخيل جدا ، ودائما كنت أتصرف انا في نفقة البيت لأني كنت أعمل ، والآن تركت العمل لما أصبت بالكنسر ، وهو لايزال على حاله ، ولما احتجت لجراحة تكفل بها والدي وإخوتي ، لدرجة أنه كان إذا ذهب معي لجلسات الكيماوي يأخذ منى أجرة المواصلات كما تعود ، وبعد مرضي تعبت نفسيا من تصرفاته هذه وكلمته كثيرا دون جدوى ، والآن لم أعد أطيق أن يعاشرني معاشرة الأزاوج ، حتى إنني أبكي لو تم ذلك 

فماذا أفعل ؟ وهل انا آثمة ، أفيديني .

- السؤال مختصر من رسالة مطولة -

 

الجواب:

 أقول للسائلة : اسمحي لي أولا ومن باب توعية غيرك من السيدات أن أقول لك : لقد أخطأت سيدتي في حق نفسك وأبنائك ، حين أعفيت زوجك من البداية من الإنفاق ، الذي هو من أبرز مسؤولياته عنك وعن أبنائه ، وكان ينبغي أن تلزميه بنفقتك حتى و لو كنت تعملين أو كنت ذات مال وفير، فنفقتك على زوجك وعلى قدر سعته ، ولامانع من المساهمة في نفقات البيت عن رضا وطيب خاطر ، وهذا من باب المروءات وليس الواجبات .

ثانيا : أقول لك سيدتي :هناك قاعدة قرآنية تحكم العلاقة بين الزوجين وماعليهما من حقوق ومالهما من واجبات ، وهي وكما يقول الشيخ محمد عبده بمثابة الميزان الذي توزن به تصرفات كل منهما تجاه الآخر وماله وما عليه ، وهي المنصوص عليها في قوله تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف "

وعليه ، فهذا الزوج الذي لايراعي نفسيتك ويتعامل معك بلا إنسانية في ظروفك الحرجة هذه ، إنما أسقط بذلك أهم مايجب أن تنبني عليه الحياة الزوجية وهي قاعدة المودة والرحمة بموجب قوله تعالى "وجعل بينكم مودة ورحمة " 

فالعلاقة الخاصة بين الزوجين ليست علاقة حيوانية بهيمية ، ولكنها وكما عبر القرآن الكريم ، حالة من الإفضاء أو التلاحم الجسدي والنفسي بين الزوجين ، وبتعبير القرآن الكريم " أفضى بعضكم إلى بعض " وكأن كلا من الزوجين يدخل في فضاء الآخر ويتلاحم معه فيصيران كيانا واحدا .

وقريب من هذا المعنى يأتي قوله تعالى " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " ومعلوم أن اللباس هو ألصق شيء بالجسد ، وبه يستتر الإنسان ويتجمل.

وفق هذه المعاني يجب أن تسير العلاقة الزوجية ، وفي إطار من قاعدة المودة والرحمة.  

فإذا حدث وتجرد الزوجان أو أحدهما من هذه المعاني ، جاءت العلاقة بينهما أشبه بحالة حيوانية ، وليست إنسانية على الاطلاق .

واذا كان هناك طرف لايهمه ولايعنيه أن تمارس هذه العلاقة الخاصة بطريقة إنسانية أو حيوانية ، إذ المهم عنده أن يقضي مأربه وكفي ، فإن الطرف الآخر حين يتأذى بذلك يصبح من الضرر. 

 والقاعدة " الضرر يزال " و " لاضرر ولاضرار "

  

-أما النصوص التي جاءت تأمر المرأة بسرعة الاستجابة لزوجها إذا طلبها ، وتتوعدها بالعقاب في الآخرة إذا امتنعت حتى وإن حكم عليها بالصحة ، نحو قوله صلى الله عليه وسلم " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت ، فبات عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح " متفق عليه .

 

فأقول لك : هذه الحديث ومافي معناه إنما يتحدث عن حالات الاستواء والاعتدال ،يعني حين ينفق الزوج ويحتوي ويرعى ويتودد ويقوم بواجباته كاملة ، ثم تتمنع عليه الزوجة دون عذر مقبول ، وهو غالب سلوكها معه .

والخلاصة هي أن العلاقة الزوجية ليست حقا للرجل وحده ، فهي حق للزوجة كذلك ، والعلاقات التي تكون على هذه الشاكلة يجب ان تتم على صورة تشبع حاجة الطرفين ، ولايجوز أن يستأثر بها طرف ويتألم بها آخر . 

 

ثالثا: هذا الزوج اذا امتنع عن النفقة لاعن عوز أو عن ضيق ذات اليد ، ولكن عن بخل كما ذكرت، تسقط قوامته باتفاق الفقهاء ، لأن القوامة جاءت في القرآن الكريم معللة بهذه العلة" وبما أنفقوا من أموالهم "  

والقوامة حين تسقط عن الرجل بموجب الشرع ، فهذا معناه أنه أصبح ديكورا في بيته 

، فكيف إذن يكون له هذا الحق عليك ؟ 

 

ومعلوم أن الفقهاء في عمومهم فسروا قوامة الزوج على زوجته بمعنى السلطة والكلمة النافذة وإذن الدخول والخروج - ولست معهم بالطبع في هذا التفسير - فالقوامة ذات معنى أرحب من ذلك وأعمق ، فهي المسؤولية في أعلى درجاتها وهي الحب وهي الرعاية وهي الحنو ، فهي مشتقه من مادة (قوم ) التي منها اسم الله " القيوم " بمعنى القائم على ملكه يحفظه ويتعهده لايغفل عنه ، ولاتأخذه في سبيل ذلك سنة ولانوم . 

 

وإذا كانت القوامة تسقط بالامتناع عن النفقة ، فمن باب أولى أن يسقط بسقوطها حق المعاشرة ، الذي أساسه المودة والرحمة والسكن ، وهذه هي أسس العلاقة الزوجيةفي ديننا الإنساني الحنيف ، وإلا نكون قد أسسنا لأسر تقوم العلاقات فيما بينها على المنفعة الجسدية فقط ، أو أسر من خارج عالم البشر . 

وبناء على ذلك : أرى أن من حقك الامتناع عن هذه العلاقة التي تؤذيك ، خاصة وأنت مريضة بهذا الداء الذي تلعب النفسية دورا أساسيا في التعافي منه .

واذا كان الزوج مصرا على أن يأخذ مايتصوره حقه من هذه العلاقة ، وهو في الوقت نفسه لايبدي أية بادرة في سبيل إصلاح حاله معك من التعامل بالمودة والرحمة وتحمل أمر النفقة ، فمن حقك أن تطلبي منه أن يطلقك بالمعروف ، فإن أبى كان لك الحق في طلب التفريق للضرر عن طريق القضاء . 

فالانفصال بالطلاق خير من الاستمرار في حياة مؤذية نفسيا إلى هذه الدرجة ، فكأنك في ظروفك هذه تلقين بنفسك إلى التهلكة ، وقد تأثمين بذلك بسبب تفريطك في حق نفسك عليك ،" وإن لبدنك عليك حقا " 

 

وأنصحك بأن تبدئي بالامتناع عن هذا الزوج ، كنوع من الضغط عليه كبادرة لإصلاح حاله معك ، فإن عاد إلى رشده ، وإلا فالحل هو الطلاق في رأيي ، ولكن أنت فقط من يمكنه تقدير ماإذا كان هذا الحل هو الأمثل بالنسبة لك ، أم إن الإبقاء على حياتك العائلية شكلا كما تقولين لأجل أبنائك، ودون السماح لنفسك بتحمل أية ضغوط زائدة عليك إن كنت تقدرين على ذلك - هو الأمثل ، وفي هذه الحالة لاإثم عليك شرعا إن امتعت عن هذا الزوج تماما ، إلى أن يصلح من نفسه .

وعليك إذا اخترت حل الطلاق أن لاتخافي من هذه الخطوة ، ودائما ضعي نصب عينيك قوله تعالى " وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته " 

فما أنت فيه هو المخيف حقا ، ولايوجد في رأيي ماهو أقسى من أن يتعايش زوجان وبينهما مثل هذه التلال من البغض والكراهية ، وأن ينشأ الأبناء في مناخ مسموم إلى هذه الدرجة . .  

والله تعالى حين شرع الطلاق شرعه لأنه حل وعلاج ، ولكن نحن من جعلناه مشكلة وساحة للاحتراب والثأر ، حتى أصبح مخيفا بل ومرعبا ، ولكن لاتخافي ولاتحزني مادام الله معك ، فأنت في المعية ، لكونك مريضة أولا " أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده " ثم لكونك صابرة " والله مع الصابرين "

 

تنبيه

الذي لايعجبه رأينا له ذلك ،ولكن غير مسموح بالتجاوز ، ولست ملزمة بالرد إلا على ماأراه يستحق الرد من الاستفسارات فقط.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

777 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع